وزيرة الدفاع الألمانية تدعو للضغط على نظام الأسد وروسيا
وزيرة الدفاع الألمانية تدعو للضغط على نظام الأسد وروسيا
قالت وزيرة الدفاع الألمانية كرامب- كارنباور لصحيفة “فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغس تسايتونغ “الألمانية الأسبوعية في عددھا الصادر ) 1 /آذار( إنه لابد من “الاعتراف صراحة أننا بصفتنا أوروبيين لم نقم سوى بالقليل للغاية حتى الآن.” وأضافت أنھا تسعى لتعزيز القدرة على التصرف لأوروبا من أجل المستقبل، وقالت” :يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميريكية زيادة الضغط سويا حاليا على )الرئيس السوري بشار( الأسد و)الرئيس الروسي فلاديمير )بوتين من أجل فتح الطريق أمام مباحثات سياسية لإنھاء الحرب المروعة في سوريا.” ومن جانبھا اقترحت رئيسة حزب الخضر الألماني أنالينا باربوك حلا بوضع حصص لاستقبال لاجئين من الحدود التركية- اليونانية، يجب أن تشارك ألمانيا فيھا أيضا .وقالت باربوك لصحيفة “فيلت” الألمانية إن الاتحاد الأوروبي لديه التزام بدعم اليونان في التغلب على الوضع بكل السبل، وأضافت: “لا يمكننا مواصلة التصرف على ھذا النحو كما لو أن الأمر لا يخصنا على الإطلاق.” وتابعت زعيمة حزب الخضر الألماني المعارض أن الأمر يتعلق بشكل ملموس ببناء مؤسسات استقبال أولية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقالت: “لا بد من تسجيل أي لاجئين يصلون للحدود سريعا وإخضاعھم لتدقيق أمني ومقارنة بيانات… ثم يجب توزيع حصص اللاجئين في أقرب وقت ممكن في الاتحاد الأوروبي من أجل تنفيذ إجراءات اللجوء ھناك .”وأشارت إلى أنه إذا لم تشارك كل دول الاتحاد الأوروبي في ذلك، فسيتعين على البعض البدء والحصول على دعم مادي لذلك، وقالت: “يتعين على ألمانيا إعادة تفعيل قدراتھا الاستيعابية الخاصة في نزل إقامة اللاجئين بشكل استباقي.” في غضون ذلك يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا الأسبوع المقبل لمناقشة تداعيات التطورات الأخيرة المرتبطة بالنزاع السوري، وتو ّجه آلاف اللاجئين إلى الحدود بين تركيا واليونان .وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن المعارك في محيط محافظة إدلب السورية “تش ّكل تھديدا جديا للسلم والأمن الدوليين” ولھا تداعيات إنسانية خطيرة على المنطقة وخارجھا .وأضاف “لذا أدعو إلى اجتماع طارىء لمجلس الشؤون الخارجية الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع.” ودعا بوريل إلى احترام الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في 2016 بشأن الحد من تدفق المھاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقال إن “الاتحاد الأوروبي يدعم اليونان وبلغاريا في مواجھة الوضع المتطور”. ودعا إلى وقف إطلاق النار في سوريا وعرض دعم الاتحاد الأوروبي “للتخفيف من تبعات الأزمة”. وتابع بوريل “يجب على الجميع وخاصة النظام السوري العودة الى العملية السياسية تحت رعاية الامم
א??دא??א???????: ??
2
المتحدة.” وأضاف “يتعين على الاتحاد الأوروبي مضاعفة جھوده لمعالجة ھذه الأزمة الإنسانية الفظيعة بكل السبل المتوفرة”. وأكد بوريل أن الاجتماع سيعقد بناء على طلب اليونان التي تواجه احتشادا للمھاجرين على حدودھا مع تركيا. وقامت تركيا بـ”فتح الأبواب” للمھاجرين لمحاولة الدخول إلى اليونان وبلغاريا العضوين في الاتحاد الأوروبي المحاذيتين لبلاده، في مسعى للضغط على الاتحاد الأوروبي والحصول على دعمه في العملية العسكرية في سوريا.
ـــ انتخاب اليساري راميلو مجددا رئيسا لحكومة ولاية تورينغن
بعد الإخفاق في جولتين سابقتين تمكن بودو راميلو عن حزب اليسار من حسم نتيجة التصويت على منصب رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية .وبذلك يكون برلمان الولاية قد منح راميلو فترة جديدة في منصب
رئيس حكومة الولاية. ھل طويت الأزمة السياسة في ولاية تورينغن بشرق ألمانيا؟ المؤشرات تقود إلى ذلك بعد أن نجح اليساري،
ً
بودو راميلو )64 عاما(، )4/ آذار( في الفوز بفترة جديدة
في منصب رئيس حكومة ولاية تورينغن بشرق البلاد. وجاء نجاح راميلو في الجولة الثالثة من التصويت في برلمان الولاية بعد أن كان قد أخفق في جولتين سابقتين. وكان منافس راميلو، وھو السياسي بيرون ھوكه، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، خاض السباق في الجولتين الأولى والثانية قبل أن يعلن انسحابه من الجولة الثالثة. وأعلن راميلو الذي فاز بأغلبية بسيطة، قبوله نتيجة التصويت. وكان راميلو قد أخفق في الجولة الثانية من انتخاب رئيس حكومة ولاية تورينغن بعد إخفاقه في الجولة الأولى في وقت سابق اليوم الأربعاء. ولم يحصل راميلو على الأغلبية المطلقة خلال التصويت الذي أجراه البرلمان المحلي للولاية، وكذلك منافسه بيورن ھوكه، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، اليميني الشعبوي .وحصل راميلو على 42 صوتا، وھوكه على 22 صوتا. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 85 صوتا، وامتنع عن التصويت 21 صوتا.
