شجرة ميلاد
هناك حيث ترى سانتا مشغولا بقراءة رسائل الأمنيات مع فريق عمل لا يكل أو يمل يجهزون كيس الهدايا فعالم الطفولة والصبا شغف بأماني يحلم تحقيقها كي يعيش عامه كما يتمناه… كل دول العالم تسير حيث موقف الانتظار أمام المدفأة التي سينزل منها سانتا ليضع هدايا أمنيات… جلس قبلها سانتا متحيرا يسأل نفسه ترى ماذا سأقدم لمسيحي وأهل العراق فهذه الدولة والبشر الذين فيها طالما شغلو بالي وحيروني! في نفس الوقت، فأطفال العالم تحيط بهم الطمأنينة والسلام إلا هم أطفال العراق وشباب لا يفتأ الموت يحوم كالكواسر يخطف ما يمكنه ليسدل ستار الحزن الى الابد على بشر فرطوا بالفرح حتى غادرهم حيث القبور سكن معهم، رفع السواد عنوان أمنية نهاية…
شرعت ونفسي بالتوسل لأن يحظى هذا العام بشجرة عيد ميلاد، لم اعلم أن شبح الموت ينصت من خلف الباب فأخذ توسلي أمنية عام جديد الى ملك الموت الذي سارع بتلبيتها، عمد الى حصاد عناوين مستقبلية شباب بعمر الزهور وضعت صورهم على شجرتي بدل تلك الكرات الملونة… صور لون عنوانها الغدر من صاحب السلطة أما عنوانهم التضحية من أجل تربة الوطن.. لم اعي فكرة المرور بسماء لا تخلوا من دموع أمهات و وجع آباء وارامل وأيتام اي عبارة تريد مني أن أصيغها الى مثل هؤلاء؟ أي عدالة تلك التي يتمرغون بها؟ أي أمل يصيغونه أمنية يخطونه بدم الابرياء بعد عنونته لي!؟ ما الذي يمكنني أن افعل وقبلهم كان الذبيح الطهر الذي أربك السماء بملائكتها واهتز عرش الرحمن من هول المصيبة غير أن أمر الله نافذ وقبله كان المسيح الذي صلب وألبس الغار تاج عدالة المنافقين… أي عالم يورث للموت الإباحية في سلب الاعمار.. لم أعد استطيع ان اركب زلاجتي، لا يمكنني أن أدق أجراس الفرح وأنهار من الدموع تغتسل فيها دقات قلوب شارفت على التوقف… البرد يلتف كريح صرصر كرات الثلج تتدحرج وبطنها تكبر و تكبر بإبن ضال يريد قلب الموازين بحجة العدالة العمياء…
سألغي رحلتي إلا من العراق سأطوف بكعبة شهدائهم سأقبل شواهد نقشت اسمائهم عنوة، سأقف عند شجرة الميلاد اعد صور الإيباء والإيثار، سأقص حكايا أمنياتهم الى الله، تلك التي قرأت في رسائلهم، استغربت!!! عندما وجدت أنها لا تحوي سوى عبارة واحده… أريد وطن، أي أمنية تلك وأي سلطة منافقة جائرة تسرق منهم وطنهم الأم التي اعتنت وربت وكبرت، ثم يدخلون خلسة كالأفاعي يتسللون ليلدغوا يافع الزهور بنوايا مرتزقة يسرقون بذور الامل والمستقبل، يجعلون من الحرث الطيب سنين طوال عجاف يسحقون السنابل الذهبية… يخيطون الاسمال ملابس حداد، يطحنون بالرحى قمح أعمار لم تعي أنها ستموت لمجرد حلم… أي ميلاد وأي شجرة سيكون شكلها وهي تحمل قناديل تضحياتها الى الله قرابين كالقربان المقدس وهم يصرخون خذ حتى ترضى… ساؤقد شموع ميلادكم من جديد في كل يوم الف عام وفي كل عام ألف ألف يوم.. ستدق أجراس الكنائس مهللة ستؤذن المساجد بأسمائكم ستطير اسراب حمام السلام حيث الوطن الذي أراد الله لكم… ستحيون في وطن لا يدخله الفاسدون لا يمتلكه المجرمون لا يعيثون فيه الخائنون… جنة الخلد مأواكم سيوقد الله لكم شموع شجرة ميلاد لا تنطفى أبدا… ستضفون بأمنياتكم على تربة وطنكم عناوين كما قالت أم المصائب العقيلة والله لن تمحو ذكرنا.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي