تعد حرية الصحافة العجلة الأساسية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي في جميع بلدان العالم، فلا وجود للديمقراطية دونحرية الرأي والتعبير , وتونس ليست بمعزل عن هذا فهى تعيش منذ مدة زخما في ميادين الصحافة والإعلام متعدد الاتجاهات، سواء تعلق الأمر بالسقف العالمي لحرية الصحافة والذي لا يقارن إلا بالدول المتقدمة ، أو فيما يخص الحركية النقابية للمجتمع المدني و الرافد الأساسي لهذه الحرية ولحقوق الصحافيين، أو من خلال تعدد هياكل الصحافة و الإعلام التي تعمل باستقلالية عن الأطر الرسمية.
و في هذا الاطار ، تستضيف تونس المؤتمر الثلاثين للاتحاد الدولي للصحفيين اليوم الثلاثاء ولمدة ٣ أيام بمدينة الثقافة تحت شعار« من أجل صحافة حرة » .
وللإشارة فقد فازت تونس بشرف احتضان المؤتمر بعد منافسة مع روسيا أثناء اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد التي عقدت بموسكو أبريل ٢٠١٧ لتكون تونس بذلك أول بلد عربي وأفريقي يحتضن الصحافة الدولية، بمشاركة 300 قيادي نقابي يمثلون 600 ألف صحفي في العالم، وينتمون إلى 187 نقابة وجمعية صحفية من 140 دولة . وفق ما نشرته الجمعية النقابة الوطنية للصحفيين على موقعها الرسمي .
وأشارت عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين فوزية الغيلوفي فى تصريح لها
إلى
أن أعمال المؤتمر تنطلق اليوم11 جوان / حزيران 2019 بتنظيم ندوة ما قبل المؤتمر. ثم ثلاث ندوات
حوارية يديرها ممثلو الاتحاد الدولي للصحفيين . وتستأنف أشغال المؤتمر بعقد ندوة
صحفية لرئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بلانجي على أن يكون الافتتاح الرسمي
بكلمات لرؤساء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والاتحاد الدولي للصحفيين
والاتحاد الإفريقي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب ثم رئيس الجمهورية
الباجي قايد السبسي .
كما
سيتم تنظيم مسيرة في اتجاه مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تضامنا مع
الصحفيين الذين يقتلون في كل البلدان العالم من أجل مهنتهم .
وأوضحت الغيلوفي أن أشغال المؤتمر ستكون مفتوحة في اليوم الأول فقط فيما ستكون بقية أشغال المؤتمر أيام 12 و13 و14 مغلقة وخاصة بالمؤتمرين . ولفتت إلى أنه سيتمّ على
هامش المؤتمر تنظيم زيارات للضيوف إلى عدد من المناطق السياحية والأثرية وبعض الوصلات الموسيقية التونسية للتعريف بالموروث الحضاري التونسي .
وبحسب بيان للاتحاد الدولي للصحفيين، فان مستقبل الصحافة في العصر الرقمي سيكون على رأس جدول أعمال المؤتمر. وسيبحث كذلك قضايا أخرى منها: مستقبل الصحافة في العصر الرقمي، والممارسات النقابية الجيدة في جميع أنحاء العالم، ووضع الصحافة في الشرق الأوسط بعد الثورات العربية . إضافة إلى تبني ميثاق أخلاقيات عالمي جديد للصحفيين عوضا عن الميثاق القديم الذي يعود إلى عام 1954 كان فيه للصحفيين واجبات أكثر، أما الميثاق الذي سيقترح فيتضمن إضافة حقوق لفائدة الصحفيين . كحق الحصول على راتب جيد والحق في العمل في بيئة سليمة في محيط يتماشى مع ما ينبغي أن يكون عليه الوضع والحق في حماية المصادر . و سيخصص اليوم الختامي لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين الذي ستكون نقابة الصحفيين التونسيين أحد المرشحين له .
و يعتبر للاتحاد الدولي للصحفيين أكبر منظمة عالمية تتحدث باسم الصحفيين ، ويقدم دعمه لهم ولاتحاداتهم كلما خاضوا مواجهة دفاعا عن حقوقهم العمالية والمهنية، كما قام ايضا بتأسيس صندوق دوليّ للسلامة المهنية ولتقديم الدعم الإنساني للصحفيين المحتاجين .
ويسعى الاتحاد الدولي للصحفيين للعمل والتحرك على المستوى الدولي؛ للدفاع عن حرية الصحافة والعدل الاجتماعي من خلال اتحادات صحفيين قوية وحرة ومستقلة، ولا يتبنى توجها سياسيا معينا، ولكنه يروّج لحقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية، ويعارض الاتحاد الدولي للصحفيين، كل أنواع التمييز، ويدين استخدام الإعلام للأغراض الدعائية أو للترويج للتعصب
وعدم التسامح والصراع . ويؤمن بحرية التعبير السياسي والثقافي، ويدافع عن العمل النقابي وباقي الحريات الأساسية للإنسان .