ــ زيھوفر: خطر اليمين المتطرف في ألمانيا بات الأكبر
بعد الحادثة التي تسبب بھا متطرف يميني في ھاناو، صرح وزير الداخلية الألماني أن تھديد اليمين المتطرف بات كبيرا للغاية داخل ألمانيا، داعيا إلى عدم التھوين بشأنه. أقوال زيھوفر أوجدت تجاوبا من قبل الأحزاب الألمانية الأخرى . أكد وزير الداخلية الألماني ھورست زيھوفر مجددا أن الخطر الأكبر حاليا في ألمانيا يصدر من التيار اليميني وقال زيھوفر )5/ آذار( بالبرلمان الألماني “بوندستاغ” إن التطورات الحاصلة من جانب الشبكة الإرھابية اليمينية “إن إس يو” )الاشتراكيون الوطنيون تحت الأرض( حتى اليوم توضح أن “حالة التھديد من قبل التيار اليميني المتطرف في بلدنا تعد كبيرة للغاية ولا يمكن التھوين منھا بأي شيء. يذكر أن رجلا ألمانيا 43 عاما قتل عشرة أشخاص ذوي أصول أجنبية وأصاب آخرين في اثنين من مقاھي الشيشة في مدينة ھاناو بولاية ھيسن غربي ألمانيا في مساء يوم 19 /شباط . ويشتبه أنه قتل أمه أيضا في المنزل، ثم انتحر .وبحسب المعلومات. المتوافرة حتى الآن، فإن الجاني المشتبه به كان لديه ميول عنصرية وكان مريضا نفسيا أيضا.
واكد الوزير زيھوفر في حديثه في البوندستاغ أن العنف يبدأ من تعنيف لغة الخطاب، ودعا إلى “الانضباط والاعتدال في استخدام اللغة”، وأشار إلى أن الأحداث العنصرية الأخيرة في ملاعب كرة القدم في الفترة الأخيرة”. وأوضح أنه كان على اتصال مع رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم من أجل استيضاح
3
كيفية مواجھة مثل ھذه التجاوزات. وأشار زيھوفر إلى الزيادات الأخيرة في الأجھزة الأمنية، وأكد قائلا: “إننا لا نكافح المواطنين العامة، إننا نكافح المجرمين”، وأضاف أن ذلك بحاجة لدولة قوية. وكان رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا اتھامات لاذعة لحزب البديل من ألمانيا )إيه إف دي( اليميني المعارض، على خلفية الھجوم الإرھابي العنصري في ھاناو. وقال رولف موتسنيش في البرلمان الألماني إنه ربما يتعلق الأمر في ھاناو بشخص واحد، ولكن ھذا الشخص تم تحريضه بشمل ممنھج، لافتا إلى أن ھناك أثرا لذلك أيضا بداخل البرلمان الألماني، وقال إن حزب البديل يعد شريكا في الجرم، وأضاف: “إنھم أعدوا الأرضية، إنھم مذنبون”. وتابع السياسي الألماني البارز: “ما حدث في ھاناو أكثر من مجرد ھجوم إرھابي… إنه قتل جماعي”، وتحدث موتسنيش عن “إرھاب يميني.” في المقابل،رفض حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي اليميني الاتھامات الموجھة ضده. وأشار نواب الحزب اليميني المعارض اليوم الخميس في برلين إلى الانقسام الحاصل في الدولة، وأوضحوا أن الأحزاب الأخرى ھي المسؤولة عنه .وقال السياسي بحزب البديل غوتفريد كوريو موجھا خطابه للأحزاب الأخرى إن دافع الجاني )في ھجوم ھاناو( ليس واضحا، وقال: “كان أمرا مجنونا أن يتم إلقاء اللوم على حزب البديل… مشعل الحرائق الفعلي يتھم من أبلغ عن الحريق .”وبحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن، فإن الجاني المشتبه به كان لديه ميول عنصرية وكان مريضا نفسيا أيضا .
ــ أجھزة الاستخبارات وعلاقاتھا بفيروس كورونا
للوھلة الأولى لا توجد علاقة بين تجسس المخابرات ووباء كورونا العالمي. لكن وكالات الاستخبارات الكبرى في العالم ترصد أيضا الأمراض التي تضرب العالم. لماذا؟ وكيف تتعامل مع ھذا الأمر؟ في نھاية عام 2002، تفشى أول وباء عالمي في القرن الحادي والعشرين، ألا وھو متلازمة الالتھاب التنفسي الحاد، المعروفة اختصارا باسم “متلازمة سارس”. الفيروس المسبب لھذا المرض قريب من فيروس كورونا. من جنوب الصين، انتشر فيروس سارس إلى العالم المعولم )المتشابك( مما أسفر عن وفاة حوالي 800 شخص. ومع ذلك، تكتمت الحكومة والحزب الشيوعي الصيني في البداية على خبر انتشاره.
