نظرات في كتاب “مقالة في السفالة” للدكتور فالح مهدي
الإبادة الجماعية: الأيديولوجيا، الدين والنظم التي تمارسه
كتب الدكتور فالح مهدي بصواب “عبر التاريخ المكتوب، أي منذصعود السومريون شهدت الإنسانية عدداً هائلاً من الإبادات الجماعية. لم نقرأ ذلك العنف عند السومريين بالذات ولا عند المصريين القدماء، إنما وجدنا أثاراً جلية في العهد القديم وفي الإسلام، عند القبائل الرحل الأتراك والبدو على سبيل المثال، في العصور الوسطى، في الغرب، الإغريق، الرومان يقدمون لنا وعبر ما تركوه صوراً عن قتل وتدمير ونسف الآخر المختلف عنهم”. (الكتاب، ص 35،) ثم يشير في مكان آخر إلى “إن الإبادات الجماعية، والتي هي إحدى ركائز هذا البحث، هي الموضوع الأساسي في كل الإبادات”. (الكتاب، ص 28). فماذا تعني الإبادة الجماعية في اللوائح والاتفاقيات الدوليةومنظمات حقوق الإنسان؟ تشير “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها” في المادة الثانية منها إلى أركان الإبادة الجماعية بما يلي: “المــادة الثانية: في هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: (أ) قتل أعضاء من الجماعة. (ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة. (ج) إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً. (د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة. (هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.” أما المادة الثالثة: يعاقب على الأفعال التالية: (أ) الإبادة الجماعية. (ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية. (ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية. (د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية. (هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.” (راجع: موقع اللجنة الدولية للصيب الأحمر، اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها). إن إيراد هذا النص القانوني يمنحنا القدرة على تشخيص حجم الأفعال التي تدخل في نطاق جرائم الإبادة الجماعية من جهة، وحجم الجرائم التي ارتكبت وتقع ضمن مفهوم الإبادة الجماعية في عالمنا القديم والمعاصر من جهة ثانية، والتي تستوجب من الباحثين، كما هو حاصل في كتاب الدكتور فالح مهدي، التحري عن مختلف العوامل الكامنة وراء ممارسة مثل هذه الأفعال الأبشع سفالة في العالم، إذ استخرج وشخص بالتحليل تلك العوامل الفاعلة عبر تاريخ العنف الإجرامي. يصاب الإنسان بالغثيان وهو يقرأ في هذا الكتاب ما نُسب إلى أگاممنون من قول مرعب: “ينسب هومير هذا الكلام إلى أگاممنون، عندما توجه بكلامه إلى مينالاس فيما يتعلق بطروادة “على ألَّا ينجو أحد من قبضتنا، إلى المصير، حتى الأطفال الذين في بطون أمهاتهم، حتى من أراد الهرب. بتكاتفنا سنقوم بإبادة الطرواديين عن بكرة أبيهم، دون علاج، دون إسعاف، ولا قبور تليق بالموتى”. (مهدي، الكتاب، ص 35). هذا النوع من العف العدواني هو قمة السفالة عند أي إنسان يمارس ذلك. وفي عالمنا الراهن يعاد إنتاج السافلين وبأعداد كبيرة بسبب استمرار العوامل الفاعلة التي أنتجت للمرة الأولى أوضاعاً سافلة ومعهم سفلة يمارسون ذلك.
لقد شاركت الكثير من العوامل، وماتزال، في ارتكاب مثل هذه الجرائم، ولكن أكثرها حضوراً تقترن بالدين والعنف المقدس والأيديولوجيا المتبناة من نظم سياسية أو حتى خارج تلك الأطر، رغم إن الأيديولوجيا كمصطلح لا تعبر بالضرورة وبذاتها عن احتمال ممارسة الإبادة الجماعية بسببها، لأنها ليست سوى مصطلحاً يعبر عن الفكر، والمشكلة تبرز في جانبين هما: 1) مضمون تلك الأيديولوجيا أو الفكر، و2) الحامل والمنفذ لتكل الأيديولوجيا، الذي يمكن أن يكون شخصاً أم جماعة أم حزباً سياسياً أو حكومة أو فئة اجتماعية. وليس بالضرورة أن تكون مضامين الفكر همجية، بل يمكن أن تكون إنسانية، ولكن حاملها سافل همجي النزعةً أو أكثر. ويمكن أن تمارس تلك الجرائم بتظافر الجانبين ومع أكثر من شخص أو حزب أو فئة تمارس ذلك. والدين والأيديولوجيا الشمولية أو الفكر الشمولي عبر عنها الزميل فالح مهدي بدقة حين وضعها في نطاق العقل الدائري، الحيز الدائري أو المغلق عملياً.
