جريمة بشعة يمارسها اتباع حزب الفضيلة ضد مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية
أجج حزب “الفضيلة” ، الفاقد كما يبدو لكل فضيلة ، في الناصرية مجموعة من رعاعه ليعتدوا على مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية وليهتفوا بصوت لا يختلف عن أنكر الأصوات المذكور في القرآن “كلا كلا للكفر والإلحاد” ومطالبين بإعدام المناضلة الشجاعة والناشطة النسوية والمدنية والنائبة في مجلس النواب العراقي عن الحزب الشيوعي العراقي هيفاء الأمين. إنها لجريمة منكرة وبشعة ان يمارس هؤلاء الجهلة، الذين جندهم حزب الا فضيلة، بهذه الهمجية مقر الحزب الشيوعي تحت سمع وبصر سلطة المحافظة وقوى الأمن والشرطة المحلية، فمثل هذا الاعتداء العدواني لا يمكن ان يحصل إلا في دولة خربة ونظام سياسي طائفي محاصصي فاسد. لم يكن هذا الهجوم العدواني وهذه الشراسة إلى حد المطالبة بإعدام المناضلة هيفاء الأمين الا لأنها وضعت، بغض النظر عن الأسلوب، أمام القارئات والقراء ثلاث مسائل جوهرية هي:
أولاً: إن العراق كله، وليس جنوب العراق، يعيش تخلفاً اقتصاديا واجتماعياًً وبيئياً شديداً بسبب طبيعة وسياسات النظام القائم في العراق، وبسبب الفساد السائد فيه وعلى جميع المستويات والمجالات، وان هذا الواقع يؤذي الشعب ولا يساعد على نهوضه حضارياً. ويجد هذا تعبيره في واقع الطائفية السائدة ومحاصصاتها والفساد العام والبطالة والفقر والحرمان والرياثة في البلاد
ثانيا: وان المرأة العراقية تعيش جحيما لا يطاق، تعيش وضعا مأساوياً وكارثيا، وهي مضطهدة في البيت والشارع والمجتمع، ولا بد لهذا القهر والظلام ان ينتهيا، ولا بد من تغيير هذا الواقع. وهيفاء الأمين لم تؤشر من يقف وراء ذلك، ولكن شيوخ الدين الفاسدين والأحزاب التي ينتمون إليها ادركوا جميعاً إنهم هم المقصودون بذلك، وعلى حد قول المثل الشعبي ” اللي جوه إبطه عنز يبغج” فبغَّجَ اتباع حزب الا “فضيلة” فكشفوا عن هويتهم وفسادهم وعدائهم ضد النساء وضد حريتهم وحقوقهم الأساسية.
ثالثا: كما إنها أشارت إلى بعض الممارسات غير الإنسانية وتعذيب النفس وإيذائها دون أدنى مبرر بذريعة التقرب لآل البيت وهم منهم براء وألف براء.
إن هؤلاء الأوباش كانوا ينتظرون أي فرصة للانقضاض على بنات وأبناء الشعب المخلصين الذين يتصدون بجرأة وعزم للطائفية والمحاصصة والفساد، لأن مهمة هؤلاء المرتزقة هو الدفاع عن أسيادهم من الفاسدين والمتحكمين بأوضاع البلاد.
إن من وجه ودفع وأجج العداء ضد مقر الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية وكذلك من ساهم في ذلك ومن هتف بشعارات عدوانية تحريضية بما فيها إعدام المناضلة هيفاء الأمين يجب أن يقدموا جميعا إلى المحاكمة العادلة لينالوا الجزاء العادل على أفعالهم النكرة والمناهضة للدستور العراقي وحقوق الإنسان وحق إبداء الرأي ولسلوكهم الوحشي وعدوانيتهم. وعلينا ان نقوم بحملة واسعة ضد هؤلاء وضد الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد في البلاد.
إن علينا أن نتصدى لكل من يتجرأ على رفع يده الخبيثة ويتجاوز على الشرعية الدستورية وعلى حق الإنسان في التعبير عن رأيه دون التعرض للمساءلة القانونية أو العدوانية الشرسة، كما حصل في الناصرية أخيراً، إنها مهمة المجتمع كله مهمة قواه وأحزابه وقواه المدنية والديمقراطية واليسارية.