من هم المندسون في مظاهرات العراق ومن هم قتلة المنتفضين؟
جميع المنتفضين في ساحات وشوارع بغداد وعموم وسط وجنوب العراق، جميع الناس الشرفاء في هذه البلد الطيب يدركون بما لا يقبل الشك بأن هناك مجموعة من المندسين في المظاهرات التي تجتاح العراق منذ اليوم الأول من تشرين الأول 2019 ومن ثم يوم 25 منه حتى الآن الذين يسعون إلى إشاعة الفوضى مرة، وقتل المتظاهرين مرة أخرى، وقتل بعض قوى الأمن مرة ثالثة. وهم يعرفون بأن هؤلاء المندسين ليسوا سوى أتباع أربعة أصناف من الجماعات الإرهابية العاملة في العراق منذ سنوات وتنشطوا الآن باتجاه القتل والخطف والتغييب والتعذيب والتشويش، إنهم:
- مجموعة من إرهابيي داعش من الخلايا النائمة التي تنهض اليوم وتخرج من أوكارها للإساءة للمظاهرات السلمية.
- مجموعة من أتباع الميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة التي تمارس هذه الأفعال الدنيئة مستجيبة لقرارات صادرة عن أحزابها الإسلامية السياسية ومن القيادات الإيرانية التي تقود هذه الميليشيات الإرهابية في البلاد.
- مجموعة من العاملين في الحشد الشعبي والذين يرتبطون بقادة هذا الحشد العراقيين المعروفة أسماؤهم لأبناء وبنات وطننا المستلب من أمثال فالح فياض، وهادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندي وغيرهم.. الذين يقادون من عناصر إيرانية يقف على رأسها قاسم سليماني.
- مجموعة من العاملين في أجهزة الأمن العراقية والشرطة والجيش ممن يدينون بالولاء للأحزاب والقوى الإسلامية السياسية الحاكمة والتي دخلت في هذه الأجهزة في فترة إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وغيرهم من قادة هذه الأحزاب الذي يحكمون العراق منذ العام 2004/2005 حتى الآن والذين يحقدون على العراق الديمقراطي المستقل ويسعون إلى الإجهاز على الانتفاضة ووأدها وقتل المزيد من قوى الانتفاضة.
ومن هنا نقول، كما يقول كل المنتفضين والمنتفضات في البلاد، بأن أغلب المندسين هم من أتباع النظام السياسي الطائفي، وإن المجموعة الإرهابية الداعشية تمارس بعض أفعالها من خلال التفجيرات، في حين يقتل أغلب الناس حالياً بالرصاص الحي وقنابل الغاز القاتل لرجال الأمن والشرطة، أما الاختطاف فتقوم به الميليشيات الطائفية المسلحة بالتنسيق مع بعض أجهزة الأمن الداخلي المختصة بهذه المهمة، مهمة الاختطاف، ولها بيوتها التي تجري فيها تحقيقاتها وممارسة التعذيب أو حتى قتله أو رميه على قارعة الطريق، أو كما فعل القتلة الأوباش بصب التيزاب (حمض النيتريك وصيغته الكيميائية HNO3) في فم الإعلامي المناضل والشهيد البطل كاظم الركابي ليسكتوا صوته الذي أرعبهم ولم يجدوا طريقاً آخر لإسكاته غير استعمال التيزاب الحارق والقاتل، تماماً كما كان يفعل صدام حسين بمجموعة من أشد المناضلين صلابة وصموداً بوجه الجلاوزة الأوباش.
إن القاتل منكم يا عادل عبد المهدي، القاتل من الطغمة الحاكمة، من القادمين من وراء الحدود الشرقية أيضاً، أنتم وحكومتكم وأحزابكم وميليشياتكم هم من يسيطر على السلطات الثلاث والأجهزة القمعية الرسمية وغير الرسمية، أنتم، وليس غيركم، من يشرف على عمليات مطاردة المنتفضين واعتقالهم وتعذيبهم أو حتى قتلهم في بيوتات سرية، أنتم الذين تشرفون على تنظيم الفوضى وإرسال المندسين إلى ساحات وشوارع التظاهرات ليمارسوا أفعالهم الإجرامية ضد المنتفضين وضد وحدات قوات الأمن والشرطة. أنتم ومن هم من أمثالكم من قام بالتفجير الكبير في ساحة التحرير يوم أمس المصادف 16/11/2019 وأدى إلى استشهاد وجرح وتعويق الكثير جداً من أبطال ساحة التحرير.
إن قوى الانتفاضة من شبيبة البلاد يحققون يوماً بعد آخر نجاحات في إشراك المزيد من بنات وأبناء العراق ومن جميع الأعمار في العملية النضالية الجارية، ينظمون الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات التي تقود تدريجياً إلى تصعيد العملية السلمية وصولاً إلى العصيان المدني الذي يشل الحياة العامة كلها ويقود بالضرورة إلى إسقاط هذا النظام المشوه والهزيل ويزيله من الوجود ليرسي دعائم دولة ديمقراطية وحكم ديمقراطي دستوري سليم ومجلس نيابي نظيف غير مشوه وغير مزيف وغير فاسد.
إن المنتفضين سيقيمون ليس فقط إذاعة لهم بل قناة تلفزيونية يذيعون من خلالها أخبار نضالاتهم اليومية ويفضحون على نطاق العالم كله سياسات ونهج الحكام الفاسدين والطائفيين في البلاد. إن العراقية هي قناة رسمية تأخذ أموالها من خزينة الدولة ويفترض في المنتفضين أخذها بعملية سلمية ديمقراطية يُستبدل فيها المذيعون الإمعة والفاسدون بمذيعين من المنتفضين الذي يحملون للشعب رايات النضال الوطني والديمقراطي والكلمة الحرة والصادقة لتغيير الأوضاع الفاسدة السائدة في البلاد. إن على المسؤولين في الإعلام العراقي وفي قنوات التلفزة، على المذيعات والمذيعين الحاليين، تغيير مواقفهم وتحويلها لصالح الشعب والكف عن الدعاية للحكم القائم أو تسويق وتسويغ سياساتهم الإجرامية والدعوة للمساومة مع الحكومة على حساب أهداف الانتفاضة النبيلة. لقد خدمتم النظام الجائر سنوات طويلة وتكرشتم وامتلأت جيوب أغلبكم بالسحت الحار، فعودا إلى ضمائركم وقفوا إلى جانب الشعب في انتفاضته المقدامة.
إن المنتفضين يناضلون اليوم من أجل إيقاف الاعتقالات الجارية وإطلاق سراح جميع المعتقلين والمختطفين، وهم يدركون الغاية الشريرة من هذه الاعتقالات لكسر شوكة المنتفضين وهم في ذلك خاسرون، فالانتفاضة لن تتوقف ما لم تحقق أهدافها النبيلة بكنسكم جميعاً وتسليم السلطة لحكومة كفاءات قادرة على تسيير البلاد صوب التغيير الجذري الشامل الذي يطالب به الشعب.
لن يكون في مقدور المرجعية الشيعية بعد الآن الاستمرار في المساومة معكم ومنحكم فرصة جديدة للبقاء في السلطة لمواصلتكم قتل وجرح وتعويق المزيد من المتظاهرين، فكل يوم إضافي تمارسون فيه سلطتكم الجائرة والجبانة، سيسقط على أيديكم وأجهزتكم القمعية والدولة العميقة المزيد من المنتفضات والمنتفضين الشجعان.