ضربتان قاسيتان
ضرغام الدباغ
تلقى التحالف الغربي العريض (أوربا ــ الولايات المتحدة) في غضون يومين أثنين، ضربتان قااسيتان، وما هي سوى افتتاحية وتنبأ بأكثر من ذلك ربما في القريب العاجل.
الولايات المتحدة قائد المعسكر المالي / السياسي / العسكري، حامل لواء الديمقراطية كذباً وزورا وبهتاناً، ولكن الكذب المدعوم بقوة عسكرية خارقة، وبتفوق مالي، وسياسي، يجعل الأكاذيب حقائق والأباطيل واقعا موضوعياً، ولكن قواعد الحياة تغير قواعد اللعب، فالصغير لن يبقى صغيراً، والضعيف لن يبقى للأبد ضعيفا ، وهكذا تطرح التعاملات مستوى جديداً من العلاقات … وبناء على ذلك يتعين من كان يعربد على عرش العالم أن يكف عن عربدته، وأن يتقبل التحولات التاريخية …وربما أن يدفع ثمن طغيانه ..
الحدثان هما .. تدهور الموقف السياسي في فرنسا (9/ حزيران) يضع كافة الاحتمالات ممكنة، حيت تتصاعد مكانة قوى يمينية ويسارية، بدرجة ستفقد القوى التقليدية (تحالف قوى المال والدولة) مما ينضج إمكانية حدوث تحولات حاسمة على الصعيد الداخلي والخارجي، وحين نقول الخارجي، نقصد أن هناك شكلان أو كيانان مهمان للعمل الخارجي هما : الاتحاد الأوربي، وتحالف الناتو .
وعنونت صحيفة “لوفيغارو” افتتاحيّتها “قفزة نحو المجهول”. أما مجلة “دير شبيغل” الألمانية فعنونت “فرنسا صوّتت وعاقبت ماكرون”. حلّ تحالف الرئيس الفرنسي في الصدارة لكن بدون أغلبية مطلقة وهُزم عدد من وزراء حكومة إليزابيت بورن كانوا مرشحين للانتخابات.
لم تمنح هذه الانتخابات الأغلبية لأي حزب، وقد اتّسمت بتحقيق اليمين المتطرّف تقدما كبيرًا وبتأكيد انقسام المشهد السياسي إلى ثلاث كتل: الوسط بقيادة إيمانويل ماكرون (245 نائبًا، تحالف معًا ..! )، واليمين المتطرف بقيادة مارين لوبن (89 نائبًا، حزب التجمّع الوطني) وتحالف اليسار بدءًا باليسار الراديكالي وصولًا إلى الاشتراكيين (135 نائبًا) بقيادة جان لوك ميلانشون (الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد).
ورأت صحيفة “لوفيغارو” أن فرنسا “تقوم بقفزة نحو المجهول السياسي. زلزال في الجمعية: فرق متناحرة تثير ضجيجًا ستستقر في المجلس وتحوله إلى قدر يغلي… إن نقاشنا الديموقراطي برمّته (…) سيتأثر بشكل عميق“..
في الولايات المتحدة، صرحت سيدني باول : (*)
صرحت بما يلي :
- من مصلحة الرئيس بايدن أن يعترف بالخسارة وينسحب (يستقيل) بدلاً من أن يسجن مدى الحياة.
- لدينا دليل قاطع على سرقة 7 ملايين صوت من الرئيس دونالد ترامب.
- و10 ملايين صوت غير قانوني لبايدن.
- وعدة ملايين صوت أدلى بها الموتى لصالح بايدن.
- وسنقوم بتقديم جميع الأدلة.
هذا التصريح ليس من سياسي يجازف من أجل الصعود، بل الدعي العام الفيدرالي السابق، وأبرز محامية في الولايات المتحدة، ويستحيل أن تلفق أي من هذه الاتهامات.
ما معنى وقوة هذه الضربة، وهناك سابقة في تاريخ الولايات المتحدة هي فضيحة وترغيت، حين تلاعب ريتشارد نيكسون بنتائج الانتخابات، وأضطر للاستقالة، يوم كانت الولايات المتحدة تهتم بشيئ أسمه ” حفظ ماء الوجه “.، ومن المستبعد أن تحافظ إدارة بايدن المتهالكة صحيا وماديا بإجراء يحفظ ماء الوجه .. بل يرجح أنهم سيعمدون للكذب، والاحتيال والتدليس، ليقلبوا النتائج .. هذا ممكن، ولكن ما هو ليس بالامكان، هو مسح عار التزوير والخيانة من وجه النظام المهترئ، النظام لم يعد باقيا على سدة الحكم إلا بالكذب والتزوير والاحتيال … وليس نادراً باللجوء إلى تصفيات بأشكال مختلفة، فم يشتط به الخيال ليصنع فلم كرامبو وسسوبر مان لا يصعب عليه أن يحتال … مجرد حيلة …!
الوهم الكبير الذي صنعته الصحافة المأجورة، وهوليود، وحفلات الأباطيل يتهاوى … والكذب لم يكن ينطلي على الجميع، فالكل يعلم أن النظام الديمقراطي / رأسمالية الدولة الاحتكارية، أنتجت الفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا، وفرانكو في أسبانيا، وحكم الجنرالات في اليونان، ونظام سالازار في البرتغال، وأنظمة طغيانية في أميركا اللاتينية، وأنظمة كثيرة في آسيا وأفريقيا، النظام ( الديمقراطي ) يستطيع بدقة وحرفية عالية أن يحيك أكاذيبه وتحايله كما يصنع الأفلام الخرافية، والألعاب السحرية. الآن كل هذا يهتز بشدة وآيل للسقوط،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) سيدني باول ” المدعي العام الفيدرالي السابق.
مارست سيدني باول المحاماة في الدائرة الفيدرالية الخامسة منذ عقود؛ وكانت محامية رئيسية في أكثر من 500 من قضايا الاستئناف. وحاليا فإنها تتولى دعاوى الاستئناف الفيدرالية ذات الصبغة التجارية المعقدة إذ يلجأ إليها الأفراد والشركات وحتى الحكومات في هذا النوع من القضايا.
“سيدني باول” رئيسة سابقة للأكاديمية الأمريكية لمحامي الاستئناف ورابطة المحامين بالدائرة الفيدرالية الخامسة، وهي عضو في معهد القانون الأمريكي، حديثا ألفت كتاب Licensed to Lie” “/ مرخص له بالكذب” والذي أثار ضجة كبرى بفضحه الفساد في وزارة العدل الأمريكية