الموسيقار العربي المصري عمار علي محمد إبراھيم علي الشريعي )16/ نيسان / 1948 توفي 7/ كانون الأول 2012(، عاش 64 عاماً، موسيقي ومؤلف وناقد. واحد اعمدة الموسيقي في مصر. ولد في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر لعائلة تع ّد من أصول عائلة ھواره في الصعيد له علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من
الافلام والمسلسلات التلفزيونية وذلك رغم أنه كفيف.
ولد عمار الشريعي لعائلة متوسطة، حفظ عمار 5 أجزاء من القرآن في طفولته، والده اشترى له بيانو للعزف عليه، فمواھب عمار لم تقتصر على الموسيقى فحسب، بل إنه كان سباحاً محترفاً، وخلال فترة الدراسة تعرف على الموسيقار كمال الطويل وتبناه، ثم تعرف على الموسيقار بليغ حمدى ورأس فريق
الموسيقى وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدھا.
تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى.خلال فترة دراسته، وبمجھود ذاتي، أتقن العزف على آلة البيانو والآوكورديون والعود، ثم أخيراً الأورغ. بدأ حياته العملية عام 1970 عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورغ حيث بزغ نجمه فيھا كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد ھذه الآلة واعتمادھا بدرجة
كبيرة على الإبصار.
اتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى عام 1975، وزادت ألحانه عن 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي. تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمھا شھرة ذائعة، وحصل العديد منھا على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي.كون فرقة الأصدقاء في عام 1980 وقد حاول من خلالھا مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة. اھتم اھتماماً كبيراً بأغانى الأطفال فقام بعمل أغانى احتفالات عيد الطفولة لمدة 12 عاماً متتالية، وشارك في ھذه الأعمال مجموعة من كبار
الممثلين والمطربين.
تولى منذ عام 1991 وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات اكتوبر التي تقيمھا القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الاعلام والتي تع ّد ذروة احتفالات جمھورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر والتي قام تحت رعاية وحضور الرئيس المصري السابق مبارك.
عين أستاذاً غير متفرغ باكاديمية الفنون المصرية في عام 1995. تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاھد والكليات الموسيقية بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاھرة،
ومعھد العربية باكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بباريس / فرنسا.
المؤھلات العلمية
درس بمدرسة المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين. ليسانس الآداب، قسم اللغة الانكليزية، كلية الآداب، جامعة عين شمس، عام 1970. درس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة ھادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة. التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
أعماله الفنية
تجاوزت أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية، وقد قام كذلك بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عمان عام 1993 م بمناسبة عيدھا الوطني وكذلك عيدھا الوطني عام 2010 م وكان قد سبقه في تلحين اعياد عمان الوطنية العديد من عمالقة الطرب العربي أمثال الموسيقار محمد عبد الوھاب.كما قدم بنفسه
عددا من البرامج الشھيرة أبرزھا البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات “غواص في بحر النغم”.
عمله في المقدمة الموسيقية لرأفت الھجان
من المؤكد أن الموسيقار الشريعي قد قرأ رواية الھجان)قرأت له(، وتأمل فيھا بعمق، وتفاعل معھا بشدة، ولا شك أن كاتب الرواية صالح مرسي قد أجاد في كتابتھا، ثم أن الموسيقار الشريعي تخيل عذابات ومعاناة الصبي رأفت الھجان )رفعت الجمال( فمن جھة كان لوفاة والدته المبكر أثره البالغ، واضطھاد أخوته الكبار له، والأضطھاد في العائلة يترك تداعياته على النفس، ثم اضطراره لترك الدراسة رغم ذكاؤه وتفوقه الذي سيلازمه في أي عمل يمارسه، ھو فعل تصاعدي يبدو واضحاً في موسيقى الشريعي، الولد رأفت، ثم الصبي ثم الشاب، الذي يزج نفسه في مھمة صعبة، بل خطيرة، ھو يدرك أبعاد خطورتھا بدقة، وھذه الأنتقالات في حياته من خلال صفحات عديدة يطويھا ليبدأ أخرى، ومعاناته، وبعده عن وطنه، وبدافع الأخلاص والولاء الأبدي للوطن والأمة وھو شعور يخلق السمو والرفعة والعظمة، يندفع إلى الأمام متحدياً المخاطر، يفرح لوطنه سراً، ويبكي لھزيمة وطنه خفية وحيداً في جبھة العدو … ثم يموت البطل رأفت وحيداً في بلاد الغربة … ولكن رفاق دربه الصعب لا يتركونه بل ينفذون وصيته، فيتسللون إلى ضريحه ويصلون عليه ويقرأون على روحه المعذبة … تفاعل مھيب له وقعه في كل فقرة .. بتقديري أستطاع الموسيقار عمار الشريعي أن يرسم ھذه التراجيديا / اللوحة موسيقياً في عمل موسيقي خالد ..ارتقى بھا إلى مصاف الموسيقيين العظام، وعندما عزفتھا فرقة أوبرا فيينا / عاصمة الفن والموسيقى، ألھبت وجدان الحضور في تأملھم لعذابات الشاب رأفت لتكتمل الأسطورة، عملاً وطنياً،
وكاتباً رائعاً، وموسيقاراً أنجز عملاً كبيراً، فنالت إعجاب الجميع.
