ستوكهولم: إحياء الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي بحضور جماهيري واسع
تصوير: عاكف سرحان
أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق– في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً أحيت فيه الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، يوم الأحد 31 آذار 2019، في ستوكهولم، وسط أجواء من الفرح والتضامن، فقد زينت القاعة بالزهور وبصورة مؤسس الحزب وشعارات الذكرى باللغتين العربية والكردية، التي تمجد الذكرى وشهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
بدأ الحفل بدخول مجموعة من الرفيقات والرفاق يحملون الرايات الحمراء يتقدمهم شعار المنجل والجاكوج، وهم ينشدون أغنية يا شمس يا كَمر يورود يرياحين، حيوا الوليد الإجه بأربعة وثلاثين.
بعد الترحيب بكلماتٍ رقيقة من قبل عريفي الحفل (الرفيق كفاح سعدون والرفيقة مهاباد) باللغتين العربية والكردية وكذلك باللغة السويدية، تم الاستماع للنشيد الأممي وقوفا، بعدها تم دعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنيّة العراقية والشهيدات الإيزيديات والشهداء ضحايا الفساد في الموصل مؤخرا في حادثة غرق العبارة، وتم الترحيب بالحضور جميعا وبالرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبالرفيق إبراهيم محمود صوفِي (أبو تارا) عضو اللجنة امركزية للحزب الشيوعِي الكردستاني/ العراق، وسفير جمهورية العراق في مملكة السويد الأستاذ أحمد الكمالي وكادر السفارة، وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية ومنظمات المجتمع المدني العراقية في الساحة السويدية، وبممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وتقديم الشكر لهم لتلبية الدعوة لحضور الحفل.
قدم الرفيق أياد محمد قاسم كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد نقتطف منها الكلمات التالية، ((نعبر عن اعتزازنا واشادتنا بإنتصارات شعبنا، والقوات المسلحة على اختلاف تشكيلاتها وصنوفها، بما حققته من انتصارات على قوى الإرهاب، والذي يتطلب مواصلة الخطى نحو تجفيف منابعه عبر منظومة متكاملة من الخطوات والإجراءات.
وتشكل محاربة الفساد ومحاسبة رؤوسه، وهو الوجه الثاني للإرهاب، لا بل الأكثر خطورة، وان انجاز هذه المهمة يتطلب البدء من قمة السلطة، وان تشمل جميع المتلاعبين بالمال العام، بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم السياسية والإجتماعية، كما يتطلب الأمر إرادة سياسية حازمة، وعملا متكاملا ذا أبعاد سياسية وتشريعية وإدارية، وانسجاما بين مؤسسات الدولة وسلطاتها الثلاث. …تحية لكل رفيق ورفيقة أسكن العراق عتمة المقلتين،
لمن أصغى للهديل المنساب بين حبات تراب الوطن، لمن أيقض عند الفجر غيوما غافية، تحمله لواحة من حنين، لمن صنع الحزب أوراقا لقصائد من ضوء النهار.. دربا يمنح الحب تألقه ويختصر مسار الألم الطويل، لمن يعيد غرس نبتة الحزب هناك حيث هي الروح
لمن يلامس بجناحيه نسمات العراق المرتجى، لكل العراقيين في هذا العيد الوطني الكبير فلتتضافر الجهود من أجل تحقيق بديلنا المنشود في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الإتحادية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية)).
أما كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق والتي قدمها الرفيق طارق قادر، وفيها ((…نحتفل يالذكرى الخامسة والثمانين لنضال حزبنا يمر كل من العراق وكوردستان في ظروف صعبة. فالعراق يعيش في ازمة عميقة نتيجة الآثار الكارثية لحكم البعث الدكتاتوري، والسلطة الطائفية واتباع المحاصصة المذهبية والقومية وحكم الاحتلال الامريكي، وازمة السلطة والدولة في العراق، وعدم تطبيق الدستور، واغفال الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني، أما في كوردستان فان آثار الاقتتال الداخلي ووجود الادارتين والصراع على المكاسب والمناصب، وانعدام نظام ديمقراطي مؤسساتي بمعناه السياسي والاجتماعي الشامل، مع إخفاقات اقتصادية واستمرار الاقتصاد الريعي المرتبط بالبنك الدولي، والاصرارعلى خصخصة القطاعات الاقتصادية، وتردي الخدمات، وتفشي الفساد، خلفت آثارا قاسية على حياة المواطنين. وتستمر من جهة اخرى المشاكل والصراعات بين بغداد والاقليم، والادخار الإجباري للرواتب وعدم التفكير في اسلوب مناسب لاعادة رواتب التوفير الاجباري، وازدياد الرسوم والكمارك، وقد أدت هذه المظاهر الى تفاقم الفقر والبطالة وتكدس اغلب ثروات البلاد في ايدي حفنة من المتسلطين وحاشيتهم، وازدياد نسبة كبيرة من الفقراء وذوي الدخل المحدود. وتزامنت كل هذه الأمور مع الإخفاقات في مجال سير العملية الديمقراطية ووجود التزوير في عملية الانتخابات مع تاخير اعلان النتائج، ثم انهماك الاحزاب الفائزة في الحصول على المزيد من المكاسب مما سبب تأخير أعمال البرلمان وانبثاق الوزارة الجديدة وبالتالي غياب تنشيط المؤسسات….))
