بلطجية إيران والعراق السفلة يقتلون المتظاهرين في النجف!
من تابع نشرات الأخبار خلال الأسبوع الأخير وهي تنقل ما يدور حول مقبرة “شهيد المحراب!” من كر ٍ وفرٍ بين متظاهرين سلميين وغير مسلحين بغير إيمانهم وقناعتهم التامة بعدالة القضية التي يتظاهرون من اجلها، من اجل استعادة الوطن المسلوب والممتهن وكرامة شعب مستباح بالطائفية والتبعية والفساد من جهة، وبين مجموعة من البلطجية القادمين من إيران وآخرين تابعين لهم من العراق، وهم من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المسلحة العراقية التابعة لعلي خامنئي، يحملون البنادق الرشاشة والسيوف والقامات ليقتلوا المزيد من المتظاهرين الأبرار، تماماً كما فعلوا في الأيام القليلة الفائتة ليحموا تلك السراديب المليئة بالمعتقلين من المتظاهرين والمختطفين عنوة والذين يجري تعذيبهم بوحشية وبشاعة لا مثيل لها تذكرنا بما جرى ويجري في سجن إيفين (زندان أوين) الواقع في الشمال الغربي من العاصمة طهران، والذي تحدث عنه المناضل العراقي الشهم الرفيق حيدر الشيخ علي في الرواية عن معاناته المريعة ومعاناة المعتقلين والسجناء الشيوعيين والديمقراطيين وفدائيي خلق على أيد “السجانة المسلمين المؤمنين!!!”، التي اعاد صياغتها روائياً وأدبياً الكاتب والروائي الفقيد الأستاذ عبد الرحمن منيف في روايته الشهيرة “الآن هنا .. أو الشرق المتوسط مرة أخرى” وصدرت عام 1991. جاء في اتصال هاتفي من مدينة النجف أشار فيه المتحدث عن اكتشاف أشخاص معتقلين في هذا السرداب عذبوا بوحشية حيث تم اثناء التعذيب قلع عيني واحداً من المعتقلين وشوه وجه آخر … إلخ.
من تسنى له إلقاء نظرة على تلك الوحوش البشرية الحاملة للسيوف والأسلحة النارية وهم بكروشهم وأجسامهم الضخمة يطاردون المتظاهرين يدرك كيف تمت تربية هؤلاء البشر على التوحش والاستعداد التام للقتل والتعذيب بدم بارد ودون ان يحسوا بتعذيب الضمير أو حتى خدشه. فهم يؤدون فعلاً تدربوا عليه ومارسوه مئات وربما آلاف المرات وتربوا على ممارسة هذه المهنة الحقيرة مهنة الاختطاف والتعذيب والقتل باسم الدين وباسم المذهب، وباسم هذا الدين، هتف المتظاهرون، باگونة الحرامية.، فالنظام الطائفي المحاصصي الفاسد والمتفسخ لم ينهب خزينة الدولة فحسب، بل سرق الوطن والمواطنة وجيرها للهويات الفرعية الطائفة القاتلة أيضاً. هؤلاء البلطجية هم أبناء أولئك البلطجية الذين تظاهروا في إيران وأسقطوا وزارة الدكتور مصدق عام 1952/1953 وجاؤوا بالجنرال زاهدي إلى الحكم، وهم نفس البلطجية الذين سرقوا ثورة الشعب الإيراني في عام 1979 وأقاموا دولة ثيوقراطية متخلفة وطائفية مقيتة، وهم الذين مارسوا قتل المتظاهرين والمحتجين الإيرانيات والإيرانيين في شهر تشرين الثاني 2019 وقتلوا أكثر من 200 متظاهر شهيد وأصابوا الآلاف من الجرحى والمعوقين.
ولكن هذه الوحوش البشرية لن تستطيع كسر شوكة الشعب العراقي بشبيبته المقدامة، ولن تستطيع إذلاله مرة أخرى، فقد انتفض ليضع حدا فاصلاً بين قبل تشرين الأول/اكتوبر 2019 وما بعد هذا التاريخ.
لهذا لم يكن فرض استقالة الجزار الخبيث عادل عبد المهدي سوى الخطوة الأولى على طريق غير قصير وغير سهل لتحقيق التغيير الجذري في واقع النظام العراقي القائم والبدء ببناء دولة حرة وديمقراطية ومجتمع مدني ديمقراطي حديث، إنها المهمة المركزية التي تواجه المجتمع في هذه المرحلة التاريخية الفريدة.