عندما جاء الجنود قراءة في كتاب مهم
في ألمانيا صدر كتاب مهم، لفت إليه أنظار السياسيين والكتاب، وعلماء السياسة والاجتماع، والنفس .(Als die Solaten kamen) هو عنوان الكتب وبالعربية : عندما جاء الجنود وقدر صدرت الطبعة الثانية من الكتاب عام 2015، ومؤلفة الكتاب هي المؤرخة الألمانية ميريام غيرهارد (Miriam Gebhardt) والكتاب يدور عن اغتصاب النساء الألمانيات في نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي فترة الاحتلال الأجنبي لألمانيا، وينطوي على الكثير من العبر.
ما هي العبر التي يمكن أن نستفيد منها ……
إذا كانت مؤرخة ألمانية مهمة، وكتاب وقراء وسياسيون قد أهتموا بالكتاب وموضوعه وقد مضى نحو خمسة وسبعون عاماً على الحرب وأحداثها، فكم هو مهم أن نهتم نحن بها، ومازالت قوات أجنبية في بلادنا، تعبث بصورة علنية أو شبه علنية، وهناك يا للأسف من أبناء جلدتنا من يحاول أن يغطي على الجرائم التي اقترفوها بدواع مخجلة.
وحسب المؤرخة لا يوجد عدد محدد لحالات الاغتصاب لكنها وثقت نحو مليون اعتداء جنسي منها 190 ألفا قام بها جنود أميركيون، في نفس الوقت استبعدت أن يكون الجنود الروس قد ارتكبوا هائل من الاعتداءت لأن القيادة العسكرية السوفيتية سارعت لضبط الوضع بعد سنوات قليلة من احتلال الجزء الشرقي من ألمانيا ونفذت أحكاما صارمة بحق الفاعلين.
وبتقديرها(المؤرخة) فإنه من 4 إلى 5 % من الولادات التي تمت خلال فترة احتلال قوات الحلفاء وحتى أوائل الخمسينات كانت نتيجة عمليات اغتصاب، وكل مائة اعتداء نتج عنه ولادة طفل، ما زال الكثير من الضحايا النساء يعانين من آثارها النفسية أيضا على الأطفال الذين ولدوا، والأفظع أن بعض الجنود كانوا يقتلون ضحيتهم بعد الاعتداء عليها.
والأمر ليس أفضل مع الجنود البريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين فهم اغتصبوا أيضا سيدات مسنات وأطفالا خلال عمليات جماعية بعد وضعهم في السجون، ووثقت الكاتبة 45 ألف اعتداء جنسي قام به الجنود البريطانيون و50 ألف اغتصاب ارتكبه الجنود الفرنسيون بالأخص الفرقة الفرنسية المغربية التي لم يتم السيطرة عليها من قبل القيادة، كما حاول الجنود إذلال الألمان بكل الوسائل منها العبارة القائلة، حاربنا الجنود الألمان ست سنوات إلى أن هزمناهم، حتى تمكنا ذات يوم إذلال الألمانية بقطعة شوكولاته. ولقد قبلت ألمانيا حتى منتصف الخمسينات تسجيل 37 ألف طفل باسم أمهاتهم، ومن تبقوا تم تبنيهم.
وبحسب بحث أجراه مؤرخ ألماني، عند دخول قوات الحلفاء إلى ألمانيا عام 1945 وصل عدد اعتداء الجنود الأميركيين على الألمانيات نحو 11100، وكان يتم إرسال المعتدى عليهن إلى المستشفيات للعلاج، بعدها يعاقبن بتهمة قبول الذهاب مع رجل غريب رغم كل الإثباتات الجنائية خاصة الرضوض الجسدية عند ضربهن لذا كانت المعاناة مضاعفة.
لكن يستحق الملاحظ حقاً قراءة “ولقد جرت محاكمة الجنود السود فقط وتمت معاقبتهم بينما أعفي الجنود البيض من العقاب.“ هذا ما فعلوه بالألمان الذين هم وإياهم من صنف سياسي وثقافي وعرقي واحد، وتأمل ما فعلة في فيثنام، وكوريا، وأفغانستان والعراق.
والى جانب هذه الأعداد الهائلة من جرائم الاغتصاب التي لا يمكن حصرها، حتى وفق أجهزة الإحصاء الألمانية الدقيقة، (وقد قرأت تقريراً ألمانياً، يشير أنه يندر أن فلتت ألمانية بصرف النظر عن سنها، من الاغتصاب في سنوات الأولى التي أعقبت الحرب).
وما نتج عنها من مواليد، نتيجة الاغتصاب، هناك مشكلة أخرى ظلت لسنوات في الظل إلى أن بدأ الحديث عنها وهي العلاقات الجنسية التي نشأت بين نساء ألمانيات وجنود الاحتلال في ألمانيا الغربية والعدد الرسمي يصل إلى أكثر من 67 ألفا فقط في ألمانيا الغربية، إضافة إلى نصف هذا الرقم في ألمانيا الشرقية،