حفل تأبيني للشهيدات الإيزيديات ضحايا تنظيم داعش الإرهابي
أقامت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم حفلاً خاصاً لتأبين الشهيدات الإيزيديات ضحايا تنظيم داعش الإرهابي، بتاريخ 24 آذار 2019 في ستوكهولم، حضره العديد من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المتواجدة في السويد ومن خارج السويد، أمتلأت القاعة بالشعارات وصور الضحايا والمنكوبين جراء الأعمال الإجرامية لداعش.
عزف النشيد الوطني (موطني) ووقف الجميع يردد كلماته، ومن ثم رحب عريف الحفل الدكتور سعدي السعدون، بالحضور ودعا الجميع للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهيدات المغدورات، وعلى أرواح جميع شهيدات وشهداء الذين رحلوا بسبب أعمال العنف الأرهابي من داعش وغيره من العصابات، ومن ثم وقفة دقيقة حداد ثانية لمأساة ضحايا غرق العبارة في الموصل يوم الحادي والعشرين من أذار، بعدها القيت كلمة تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي من قبل المنسق الحالي الفنان التشكيلي نبيل تومي ومما حوته الكلمة ((….أن القضاء والأقتصاص من السفاحين الدواعش الذين أزهقوا أرواح الألاف من أخواتنـا وبناتنا الأيزيديات والمسيحيات وغيرهن ممن وقعن في أياديهم، مرت دون قصاص ولهذا أمعنوا في الجرائم التي يندى لهـا جبين الأنسانية، وما ذبح الذي حصل للخمسين أخت وبنت إيزيدية سوى لأنهم يعلمون بأن لا قضاء ولا قصاص ينتظرهم، ولانهم يعلمون بأن المرأة هي صانعة الحياة وأستمرارية الحضارة فبقتلهم لهـا يعتقدون بأنهم سيقضون على المستقبل. ما زلنا نطالب السلطات الحاكمة الثلاث في بغداد وأربيل بالكشف وملاحقة المجرمين القتلة وتقديمهم للمحاكمة العادلة وكذلك العمل على تأمين الحياة الكريمة للناجيات والناجين من أيادي عصابات داعش وتأمين كل مستلزمات العيش بتقديم التعويضات المالية وتسهيل كل ما يجعل حياتهم أفضل ….))، بعدها جاءت كلمة الحزب الشيوعي العراقي القاها الدكتور محمد الكحط ومما ورد فيها )(…بدءاً لابد من تثمين مبادرة تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم، لتنظيمهم هذا الإحتفاء بإستشهاد خمسين شابة من بنات شعبنا من المكون الإيزيدي. والذي تعرض عبر التاريخ الى 72 حملة إبادة شنت ضدهم لأسباب مختلفة، وآخرها ما حدث من هجوم بربربي، يوم الرابع من آب 2014، حيث تم قتل أكثر من 3000 شخص واختطاف 5000 آخرون، وتشريد 400 ألف في دهوك واربيل وزاخو، وتعرض 1500 امرأة للإغتصاب الجماعي، وبيع حوالي 1000 منهن في سوق النخاسة.
ان تنظيم داعش الإرهابي يبرهن، يوماً بعد آخر، على كونه التنظيم الأكثر وحشية في العصر الحديث..فها ان الجلادين القتلة الذين تتكون منهم عصاباته، يقترفون اليوم حتى وهم يتقهقرون ويواجهون الفناء، مجزرة مروعة جديدة. جريمة ذهب ضحيتها خمسون فتاة ايزيدية بريئة، كان التنظيم الاجرامي ذاته قد اختطفهن في العراق وسباهن، وعثرت قوات التحالف الدولي أخيرا على جثثهن مقطوعة الرؤوس في منطقة الباغوز شمالي سوريا.
