الناشط السياسي المستقل سمير عبدالله .
الناشط السياسي المستقل سمير عبد الله: تونس في حاجة إلى جبهة وطنية واسعة لمواجهة الخطر القادم
كتب الناشط السياسي المستقل وسفير تونس في بيروت سابقا دعوة لضرورة تأسيس جبهة وطنية واسعة تواجه المخاطر المحدقة بالبلاد وخص الشروق أونلاين بنص الدعوة.
“أمام الأخطار المحدقة بوطننا بسبب التدخّلات العسكريّة الأجنبيّة بليبيا الشقيقة والتي تنذر بحرب مدمّرة ستكون تداعياتها وخيمة لا فقط على الشعب الليبي بل على تونس وطنا ودولة وشعبا
وأمام ضبابيّة الموقف الرسمي التونسي والرّسائل المشوّشة التي يرسلها للدّاخل والخارج منذ زيارة الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة لبلادنا
فانّ أمننا القومي أصبح في خطر اضافة الى أجواء الحيرة والتخوّف التي تسود البلاد
وأمام ما يسود السّاحة السياسية الدّاخليّة من انقسام ووهن وتشتّت ساد عليها تغوّل حركة النّهضة واستفرادها بالحكم والمبادرة رغم تراجع قاعدتها الانتخابية وتمثيليتها النسبيّة في مجلس نوّاب الشعب
وأمام مهزلة ما يسمّى ب “حكومة الكفاءات الوطنيّة” التي رفضتها أطياف واسعة من الرّأي العام الوطني أحزابا ومنظّمات وشخصيّات وطنيّة..وما حفّ بتشكيلها من أساليب ومناورات لقسمة كعكة الحكم بعيدا عن معايير الكفاءة ونظافة اليد ..
وأمام الفراغ السياسي الذي تعاني منه البلاد بسبب فشل الأحزاب التقدميّة في الانتخابات نتيجة تشتّتها ونخبويّة خطابها السياسي وعدم التصاقها بهموم الشارع وتطلّعاته ..
أمام كل هذه المخاطر والتحديات الخارجيّة والداخليّة بات من الضروري والعاجل توحيد الجبهة الوطنية حول مشروع سياسي كبير جامع يتجاوز الأطر الحزبيّة الضيّقة التي ثبت محدوديّة اشعاعها ..مشروع وطني يشحذ العزائم ويعيد الأمل للشعبويضع أسس جبهة وطنيّة تقدميّة قويّة وموحّدة وراء مؤسّسات الدولة وجيشها وأمنها الوطنيّين.
مشروع وطني كبير ينتصر لسيادتنا الوطنية واستقلال قرارها ويرفض الانخراط في المحاور الاقليميّة ويعارض بقوّة أيّ تدخّل عسكري أجنبي لحل النزاعات الاقليميّة وفي الدّاخل ينتصر لعلويّة الدستور والقانون ويرجع للدّولة هيبتها واعتبارها ويستجيب لتطلعات الشعب وأولويّاته في شن حرب حقيقية ضدّ الفساد وتحسين المقدرة الشرائية المنهارة بمقاومة الغلاء الفاحش ولوبيات الاحتكار والمبادرة بالاصلاحات العاجلة في القطاعات الحيويّة وعلى رأسها الصحّة والنّقل والتعليم والصّناديق الاجتماعيّة
شعبنا انتصر دوما على محنه بفضل وحدته وتضامنه وحبّه المخلص لهذا الوطن.