ــ تنافس ألماني – أمريكي خفي بشأن تطوير لقاح ضد كورونا
“ألمانيا ليست للبيع” غضب برلين بعد سعي واشنطن الاستحواذ على عقار ضد كورنا ووفقا لما كشفت الآن صحيفة “فيلت” الألمانية اليومية، فإن جھاز الاستخبارات الخارجية الألماني قدم للحكومة الألمانية والسلطات الصحية في ألمانيا معلومات حول سارس وعملية انتشاره قبل أسابيع من
الإعلان رسميا عنه. وبحسب معلومات واردة من الدوائر الأمنية، فإن جھاز الاستخبارات الألماني تنصت على مكالمات واتصالات لاسلكية للحكومة الصينية. ولم يمنح ھذا الأمر عملاء الجھاز معلومات حول المرض نفسه فحسب، بل أيضا عن الاستراتيجية الأولية للحكومة الصينية للتستر على تفشي المرض. وبطريقة مشابھة، تتصرف أجھزة المخابرات الأمريكية في أزمة فيروس كورونا )كوفيد19(، وفقا لتقارير حالية لوسائل إعلام. فقد تطابقت أخبار لوكالة رويترز مع الخدمة الإخبارية لآلة البحث “ياھو” على أن مدير الاستخبارات الوطنية، المسؤول عن جميع وكالات المخابرات الأمريكية الـ 17 أبلغ البيت الأبيض أنه أمر بالحصول على بيانات آنية حول أصل فيروس كورونا وتطوره وانتشاره والسيطرة عليه وتحليل كل ذلك. إنھا ليست بأي حال من الأحوال مسؤولية وكالة الاستخبارات الخارجية الأمريكية المعروفة، باسم سي آي ايه، فقط .فالولايات المتحدة ھي واحدة من البلدان القليلة التي لديھا جھاز استخبارات خاص بالمعلومات الطبية والصحية، وھو ما يعرف بالمركز الوطني للاستخبارات الطبية )ان سي ام آي( ، الذي يخضع لسلطة وكالة الاستخبارات الدفاعية .
4
ومن أجل جمع معلومات حول فيروس كورونا المستجد، أشارت مصادر، مطلعة على الأوضاع، إلى أن أجھزة الاستخبارات الأمريكية تستخدم مجموعة واسعة من الوسائل من أجل الحصول على معلومات. وبصريح العبارة يعني ذلك أن البحث والتفتيش عن المعلومات ذات الصلة لا يقتصر على متابعة التقارير الرسمية أو وسائل الإعلام أو المصادر في الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، فإضافة إلى ذلك، تستخدم الأجھزة الأمريكية جميع أدوات الاستخبارات الأخرى من صور جوية وأقمار صناعية وعملاء
ومخبرين وكذلك التنصت على عمليات الاتصال. علاوة على ذلك فإن ما يھم الجواسيس على وجه الخصوص تتم التغطية عليه باستخدام عباءة الصمت الاحترافي. ومع ذلك فمن حيث المبدأ، يجب افتراض أن الولايات المتحدة ستستخدم بشكل متزايد أذرعھا الاستخباراتية خاصة في الصين أو إيران، فيما يخص الكورونا. ويمكن على سبيل المثال سؤال العملاء داخل القيادة الصينية أو المخبرين في وزارة الصحة الإيرانية، عن الأرقام غير الرسمية للمصابين أو عن طرق انتشار غير معروفة للعدوى أو استراتيجيات مكافحتھا؛ وعندما يتوغل المتصنتون الأمريكيون في الاتصالات الحكومية، فإنھم يستمعون إلى ما يتعلق بالكورونا. ماذا ينتج عن عمليات التجسس؟ لا يمكن لعمليات التجسس وأجھزة الاستخبارات علاج كورونا ولا وقف انتشاره، ولكن يمكنھا تزويد صناع القرار بمعلومات تسھل اتخاذ القرارات المدروسة .وبھذا يمكن الحد من القلق، ويمكن التعرف على مكان انتشار المرض بشكل أفضل، وتقييم خطط وقدرات التنفيذ في الخارج أيضا بشكل أفضل. وبالطبع يتعلق الأمر أي ًضا بتقييم الأضرار السياسية والاقتصادية والتعرف عليھا .وينطبق ھذا أي ًضا على حملات التضليل المنتشرة واللوم المتبادل بحدة حول التسبب في ظھور الوباء العالمي. في الواقع تقوم أجھزة الاستخبارات في أزمة الكورونا بما تفعله دائ ًما: فھي تقدم معلومات لا يمكن لأي شخص آخر الوصول إليھا. وينطبق ھذا في وجه الخصوص على دول مثل الصين أو إيران، اللتين لا توجد عموما ثقة كبيرة في المعلومات الرسمية الصادرة عنھما. كما أن عمليات إغلاق الحدود وحظر التجول والحجر الصحي، التي يجري تنفيذھا في أوروبا وأمريكا حاليا، تتسبب بطبيعة الحال في إغلاق قنوات معلومات واتصالات رسمية راسخة. وھنا يمكن لأجھزة المخابرات، التي تعمل بشكل جيد، أن تمد يد العون.
