القتلة يوغلون بدماء الشعب العراقي، وسيكون النصر للشعب
الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي يرى لوحة مريعة وبشعة وإجرام متفاقم، ويسمع أصواتاً وقحة وكتابات هستيرية من قوى الطغمة الحاكمة في العراق ومن قوى ومؤسسات الدولة العميقة التي تقودها قوى الطغمة الحاكمة ذاتها ومعها إيران بكامل قواها الشريرة وقيادتها الجائرة على شعبها وشعبنا في آن واحد. هذه القوى البشعة لا تهدد المنتفضات والمنتفضين بالموت فحسب، بل تمارس القتل يومياً وتغوص في دم العراقيات والعراقيين وتطاردهم وتعتقل الكثير من الشبيبة المقدامة وتحرق خيامهم في ساحات النضال في محاولة يائسة وقذرة لقمع صوت الحق والوطنية، صوت الشعب الذي يطالب بالحقوق وبوطن مستقل وآمن وغير مستباح. هذا الواقع يؤكد عمق وشدة الصراع الاجتماعي الذي طفح بقوة وصراحة على سطح الأحداث، فالقوى الكادحة والفقيرة والمعوزة، والقوى المثقفة الواعية والمدركة لما يجري في العراق وكل الواعين والخيرين من أبناء وبنات الشعب والطلبة الذين يتابعون ويواجهون النهب السلب والبطالة الواسعة والفقر المدقع والحرمان من الحياة الآمنة والعيش الكريم والبيئة النظيفة والخدمات الأساسية، في مواجهة فئة ظالمة سارقة للمال وناهبة للخيرات وموغلة بالجريمة ضد المجتمع وبائعة الوطن للغير. إنها اللوحة الصارخة لصراع اجتماعي متفاقم بين الغالبية العظمى من الشعب وبين تلك الفئة الثيوقراطية التي لم تعد تفكر إلا في سبل البقاء في السلطة والهيمنة التامة على المال ونهبه والسيطرة على المجتمع لصالح سيدها المشارك في قتل العراقيات والعراقيين والمنطلق من حدود البلاد الشرقية، من إيران التي يعيش شعبها في الظلمتين.
لقد كشفت قوى الميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة عن دورها المخزي والدموي وهيمنتها الفعلية الكاملة على قيادة ودور ونشاط الكثير جداً من قوى الحشد الشعبي، إضافة إلى دور مكاتبها الاقتصادية المافيوية التي تبتز الشعب وتستنزف موارد البلاد المالية وخيراته. إنها القوى التي خرجت بالأمس تهدد الشعب بالويل والثبور، بإسكات صوت الشعب، ولكن غاب عنها بأن صوت الشعب كان وسيبقى هو الأعلى وهو القادر على إسكات تلك الزعانف وأولئك القتلة الذين يغتالون الناس غيلة وتحت غطاء حكومي مكشوف ولم يعد من يتستر عليه حتى السفاح العار عادل عبد المهدي يعرف ذلك ويعرف الدور الذي رسم له في هذه المهزلة والمأساة العراقية المريعة.
إن إيران تريد، بما قام به الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية المسلحة من هجوم على السفارة الأمريكية وإحراق وتدمير بعض البنايات ومحاولة الولوج إلى داخل السفارة، إلى إشعال حرب إيرانية أمريكية على الأرض العراقية وبقوى شعب العراق وبعيداً عن الحدود الإيرانية، إنها جريمة مبيتة، وهي الخطة رقم 3 لإيران بعد فشلها في الخطتين رقم ا و2. ولكن الثوار الأشاوس سيتصدون للأوباش من الميليشيات الطائفية المسلحة ومن معهم من الطغمة الحاكمة ويكنسون أرض العراق من رجسهم ودنسهم ووحشيتهم في التعامل مع المجتمع العراقي.
إن المعركة الراهنة الجارية تؤكد تبلور مستمر ومتصاعد في اصطفاف جديد وفعلي في القوى المتصارعة، بين معسكرين: معسكر الشعب، وهو الكتلة الكبرى والثائرة بسلمية تامة، ومعسكر أعداء الشعب، وهي الكتلة الأصغر والمسلحة حتى الأسنان والمسندة من إيران وحزب الله في لبنان، إنه الصراع بين قوى الخير وقوى الشر، بعد أن بدأت ودون رادع أو وازع من ضمير وذمة إلى استخدام قوات الشغب الحكومية وقوى الصد …الخ وكل القوى الشريرة الأخرى الفاعلة معها بكل مسمياتها الرسمية وغير الرسمية، الرصاص الحي وبكثافة كبيرة في مواجهة المتظاهرات والمتظاهرين وقتل وجرح الكثير منهم في أغلب محافظات العراق. لقد تكاثر عدد المتظاهرين والمتظاهرات يعلنون إصرارهم الحازم، رغم المطارة والاختطاف والاعتقال والتعذيب والقتل الغادر، على مواصلة النضال لتحرير الأرض العراقية من رجس الحكام الظالمين والفاسقين والقتلة المجرمين.
ولا شك في أن هذه المعركة ستفرز الصالح من الطالح وستجبر الكثير من السائرين وراء القوى الظالمة حتى الآن إلى إعادة النظر في مواقعها ومواقفها والانخراط في صفوف الشعب وحمل الأعلام العراقية بسلمية لإسقاط الدكتاتورية الغاشمة الحاكمة في بغداد.
الخزي والعار والانكسار لحكام العراق القتلة،
النصر لثوار العراق والمجد والخلود لشهداء الوطن والشعب، والشفاء العاجل للجرحى والمقعدين.
سيبرهن الشعب صواب قول الشاعر:
وإذا تشابكت الأكف فأي كف يقطعون..
وإذا تعانقت الجموع فأي درب يسلكون..