50 أكاديمياً وفنّاناً وأديباً يناقشون 4 مقترحات للنشيد الوطني
قالت لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب إنها ستوجه دعوة لأكثـر من خمسين شخصية فنية وأدبية وأكاديمية لمناقشة مقترح قانون النشيد الوطني، كاشفة أن من بين هذه الشخصيات الفنان كاظم الساهر.
وكانت الكتل البرلمانية قد اتفقت من حيث المبدأ على اعتماد قصيدة الشاعر أسعد الغريري “سلامٌ عليك على رافديك” نشيداً وطنياً لجمهورية العراق، وستعرض للنقاش في جلسة الاستماع التي يتوقع عقدها خلال العشرة أيام المقبلة.
وتسلّمت لجنة الثقافة البرلمانية أربعة مقترحات للنشيد الوطني، الأول قدمه الفنان كاظم الساهر وهو قصيدة “سلامٌ عليك على رافديك”، والثاني مقترح اتحاد الأدباء وهي قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري “سلامٌ على هضبات العراق”، والثالث عبارة عن مقطوعة موسيقية لنصير شمة، والرابع قصيدة قدُمت من أحد ضباط الجيش السابقين.
وتقول رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار النيابية سميعة الغلاب إنها “ستوجه دعوة إلى أكثر من خمسين شخصية أدبية وفنية وأكاديمية لحضور جلسة الاستماع التي ستعقد خلال العشرة أيام أو الأسبوعين المقبلين لمناقشة وبحث الخلافات على مقترح قانون النشيد الوطني.” وكان الفنان كاظم الساهر قد سلّم في شهر شباط الماضي لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب مقترحَ قانون النشيد الوطني (سلامٌ عليك على رافديك) بعدما أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً من أجل تغيير النشيد الوطني العراقي واستبداله بأغنية الساهر بعنوان “سلامٌ عليك” كنشيد وطني عراقي.
وتؤكد الغلاب أن “الفنان كاظم الساهر أرسل مقترح قانون النشيد الوطني المتضمن قصيدة (سلامٌ عليك على رافديك) الى البرلمان عبر كتلة سائرون قبل بأسبوع واحد بناء على طلب من لجنة الثقافة البرلمانية التي رأت أن القصيدة أصبحت مطلباً جماهيرياً بعد تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي.” وقدمت كتلة تحالف سائرون مقترح قانون يقضي اعتماد “سلامٌ عليك” كنشيد وطني، فيما رد الفنان كاظم الساهر على هذه المطالبات بتصريحات يؤكد فيها موافقته على الاقتراح ولكن بشرط الموافقة من قبل مجلس النواب العراقي. وتكشف الغلاب أن “من بين المدعوين إلى هذا الاجتماع الفنان كاظم الساهر أو من ينوب عنه مع ممثلين عن وزارة الثقافة واتحاد الأدباء ونقابة الفنانين العراقيين وجمعية الشعراء الشعبيين وأكاديميين”، مؤكدة أن “المواعيد النهائية لعقد هذه جلسة الحوارية ستحددها هيئة رئاسة البرلمان قريبا.”
وتشير إلى أن “لجنة الثقافة البرلمانية رفعت قانون النشيد الوطني (سلامٌ عليك على رافديك) للقراءة الأولى قبل شهر تقريباً لكن رئاسة مجلس النواب ارتأت عقد جلسة استماع مع المعترضين على اعتماد هذه القصيدة نشيداً وطنياً للاستماع إلى ملاحظاتهم”.
وتتابع حديثها بالقول: إن “هناك اتفاقاً مبدئياً بين الكتل البرلمانية على اعتماد قصيدة (سلامٌ عليك على رافديك) للشاعر أسعد الغريري التي غناها الفنان كاظم الساهر، كنشيد وطني لجمهورية العراق.”
وأبدى اتحاد الأدباء والمثقفون استياءهم وغضبهم من موقف عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي لتخليهم عن قصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وترشيحهم لأغنية (سلامٌ عليك) للشاعر الغنائي أسعد الغريري نشيداً وطنياً.