ــ ميركل في الحجر الصحي بعد مخالطتھا لطبيب مصاب بفيروس كورونا
أخضعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نفسھا لعزل ذاتى بالمنزل، بعد مخالطة طبيب مصاب بفيروس كورونا، حسبما صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية. وقال المتحدث إن تحديد إن كانت المستشارة مصابة بالفيروس سيستغرق
بعض الوقت . صرح شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية )22/آذار( أن المستشارة أنغيلا ميركل وضعت نفسھا قيد الحجر المنزلي .وأوضح زايبرت أن ميركل أكدت في تصريحات صحفية أدلت بھا أنھا خالطت طبيبا اليوم الماضي، مشيرا إلى أن الطبيب أجرى اختبارا للكشف عن إصابته بفيروس كورونا وأن النتيجة جاءت إيجابية. وقال زايبرت في بيان إن “المستشارة قررت عزل نفسھا في منزلھا. ستخضع لفحص )كورونا المستجد( بشكل متكرر في الأيام المقبلة )…( وستقوم بأعمالھا المكتبية من المنزل.” وزار الطبيب ميركل الجمعة لإعطائھا اللقاح الخاص بالبكتيريا الرئوية المكورة. وأفاد زايبرت أن تحديد إن كانت المستشارة نفسھا مصابة بالفيروس سيستغرق بعض الوقت نظرا إلى أن نتيجة “الاختبار لن تكون حاسمة بعد” في ھذه المرحلة.
5
ولطالما تمتّعت ميركل بصحة جيّدة على مدى عھدھا المستمر منذ 15 عاما، رغم أنھا أصيبت عدة م ّرات بالارتعاش خلال ظھورھا علنا تزامنا مع موجة الحر التي أصابت البلاد في صيف 2019، دون أن تتضح الأسباب بشكل كامل.
ونظرا إلى ذلك، ف ّضلت ميركل الجلوس لدى استقبالھا عسّكريين تم تكرميھم خارج مكتب المستشارية في برلين. وسبق أن تع ّرضت لكسر في الحوض إثر حادث تزلج في 2014. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قد حثت مواطني بلادھا على الالتزام بالقيود الجديدة التي تم إقرارھا اليوم الأحد وتتضمن فرض حظر على التجمعات لأكثر من شخصين، وذلك في إطار جھود مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا. واستثنى إجراء حظر التجمعات لأكثر من شخصين، أفراد الأسرة الذين يقيمون في منزل واحد. وقالت ميركل موجھة كلامھا إلى المواطنين: “من فضلكم شاركوا جميعكم ” وطالبتھم بالتحلي بالعقل والعاطفة. وشملت القيود المشددة الجديدة التي أقرتھا ميركل رؤساء حكومات الولايات في اجتماع تشاوري ُعقِد عبر الھاتف، إغلاق فوري للمطاعم في بقية المناطق التي لا تطبق ھذا الإجراء، والغلق الفوري لمحلات الخدمات التي تعمل في مجال تقديم العناية بالجسم، وتشمل محلات الحلاقة ومراكز التجميل ومراكز رسم الوشم )تاتو( ومراكز التدليك. وقالت ميركل إن الالتزام يعني التخلي والتضحية، على المستوى الاقتصادي أو الإنساني، عندما لا يُ ْس َمح للشخص بأن يزور جديه أو مقابلة أصدقاء، ولفتت إلى أن نفس القواعد سيتم تطبيقھا من حيث المبدأ في كل أنحاء ألمانيا الآن “حتى يعرف كل واحد أين يقف بالضبط”، وشددت ميركل على أن الأمر لم يعد يتعلق بتوصيات من الدولة ” إنھا قواعد”. وھددت بتعرض المخالفين لعواقب من قبل السلطات.
א??دא??א?????د??:? ?
قتلى كورنا أقل بكثير من المفلسين بسببه
مخاطر فيروس كورونا الاقتصادية أكبر بكثير من مخاطره على الصحة العامة. أخطر ما يھدد الناس أ ّن كورونا قد يمنعھم من الذھاب إلى عملھم لأن مدراءھم يعتبرونھم فائضين أو بسبب إفلاس المصالح التي يعملون فيه. تساقطت تريليونات الدولارات من سوق المال خلال ھذا الأسبوع بسبب انتشار فيروس كورونا، لك ّن ھذه مجرد بداية ما لم تتدخل حكومات العالم كما يؤكد عمر حسن متخصص بالتنمية الاقتصادية في مقال نشره في جريدة أندبندنت البريطانية، واذا استمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متعثراً في تعامله مع الأزمة فقد تؤثر الأزمة في حظوظه بالفوز بولاية ثانية في الانتخابات المنتظرة. وقد اعتبر جو بايدن أن فيروس ) 19-Covid(ھو مؤشر ضعف ترامب، مؤكداً على حاجة بلاده إلى قيادة” ثابتة واعدة” تتصدى لاحتياجات أمريكا في ھذه اللحظة. المصالح الصغيرة على وجه الخصوص تكافح للبقاء حية فيما تجف مصادر التجھيز، تاركة ھذه المصالح عارية من المواد التي تلزمھا. وھذا ناتج بالدرجة الأولى عن توقف حركة الصادرات الخارجة من الصين وھي أكبر مص ّدر وثالث قوة صناعية في العالم، وھكذا نعود لمشكلة الصين الكبرى- مشكلة الجميع اليوم- وھي الحرب التجارية بين بكين والبيت الأبيض، حسب ما ذھب إليه الكاتب في مقالته في الصحيفة البريطانية. ويعتبر عمر حسن المتخصص بالتنمية الاقتصادية أن أغلب حكومات دول العالم تنظر إلى كورونا باعتباره أزمة صحية لا أزمة اقتصادية، والحقيقة أن الوقت قد حان ليأخذ الاقتصاديون زمام الأمور من
ً
الأطباء لاسيما أن الوباء بات عالميا.
وليس بوسع المرء تخيل إيطاليا )وھي تاسع اقتصاد في العالم( دون رؤيتھا وھي في قبضة الانكماش. كما يصعب عدم تخيل تأثر العلاقة الاقتصادية بين أوروبا والولايات المتحدة بھذا الوباء، ومن المحال استبعاد احتمال أ ّن يضيف كل ھذا إلى الانكماش الكبير الذي ينتاب العالم ما لم تتحرك الحكومات بخطى أسرع
وبعزيمة أشد عما ھي عليه منذ 12 عاماً بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى عام .2008 6
المخاطر أكبر بكثير اليوم، خاصة وأن ظاھر الأمر يدل على جھود منسقة للإضرار بدول غربية عدة ولإبعادھا عن سياسات ترامب التجارية الھجومية والتي يمضي بحماس لتنفيذھا. ورغم أن الصين تحملت عبء فيروس كورونا في الجانب الاقتصادي والبشري، فإن كثيرين في بكين يرون أن إضعاف العلاقة بالاقتصاد الأمريكي سيمثل خلاصا من حروب ترامب التجارية التي لا تظھر في الأفق نھاية لھا. ويرى عمر حسن المتخصص بالتنمية الاقتصادية أنّه وبالتزامن مع أزمة فيروس كورونا اندلعت حرب نفط بين روسيا والسعودية، وحتى الآن يبدو أن بوسع البلدين تحمل أعباء تراجع الأسعار الذي بلغ 30% خلال زمن قصير، لك ّن من المر ّجح أن صناعة النفط الأحفوري الأمريكي لن تتحمل ھكذا تراجع، فالتكاليف المرتفعة لھذه الصناعة ستكون أموالاً ضائعة مع انھيار أسعار النفط المتسارع، ولن تتمكن الولايات المتحدة من المضي قدماً في صناعة النفط الأحفوري. القادم في الولايات المتحدة قد يكون انكماشاً في صناعة النفط الأحفوري، وتقليص لمصانعه ومكاتبه، وإلغاء لوظائف كثيرة، ما قد يجر انكماشا على مستوى الولايات. دع َم الرئيس ترامب الوضع الاقتصادي في بلاده من خلال تخفيضات ضريبية فرضھا على الرواتب المستحقة كما دفع مساعدة للعمال مقابل كل ساعة عمل – وھي إجراءات ستساعد أصحاب العمل والموظفين على حد سواء على البقاء. أما في المملكة المتحدة، فقد كشف المستشار ريشي سوناك اليوم عن “ميزانية كورونا فيروس .”لكن يجب على الجميع توسيع تفكيرھم إن كانوا يسعون للتعامل بشكل صحيح مع كيفية تغيير ھذا العنصر الطارئ للوضع الراھن عبر العالم. الأزمة الراھنة ليست مجرد فيروس كورونا أو الاقتصاد العالمي، بل يدور الحديث عن توازن القوة بين الشرق والغرب. مركز ھذا التوازن خلال السنوات العشر الماضية ھو سوريا التي أمضت عقداً كاملاً في حرب دامية، ويبدو أن أطراف ھذه الحرب قد انتقلوا الآن من مرحلة حروب الوكالة إلى الصراع الاقتصادي كما يعرض عمر حسن المتخصص بالتنمية الاقتصادية. القوى العظمى التي تنبثق الآن ھي روسيا والصين. وقد شھد الكثيرون الحضور الأمريكي الباھت في سوريا. وھما تحاولان اليوم تعبيد الطريق لتمرير رؤيتھما لما يمكن أن يكون عالماً متعدد الأقطاب، وبدلاً من السماح للولايات المتحدة والعربية السعودية بقيادة سوق النفط من خلال منظمة أوبك، تريد روسيا والصين إعادة تشكيل الأسواق العالمية، وإعادة توازن القوى، بما يخدم منافعھما. وكي تتعايش مع ھذه التغيرات، يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين حماية مستقبل مشاريعھم، كبيرة كانت أم صغيرة، من خلال البحث عن فرصة تفيدھم في النظام الاقتصادي العالمي الجديد، أما إھمال ھذه التغيرات فسيكون ضاراً أكثر من إنفلونزا باتت عالمية، حسب ما ذھب إليه الخبير الاقتصادي عمر حسن في مقالته المنشورة في جريدة اندبندنت البريطانية.
ــ كورونا يجبر شركات صناعة السيارات الألمانية على تعليق الإنتاج على أثر تفشي وباء كورونا والإجراءات الوقائية التي اتخذتھا الحكومات التي أنسحبت على كل القطاعات الاقتصادية بما في ذلك قطاع صناعة السيارات، إذا يعتزم عدد من شركات السيارات الألمانية تعليق الإنتاج في عدد من الدول . فعلى الرغم من الأرباح التي حققتھا فولكسفاغن، فإن أزمة كورونا انعكست على مبيعاتھا كذلك تستعد الشركة لدفع تعويضات في فضيحة الديزل قال الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن )17 /آذار( إن المجموعة ستوقف الإنتاج ھذا الأسبوع في مصانع بإيطاليا والبرتغال وسلوفاكيا وإسبانيا، وتستعد لإغلاق باقي مصانعھا في أنحاء أوروبا بسبب انتشار فيروس كورونا.
