اياد علاوي : عادل عبدالمهدي كان على ظهر دبابات الانقلاب في 8 شباط!
ذكر اياد علاوي، زعيم حزب الوفاق وأول رئيس للوزراء بعد الإطاحة بنظام صدام، في مذكراته الأخيرة حقائق غير منشورة عن علاقته برئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي.
وورد ذكر عبدالمهدي في مواضع مختلفة من كتاب (بين النيران / محطات من مسيرة اياد علاوي).
وينحدر اياد علاوي من اسرة سياسة تجارية تولى عدد من رجالاتها عدداً من المناصب التنفيذية اثناء الحكم الملكي.
وتربط علاوي مع احمد الجلبي وعادل عبدالمهدي بزمالة وصداقة طويلة، نظراً للعلاقة الوطيدة التي تجمع عوائلهم. ويرتبط علاوي والجلبي بعلاقة نسب من جهة الأمهات المنحدرات من اسرة عسيران اللبنانية.
ويعتبر الثلاثي علاوي والجلبي وعادل عبدالمهدي من أبرز خريجي كلية بغداد للمتميزين.
عادل يقود الاعتصامات
وفي سياق حديثه حول بدايات انخراطه بالعمل السياسي في صفوف حزب البعث في حقبة عبدالكريم قاسم، أشار علاوي الى قرار التصعيد الذي اتخذه حزب البعث عام 1963 للتصعيد ضد نظام عبدالكريم قاسم.
وكتب علاوي عن قرار الحزب اثناء نشاطه ضمن التنظيمات الطلابية في جامعة بغداد ان “جملة ما كان علينا القيام به هو الاعتصام الطلابي في مقر رئاسة جامعة بغداد التي تقع في منطقة الوزيرية. وفعلا طلبت الذهاب الى الكلية الطبية، كنت حينها في الصف الأول، وحصل ذلك مع بدء الدراسة وذهبت بسيارة الدكتور اياد كركجي وقد تركت سيارتي في المنزل”.
ويواصل علاوي الحديث عن احداث ذلك اليوم بالقول “كان معنا في ذلك الاعتصام عادل عبدالمهدي وسالم منصور من كلية الطب … وبعد دخولنا الى رئاسة الجامعة في الوزيرية سرّحنا الموظفين واقفلنا الباب الرئيس بالقفل الذي اشتريته.
صبيحة انقلاب 8 شباط
وفي موضع آخر من مذكراته، التي يشير فيها الى عادل عبدالمهدي، كتب اياد علاوي عن احداث صبيحة انقلاب 8 شباط، الذي نفّذه حزب البعث وادّى بالمحصلة للإطاحة بنظام عبدالكريم قاسم ومجيء تحالف قومي – بعثي الى سدّة الحكم: “في يوم الجمعة 8 شباط عام 1963 رأينا حركة غير اعتيادية في المعتقل حيث كان الحرس مرتبكين وفي كامل عدّتهم وحضر في ذلك اليوم رئيس المعتقل على غير العادة”.
ويضيف علاوي “بقينا في حيرة من امرنا، لكن الحيرة اخذت تتبدد تدريجياً بسبب تغيّر المعاملة من جانب الحرس، فقد اصبحوا يتودّدون إلينا وقالوا ان آمر المعتقل أمرهم بأن ينفّذوا كل ما نحتاج اليه”.
ويتابع القيادي المنشق عن حزب البعث مطلع السبعينات “في تلك الاثناء كانت الساعة بحدود الثانية عشرة ظهرا، اقتحمت ثلاث دبابات السجن بعد ان كسرت أبوابه وترجّل من أحدها ضابط مسلح برشاشة اتوماتيكية، وبصوت عال امر بفتح الأبواب واطلاق سراح المعتقلين وباعتقال مدير السجن، فعرفنا ان من قام بالحركة هو حزب البعث”.
ويواصل علاوي سرد الاحداث التي شهدها صبيحة انقلاب 8 شباط بالقول “انطلقنا ونحن فرحون وصعدنا على ظهور الدبابات، والدبابة التي صعدت على ظهرها، وربما كان معي عليها عادل عبدالمهدي”.
عندما ضُرب عادل
وبشأن الاستقطابات السياسية التي كانت تشهدها الأوساط الجامعية في حقبة قاسم، يذكر علاوي حادثة كان بطلها رئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي. فيكتب “في أحد الأيام هاجمت المقاومة الشعبية الطلبة في كلية بغداد وانهالوا ضرباً على بعض الطلبة، ويومها كنتُ سائرا باتجاه ساحة الرياضة الكبيرة، رأيت منذر كبة يركض بالاتجاه المعاكس وانفه وفمه ينزفان دماً، وقال لي: لا تذهب فالشيوعيون يبحثون عن عماد (أخي) وعند، واعتقد انهم نالوا من عادل عبدالمهدي الذي كان أكبر منّا سناً ويتقدمنا بمجموعة صفوف”.
ويذكر اياد علاوي في سرد ذكرياته الصراعات داخل دوائر حزب البعث والتي كان لصدام التكريتي دور دموي فيه وانتهت بتصفية العشرات من كوادر والحزب، وانشقاق اخرين من بينهم اياد علاوي ذاته.
في المغترب الباريسي
وعن نشاطه المناهض لحزب البعث الذي احكم صدام حسين قبضته على مفاصله في حقبة السبعينات، يتحدث علاوي عن جولاته ولقاءاته في أوروبا مع أبرز المعارضين العراقيين آنذاك بالقول “كانت الاتصالات في سويسرا مع اخوة اخرين رتيبة، وكان في مقدمتهم الأخ الدكتور عوني بهنام الذي كان موظفا في الأمم المتحدة. في تلك المرحلة لم اسافر الى دولة عربية على الاطلاق وقضيت فترة طويلة في سويسرا، كنت اذهب الى نيونيوك وباريس التي التقيت فيها مرة او مرتين الأخ عادل عبدالمهدي”.
واصدر اياد علاوي، مؤخرا، الجزء الأول من مذكراته التي حملت اسم (بين النيران) عن دار المدى، بواقع 324 صفحة، تضمنت ملحقاً للصور الشخصية والوثائق عن اكثر من ستة عقود من نشاطه السياسي.