خواطر عن ثورتنا .. ثورة العراقيين .
حقاً .. أشعر بالخجل والتردد في الكتابة عن أهلنا وثورتهم في العراق منذ إنطلاقتها ١ أكتوبر ، حاولت أن أرضي نفسي ببعض أنواع الدعم على أقل تقدير لتأنيب الضمير والشعور بالخيبة إمام ملاحم بطولية سيحفظها التاريخ العراقي الى أبد الآبدين .
ما يجري في ساحات العراق لحظة تاريخية مهمة ومفصلية في رسم سياسة جديدة ونظم حكم أفقده العراق منذ تأسيسه الأول . الثوار العراقيون بثورتهم السلمية أعادوا لنا مجد العراق ، أعادوا لنا وطن كاد أن نفقده ، بعد أن تكالبت عليه دولتان مارقتان ( أمريكيا / إيران ) اللتان توحيان للآخرين بل للسذج من العامة والخاصة أنهما عدوتان لدودتان ، كل ما يجري في العراق منذ ٢٠٠٣ بإتفاق أمريكي / إيراني وليس بعيداً بالتنسيق مع الدوائر الصهيونية في تحطيم العراق ، وهذا ما تبرهنه الأحداث يومياً في ساحات العراق وتطورات الاوضاع .
ماذا يعني أصرار الطبقة السياسية وسلطتها في العراق على تجاهل مطالب المنتفضين السلمية بواقع أريد وطن بعيد عن الشبهات والفساد والخراب ، بل واجهوا مطاليب المتظاهرين بالقتل والإغتيال والدم في غباء سياسي عميق بمواجهة الازمة بايجاد حلول سياسية تجنب الوطن القتل والدم بدل من أن يطلقوا العنان لمليشياتهم الوقحة والعاقلة المدعومة من إيران بأغتيالات الناشطين من الثوار مما يدل على الصفاقة والغباء في القضاء على الأزمة ، ولم يعطوا فسحة مجال للمراجعة للبقاء لمدة قد تطول في حكمهم للعراقيين الا الرحيل عن أرض العراق بارادة ثورية لايمكن التراجع عنها الا بأسقاط الطبقة السياسية والغاء البرلمان وتشكيل حكومة طواريء من شباب ساحة التحرير وساحات العراق وأنتخابات مبكرة تكفل حرية الوطن والمواطن .
على مر التاريخ ، هناك دول وشعوب مرت بمخاضات عسيرة قد تكون قريبة ببعض فصولها على تجربة العراقيين اليوم . أنتفاضة الطلاب في العاصمة الفرنسية باريس العام ١٩٦٨ والتي شلت الحياة في فرنسا بفعل قوة التظاهرات والاضرابات والاعتصامات في عهد الرئيس الفرنسي شارل ديغول بطل الفرنسيين الوطني الذي حرر باريس من الإحتلال النازي الإلماني ، والذي سرعان ما واجه حجم وخطورة هذه الانتفاضة الذي شارك فيها الفيلسوف جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار وبدعم من الاشتراكيين والشيوعيين بأجراء أنتخابات نيابية شعبية الذي خرج بها ديغول أكثر قوة وشعبية . وجنب البلد والشعب أراقة الدماء .
أكثر من مئة يوماً مرت ويزداد الغضب الشعبي ويتدفق الناس يومياً الى ساحات الشرف والعز بحثاً عن وطن أحبوه ، وأرادوا أن يرجعوه بعد أن شعروا بالخوف من فقدانه لحجم الدمار الذي لحق به من قبل ساسته السرسرية ، الذي أتت بهم إيران وأمريكيا ليدمروا بلد أسمه العراق ، لم يكن هناك شرف وطني ومستحى أمام تحدي شعبنا في رفضهم التام لهم ولسياستهم .
لم تعد تنفع أساليبهم بشتى ألوانها في لوي ذراع أرادة شعبنا في تحقيق مطاليبهم اليومية والوطنية , وسوف لم تذهب تلك التضحيات الجسام وقوافل الشهداء هدراً وعلى الطبقة السياسية الفاسدة أن تعي خطورة هذا المنحى في تسويف مطاليب شعبنا ومزيداً من الدماء ، فأرواح الشهداء ساكنة في ساحات العز والشرف وستنبت فوقها زنابق حمراء لترسم خارطة وطن قادم خالي من الإسلام السياسي المتخلف والطائفية والفساد .
محمد السعدي
كانون الأول / ٢٠٢٠