7
وقالت شركة صناعة السيارات الألمانية فولكسفاغن العملاقة، التي تمتلك علامات أودي وبنتلي وبوجاتي ودوكاتي ولامبورجيني وبورشه وسيات وسكودا، إن الضبابية حيال تداعيات الوباء تعني أنه من المستحيل إعطاء أية توقعات بشأن أدائھا ھذا العام. ــ كورونا… أكبر خطة إنقاذ اقتصادية بألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية ــ خبير اقتصادي: قتلى كورنا أقل بكثير من المفلسين بسببه وخلص مجلس إدارة بفولكسفاغن إلى أنه يستحيل على العمال بمصانعھا الحفاظ على مسافة آمنة عن بعضھم البعض لمنع العدوى، وأوصى بوقف للإنتاج اعتبارا من يوم 20/ آذار الجاري. وقالت مجموعة فولكسفاغن أيضا إن أرباحھا التشغيلية للعام بأكمله ارتفعت 22 % إلى 16.9 مليار يورو )18.5 مليار دولار( بفضل مبيعات قوية للسيارات ذات ھامش الربح الأعلى وھبوط تكاليف الديزل، لتخالف اتجاھا نزوليا تعانيه الصناعة ويؤثر على شركات منافسة. جاءت الأرباح بدعم من علاماتھا فولكسفاغن وبورشه وسيات وسكودا التي زادت الأرباح الناجمة عنھا، إلى جانب عودة علامتھا للسيارات و تسببت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد خفوت النشاط الاقتصادي في كثير من الدول في أضرار بالغة لمبيعات مجموعة “فولكسفاغن” في شباط الماضي. وأعلنت المجموعة حينھا أن مبيعاتھا على مستوى العالم تراجعت في شباط الماضي بنسبة 6ر24% إلى 546300 سيارة مقارنة بنفس الشھر العام الماضي. وتراجعت مبيعات المجموعة في أھم سوق تصريف لمنتجاتھا، الصين، بنسبة 74% إلى 60900 سيارة. ويجلب عام 2020 المزيد من التكاليف للمجموعة مع استعدادھا لدفع تعويضات للمستھلكين الألمان في دعوى قضائية جماعية متعلقة بفضيحة الديزل. من جانبھا تعتزم شركة “أودي” المملوكة لمجموعة “فولكسفاغن” وقف الإنتاج في مصانعھا بألمانيا وبلجيكا والمجر والمكسيك اعتبارا من23 / آذار. وأعلنت أودي إنه بسبب التأثير السلبي لوباء كورونا على المبيعات وتزايد عدم اليقين فيما يتعلق بتوريد قطع الغيار، “سيكون ھناك توقف في الإنتاج في معظم مواقع مجموعة فولكسفاغن.” كذلك قررت شركة دايملر الألمانية للسيارات اليوم تعليق جزء كبير من إنتاجھا في أوروبا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وأعلنت الشركة أن القرار سيبدأ خلال الأسبوع الجاري وسيستمر مبدئيا لمدة أسبوعين.
الحكومة الألمانية تقر حزمة إنقاذ غير مسبوقة لمواجھة أزمة كورونا
أقرت الحكومة الألمانية حزمة إنقاذا مالية غير مسبوقة لمواجھة تداعيات وباء فيروس كورونا على الاقتصاد. يأتي ذلك وسط توقعات بأن يتكبد الاقتصاد الألماني خسائر قد تصل إلى أكثر من 700 مليار يور وشطب نحو مليوني وظيفة. كل القطاعات تقريبا تأثرت من تداعيات انتشار وباء كورونا، وسط توقعات بخسائر بمئات الملايين أقر مجلس الوزراء الألماني اليوم الاثنين )23 مارس/آذار( حزمة مساعدات غير مسبوقة لإنقاذ فرص العمل والشركات في ظل أزمة وباء كورونا المستجد. ولتنفيذ حزمة الإجراءات الجديدة تعتزم الحكومة الاتحادية إدخال ديون جديدة بقيمة قياسية تبلغ نحو 156 مليار يورو. تجدر الإشارة إلى أن ھذه المرة الأولى التي تُدخل فيھا الحكومة الألمانية ديون جديدة على موازنتھا منذ ستة أعوام. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر مطلعة في الحكومة أن مجلس الوزراء أقر أيضا العديد من مظلات الحماية المالية والتعديلات القانونية. وتشمل حزمة المساعدات المقرة اليوم العديد من المجالات، من بينھا حصول الشركات الصغيرة وأصحاب المھن الحرة مثل الفنانين والأفراد العاملين في مجال الرعاية على مساعدات مباشرة لمدة ثلاثة أشھر.