ان هذه الجريمة البشعة هي واحدة من أشنع ما أرتكبه الإرهابيون ضد بنات وأبناء المكون الايزيدي، الذين لا يزال مصير أكثر من ثلاثة آلاف منهم مجهولا حتى الآن، بحسب مفوضية حقوق الإنسان.انها مجزرة كبرى تستدعي موقفا حازما من قبل الحكومة العراقية، وسعيا جادا للكشف عن مصير بقية المختطفين من قبل الدواعش، والعمل على تحريرهم في أسرع وقت…))، بعدها جاءت كلمة رابطة المرأة العراقية ألقتهـا الزميلة ناهدة بويا، وكلمة جمعية الصداقة السويدية العراقية قدمتها الدكتورة نوال أبراهيم الطائي، بعدها جاءت كلمة لممثل الأحزاب الشيوعية في أمريكا اللاتينية في ستوكهولم ألقاهـا گونزالو فيرا، وكان للأستاذ زكي رضا القادم من الدانمارك مساهمة بهذه المناسبة، بعدها كلمة الجبهة الفيلية في أوربا ألقاهـا مندوبهم في السويد الأستاذ محمد نوري. وفي كلمة فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم التي القاها الفنان بهجت هندي جاء فيها، ((اننا اذا نقف هنا محتجين على هذه الجريمة البشعة نطالب الحكومة العراقية ان تعي مسؤوليتها بخصوص هذه الجريمة البشعة. ان جرائم داعش شملت الكثير من ابناء شعبنا العراقي في مختلف المحافظات والمدن العراقية حيث تعرضت مدن كثيرة لهذه الجرائم البشعة كما حصل في الموصل والانبار عند احتلالهم الكامل لمدينة الموصل وكذلك عندة احتلالهم لمعظم مدن الانبار. ان الارهاب لادين له ولامذهب وبحجة الدين ارتكبو جرائمهم البشعة ضد ابناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومياته….))، وكانت هنالك كلمة للحركة الديمقراطية الآشورية التقتها السيدة زينا باباجان.
كما تم عرض فلم وثائقي عن مأساة الأيزيديين خلال الأحتلال الداعشي الإرهابي، من اعداد الاستاذ صبري إيشو، بعدها كانت هنالك استراحة لتناول الشاي والقهوة والمعجنات مع تعارف بين الحضور الكرام.
وتوالت الكلمات والرسائل والبرقيات، منها لمنظمة العفو الدولية فرع ستوكهولم قدمها مديرهـأ كامل الاوسي، ومنظمة Sveriges fredsråd قدمها مسؤلهـا كمال گولگي، ومشاركة منظمة الكونكرس الوطني الكردستاني قدمها مسؤلهـا كراوان سعيد، ثم قرأت كلمة الناشط الحقوقي الأستاذ علاء مهدي من أستراليـا، وكلمة الدكتور ثائر كريم مستشار السلام والنزاعات الأقدم في مركز أولوف بالما الدولي، وكلمة القاضي زهير كاظم عبود، ومشاركة الناشط المدني والشخصية المعروفة نهاد القاضي من هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق، وكلمة من الدكتور كاظم حبيب، وأخرى من الكاتب والباحث ضياء الشكرجي من ألمانيـا، وبرقية من البرلمان الكردي الفيلي العراقي أرسلهـا الدكتور مؤيد عبد الستار، وبرقية من الأستاذ مؤيد ناصرشمعون من أمريكا ممثل هيئة حقوق الأنسان، وبرقية من الدكتور خليل عبد العزيز، وأخرى من الدكتور شيرزاد القاضي ناشط مدني وكاتب، وبرقية من رزكار عقراوي، وبرقية من الكاتب والمترجم الأستاذ رزاق عبود.
وتحدث في الجلسة العديد من أبناء شعبنا من الإيزيديين منهم، الناشط المدني في مجال حقوق الأنسان وسام جوهر، والناشط المدني فادي حسن، ومن جمعية مساعدة الأيزيديين الأستاذ مراد السنجاري، وكان حديثهم مؤثر جداً، حيث عكس المرارة التي يتجرعها أبناء شعبنا من الإيزيديين المسالمين على مر العصور.
في الختام القى الفنان التشكيلي نبيل تومي كلمة شكر فيها الجميع على تلبية الدعوة، قائلاً ((…لكن حضوركم اليوم، وكل هؤلاء الذين ابدوا احترامهم وتعاطفهم مع الايزديين، او بذلوا جهدا لحمايتهم هو تعبير عن أهمية المكون الايزيدي في العراق والشرق الاوسط، وعن ضرورة حماية حقوق الانسان وحريته في التعبير عن نفسه وارادته. وهو ما نأمل في ان يخفف الامهم قليلاً مع مرور الوقت….))، ودعا الحضور للتوقيع على مذكرة جماعية بأسمهم لترفع للسلطات العراقية الثلاث عن طريق السفارة العراقية وبضمنهـا ما يتعلق بالأسفاف بروح المواطنين العراقيين الذين فقدوا حياتهم بحادث كارثة العبارة في الموصل. وتم انتهاء الفعالية بأنشاد النشيد الوطني العراقي.