بيان مقتدى الصدر و البرلمان العراقي مقابل السخرية والغضب للشباب العراقي حول حظر ألعاب “بوبجي” و”فورتنايت” و”الحوت الأزرق”
قرر مجلس النواب العراقي، في جلسته التي عقدها الأربعاء، حظر الألعاب الإلكترونية التي تحرض على العنف والقتال.
وقالت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية إنها اتخذت القرار نظراً لما تشكله بعض الألعاب الإلكترونية من آثار سلبية على صحة وثقافة وأمن المجتمع العراقي، ومن ضمنها التهديد الاجتماعي والأخلاقي على فئات الأطفال والشباب والفتيات وطلاب المدارس والجامعات، وتأثيرها السلبي على المستوى التربوي والتعليمي.
وأوصت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية الحكومة بحظر وحجب كل ما يتعلق بممارسة هذه الألعاب الإلكترونية أو المتاجرة بها، ومنها لعبة البوبجي والفورتنايت ولعبة الحوت الأزرق، أو الألعاب السائدة والمماثلة لها، كونها تهدد الأمن الاجتماعي والأخلاقي والتربوي والتعليمي على كافة شرائح المجتمع بحسب بيان مجلس النواب.
وأكدت لجنة الثقافة والإعلام بأنها أصدرت توجيهات لوزارة الاتصالات العراقية وهيئة الإعلام لغرض اتخاذ الإجراءات الفنية الملائمة لتنفيذ القرار ومنع هذه الألعاب.
من جانبه، قال مركز الإعلام الرقمي إن البرلمان العراقي وقع ضحية الإشاعة وحظر لعبة لا وجود لها. وأفاد مركز الإعلام الرقمي بقيام مجلس النواب بإصدار قرار يُلزم الحكومة العراقية بحظر 3 ألعاب افتراضية.
فريق الرصد في المركز أوضح أن “الألعاب التي أدرجها البرلمان في قراره هي لعبة البوبجي PUBG ولعبة الفورتنايت Fortnite ولعبة أسماها القرار بلعبة (الحوت الأزرق)”.
وبيّن الفريق أن لا وجود للعبة الحوت الأزرق لا في العراق ولا في أي دولة أخرى، ولا يعدو اسم لعبة الحوت الأزرق سوى إشاعة انطلقت قبل بضعة أعوام ولا وجود لها في الواقع.
مركز الإعلام الرقمي يجدد دعوته الجهات الحكومية والبرلمانية العراقية إلى استشارة المختصين قبل اتخاذ القرارات التقنية والإعلان عنها.
يُذكر أن موقع “بي بي سي” باللغة الإنجليزية أعد تقريراً استقصائياً عن لعبة “الحوت الأزرق”، ووصل إلى نتيجة مفادها أن هذه اللعبة لا وجود لها في العالم.
وعبر عراقيون بطريقة ساخرة، وغاضبة أحيانا، عن رفضهم لهذا القرار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب شاهو ياغي: “مجلس النواب العراقي يصوت بالإجماع على حظر الألعاب الإلكترونية التي تحرض على العنف من ضمنها البوبجي، بسبب تأثيرها السلبي، على صحة وثقافة وأمن المجتمع العراقي. ومتى يتم حظر المجاميع المسلحة، والأحزاب الفاسدة و الأدوية المغشوشة، التي دمرت المجتمع ! ومتى يتم مكافحة الفاسدين بجدية؟”
كما يشكو العراقيون من الفساد المتفشي في البلاد، الذي يشهد أيضا نقصا في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه كما تنتشر البطالة خاصة بين الشباب.
ويذكر أن البرلمان العراقي أقر تشريعا واحدا فقط، منذ انعقاده للمرة الأولى في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو قانون الموازنة الفيدرالية لعام 2019.
وقال المستخدم عمر حبيب: “قرار حظر الببجي كلف العراق تقريبا أكثر من 30 مليار دينار عراقي، باعتباره أول قانون شرع خلال سبعة أشهر، من دفع رواتب ما يقارب 325 نائبا بحماياتهم، بمدراء مكاتب، بموظفين البرلمان ، بهيئات ذات علاقة”.
وتعد لعبة “ببجي”، التي صممتها شركة “بلوهول إنك” الكورية الجنوبية، لعبة قتال من أجل البقاء على قيد الحياة، إذ تضع عشرات اللاعبين عبر الإنترنت في جزيرة، حيث يحاولون القضاء على بعضهم البعض.
أما لعبة “فورتنايت” فقد صممتها شركة “إيبك غيمز”، ومقرها كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة، وهي ذات فرضية مشابهة للعبة ببجي.
وأطلقت اللعبتان في عام 2017، وتحظيان بشعبية واسعة حول العالم خاصة بين الشباب.
وذهب مستخدمون آخرون للحديث عن الحروب، التي شهدتها بلادهم قبل ظهور هذه الألعاب، وكذلك الجماعات المسلحة المنتشرة على الأرض، معتبرين خطرها يفوق خطر لعبة إلكترونية قد يلجأ إليها شاب بسبب البطالة التي “لا تكافحها الدولة بجدية”.
وكتب أمير صاهيب على صفحته في فيسبوك ساخرا: “بعد حظر الألعاب الالكترونية، توجه أكثر من 5 ملايين شاب عراقي إلى أعمالهم القديمة، في الشركات والمصانع التي تدر على الوطن الملايين من الدولارات يوميا، وتصدر إلى كل دول العالم من المنتج المحلي”.
ونشر محمد شاكر صورا، لمجموعات مسلحة في العراق، مرفقا إياها بتعليق قال فيه :” صور من لعبة ببجي، التي تحرض على العنف والقتل، وعلى أساسها صوت البرلمان العراقي لحظرها”.
وفي المقابل، رحب عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالقرار، مؤكدين على خطورة تلك الألعاب.
وكتب أحدهم: “قرار حظر لعبة PUBG + Fortnite أجده مناسبا و صحيحا في الوقت الحالي، و قد سبق العراق عدة دول في حظر هذه اللعبة، و أرى أن في المستقبل يجب أن تكون هناك جهة، تراقب الألعاب وتحدد الأعمار التي يُمكن لها لعب هكذا ألعاب، ولا تحظرها إلا في الحالات التي تستحق فيها الحظر”.
وجاء قرار البرلمان العراقي، بعد نحو أسبوع من دعوة رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الحكومة إلى حظر تلك الألعاب.
وحث الصدر، الذي فاز ائتلافه السياسي بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية العام الماضي، الشباب العراقي على تجنب لعبة ببجي، واصفا إياها بأنها تبعث على إدمانها.
وقال الصدر في بيان: “ما الذي ستكسبه إذا قتلت شخصا أو اثنين في لعبة ببجي؟ إنها ليست لعبة ذكاء أو لعبة عسكرية تعرفك الطريقة الصحيحة للقتال”.