نفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن)
في سابقة ربما تكون غير معهودة ولا دراجة في عاديات السلطة الفلسطينية . أستقبل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية على أرض فلسطين الفنان العراقي سعدون جابر ومنحه وسام الثقافة والعلوم والفنون ( دارجة الأبداع ) من الطراز الأول ليس لموقف يذكر ولاحتى لفعالية تليق بمستوى نضالات الشعب الفلسطيني وسجل شهدائه الطويل في معركة الأرض والوجود للفنان سعدون جابر طيلة مسيرته الفنية . لو عدنا الى الوراء قليلاً في سجلات العراقيين ومواقفهم تجاه فلسطين وشعبها وأرضها التي أغتصبت عنوة منذ مطلع الاربعينيات . كان للعراق وشعبه وجيشه الباسل مواقف سجلها التاريخ بأحرف من نور في القتال والوقوف مع قضايا وتطلعات شعب فلسطين المصيرية .
وتبنت مؤسسة سيدة الارض الفلسطينية في متابعة زيارة الفنان سعدون جابر في تغطية أعلامية مبالغ بها من حيث الموقف والتضامن ضمن حفلها السنوي في تكريم شخصية العام ٢٠١٨ في رام الله .
طافت به وبمرافقيه المدن الفلسطينية , لكن لم تكن مدينة جنيين ضمن لائحة تلك المدن في المرور عليها ربما ضيفهم الفنان سعدون جابر لايعرف أن أرض تلك المدينة تفتخر برفات قبور العراقيين الشامخة , الذين قاتلوا على أرضها وفي الدفاع عن وجودها منذ عام ١٩٤٨ وماتوا ودفنوا فيها . وباتت شواخص قبورهم من علائم المدينة ورموزها .
لايعنيني في هذا المقال أن أناقش أو أجادل أن سعدون جابر مغنياً وذو تاريخ فني وترك بصمة كبيرة في ذائقة العراقيين والعرب , هذا لاجدال عليه , لكن ما يعنيني ما قدمة سعدون جابر للقضية الفلسطينية أيام القحط والعوز في دعم القضية قياساً بالفنانيين العراقيين الأخرين من شعراء وأدباء ومثقفين عانوا الويل من مأسي الغربة والتشرد , لكنهم حملوا لواء القضية الفلسطينية في حدقات عيونهم , كان يفترض من السلطة الفلسطينية ومجتمعاتها المدنية أن تأخذ بعين الأعتبار الاولويات بالتكريم أنصافاً للتاريخ وتقديساً لدماء الشهداء .
الشاعر الكبير مظفر النواب في وترياته الليلية . يخاطب القدس والعرب .
القدس عروسة عروبتكم .
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل حجرتها .
ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب لصرخات بكارتها .
وسحبتم كل خناجركم , وتنافختم شرفاً .
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض ؟؟؟ .
فما أشرفكم ….
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟؟؟ .
أولاد القحبة …
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم .
أن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم .
تتحرك دكة غسل الموتى .
أما أنتم …
لا تهتز لكم قصبه …
لماذا لم تلتفت السلطة الفلسطينية لشاعر وسياسي بمستوى مظفر النواب لتكريمه وهو في وضع ربما يكون ميئوس منه نزولاً وشرفاً بما قدمه شعراً وموقفاً للقضية الفلسطينية في زمن صعب وهو يكابد أوجاع الغربة وذليل الهزيمة والأحباط , وعندما كانت القضية تحتاج الى مواقف رجال فكان أهلاً لها في الدفاع عن فلسطين وأهلها , وفي يومها شكلت وترياته الليلة منشوراً وطنياً يتغنى به الصغار قبل الكبار وأدانة صارخة لمواقف الحكام العرب ومساومتهم على القضية الفلسطينية وحرمة القدس , كان في يومها سعدون جابر مهموماً بأغاني البعث وسيده القائد ( شراع صارنه البعث وأحنه السفينة ) . خطوة الرئيس أبو مازن دليل أخر لا يقبل الشك على تردي المرحلة وأنحدارها على كافة المستويات بما ضمنها الاخلاقية . بحثت مع صديقي ( الكوكل ) في صفحات الفنان سعدون جابر فلم أجد شيئ يذكر أو يستحق الذكر في المرور من خلال مسيرته الفنية على منعطفات خطيرة مرت بها القضية الفلسطينية فعلى من عول وأعتمد رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله على خطوته هذه .
فنان أخر يتوجب على تلك القراءة الوقوف عنده والمرور على ذكراه . الفنان سامي كمال والذي شغل لسنوات على أرض الشام فرقة ( بيسان ) للجبهة الديمقراطية الفلسطينية . وسجلت مسيرته الفنية من حيث اللحن أو الغناء سجلاً طويلاً في دعم القضية الفلسطينية وهدفها الوطني المشروع . ما زالت أغانيه ( ذاهب كي أرى كيف ماتو ) ( ومن يغسل الدم في الشوارع ) أضافة الى أحياء أغاني الفلكلور الفلسطيني يتغنى بها الفلسطينين في مهرجاناتهم الوطنية ومنعطفاتهم الثورية .