علي حسين
أعجز عن إدراك ما يجري من خزعبلات في أروقة السياسة العراقية وحل لغزها، ربما لا أملك ملكة الفهم التي تتيح لي حل أحاجي هذه السياسة من عينة ، الثلث المعطل والصراع بين حكومة الأغلبية وحكومة الشراكة،
ورغم أنني قرأت ما كتبه السيد نوري المالكي عن دولة القانون وتبحرت بيوميات أياد علاوي واطلعت على التجربة الاقتصادية العملاقة التي خاض غمارها باني العراق الحديث عادل عبد المهدي، وانتظر مذكرات محمود المشهداني عن ” المالات ” ، ورغم كل هذه ” المعارف” ، لو سألتني عن ما يجري في البرلمان من صفقات وضحكات لطلبت الاستعانة بأبو علي الشيباني ليعمل لنا استخارة عسى أن نكشف عن سر الصورة التي التقطتها النائبة حنان الفتلاوي مع رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان حسن العذاري، فالنائبة التي تصرخ في الفضائيات ضد التيار الصدري وحكومة الأغلبية، ، هي نفس النائبة التي توزع الابتسامات مع قادة التيار الصدري في البرلمان؟.
وقد أسعدني الحظ بأن عشت تجربة حكم السيد إبراهيم الجعفري، وكيف كان يدير شؤون الحكم من خلال “مسبحته” الكريمة مثلما أخبرنا ذات يوم السيد باقر الزبيدي.
ولأننا شعب ناكر للجميل فلم نطلب من الدكتور الجعفري أن يبادر ويصدر لنا كتاباً بالألوان عن كرامات “السبحة” ومعجزاتها، وأن يكتب بنفسه مقدمة الكتاب ليقول فيها للعراقيين بأنهم كانوا غارقين في مستنقعات التخلف حتى أنقذتهم مسبحة الجعفري من مصير أسود في منتهى البؤس.
وعلى ذكر أبو علي الشيباني فقد قرأت قبل أيام كتاباً ممتعاً بعنوان “كيف يفكر الفرنسيون؟” وفيه يقدم المؤلف صورة لشعب مثقف، لكنه يتطرق إلى حوادث لا تختلف كثيراً عما يجري داخل أروقة السياسة العراقية. ففي واحدة من فصول الكتاب يخبرنا المؤلف بأن الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران والذي كان قريبا من النخبة الثقافية ، اكتشف الفرنسيون بعد وفاته أنه كان يعقد اجتماعات دورية مع عرافة اسمها أليزابيث في القصر الرئاسي، وأصبحت أليزابيث التي تشتهر بتأليفها كتب عن الحظ، تشبه ما تقدمه لنا السيدة كارمن كل عام من كتب عن حظنا وحظوظنا في هذه البلاد، وحسب ما نشرته العرافة أليزابيث فأنها كانت ترى أن ميتران يقع حظه تحت هالة القمر الأسود، والغريب أن ميتران كان يستشيرها في أمور الدولة وخصوصاً عندما اندلعت حرب الخليج عام 1991، وكان يطلب منها أن ترسم له صوراً فلكية لرؤساء الحكومة والوزراء.. وكان يتخذ قراراته بعد أن تكشف له طالعه.
سيقول البعض إن “استخارة” الجعفري ومسبحته اكثر تاثيرا من طالع العرافة اليزابيث ، لكن الفارق ان ميتران قاد فرنسا نحو التطور والازدهار رغم قمره الاسود ، بينما قادنا الجعفري ورفاقه الى الحظ الاسود .