منذ أن خَلَقَ الإنسان الدينَ والعقائد الدينية لأول مرة لم يلعب العنف دوراً مميزاً وملموساً فيها، وحامل الدين تميز بروح التسامح، كما يلاحظ ذلك في الديانة الهندوسية والكثير من الديانات غير التبشيرية. وفي تاريخ العراق القديم كانت التناقضات والصراعات على الأرض وبين البشر تجد تعبيرها في أساطير تتحدث عن صراعات الآلهة في العالم العلوي والعالم السفلي. وحين كانت تحص الحروب في مناطق مختلفة من بلاد ما بين النهرين بسبب الأرض والماء والكلأ، ويتم الاستيلاء والتوسع على ساب الآخرين، كان المحتل الجديد يمكن أن يتخذ من آلهة الشعب المُحتل آلهة له أيضاً كما حصل مع الإله مردوخ. إلا إن هذا الاتجاه في التسامح غاب عن الحروب الت خاضها البابليون في مناطق بعيدة، كما أشرنا إلى ذلك في حلقة سابقة عن الحروب البابلية ضد اليهود في مدن السامرة ويهودا وغيرهما. إلا أن الديانات الإبراهيمية الثلاثة هي التي تميزت بالعنف الذي ارتقى إلى مستوى الإبادات الجماعية. ونجد ذلك في النصوص الدينية الواردة في العهد القديم (التوراة)، وفي المسيحية (عبر الممارسات السلطوية الدينية في القرون الوسطى وفي المناطق المحتلة في أفريقيا وأمريكا وحتى آسيا)، ولكن ليس في النصوص الإنجيلية، وفي القرآن منذ بدء استعمار مناطق خارج الجزيرة العربية حيث ظهر النبي محمد والإسلام، والتي أُطلق عليها بالفتح الإسلامي. وقد أورد الزميل فالح نصوصاً من التوراة تؤكد هذه الوجهة في الديانة اليهودية، كما وارد في الصفحة 37 من الكتاب، إذ يقول: “يحتوي العهد القديم على صفحات دموية تميط اللثام ودون مواربة عن عملية تدمير الآخر المختلف. نجد ذلك ومنذ الصفحات الأولى من سفر الاعداد وهو أحد الكتب الخمسة الأساسية في العقيدة اليهودية، إذ تجد رب موسى يحثه على إقصاء اللاويين”. (مهدي، الكتاب، ص 36/37). أما بصدد المسيحية فقد كتب يقول: “المسيحية أخذت منحى أخر، فظهور القديس بطرس وتأثره بالثقافة اليونانية باعتباره مواطن روماني، أدى إلى الحد من مفاهيم العنف في العهد الجديد. رب المسيحيين وقبل كل شيء إله طيب لا ينزع لفعل الشر على العكس من ياهو العبري والذي يمكنه وفي يوم واحد القضاء على ملايين الأرواح”. (المصدر السابق، ص 38). وعلينا هنا أن نشير إن التداخل بين الدين المسيحي والدولة في القرون الوسطى قد سمح في ارتكاب المذابح ايضاً أو في استعباد وقتل البشر في المستعمرات لأنهم عراة أو حتى الصراعات ما بين الطوائف المسيحية.
