معسكر اعتقال داخاو KZ : DACHAU
مقدمة
وصل الحزب النازي إلى السلطة بانتخابات فاز فيها بصورة رسمية، وبسيناريو غريب هو دليل على تخبط الأحزاب اليمنية ورفضها التحالف مع قوى اليسار للوقوف بوجه اليمين الفاشي المتمثل في ألمانيا بالحزب الاشتراكي الوطني الألماني واختصاره (NSPD) ” النازي NS “. وكان الحزب النازي قد تأسس في أعقاب الحرب العالمية الأولى، في ظروف داخلية بائسة كانت ألمانيا تعيشها في ظل الهزيمة السياسية والعسكرية، وضغط التضخم الاقتصادي. وقبل لم يكن الحزب ولا قادته معروفين في الحياة السياسية، ففي الانتخابات التشريعية للبرلمان (الرايخشتاغ) عام 1929 لم يحصلوا على أكثر من 3 % من الأصوات أما في انتخابات عام 1932، حصل النازيون على 33 % من الأصوات، في مقدمة الأحزاب. وفي يناير من عام 1933، تم ترشيح هتلر كمستشار، أي رئيساً للحكومة الألمانية، واعتقد الكثير من الألمان أن الحلول السياسية والاقتصادية والمشكلات السيادية لبلادهم في طريق الحل الناجز.
وابتدأ الحزب منذ اليوم الأول يمهد لإقامة سلطة ديكتاتورية طغيانية، يقودها ديكتاتور (أدولف هتلر) أستحوذ على كافة السلطات في ألمانيا، وابتدأ بالعمل على عدة جبهات يرسخ فيها سلطته أولاً بالقضاء على القوى التقليدية الأرستقراطية في القوات المسلحة، ثم بخصومه التقليديين (الشيوعيين والاشتراكيين)، وما لبث أن اتسعت جبهة العداء لتشمل كل من هو غير نازي، ولا يدين بالولاء المطلق لشخص الزعيم كما أطلق عليه رسمياً. ثم لاحقاً بدأ يستعد لإلغاء معادة فرساي للسلام التي رتبت أحكام ثقيلة على ألمانيا، وهذه قادته لخطوات تنطوي على مجازفات خطيرة، أشعلت نيران الحرب العالمية الثانية.
كان النظام الهتلري يزج بخصومه من كافة الاتجاهات فبرزت الضرورة لبناء معتقلات تضم خصوم النظام من داخل البلاد، وفيما بعد (بعد اندلاع الحرب) أسرى وخصوم من كافة الاتجاهات في أوربا، فنشأت بذلك الضرورة لبناء المزيد من المعتقلات في كافة أرجاء ألمانيا ومن ثم بعد احتلال الجيش الألماني لمعظم أوربا قامت القوات المحتلة بتأسيس معتقلات في الدول المحتلة كبولونيا وجيكوسلوفاكيا وفرنسا وغيرها.
داخاو مدينة صغيره تقع شمال غرب مدينة ميونخ (جنوب شرق ألمانيا)، تأسس فيها أول واكبر معتقل نازي في ألمانيا، ثم تعددت فيما بعد المعسكرات بالعشرات. وفي هذه المعسكرات تمت أبشع الجرائم الوحشية ضد الإنسان، ولحسن الحظ فقد سجلت هذه الخروقات بدقة، فسيق المجرمون بعد انهيار النظام النازي إلى المحاكم الدولي، واعتبرت الجرائم ضد الإنسانية غير قابلة للسقوط بالتقادم.
إن حالة العداء التي أشهرها النظام النازي بوجه حركات سياسية في ألمانيا ونظم سياسية خارجها، وبدا من العسير أن يتقبل وجود قوى أخرى وفكر آخر، وابتدأ سلوكه يكون عدائياً مغلفاً بالتطرف والتعصب والاحتكام إلى القوة فقط مستغلاً انفراط عقد ألآخرين، اليمين لم يكن يزعجه أن يقمع النازيون القوى الاشتراكية واليسارية بصفة عامة، ولا أن يعد العدة لشن حرب ضد الاتحاد السوفيتي، ولكن عدما اندلعت نيران الحرب وراحت تلتهم بدون تميز، أدركت القوى الدولية: بريطانيا وفرنسا أنها تماهلت كثيراً وتساهلت مع النظام الهتلري، ثم أدرك الجميع أن الهتلرية هو ضرب من إمبريالية فاشية من نوع جديد بوحشية لا حدود لها.
اليوم عندما نستعرض هذا التاريخ الفاشي الدموي، نريد أن نساهم في رفع وعي القراء، ليتخذوا مواقف صلبة ضد الفاشية قد ترتدي ثياباً بألوان تخدم هدفها النهائي: التوسع .. لون القميص غير مهم البتة.
معطيات أولية عن المعسكر :
* تم بناء المعتقل عام 1933 وتواصل وجوده حتى عام ، سقط على يد الجيش الأمريكي عام 1945، وما يزال متحفا حتى اليوم.
* يقدر عدد من اعتقل فيه خلال هذه ألمدة 200 ألف شخص.
* توفي عدد الذين قتلوا في المعتقل نحو 35,000 ألف شخص.
* هوية المعتقلين كانت : معارضين سياسيين للحزب النازي شيوعيين واشتراكيين بصفة رئيسية، والديمقراطيين الليبراليين، وعدد من أسرى الحرب والشواذ جنسياً، والغجر والمعوقين الغير قادرين على العمل واليهود.
* كانت تجرى في هذا المعسكر أيضاً تجارب طبية وغيرها على المعتقلين مثل تجربة اختراع كبسولة تنقي جسم الإنسان بعد شرب ماء البحر واختبارات لجعل جسم الإنسان يتحمل درجات ضغط عالية من اجل استخدامها في الطائرات آو الغواصات وتجربة تحمل جسم الإنسان للبقاء في ماء بارد لفترات طويلة.
* أهداف هذه التجارب من اجل تطبيقها في الجيش وأثناء
هذه التجارب لقي عدد كبير من المعتقلين مصرعه .
* كان الجيش النازي يستخدم المعتقلين للعمل (كعمال سخرة) في مختلف الأعمال.
* في الشهور الأخيرة للحرب ألعالميه ألثانيه، كان المعتقل مكتظاُ بالمعتقلين، وكانت الإمراض قد انتشرت بين المعتقلين، كحمى التيفوئيد وقضت على عدد كبير منهم.
* كان قد تم عزل بعض الشخصيات المهمة في المعتقل في مبني صغير وخاص تم فيه سجن الأمراء الأوربيين ورجال الدين وكبار الأكاديميين المعارضين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معسكر اعتقال داخاو
معسكر اعتقال داخاو
تحرير جيني اويرتلا (Jenny Oertle)
متحف التاريخ الألماني 15 / أيار / 2015 Deutsche Historische Museum, Berlin.
ترجمة : ضرغام الدباغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوشر باعتبار معسكر اعتقال داخاو (البلدة القريبة من ميونيخ) بأمر من هاينريش هيملر قائد بوليس ولاية
بوشر باعتبار معسكر اعتقال داخاو (البلدة القريبة من ميونيخ) بأمر من هاينريش هيملر قائد بوليس ولاية بايرن في ميونيخ بتاريخ 22 / آذار / 1933، ( أستلم الحزب النازي السلطة يوم 30 / كانون الثاني / 1933) معتقلاً للرجال. ومنذ حزيران / 1933 كانت من تخطيط تيودور آيكه (1892 ــ 1943) والمعتقل تأسس على أرض كانت سابقاً مصنعاً للبارود. والمخطط الذي قام بتصميمه ، كمباني للخدمات ومهاجع للمعتقلين،، ومكاتب الإدارة وقيادة حراسة المعتقل، أصبحت لاحقاً نموذجاً شيد بموجبه معتقلات أخرى على غراره.
(منظر جوي لمعسكر اعتقال داخاو )
المعتقلون الأوائل من الذين حلوا في معتقل داخاو كانوا من خصوم النظام النازي، من الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين (SPD)، النقابات، وبعض الليبراليين، وسياسيين محتفظين، ثم فيما بعد جيئ بمرتكبي الجرائم العادية، وجماعة شهود يهوة الدينية، ومسيحيين، والغجر، والمثليين الجنسيين، واليهود.
وفقط في الليلة التي تبعت (ليلة المذبحة ــ 9 / تشرين الثاني / 1938) حيث جلب رجال ال (SS) عشرة ألاف من اليهود إلى معتقل داخاو. وبعد تصفية ما تبقى من جيكوسلوفاكيا في أيار 1939، وبعد بدء الحرب العالمية الثانية، في أيلول 1939، تم تسفير معتقلين من كافة الجنسيات إلى معسكر اعتقال داخاو.
ومنذ نهاية تشرين الثاني / 1939 وحتى أواسط شباط / 1940، أغلقت وحدات ال(SS) معتقل داخاو وجرى تسفير المعتقلين وتوزيعهم إلى معسكرات أخرى بسبب تطوير المعتقل ملاحقه. ومنذ تشرين الثاني / 1941 جيئ بعدة ألوف من أسرى الحرب السوفيت إلى المعسكر حيث جرى إعدامهم رمياً بالرصاص.
في شتاء 1942 بدأ أطباء تابعون لل(SS) في داخاو بإجراء تجارب طبية على المعتقلين. لاختبار عقاقير، وقاموا بإنتاج أصناف منها، من بينها عقاقير من مواد مصنعة (Phlegmone) لحالات الالتهابات. وتجارب أخرى حالات الضغط الجوي، وحالات الطيران المرتفع، ومقاومة البرودة الشديدة، وجميعها أجريت على المعتقلين. وفي 1942/ 43، تأسس في المعتقل محرقة لجثث (Kramatorium) وغرفة قتل بالغاز (Gaskammer) ولكن لم يثبت استخداميهما. ابتداء من 5/ تشرين الثاني / 1942، وبناء على أمر أصدره وزير الداخلية وقائد ال(SS) تم ترحيل كافة اليهود إلى معسكر اعتقال أوشفيتس (معسكر إبادة سيء الصيت في بولونيا).
وفيما يقرب من 170 موقع خارجي تابع لمعسكر داخاو كان المعتقلون يعملون في ورش تابعة لل(SS) ، في تعبيد الشوارع، وخنادق حربية، وفي استصلاح المستنقعات. ومنذ 1942، أشتد العمل في المصانع الحربية. وبسبب اشتداد الغارات الجوية، قررت إدارة المعتقل في صيف عام 1944، بنقل صناعة الطائرات إلى تحت الأرض. ولهذا الغرض عمل 30,000 معتقل معظمهم من اليهود معظمهم من أوربا الشرقية من معسكرات الإبادة إلى داخاو. وفي مجمعين كبيرين خارجية بالقرب من قرية لاندسبيرغ، وقرية مولدورف في بايرن الشرقية بدأ المعتقلون ببناء قاعات ضخمة كمصانع تحت الأرض.
تحرير معسكر اعتقال داخاو
ومن أجل منع تحرير المعتقلين من قبل قوات الحلفاء التي كانت تواصل تقدمها، أرسلت إدارة المعتقل بتاريخ 26 / نيسان / 1945 حوالي 7000 سجين فيما سمي ب ” مسيرة الموت “بأتجاه الجنوب وغادرت المعسكر بعد يومين. وفي 29 / نيسان / 1945 حررت القوات الأمريكية معسكر داخاو.
بين أعوام 1933 ــ 1945 دخل سجن داخاو أكثر من 200,000 إنسان كمعتقل. وفي داخاو قتل على الأقل 32,000 المسجلين من قبل إدارة السجن. وعدا هذا هناك الآلاف ممن لم تعرف أسمائهم، قتلوا في هذا المعسكر، وبهذا يناهز عدد القتلى الإجمالي أكثر من 41,500 شخص.
وبعد التحرير، أعتقل الجيش الأمريكي الموظفين ورجال قوات الأمن الخاص في المخيم ال(SS) وقدموا للمحاكمات التي عرفت بأسم محاكمات داخاو عام 1948. وبعد ذلك استخدمت مباني داخاو لعدة سنوات كمعسكر إيواء اللاجئين ومشردي الحرب .
في عام 1960 أصبحت بعض ملاحق المعسكر مثل الحرقة وغيرها كمبان لمتحف وبعدها بخمس سنوات، 1965 أفتتح نصب تذكاري لضحايا المعسكر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعسكر الذي ينبغي أن يعلم الجميع عنه
المصدر : قناة بي آر (BR)
تحرير ارنست آيزنبيشلر (Ernst Eisenbichler)
ترجمة : ضرغام الدباغ
في 22 / آذار / 1933 أفتتح النظام النازي في بلدة داخاو (Dachu) الذي سيقتل فيه عشرات الآلاف من المعتقلين حياتهم. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وتعرف الناس بالتفصيل عما حدث من فضائع ضد الإنسانية في هذا المعسكر، كان يزعم بعض الناس أنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً مما يدور فيه.
المعارضون للنظام النازي، من الشيوعيون، بعض فئات المسيحيين، اليهود، والغجر وشهود يهوة، والشاذون جنسياً، وكل من لم يكن يتفق معهم، باشر النازيون فور استلامهم السلطة في 30/ كانون الثاني / 1933 بتعقبهم واعتقالهم، وإرسالهم إلى معسكر الاعتقال. والوجبة الأولى التي تم اعتقالها بعد أقل من شهرين من استلامهم السلطة في 22 / آذار / 1933، اودعو في معسكر اعتقال الذي أفتتح في بلدة داخاو التي أضحت فيما بعد النموذج الذي تكرر في معسكرات الاعتقال الكثيرة في العهد النازي. هكذا كنب المؤرخ فولفغانغ بنز، وبعد داخاو جيئ بعناصر من المقاومة البولونية ، وبصفة رئيسة كانوا من الشيوعيين والاشتراكيين.
(الوجبات الأولى من المعتقلين السياسيين من الألمان)
” كالعبيد كانوا يتعاملون مع المعتقلين في هذا المعسكر، خلال أستخدامهم لهم في شق وتبليط الطرق في مقالع الحصى، وىحقاً في التصنيع الحربي ، كان العمل مرهقا للغاية للوصول إلى أعلى مستوى في الإنتاج ” . كتب ازوالد باول مدير قسم الإنتاج في قوات ال(SS) ورئيس قسم الإدارة في الإدارة النازية، وقد حوكم باول وأدين كمجرم حرب في محاكمات النازيين عام 1951.
في النصف الثاني من ثلاثينات القرن العشرين، لم يعد استخدام معسكرات الاعتقال تخدم السلطات النازية كمعتقل للمعارضين وخصوم النظام، بل وكان كنهر بشري كمورد للبشر يصب في هذا المكان تحت شعار ” الإبادة من خلال العمل ” . في 30 / كانون الثاني كان عام 1933 الذي أصبح عاماً مصيرياً لألمانيا، ففي هذا العام عين رئيس الدولة هيندنبروغ، النمساوي أدولف هتلر الذي كان قد حصل على الجنسية الألمانية لتوه، الذي فاز حزبه (الحزب الاشتراكي الوطني الألمانيـ أختصاراً نازي) بأعلى نسبة في الانتخابات التشريعية، عينه كمستشار للرايخ الثالث (رئيساً للوزراء في الامبراطورية) والصور اللاحقة في ألمانيا تشهد تحولات دراماتيكية.
بعد أسابيع قليلة بعد أستلام هتلر مقاليد الحكم، أفتتح معسكر معتقل داخاو كأول معسكر اعتقال يفتتح في البلاد. وكان هذا المعسكر يفيد أيضاً بوصفه معتقل نموذجي لباقي معسكرات الاعتقال التي أخذن تفتتح تباعاً. وحتى نهاية الحرب كان ما مجموع المعتقلين في معسكر داخاو يناهز ال 200,000 إنسان، قتل منهم أكثر من 45,000 شخص.
كان العمل في المعسكر مرهقاً لدرجة أنه وفقاً لوثائق المعتقل، بأنه وحتى نهاية الحرب ، كان قد قتل في المعتقل 32,000 ألف معتقل، وأوائل المعتقلين الذين قتلوا، كانوا بعد أسابيع فقط من افتتاح المعسكر. بل وفي كراسة متحف داخاو، يدور الحديث عن 41,000 قتيل، الكثير منهم ماتوا شنقاً، وآخرين رمياً بالرصاص، والآلاف من أسرى الحرب السوفيت أختفى وجودهم في وثائق المعتقل. وعدا ذلك فقد قتل المئات من المعتقلين عندما تقدم الجيش الأمريكي في نيسان 1945مقترباً من منطقة داخاو، 7000 معتقل أقتيدوا في ” مسيرة موت ” جنوب ميونيخ.
في غضون ال12 عاماً من سلطة الحكم النازي، تواجد في معسكر معتقل داخاو أكثر من 200,000 معتقل من كافة أرجاء أوربا (بعد أحتلال الجيش الألماني القارة الأوربية (عدا السويد وسويسرا)، وعندما حرر ت الفرقة المشاة 42 التابعة للجيش الأمريكي المعتقل، في يوم 29 / نيسان / 1945 لم يتوقف الموت، فالسجناء كانوا ضعاف بدرجة لم يتحملوا تغير الحياة …!
(الصورة: القتلى بعشرات الألوف)
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، لا أحد يريد أن يعرف أن بالقرب منه كانت تدور جرائم فضيعة ضد الإنسانية، حتى الناس من سكان بلدة داخاو، الجميع يجهل ويتجاهل ويمكر معرفته بشيئ. المؤرخ فولفغانغ بينز يكتب : ” ليس بوسع المرء القول أن المواطنون لم يكونوا يعلمون شيئاً عما يدور هنا، ولم يعطوا إشارة أنهم لا يوافقون عما يجري ..!”. (*)
ويشير المدير السابق لمركز الدراسات والبحوث المعادية للسامية، أن بناء وافتتاح وتشغيل معسكر اعتقال داخاو لم يكن سرياً، بل علنياً ونشر في الصحافة بأن في آذار / 1933 قد أفتتح معسكر أعتقال، وفيه يزج بالشيوعيين والاشتراكيين، وحركات سياسية واجتماعية أخرى، لكي تمارس معهم أصول تربية قاسية ليعتادوا الحياة الاجتماعية الصحيحة. لكي يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع. وكتبت مقالات ساخرة خبيثة بهذا المعنىفي الصحافة المحلية “.
وبالإضافة لذلك يشير المؤرخ بينز إلى أحداث شارك بها السكان، ومن تلك أن حفلاً موسيقياً قد أقيم بواسطة فرقة عازفين من الكنيسة، وكان موقع الحفل بالقرب من سياج معسر اعتقال داخاو، وسمح للمعتقلين أن يستمعوا، وتقرب الناس لدرجة أنهم تمكنوا من مشاهدة المعتقلين من مسافة قريبة. ثم كان هناك يوماً موكبا نقل سجناء، وكان قائد المعتقل ممتطياً جواده يسير في المقدمة خلال مدينة داخاو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) حقاً من غير المعقول أن لا أحد من سكان بلدة داخاو يجهل ما كان يدور هنا من جرائم فضيعة ضد البشرية، ولكن الأوربيون معتادون على التدخل فيما لا يعنيهم، أو التصريح بكلام لا فائدة منه، ولكن لا يستبعد أن يكون هذا عند البعض موقف … وأنا أدون هذه الأحداث التاريخية وأتحمل عناء ترجمتها، لكي يلاحظ القراء التجارب التاريخية، وعار الجرائم التي ارتكبت.