وعبر صندوق لدعم الاستقرار، يمكن دعم الشركات الكبيرة برؤوس أموال، ويمكن أيضا للدولة في حالة الضرورة أن تشارك في ھذه الشركات. كما بدأ اليوم برنامج إقراض خاص غير محدود المدى من بنك التنمية الألماني لدعم الشركات المأزومة. وتشمل الإجراءات الجديدة عدم السماح للمؤجرين بفسخ عقود المستأجرين إذا تعثروا في السداد بسبب أزمة كورونا، ذلك إلى جانب تعليق إجراءات مراجعة الثروة وقيمة الإيجار في حال التقدم بطلبات للحصول على إعانات بطالة، وتسھيل حصول الآباء على إعانات دعم الأطفال. كذلك تشمل الإجراءات
8
دعم الشركات في الاحتفاظ بالعمالة من خلال العمل بدوام جزئي بدلا من تسريحھم، وستحصل المستشفيات في ألمانيا على دعم يزيد عن 3مليارات يورو. وتشمل الإجراءات الجديدة كذلك عدم السماح للمؤجرين بفسخ عقود المستأجرين إذا تعثروا في السداد بسبب أزمة كورونا، ذلك إلى جانب تعليق إجراءات مراجعة الثروة وقيمة الإيجار في حال التقدم بطلبات للحصول على إعانات بطالة، وتسھيل حصول الآباء على إعانات دعم الأطفال. وأقر مجلس الوزراء منح الحكومة الاتحادية المزيد من الاختصاصات خلال مكافحة الأوبئة، وذلك بتسھيل حق إشھار الإفلاس والسماح للشركات بعقد اجتماعاتھا السنوية والأساسية عبر الإنترنت. ومن المنتظر أن يصوت البرلمان الألماني )بوندستاغ( ومجلس الولايات )بوندسرات( على حزمة الإجراءات العاجلة يوم الجمعة المقبل. وفي سياق متصل أعلن وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير اليوم أن بلاده ستشھد تراجعا في ناتجھا الاقتصادي ھذا العام لدرجة لا تقل سوءا ع ّما كان الوضع عليه خلال أزمة 2009 المالية عندما تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5%. وقال ألتماير للصحافيين “نتوقّع بأن يتراجع الناتج الاقتصادي وأن يصل على الأقل للمستوى الذي تم تسجيله في 2008-2009 .” ويتوقع معھد “إيفو” الألماني للبحوث الاقتصادية أن تتكبد ألمانيا خسائر تزيد على نصف تريليون يورو وفقدان أكثر من مليون ونصف المليون وظيفة جراء وباء كورونا المستجد. وقال رئيس المعھد، كليمنس فوست، اليوم “التكاليف قد تتخطى كل الخسائر المعھودة من الأزمات الاقتصادية السابقة أو الكوارث البيئية في العقود الأخيرة في ألمانيا”. وأضاف فوست: “قد يتقلص الاقتصاد الألماني بنسبة تتراوح بين 7.2 نقطة مئوية و20.6 نقطة مئوية؛ أي ما يعادل 225 مليار إلى 729 مليار يورو… أيضا سوق العمل سيتكبد خسائر كبيرة بسبب الأزمة ستفوق الأوضاع التي كانت عليھا إبان ذروة الأزمة المالية.” وذكر فوست أن الأزمة قد تتسبب في شطب نحو 1.8 مليون وظيفة، وإجبار أكثر من 6 ملايين شخص على العمل بدوام جزئي. وقال فوست: “من المجدي لذلك أن يتم بالتوازي تنفيذ أي إسھام ممكن لإجراءات السياسة الصحية… الھدف يجب أن يكون تقليص الإغلاق الجزئي للاقتصاد بدون الإضرار بمكافحة الوباء”. وأكد فوست الحاجة إلى وضع استراتيجيات لاستئناف الإنتاج والحد من الوباء في الوقت نفسه. وجاء في بيان للمعھد أن الأزمة ستؤدي إلى عجز في الإنتاج يُقدر قيمته بمئات المليارت وستزيد من العمالة بدوام جزئي والبطالة وستثقل كاھل ميزانية الدولة. ويتوقع معھد “إيفو” خسائر تتراوح بين 255 و490 مليار يورو في حال استمرار الوقف الجزئي للاقتصاد لمدة شھرين، بينما تقدر الخسائر في حال الإغلاق الجزئي لمدة ثلاثة أشھر بين 354 و729 مليار يورو.
ــ الخسائر الاقتصادية بسبب كورونا.
من المفترض أن تساعد الحزمة المالية الضخمة التي أقرتھا الحكومة الألمانية على تجنب انھيار الاقتصاد الألماني. من أين تأخذ حكومة ميركل ھذه الأموال؟ وھل ينجح ھذا النوع من التدخل الحكومي؟ ودفع رواتب العمل القصير ھو إحدى الإجراءات التي اتخذتھا الحكومة الألمانية في أزمة كورونا للحفاظ على بقاء الشركات، وبالتالي إنقاذ أماكن العمل والوظائف. وقد أصدرت الحكومة في 23 / آذار أكبر حزمة إنقاذ لم يسبق لأي حكومة أن تبنتھا. وترأست المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجلسة عبر الھاتف انطلاقا من بيتھا حيث تخضع للحجر الصحي، لأنھا خالطت طبيبا مصابا بفيروس كورونا. وتعتزم حكومة ميركل ضخ نحو 750 مليار يورو لإنقاذ الاقتصاد من الانھيار. ومن أجل تصور أفضل لحجم ھذا المبلغ المالي يمكن القول بأنه يساوي ضعف ما تقره ميزانية 2020 من نفقات. وسبق لوزير المالية أولاف شولتس ووزير الاقتصاد بيتر ألتماير أن أكدا في 13 مارس أن الدولة ستُخرج سلاح “البازوكا”، وھذا يعني بأنھا سوف تتخلى عما يُسمى الصفر الأسود في الموازنة. ويعني تحقيق ھذا الصفر بقاء الموازنة الحكومية دون عجز من خلال تعادل نفقاتھا مع إيراداتھا. والآن تريد الدولة بالنسبة إلى عام 2020 استدانة 156 مليار يورو دفعة واحدة. ومن المقرر أن يوافق البرلمان ھذا الأسبوع على قرار بھذا المبلغ. الجدير ذكره أن ألمانيا لديھا ديون بنسبة 60 % من الناتج المحلي الإجمالي وتملك قوة مالية جيدة تمكنھا من التحرك، كما قال وزير المالية شولتس.