وبصدد الإسلام فأن قرآن المسلمين يمارس العنف المفرط على من يطلق عليهم بالكفار أو المشركين، كما هو وارد في سورة التوبة والتي أشار إليها الكاتب على الصفحة 38 من الكتاب. ولكن القرآن فيه الكثير من الآيات ألت تدعو إلى استخدام العنف ضد أصحاب الدين الآخر. وبعضها يتسم برؤية سادية مرضية تعبر عن حكم جماعي في القرآن إزاء كل كافر او مشرك أو مخطئ. فعند قراءة القرآن سيجد الإنسان أمامه ثلاث صيغ من العقوبات التي تعبر عن أساليب في التعذيب الفردي والجماعي التي يفترض أن يمارسها ملائكة الله ضد المخطئين من البشر يوم الحشر أو القيامة عند تقديم الحساب أمام الله، والتي أخذ حكام المسلمين، ومن يؤمن بها، ممارستها ضد “الكفار والمشركين والمخطئين” في الحياة الدنيا. إن مجرد تصور هذه العقوبات وسبل ممارستها بحد ذاته يصيب الإنسان بالذهول والدوار الشديدين، إذ إنها فوق طاقة تحمل الإنسان وتتضمن مزاجاً سادياً مريعاً. وهذه الأشكال الثلاثة تتلخص فيما يلي:1) العقوبات الجماعية التي أصابت شعوباً وجماعات بشرية بكاملها مع دمار المدن وغيرها، التي يطلق عليها بالمهابدة. ويمكن هنا إيراد الكثير من الأمثلة، إضافة لما أورده الدكتور فالح مهدي، بما فيها ما ورد في سورة الفيل ” ألم تَرَ كيفَ فعل ربك بأصحاب الفيل* ألم يجعل كيدهم في تضليل* وأرسل عليهم طيراً أبابيل* ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصف مأكول*” (القرآن، دار الجيل، بيروت، سورة الفيل، مكية،ترتيبها 105، 5 آيات، ص 601). أو كما جاء في سورة الحجر قوله: “… * فجعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل* إن في ذلك لآيات للمتوسمين* …فانتقمنا منهم وإنهما لَبإمام مبين* (القرآن. سورة الحجر. مكية. ترتيبها 15. آياتها 99. ص 266). 2) العقوبات الفردية الموجهة ضد الإنسان لذنب اقترفه، التي تقود، بسبب طبيعتها وأسلوب ممارستها، إلى تشوه الإنسان والحط من قدره وكرامته بين الناس. وهي في إطار العقوبات الزاجرة التي يراد منها أيضا منع الآخرين من ارتكاب مخالفات أو ذنوب أو جرائم مماثلة، ومنها فرض الإقامة الجبرية على المرأة التي ثبت زناها في دار زوجها حتى وفاتها، وعقوبة الجلد وقطع اليد أو القتل، مثل قطع الرأس والرجم بالحجارة، وما إلى ذلك. ورد في الآية 33 من سورة المائدة قوله: ” … * إنما جزآؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم*” (القرآن، سورة المائدة، مدنية، ترتيبها 5، آياتها 120، آية 33، ص 113)، أو في قوله في نفس السورة بحق مرتكبي السرقة: “والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءَ بما كَسَبَا نَكَلا من الله والله عزيز حكيم *” (المصدر السابق نفسه. آية رقم 38. ص 114). وهي، كما ترد في القرآن ذاته، عملية تنكيل بالإنسان المقترف للخطيئة.
3) العقوبات الواردة في القرآن التي يهدد بها الإنسان ويقرر ممارستها ضده بعد وفاته في الآخرة إن ارتكب ما لا يجوز القيام به في الحياة الدنيا، أو بسبب عدم إيمانه بالله ورسوله ويوم الآخرة. وهي عقوبات يراد منها الردع والتحذير بهدف إبعاد الإنسان عن ارتكاب الخطايا والذنوب، وهي ذات رؤية سادية مرضية: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ” (سورة النساء، الآية (56. (قارن: كاظم حبيب، التعذيب في الإسلام: العهد العباسي نموذجاً، مجلة العقلاني، تصدر عن مركز الدراسات النقدية للأديان، العدد 3، يوليو 2015، لندن، ص 43/44).
ويمكن إيراد آلاف الأمثلة على ممارسه الخلفاء والولاة والقضاة في العهود الإسلامية المنصرمة ضد أتباع الديانات الأخرى أو ضد المخالفين لهم أو ضد المسلمين أنفسهم وفيما بينهم ذد هذا المذاهب أو ذاك.
ولكن لم تكن الأديان الإبراهيمية وحدها وراء الكثير من صيغ الإبادة الجماعية، بل يمكن أن نتابع ذلك في الأيديولوجية النازية القائمة على العنصرية أو العرقية وما فعله النازيون ابتداءً بالشيوعيين، ومن ثم بالاشتراكيين في ألمانيا، ومن ثم باليهود والسنِتّي والروما وبالسلافيين من عمليات قتل جماعية وحرق بالغاز في معسكرات الاعتقال النازية. وسيبقى الناس يتذكرون بالم شديد ما أطلق عليه بـ “الهولوكوست”، أي كارثة الإبادة الجماعية ضد اليهود في ألمانيا وفي أنحاء أخرى من أوروبا والتي بلغ عدد ضحاياها من القتلى فقط ستة ملايين أنسان. (كاظم حبيب، هل لعقلاء العرب والمسلمين من مصلحة في نفي الهولوكوست ومحارق النازيين ضد اليهود في أوروبا؟ الحوار المتمدن، العدد 4361، شباط/فبراير 2014).
كما لا يمكن نسيان ما فعله الدكتاتور جوزيف ستالين، باسم الدفاع عن الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، بعدد هائل من أبناء وبنات الدولة السوفييتية ومن مختلف القوميات في الثلاثينيات من القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية بدعوى التجسس أو المخالفة، وما بعدها. إن المعلومات تشير إلى مئات الآلاف من الضحايا البريئة. إن ما فعله ستالين لم تعترض عليه قيادة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي ولا الدولة السوفييتية، بل كان الكثير من قادة وكوادر الحزب وأجهزة الأمن والشرطة والقوات المسلحة عموماً الأداة الطيعة التي نفذت تلك الجرائم، والتي تعتبر جرائم إبادة جماعية، تتناقض كلية مع مضمون وجوهر الفكر الاشتراكي، وليس الممارسات التي نفذت باسم الاشتراكية، إذ إن ستالين أقام في واقع الحال دولة شمولية لم تتخلص منها الشعوب السوفييتية حتى بعد موت ستالين، مما أدى إلى نهاية تلك الدولة وتفسخها بالأساس من الداخل. كتب الزميل الدكتور فالح مهدي بهذا الصدد ما يلي: الفترة الإرهابية الستالينية خلال سنوات الثلاثينيات من القرن المنصرم أدت إلى إبادة الملايين، كما أن ذلك النظام أدى إلى موت ملايين الأوكرانيين جوعاً”. (مهدي، الكتاب ص 26). والمقصود هنا المجاعة التي أصابت مناطق شاسعة من الاتحاد السوفييتي أثناء فرض إقامة االسوفخوزاتوالكولخوزات والتي رفضتها الأكثرية الفلاحية، ولاسيما الكولاك، أو كبار الفلاحين، والتي تسببت في تراجع إنتاج الحبوب في مناطق مثل أوكرانيا وشمال القوقاز والفولغا وكازاخستان.
وإذا أخذنا ما ورد في القرآن وما حصل في العهود الإسلامية المنصرمة، يمكننا أن نفهم بوضوح كبير ظهور حركات سياسية متطرفة وعدوانية تحاول تطبيق ما تعتقد به على وفق موقف القرآن من أتباع الديانات الأخرى، بل حتى أتباع الدين الإسلامي من مذاهب أخرى غير المذهب الوهابي الذي تبنته تنظيمات القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). فهذه التنظيمات شنت حرباً شعواء إجرامية ضد المسلمين من أتباع الديانات الأخرى وضد أتباع الديانة المسيحية وضد الإيزيديين وضد الشيعة، والشبك والتركمان الشيعة. وهي التي تسنى لها اجتياح العراق من بوابة الموصل ومحافظة نينوى في زل حكم طائفي مقيت قائم في العراق. مارست فيه خلال سنتين أبشع المجازر التي تعتبر ضمن جرائم الإبادة الجماعية، ولاسيما ضد الإيزيديين فاستباحوا المدن وهتكوا الأعراض وقتلوا المزيد من البشر وفرضوا على المسيحيين الجزية أو الهجرة أو القتل، وتسببوا في هجرة مئات الآلاف من مناطق سكناهم. إنها جريمة يصعب تصورها في القرن الحادي والعشرين. ولا بد من إدراك حقيقة أخرى هي أن المسؤولين في جامع الأزهر في القاهرة رفضوا إدانة هذه المجموعة التكفيرية لأنها تنفذ ما ورد في القرآن إزاء من يطلق عليهم بالكافرين أو المشركين! وتشير المعلومات إلى أن دولاً عديدة وقوى سياسية وحكومات وشخصيات وشركان في العالم العربي وخارجه كانت، وربما ماتزال، تقف داعمة هذه العصابات الدموية بالمال والمعلومات والمقاتلين الأوباش
انتهت الحلقة الخامسة وتليها الحلقة السادسة.