عمار سعدي السبع تمثل البطولات الرياضية فرصة طيبة لتقريب الشعوب والدول فيما بينها وقد رأينا العديد من البطولات وهي تعبر عن رسالتها الإنسانية والرياضية من خلال المنافسة الشريفة ما بين الفرق المشاركة في تلك البطولات، خصوصاً فيما يتعلق ببطولات كرة القدم سواء كانت على المستوى العالمي أو المحلي، وبلا شك فأن الرياضة تعد مصدراً مهماً وعاملاً مساعداً لمد جسور التواصل وخلق حالة من المحبة والتسامح بين الشعوب، ولو عدنا بذاكرتنا قليلاً نشاهد كيف كانت بطولة كأس العالم الاخيرة في روسيا مثالاً واضحاً في التعبير عن الصورة الحضارية والرياضية الشريفة، وذلك من خلال تجمع شعوب العالم على مختلف مسمياتهم وانتمائهم تحت هدف واحد ومنافسة واحدة، فرأينا مثلا مثلا كيف كان جمهور منتخب المكسيك بملابسهم التقليدية وقبعاتهم الكبيرة في مدرجات الملعب، وكذلك جماهير البرازيل وهي تشجع و تؤازر فريقها بكل حماس! والبطولات التي تحمل الطابع الإنساني والاجتماعي والرياضي هي عديدة في عالمنا اليوم، ابتداءً من البطولات العالمية ووصولًا بالبطولات المحلية، الا انني أود الإشارة هنا عن بطولة تخصنا نحن كعرب جميعاً وهي بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال التي تقام منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي ينظمها الاتحاد العربي لكرة القدم، فقد كنت مدعواً لحضور قرعة البطولة لمرحلة الدور الثاني التي جرت في العاصمة السعودية الرياض قبل فترة قليلة، وبمشاركة فرق عربية لها وزنها وثقلها على الساحة الرياضية القارية، وخلال حضوري لفعاليات القرعة شاهدت عملاً دؤوباً يؤديه الاتحاد العربي المنظم للبطولة واعضاء الاتحاد ومن ضمنهم الاستاذ رجاء الله السلمي حيث كانوا يعملون مثل خلية نحل مع المنظمين للحفل من أجل إظهار هذه البطولة بأفضل وجه على مستوى التنظيم والدعم اللوجستي بهدف الارتقاء أكثر بهذه البطولة التي تجمع الفرق العربية وجماهيرها بشكل جميل ورائع ويعكس عمق وأهمية العلاقات العربية بين الدول. وبالنظر الى الفرق التي تشارك في هذه البطولة كل عام فتجد كيف إن الفرق المغربية تواجه الفرق الجزائرية وكيف إن الفرق العراقية تواجه نظيراتها المصرية في جو رياضي مثالي يزيده رونقاً وجمالاً كثرة الجماهير التي تحضر للمباريات بشغف وحماس، وأعتقد بأن الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يرأسه سمو الأمير عبد العزيز بن التركي الفيصل، قد نجح في لم شمل هذه الفرق في بطولة كروية واحدة تواكب الأساليب والتطور الحاصل في كرة قدم العالمية وتقديمها للمشاهد العربي بأفضل صورة، بالأضافة الى الدعم المالي الذي تقدمه البطولة الى الفريق البطل. أعتقد إن في ظل الاحداث السياسية والامنية التي تشهدها بلداننا العربية بأننا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو الأهتمام في تنظيم هكذا بطولات رياضية تلم شمل جميع الدول العربية تحت هدف واحد، لأننا وكما نعرف بأن الرياضة قادرة وبشكل كبير على تقريب وجهات النظر واصلاح ما تفسده السياسية في كل وقت ومكان، وان بطولة رياضية مثل بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال تحمل بعد اجتماعي ورياضي هي أبرز ما نحتاجه اليوم لاشاعة رسالة التكاتف والمحبة والأخوة بين الشعوب العربية.