وسبق لمجلس النواب أن صوّت من حيث المبدأ، في 12 تموز عام 2012 على اعتماد مضمون قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري (سلامٌ على هضبات العراق) كنشيد وطني لجمهورية العراق.
وترى الغلاب أن “قصيدة الجواهري بعيدة عن أسلوب أو طريقة النشيد الوطني، فضلاً عن أن كلماتها صعبة خصوصاً على أطفال المدارس مقارنة بقصيدة (سلامٌ على رافديك) التي تعد كلماتها بسيطة وسهلة مع وجود بعض الملاحظات عليها.”
وتتحدث رئيسة لجنة الثقافة البرلمانية عن احتمالية تقديم قصيدتَي الجواهري والغريري الى البرلمان لاختيار إحداهما أو تبنّي قصيدة الغريري بعد جلسة الاستماع. وتلفت إلى أن هناك احتمالاً ثالثاً هو اللجوء إلى إقامة مسابقة كبرى لاختيار قصيدة جديدة للنشيد الوطني.
وتوضح أن “هناك أربعة خيارات ستفاضل فيما بينها لجنة الثقافة البرلمانية لاختيار أحدها نشيداً وطنياً، الأول قصيدة (سلامٌ عليك)، والثاني قصيدة (سلامٌ على هضبات العراق)، والثالث مقطوعة موسيقية لنصير شمة، والرابع قصيدة أخرى لأحد الضباط السابقين”.
وتشدد على أن “كل هذه الخيارات المطروحة ستبحث وتناقش في جلسة الاستماع التي ستعقد داخل مجلس النواب قريبا.”
بالمقابل، توضح اللجنة القانونية في مجلس النواب أن مقترحات القوانين تتطلب موافقة أعضاء مجلس النواب عليها من أجل المضي بتشريعها، مؤكدة أن مقترح النشيد الوطني مازال قيد النقاش ولم تتبلور فكرة طرحه عند البرلمان.
وقال عضو اللجنة يونس قاسم، في تصريح اخر، إن من “الضروري تبنّي الحكومة لمشروع النشيد الوطني لأن الدستور العراقي في مادته الـ 78 ينص على أن رئيس الحكومة هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة”.
ويتساءل: ماهي الأسباب الموجبة لتشريع قانون النشيد الوطني لجمهورية العراق؟”، مشدداً على أن “القناعة بالأهداف والأسباب التي تدفع لتشريع هذا القانون هي من ستساعد على تمرير قانون النشيد الوطني في حال عرضه داخل مجلس النواب”.
ويبيّن أن “مقترحات القانون لا تمر على اللجنة القانونية الا بعد قراءتها قراءة ثانية، في حين أن كل مشاريع القوانين تلزم مشاركة اللجنة القانونية في صياغتها”، مؤكداً أن لجنته “لم تشارك حتى هذه اللحظة في إعداد مقترح قانون النشيد الوطني.”
في عام 1924 اعتمد أول نشيد وطني للدولة العراقية وهو من تأليف الضابط الإنكليزي الميجر جي. آر. موري عبارة عن قطعة موسيقية على إيقاع مارش من دون كلمات، واستمر حتى تموز عام 1958، ليكلف الموسيقار العراقي لويس زنبقة بوضع نشيد وطني موسيقي من دون كلمات. واعتمدت حكومة الثامن من شباط 1963 النشيد المصري “والله زمان يا سلاحي”، وهو من ألحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري صلاح جاهين نشيداً وطنياً للجمهورية العراقية للفترة من 1963 إلى 1979 قبل استبداله بنشيد “أرض الفراتين”، وهو من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي وألحان اللبناني وليد غلمية. ويعتمد العراق منذ عام 2005 قصيدة “موطني” التي كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنها اللبناني محمد فليفل نشيداً وطنياً ليكون بديلاً عن نشيد “أرض الرافدين”.