الهويدر قرية الألف لقب والألف شهيد
صدر حديثا في بغداد كتاب بعنوان ( الهويدر قرية الألف لقب والألف شهيد ) للأستاذ الفاضل حسن علي احمد الهاشمي الحسيني.
عن مكتبة فضاءات الفن، يدعو الكاتب ويستقبل زواره من القراء ببيت الشعر ( طوباك يا نخل الهويدر حيني … فحفيف سعفك هزني ودعاني ) والكتاب واضح من عنوانه فهو يتناول قرية الهويدر المعروفة والمشهورة في محافظة ديالى، بعد التوطئة يتناول الكاتب تعريف مفصل بالقرية، مساحتها وموقعها والطريق المؤدي لها، وعلاقتها الازلية بنهر ديالى والذي يحيطها احاطة شبه تامة ليوحي بعشقه لتلك القرية وأهلها ، ذلك النهر الخالد، الشيخ الوقور، يسير الهوينى، يلتوي بشدة قبل وصوله بعقوبة محيطا بذراعيه ابنة اشنونا المدللة، وفي أروع عملية من الأخذ والعطاء، هو يمدها بالخصب والحنان وهي تهديه عبق القداح ورائحة الطلع عطرا وثمر البرتقال وتمر النخيل طعما في سمفونية سرمدية على مدى التاريخ .
ثم هنالك عرض تاريخي لنشأة القرية بالاعتماد على ارجح الروايات ومن ادق المصادر وأوثقها، بعدها يعرج الكتاب على عادات وتقاليد أهالي القرية، وما يتميزون به من طيبة وكرم وتواصل على الحب والمودة والاحترام، ويمر الكتاب على معالم القرية القديمة مركزا على الطوق والديوخانات، ويقصد بالطوق المجسر الذي يربط بين بنايتين متقابلتين والمبني بالمواد الانشائية المتوفرة في ذلك الزمان، والديوخانة هو بيت واسع للضيافة يقع بين مجموعة من البيوت، تتوفر فيه كل مستلزمات الاقامة والضيافة، ويعدد لنا الكاتب عدد من الطوك والديوخانات المشهورة. وهكذا يسترسل بنا الكتاب وكاتبه وبشوق ودون اي محطات استراحة للغور في متاهات واسرار الهويدر، مرورا بعوائل وبيوتات الهويدر وبساتين القرية وما حصل للمجتمع الهويدري في تعاقب العصور، مذكرا بعالمها الجليل المرحوم محمد صالح. لا يتركك الكاتب الا وعرج على كل ما في القرية من معالم واحداث مهمة والحرف والمهن والاعمال الحرة ومحترفيها والموظفين والضباط واصحاب الشهادات كل حسب اختصاصه ولا يترك اي شاردة أو واردة الا وعرج عليها وشرحها تفصيلا دون ملل، متخذا من كثرة الألقاب الشخصية والشهداء في القرية عنوانا لكتابه هذا .
الكتاب ممتع ومفيد ويعطي صورة متكاملة عن هذه القرية العريقة وأهلها، ويعتبر مصدرا مهما في موضوعه، ان لم نقل وحيدا بدقته وسعته .
شكرا للعزيز حسين علي ( أبو أزل ) على تلك الرحلة الجميلة في اغوار الهويدر وهويتها المميزة، يذكر ان الكاتب من مواليد قرية الهويدر عام 1947م وحائز على شهادة البكالوريوس في علم الحيوان والاحياء المجهرية عام 1969م، عمل مدرسا في مدارس ديالى وبغداد وشارك في تأليف مناهج الاحياء الحديثة للدراستين الاعدادية والمتوسطة لعام 2011 .
الكتاب من القطع المتوسط وبـ 239 صفحة ويحتوي على الكثير من الصور ومنها النادرة والملونة .
متوفر في شارع المتنبي / مكتبة الكتبي السيد احمد العبادي .