“بوابة الإله”.. عجائب “بابل” الأثرية
إنها مدينة بابل الأثرية، تعود في تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام، كانت مهد حضارة تركت أثرها إلى اليوم بهندستها ومجدها وحتى قوانينها، ولا تزال قصصها إلى اليوم تحير العقول.
ومع إعلان “يونيسكو”، الجمعة ضم مدينة بابل القديمة للائحة التراث العالمي، نشر موقع المنظمة التابعة للأمم المتحدة وصفا للمدينة: “تقف شاهدا على إحدى أكثر الإمبراطوريات تأثيرا في العالم القديم، لا تزال بابل تمثل إبداع الإمبراطورية الكلدانية في ذروته”، إليكم بعض الحقائق حول دينة بابل القديمة:
التاريخ
يأتي أصل اسم “بابل” من اللغة الأكادية و تعني “بوابة الإله”، واتخذت بابل الأثرية عاصمة للإمبراطورية البابلية الحديثة أو الإمبراطورية الكلدانية بين عامي 626 و539 قبل الميلاد.
عرف في البابلية نظام الحكم الملكي الوراثي، لكن الملوك لم يحظوا بالسلطة المطلقة، ورغم ادعاء الملوك أن الآلهة هي التي اختارتهم لحكم البلاد إلا أنهم لم عكسوا ذلك على سلطاتهم كما فعل الفراعنة.
ومن أبرز حكام بابل كان حمورابي سادس ملوكها وأول ملوك الإمبراطورية البابلية، اشتهر بتوحيده منطقة بلاد الرافدين والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط، وهو من أوائل من أصدروا القوانين لتنظيم المجتمعات في تاريخ البشرية.
الموقع
تطل مدينة بابل الأثرية على نهر الفرات في العراق، وتقع على بعد 85 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد، وهذه أبرز معالم:
أسد بابل
هو تمثال على شكل أسد يقف على شخص بشري، طول التمثال يبلغ مترين وهو موضوع على منصة طولها حوالي متر عثر عليه باحثون ألمان 1776، ويقال إن الأسد يرمز لقوة بابل وسيطرتها على الشعوب.
بوابة عشتار
وهي البوابة للمدينة الداخلية، زينت بقرميد أزرق زاه وزخرفت برسومات لثيران وتنانين وأسود، سمي تيمنا بالآلهة عشتار، ويقال إن نبوخذ نصر الثاني بناه تعبيرا لحبه لزوجته.
اتخذت بوابة عشتار مدخلا رئيسيا لسور المدينة الداخلي، وإلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الاحتفالات الدينية في عيد رأس السنة، الذي احتفل فيه مع بداية الربيع وانطلاق الموسم الزراعي.
وقام علماء آثار ألمان بالكشف عن البوابة في أوائل القرن العشرين، وإعادة بنائه باستخدام جارته الأصلية في متحف بيرغامون في برلين.
جدران بابل
احتوت المدينة القديمة على جدران بنى حمورابي جدارا أحاط بابل، تلاه نبوخذ نصر الثاني الذي أضاف ثلاث حلقات إضافية بطول 40 مترا.
ووصف المؤرخ الإغريقي هيرودوت سمك جدران المدينة، قائلا إن سباقات بين العربات كانت تقام فوقها، وتبوأت المدينة داخل هذه الجدران مساحة بلغت 200 ميل مربع (517 كيلومتر مربع)، أي ما يقارب مساحة مدينة شيكاغو الأميركية.
برج بابل
ذكر في العهد القديم احتواء المدينة على برج بابل، الذي بني اعتقادا بإيصال سكانه إلى الجنة، وأن الرب عندما رأى ذلك دمر البرج وبعثر البشر حول الأرض ليتكلموا بلغات متعددة وينعدم التواصل بينهم.
ويذكر موقع “History” وجهة نظر بعض الدارسين بأن القصة مستمدة من برج كان قائما بالفعل لعبادة الإله البابلي مردوخ.
حدائق بابل المعلقة
وهي مجموعة من المتاهات البرجية التي تحفها الأشجار والأزهار وشلالات المياه، وهي إحدى العجائب السبع للعالم الأثري، لكن وللأسف عثر العلماء على أدلة قليلة على وجودها أصلا على أرض الواقع يوما ما.
و ذكر علماء آخرون أن الحدائق المعلقة لم تكن موجودة في بابل أصلا، بل رجحوا وجودها في محافظة نينوى.