مجلس النواب العراق يذهب باتجاه المفاضلة لاختيار النشيد الوطني
بعد
الخلافات حول اختيار النشيد الوطني العراقي، والجدل الذي رافق عملية الاختيار
يتوقع مراقبون أن يلجأ مجلس النواب الى نظام
“المفاضلة” لاعتماد أحد 3 مقترحات مقدمة بشأن النشيد الوطني للبلد.
وتدرس لجنتا الثقافة والإعلام والقانونية النيابيتان بالتشاور مع
بعض المثقفين والأدباء اختيار قصيدة واحدة كنشيد وطني من بين ثلاث قصائد، الأولى
للشاعر محمد مهدي الجواهري “سلام على هضبات العراق” والثانية لأسعد الغريري “سلام
عليك على رافديك” والثالثة نشيد “موطني” للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان.
وكانت وسائل إعلام قد كشفت عن رسالة وجهها الفنان كاظم الساهر والشاعر أسعد الغريري الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ونواب سائرون ولجميع الوطنيين، فيما اشار الى أنهما سيزوران العراق قريبا. وقال العزاوي إن “نواب سائرون عقدوا اجتماعات بشأن النشيد الوطني”، مبيناً انه “تم تعديل قصيدة أسعد الغريري وهي (سلام عليك على رافديك) بتواصل معه ومع الفنان كاظم الساهر من خلال تغيير مقطعين الاول يشير للكرد والآخر الى المسيح، في إشارة الى أن العراق هو خيمة لكل الاديان والقوميات”.
وقد أبدى الفنان كاظم الساهر والشاعر الغريري، استعدادهما لزيارة
بغداد مباشرة بعد التصويت على (سلام عليك على رافديك) كنشيد وطني”، مشيرا الى ان
“تصويره سيكون في مدينة الحدباء بالموصل بمشاركة كل أطياف الشعب العراقي ووجود الفنان
الساهر”.
وأعرب الفنان العراقي كاظم الساهر، مطلع العام الحالي، عن أمله بأن
يتم اختيار “سلام عليك” نشيداً وطنياً للعراق، مؤكداً ان ذلك لو تم فإنه “شرف
عظيم”.
وقال كاظم الساهر، في تصريح للتلفزيون العراقي الرسمي، “أتشرف بأن
يكون سلام عليك على رافديك نشيد العراق الوطني”، مضيفاً “هذا شرف عظيم”.
وقدّم الساهر شكره الى “العراقيين ممن يدعمون اختيار هذا النشيد
ورشحوه”، مضيفا أن “السعادة لا توصف وأتمنى أن يتم اختياره”، كما أكد أنه “يحب هذا
النشيد جدا”.
تاريخ النشيد الوطني في العراق
في عام 1924 اعتمد أول نشيد وطني للدولة العراقية وهو من تأليف
الضابط الإنكليزي الميجر جي. آر. موري عبارة عن قطعة موسيقية على إيقاع مارش من
دون كلمات، واستمر حتى تموز عام 1958، ليكلف الموسيقار العراقي لويس زنبقة بوضع
نشيد وطني موسيقي من دون كلمات. واعتمدت حكومة الثامن من شباط 1963 النشيد المصري
“والله زمان يا سلاحي”، وهو من ألحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري
صلاح جاهين نشيداً وطنياً للجمهورية العراقية للفترة من 1963 إلى 1979 قبل
استبداله بنشيد “أرض الفراتين”، وهو من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي وألحان
اللبناني وليد غلمية. ويعتمد العراق منذ عام 2005 قصيدة “موطني” التي كتبها الشاعر
الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنها اللبناني محمد فليفل نشيدا وطنيا ليكون بديلا عن
نشيد “أرض الرافدين”.
وكانت لجنة الثقافة والإعلام في الدورة الثانية قد كلفت لجنة مصغرة
من الأدباء والفنانين التي اختارت قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري سلام على هضبات
العراق نشيدا وطنيا بعد المفاضلة مع قصيدة “الشمس أجمل في بلادي من سواها” للشاعر
بدر شاكر السياب، وقصيدة “وطني والحق يؤيده” للشاعر محمد مهدي البصير. وفي ظل هذه
الأحداث أبدى اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق استغرابه وعجبه وغضبه، من موقف
مجموعة من النواب بترشيحهم أغنية (سلام عليك) نشيداً وطنياً لجمهورية العراق”،
لافتين إلى أنهم رشحوا “قصيدة الجواهري (سلام على هضبات العراق.. وشطيّه والجرف
والمنحنى) إلى لجنة الثقافة والإعلام سابقاً”. واعتبر الاتحاد في بيان أن “الأمر
تعدٍّ واضح على تاريخ الأدب العراقي، وتاريخ الموسيقى أيضاً، فكلمات (سلام عليك)
بسيطة لا تليق بقامة الأدب العراقي الذي أنجب المتنبي والجواهري والسياب ومئات
الأسماء الرنانة”، مضيفا ان “لحن قصيدة (سلام عليك) مقتبس من نشيد الجمهورية
الأولى للمؤلف الموسيقي العراقي لويس زنبقة”.
بدوره يؤكد مقرر مجلس النواب برهان الدين إسحاق أن “تحالف سائرون
“قدم في جلسة الخميس الماضي مقترح قانون النشيد الوطني إلى هيئة رئاسة البرلمان
التي أحالت الطلب إلى لجنتي الثقافة والإعلام والقانونية النيابيتين لدراسته”.
ويضيف إسحاق في تصريح لـ(المدى) ان “رئاسة مجلس النواب ستعرض هذا المقترح بعد
دراسته من قبل اللجان البرلمانية المختصة للتصويت عليه أو رفضه داخل مجلس النواب”،
منوهاً إلى أن “تمرير القوانين يتطلب وجود حالة توافقية على تشريعها”.
ويكشف إسحاق أن “مجلس النواب سيعتمد مبدأ المفاضلة بين مقترح لجنة
الثقافة والإعلام في البرلمان السابق التي اقترحت قصيدة محمد مهدي الجواهري (سلام
على هضبات العراق)، وبين مقترح سائرون الجديد، ونشيد موطني المعتمد في الوقت
الحالي لاختيار واعتماد أحد هذه الخيارات كنشيد وطني رسمي للعراق”.