الصابئة المندائيون يحتفلون بعيد البنجة الذي يتم فيه التعميد بالماء الجاري
يصادف اليوم المصادف السادس عشر من هذا الشهر مارس عيد الخليقة ( البنجة الفرونايي ) لدى الصابئة، والتي تنتهي يوم الخميس المصادف الواحد والعشرين وتعد هذه الايام الخمسة البيضاء التي تجلى فيها الرب، حسب المعتقد لدى الأخوة المندائيون.
ويؤمن الصابئة بأن الرب أعلن عن نفسه في الوجود حيث انبثقت صفاته وأسمائه في تلك الأيام وقد انبثقت صفة الحياة وهي أيام مباركة مقدسة تحتفل بها كل العوالم العلوية والوسطى والسفلية. فهي أيام الخلق العظيم ، أيام الإنبثاق والفيض والتجلي .
وحسب المعتقد المندائي فإن هذا الزمن موصول من النور لا يعرف الليل والنهار. ومن قدسيتها أن يتقدس فيها كل فعل حتى أن مفارقة الأنفس فيها تعد أملا ذلك أن النيشمثا لا تمر في المطراثي بل تذهب مباشرة إلى عالم الأنوار. والتي سميت بالبنجة من بانج الفارسية وتعني خمسة من مجموع 365 يوما وهي بداية الخلق العلوي خلق عوالم النور ( المي دنهورا ) بقدرة الخالق العظيم (مشبا اشما ) ( مبارك اسمه ) حيث تجلت في هذه الايام المباركة صفاته السامية في عالم النور وهي نور لا يشاطره ظلام ونهار لا يقاسمه ليل ولا حكم للظلام عليها معلنة بداية الخليقة . أي ان الحي العظيم قد تجلى في هذه الأيام وأعلن عن نفسه في الوجود ثم انبثقت صفاته متجسدة بهذه الأيام لذلك تجدنا نصلي صلاة الصبح في كل أوقات اليوم حتى لو كان ليلً ابتهاجاً بالنور , ولكوننا ابناء النور وهو منبع عقيدتنا المندائية فأنها تعتبر أقدس مناسبة دينية .
المندائية أو الديانة الصابئية أو ديانة الصابئة المندائيون وهي ديانة إبراهيمية موحدة يؤمن أتباعها بأنها أول وأقدم الديانات والشرائع السماوية، وأتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، إدريس، نوح، سام بن نوح، يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في الأحواز بإيران. تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته مطلقاً، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى عندهم (الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور)،تقول المندائية أن الله الحي العظيم انبعث من ذاته وبأمره وكلمته تكونت جميع المخلوقات والملائكة التي تمجده وتسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم وحواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين الصابئي وقد أمر الله آدم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعده. يؤمن الصابئة بأن شريعتهم الصابئة الموحدة تتميز بعنصري العمومية والشمول، فيما يختص ويتعلق بأحكامها الشرعية المتنوعة، والتي يرون أنها عالجت جميع جوانب وجود الإنسان على أرض الزوال (تيبل)، ودخلت مفاهيمها في كل تفاصيل حياة الإنسان، ورسمت لهذا الإنسان نهجه ومنهجيته فيها، وعندهم إن الإنسان الصابئي المؤمن التقي يدرك تماماً، أن (القـوة الغيـبيّـة) هي التي تحدد سلوكه وتصرفاته، ويطلق على أتباع الصابئية في اللهجة العراقية “الصبّة”. وكلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) والذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان.