المغرب: مهرجان «كناوة الصويرة» يسدل ستار الدورة الـ22 في انتظار دخوله قائمة التراث العالمي
المغرب – الصوير بيدر ميديا
أسدل الستار، زوال أمس الأحد بمدينة الرياح الصويرة، على فعاليات الدورة الثانية والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، وسط حضور رسمي وشعبي، كما عادة كل سنة، وبجديد تمثل هذا العام في إعلان وزير الثقافة والاتصال طلب ضم هذا الفن الفلكلوري إلى قائمة التراث العالمي.
وقال وزير الثقافة والاتصال المغربي، محمد الأعرج، خلال افتتاح المهرجان، إن التراث الكناوي عنصر من عناصر الهوية الوطنية، مضيفا أنه «تماشيا مع استراتيجية الوزارة في التعريف بالثقافة الوطنية، «تقدمت بطلب ترشيح هذا الفن في لائحة التراث العالمي الإنساني غير المادي».
ومن المنتظر أن تناقش منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذا الملف في دجنبر المقبل.
وشهد اليوم الأخير من المهرجان مجموعة حفلات، انطلقت قبل الثانية عشرة زوالا، شاركت فيها كل من فرقة عيساوة الصويرة وفرقة كنغا أكادير وفرقة «ديام إيقاع» من السنغال وأحواش واحمادشة وفرقة الصويرة للإيقاع، وجميعها تمتح من روح كناوة في أسلوبها. وهي حفلات وزعت على الساحات والمسارح المفتوحة أمام تفاعل الجمهور مع أنماط الموسيقى المشابهة من أنحاء العالم.
وضم برنامج المهرجان، الذي امتد إلى ربعة أيام متوالية، 40 حفلا بمشاركة فنانين من كوبا ومالي وغينيا والكونغو وجاميكا وإسبانيا والمغرب.
وكرم المهرجان الموسيقي الأمريكي راندي ويستون، الذي توفي في شتنبر 2018 عن عمر ناهز 92 عاما. وسبق للفنان الراحل تقديم حفل بالمهرجان في 2016.
كما أقام المهرجان، ضمن برنامجه الموازي، «منتدى حقوق الإنسان» الذي ناقش خلال هذه الدورة «قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف»، بمشاركة عدد من الفنانين والأكاديميين، إلى جانب نائلة التازي منتجة المهرجان، التي ذكرت خلال كلمتها في المنتدى أن «قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف ليست مجرد شعار، وإنما هي دعوة إلى التحرك المجتمعي، والوعي للبقاء على المسار الصحيح لحضارة إنسانية سمتاها التقدم والعدل»، مشيرة إلى أن «الثقافة تحفّز أيضا الاقتصاد، وتخلق فرص الشغل، وتسهم في سيرورات التنمية، وتزوّد بأدوات تكافح الفقر، وتقوي الإحساس بالانتماء».
ومن السهرات الناجحة ضمن المهرجان، سهرات قدمها الفنان والمعلم الكناوي المغربي الشهير مصطفى باقبو، وفرقة تيناريوين الملقبة بأمراء الصحراء، والتي أججت حماس جمهور منصة مولاي الحسن بمدينة الصويرة، مساء الجمعة الماضية، في ثاني أيام المهرجان الذي يكسب سنة بعد أخرى شعبية وصيتاً عالمياً، حوّل هذه المدينة إلى قبلة لكل عشاق الفن الكناوي.
واستمتع عشاق «تاكنويت» بأداء الفنان «باقبو»، المعلم الذي صدح بصوته الذي لم تنل منه السنوات، مُردداً بمعية فرقته عدداً من الأغاني التي تعيد التذكير بتاريخ كناوة وأصولهم ورحلتهم الشاقة وبعدهم عن الديار، وطلب العفو من الأجداد، والصلاة على النبي. كل ذلك في حفل فني حشد جمهوراً غفيراً، وتحول إلى ما يشبه جلسة من العلاج الروحاني لكل «المجاذيب والمسكونين بالنغمة الكناوية الأصيلة».
وعلى نغمات موسيقى تيناروين، أحيت فرقة «أمراء الصحراء»، الآتية من أدرار إفوغاس، السلسلة الجبلية الصحراوية الممتدة بين شمال مالي وجنوب الجزائر، حفلها الفني في مدينة الرياح.
وفي نمط موسيقي يجمع بين البلوز والروك والموسيقى التقليدية للطوارق، غنى أعضاء الفرقة من الريبرتوار عن الشوق والعزلة والحنين ولوعة الفراق، ارتباطاً بتاريخ هذه المجموعة التي ارتبطت ولادتها عام 1982 بنفي شعب الطوارق.