وبكلمات جميلة تم الترحيب بالرفيقة رحاب جريس المسؤول السياسي للحزب الشيوعي السوداني في السويد، فحزبَنا الشيوعي العراقي يدينُ الممارساتِ القمعية من قبل نظام البشيرِ ضد المحتجين، ويطالبُ بإطلاق سراح كافة المعتقلين، ونعلنُ عن تضامننِا غيرِ المحدود مع الشعب السوداني و مع الحزب الشيوعي السوداني في نضالِه من اجلِ قيام حكومة وطنيةٍ ديمقراطية توفر للسودان الأمنَ و الإستقرارَ والحياةَ الكريمة….)) والتي ألقت كلمة الحزب الشيوعي السوداني، وكانت كلمة مهمة صفق لها الحضور متضامنا مع نضال الشيوعيين والوطنيين السودانيين ضد النظام القمعي وممارساته في السودان.
كما القيت كلمة قصيرة مؤثرة لمجلس السلم السويدي من قبل السيد كيمال كيركي.
وتم الترحيب والتقديم بالرفيقة بربارة ممثلة الحزب الشيوعي السويدي التي القت كلمتها والتي أشادت فيها بنضالات الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن الكادحين ومن أجل وطن حر، كما عبرت عن تضامن الحزب الشيوعي السويدي مع نضالات ومواقف الشيوعيين العراقيين.
وكان للشعر فقرة خاصة به حيث قرأ الاستاذ صلاح جبار عوفي بعض قصائده التي نالت استحسان الحضور، منها أبيات من قصيدة غنائية وقصائد أخرى ((ألف مبروك يا حزب الشغيلة/ ألف مبروك ميلاد الشغيلة/ يا حزب فهد وسلام .. بيك نتحدى الظلام/ إنغني غنوة للسلام .. نزرع البسمة الجميلة/ ألف مبروك يا حزب الشغيلة ..)).
ولم ينس الرفاق عطاء رفاق الحزب ونضالهم الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق ففي العيد يأتي المبدعون في النشاط، الذين تفانوا من أجل قيم الحرية والعدالة، قيم الحزب، فنقف أمامهم بإجلال ونكرمهم بالوفاء لهم وللقيم التي ناضلوا من اجلها..، تفضل الرفيق الدكتور صالح ياسر والرفيق إبراهيم محمود صوفي لتكريم الرفاق: وهم ((الدكتور ابراهيم اسماعيل، الدكتور طاهر بابان، رشاد الشلاه، فيصل الفؤادي، آسو ملا حسن)).
وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتها التي ألقاها الأستاذ صبري إيشو ومما جاء فيها: ((نحن نعلم مقدار العبء الذي تتحملونه في ظل الأوضاع الكارثية التي ألمت بالعراق أرضاً وشعباً، وهذا الخراب لم يأتِ من فراغ، بل سببه الفساد المتفشي بكل أجهزة الدولة وبكل مفاصلها، وعلى جميع الأصعدة وفي خضم هذه الأوضاع المتردية يوما بعد آخر تتعمق الهوة بين الحكم والمحكوم، والخراب الروحي والنفسي الذي لحق بشعبنا..ان الحراك الجماهيري المدني والتظاهرات المطلبية الضاغطة والتي انطلقت قبل أعوام في العاصمة والمحافظات الأخرى هي البوابة الحقيقية والأمل المنتظر لخروج العراق من الكارثة التي تستهدف كيانه ومستقبله، ونحن في التيار الديمقراطي العراقي ما زلنا نعول على حزبكم الثري بالفكر الإنساني والعارف بنبض الشارع قدرته في قيادة الجماهير نحو الهدف المنشود ….)).
وفي فقرة للأغاني السياسية، قدم الفنان وصفي الشذر، ويرافقه الفنان تحسين البصري، غنى معهم الجمهور..((لأن انته عظيم وعالي الشأن/ صرت انته هويتنه وقدرنه/ لأن انت شريف ووفي وانسان/ نذرنا لك يبو الشيمه عمرنا…))
كما ألقيت في هذا الحفل رسائل وبرقيات للعديد من الأحزاب والمنظمات والتي حملت كلماتها عبارات التهنئة والتحايا، ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي الكبير على مدى التاريخ الكفاحي المجيد.
ومن هذه البرقيات:
1 ـ الشيوعيون السوريون في السويد
2 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني
3 ـ الإتحاد الوطني الكردستاني
4 ـ حركة التغيير ” كَوران”
5 ـ الحركة الديمقراطية الآشورية
6 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
7 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
8 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
9 ـ الجبهة الفيلية
10 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
11 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
12 ـ جمعية المرأة الكردستانية
13 ـ جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم
14 ـ سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية لدول المهجر
15 ـ الإتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
16 ـ رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد
17 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
18 ـ اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
19 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
20 ـ منتدى الحوار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم
21 ـ جمعية بابيلون للثقافة والفنون
22 ـ الرابطة المندائية للثقافة والفنون / فرع السويد
23 ـ الملتقى الثقافي المندائي في السويد
24 ـ جمعية زيوا المندائية
25 ـ فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم
26 ـ لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم
27- لجنة مناهضة عودة البعث الفاشي
28 ـ الدكتور خليل عبد العزيز
29 ـ الدكتورة سعاد خيري
في الختام تم شكر جميع الحضور مع الدعوة لمأدبة طعام وشاي وقهوة. هذا وسيقام حفلا فنيا ساهرا مساء السبت الثالث عشر من نيسان على شرف الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي والذكرى الـ 71 لتأسيس أتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق.