كانت جمهورية إيران الاشتراكية السوفيتية (SSRI) قد تأسست عام 1920 في الجزء الشمالي من إيران المطلة على بحر قزوين وسميت أيضاً جمهورية جيلان السوفيتية (Sowjtrepublik Gilan).
خلال الثورة الدستورية الإيرانية (1905 ــ 1920)، نشرت للمرة الأولى في راشت الترجمة الفارسية للبيان الشيوعي. وكان متمردوا جانغالي في شمال إيران بقيادة ميرزا كوشاك خان الذي كان مشاركا في الثورة الدستورية. وبمساعدة الألمان والعثمانيين تمكن من طرد القوات الروسية القيصرية في الحرب العالمية الأولى، ونزع سلاح لواء القوزاق الفارسي الذي كان ضباط القيصر الروسي قد أسسوه.
وحتى عام 1917 سيطر كوتشيك خان وبإسناد من نحو 3000 مقاتل من جانغالي، كل أرجاء مقاطعة جيلان. وبعد اندلاع ثورة أكتوبر الاشتراكية، سلم الآذريون (أذربيجان) بإشراف البلشفيين أسلحتهم إلى الجنغاليين . وإلى جانب كوتشوك خان، نشأت زعامة جديدة كجناح فوضوي بقيادة إحسان الله خان.
وأراد البريطانيون الذين كانوا يساندون الجيش الأبيض الروسي بقيادة الجنرال دينيكين المعادي للثورة السوفيتية، أن يأمنوا على حقول النفط حول باكو وأرجاءها وأستطاع الجنرال البريطاني ليونيل دونسترفيله أن يهزم الجنغاليين عام 1918. ثم خضع كوتشوك خان للبريطانيين ولكن ليس لحكومة طهران.
وبعد عقد الأتفاقية البريطانية ــ الإيرانية عام 1919 وانظمت إيران للمساعي البريطانية ضد الاتحاد السوفيتي، عقد البريطانيون أيضاً معاهدة عدم اعتداء مع كوتشوك خان.
ومع الهجوم المضاد للجيش السوفيتي الأحمر عام 1920، حدثت انتفاضة معادية للبريطانيين في شمال إيران، نتيجة لتصدير الثورة السوفيتية بمساعي الثوري باكوف بليومكين، ولاحق السوفيت الجنرال الروسي الأبيض (المنشق)، حتى مناطق جيلان الإيرانية، واحتلوا منطقة انزالي، حيث كان الجنرال الروسي المنشق والجنرال البريطاني المساند له قد انسحبا.
في حزيران عام 1920 تأسس الحزب الشيوعي الإيراني (لاحقا أصبح أسمه: حزب تودة)، بقيادة رئيس الجناح اليساري المتطرف جعفر بيسواري، والسكرتير العام الاشتراكي أغاييف. بجبهة موحدة بين الجنغاليين، والحزب الشيوعي احتلوا بمساعدة سوفيتية، 5/ حزيران ــ يونيه / 1920 منطقة راشت ومازندران، وأعلنت الجمهورية الاشتراكية السوفيتية الفارسية، اعتمادا على الأسطول السوفيتي في بحر البلطيق وبإسناد 2000 من جنود الجيش الأحمر تحت قيادة الحاكم العسكري السوفيتي، إضافة إلى الجيش الإيراني الأحمر الذي تأسس بقيادة إحسان الله خان.
بعد انسحاب السوفيت هيمن إحسان الله بمساندة بيتسواري في 21 / تموز ــ يوليه / 1920 على حكومة الثورة وقام بمغامرات ضد حكومة طهران، التي أدت إلى خسائر كبيرة. وبالمقابل أحتل ما كان الجيش السوفيتي الأحمر قد فككه (لواء القوزاق الفارسي) وأعاد البريطانيون تشكيله، استولى في نهاية 1920 على راشت.
في المنفى، في باكو، بعد أن حل الاشتراكي الديمقراطي حيدر خان آمو أوغلى محل بيتسواري. وفي 1 / أيار ــ ماي / 1921 عقد إحسان الله ، وكوتشك خان مع حيدر خان، جبهة موحدة. وفي حزيران / 1921 قاد إحسان الله حملة مع 2000 رجل الوقوف ضد طهران، ولكنه هزم، وأبيد قسم من الجيش الإيراني الأحمر.
قرر مجلس قيادة الثورة بتاريخ 30 / تموز ــ يوليه / 1921 فصله، وفي 4 / آب ــ أوغست / 1921، تمكن كوتشوك خان وحيدر خان مرة أخرى من إعادة إنشاء النظام السوفيتي في راشت، وحاول كوتشوك خان أستباق عملية محتملة للقوات الحكومية القيام بانقلاب واغتيال حيدر خان. ولكن رضا خان (الذي أصبح لاحقاً الشاه رضا بهلوي) كان قد توصل أن يكون قائد لواء القوزاق الفارسي، رفض عرض أن تتمتع جيلان بالحكم الذاتي ورفض عرض الاستسلام. وفي 2 / تشرين الثاني ــ نوفمبر / 1921 سقطت راشت نهائياً. وهوجم ميرزا كوتشوك خان، وأقتيد إلى راشت، وفي 2 / كانون الأول ــ ديسمبر / 1921 قطع رأسه، وأخذ رأسه المقطوع كبرهان على موته إلى طهران، وفي 10 / كانون الأول ــ ديسمبر / 1941 سلم إلى رضا خان.
وفي 7 / نيسان ــ أبريل / 1920 غزا الجيش الأحمر السوفيتي الأراضي الإيرانية ــ أذربيجان، حيث تشكلت بتاريخ 23 / حزيران ــ يونيه / 1920 في مدينة تبريز ” جمهورية أذربيجان الديمقراطية “. ولكنها زالت بعد انسحاب السوفيت في 20 : أيلول ــ سبتمبر / 1920 حيث أزالت القوات الحكومية هذا الكيان. وأعدمت قادتها.
ومن نيسان ــ ابريل / 1921 زار فلاديمير شليبنكوف الجمهورية الإيرانية السوفيتية وعمل كمحاضر وأراد أن يعلم الأطفال وأسفرت هذه عن مجموعة من القصائد، كما كان سيرغي جيسينين يتردد على الجمهورية السوفيتية، وعمل أيضاً مع صديقه بريماكوف في قيادة أركان الجيش.