9
400مليار يورو مبرمجة كي تتمكن الدولة من منح ضمانات للشركات التي تواجه صعوبات في السيولة. وبـمبلغ 100 مليار يورو إضافية تعتزم الدولة المشاركة مباشرة في ملكية شركات من خلال شراء حصص فيھا. وبعد الأزمة يمكن خصخصة ھذه الحصص مجددا. كما أن برامج الديون الخاصة لبنك إعادة الإعمار تشمل أيضا 100 مليار يورو كمساھمة تمويلية. وتعمل السلطات جاھدة لمنع عمليات الاستحواذ على شركات ألمانية بأسعار منخفضة. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير بأن البلاد
يجب أن تحمي نفسھا من عمليات الاستحواذ، مشددا على أن الدولة عازمة على مساعدة الاقتصاد. كيف تريد ألمانيا الحد من انتشار فيروس كورونا؟ مساعدة الكبار وكذلك الصغار وتشمل حزمة الإنقاذ الشركات التي يبلغ حجم ميزانيتھا السنوية أكثر من 43 مليون يورو وعائدات مبيعاتھا أكثر من 50 مليون يورو وتش ّغل في المتوسط أكثر من 249عاملا. وقال وزير المالية الألماني أولاف شولتس أن “الشركات الجيدة التي توفر فرص عمل كثيرة يجب أن تتجاوز ھذه الفترة العصيبة.” وبالنسبة إلى الشركات الصغيرة يوجد صندوق مساعدة تم دعمه مبدئيا بنحو 50 مليار يورو. وتم اعتماده مثلا لمساعدة الحرفيين ودور النشر وسائقي سيارات الأجرة والفنانين. ومن يشغل حتى خمسة عاملين يحصل لثلاثة أشھر على 9000 يورو لكل شھر لتغطية الأجور مثلا أو التزامات أخرى. ومن لديه حتى 15 عاملا يحصل لثلاثة أشھر على 15 ألف يورو لكل شھر. يؤيد معھد إيفو IFO /في ميونيخ على ھذه الخطط الحكومية. “إنھا حزمة جيدة”، يقول رئيس المعھد كليمينس فوست في حديث مع دويتشه فيله. لكن ھذا لا يكفي لتغطية الخسائر. وقام معھد إيفو بحسابات لمعرفة حجم الخسارة بسب أزمة كورونا واعتمد في ذلك عدة سيناريوھات. ” إذا ما خرجنا بسرعة نسبية من ھذا التوقف، فإن الانھيار سيكلف ربما 5 إلى 6 % من الناتج المحلي الإجمالي”، كما يقول فوست الذي يدعم بذلك حسابات الحكومة. ووزير المالية أولاف شولتس ينطلق حاليا من تراجع بنسبة 5% ويتوقع تراجع عائدات الضرائب بنحو 35 مليار يورو. ويحذر معھد إيفو بميونيخ من أن الوضع قد يكون أسوء. فخلال توقف العمل لمدة ثلاثة أشھر وعودة تستمر أشھرا طويلة للوصول إلى مستوى التشغيل الذي كان سائدا قبل أزمة كورونا قد يحصل تراجع في النمو حتى 20 في المائة. وبما أن تجاوز الأزمة مسؤولية الجميع يمكن أيضا لأرباب العمل زيادة الأموال الخاصة بالعمل القصير في إطار عقود أو منح الموظفين بدون عمل إمكانية كسب أموال من مصادر أخرى. وقال وزير الاقتصاد بأن ھناك عملا كافيا ينبغي إنجازه في فترات قصيرة مثلا في موسم الحصاد الزراعي أو داخل الشركات التي تحتاج إلى يد عاملة إضافية. فعمال سلسلة الوجبات السريعة ماكدونالدز المغلقة حاليا يعملون لدى أسواق ألدي. ALDI / وقال وزير الاقتصاد ألتماير في برلين عقب مؤتمر عبر الفيديو مع قيادات اقتصادية إن الخسائر الاقتصادية ربما تفوق خسائر الأزمة المالية عام 2009. وذكر الوزير أن الحكومة الألمانية قطعت بحزمة الإجراءات التي أقرتھا مؤخرا الخطوة الأولى نحو تقليص العواقب الاقتصادية الناجمة عن الوباء، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنھا إخراج ألمانيا من ھذه الأزمة. وأشار الوزير إلى أن الأمر يدور حول عدم فقدان التطلع نحو نھضة اقتصادية جديدة عقب انتھاء أزمة كورونا، وتحفيز القوى المحركة للنمو الاقتصادي في حال تراجع أعداد الإصابات وتقليص القيود المفروضة على الحياة العامة. ـــ توقعات بانكماش الاقتصاد وماس لا يمانع الإلزام بالكمامات الإجراءات التي فرضتھا الحكومة الألمانية من أجل إبطاء سرعة تفشي فيروس كورونا في ألمانيا جعلت الشوارع الألمانية شبه فارغة. بسبب فيروس كورونا المستجد )كوفيد- 19(، يخضع سكان ألمانيا )83 مليون نسمة( لإجراءات عزل تسمح بالتنقلات غير الأساسية بشكل كبير، وتعد أقل حدة من تلك المطبقة في دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وإيطاليا. وأعرب وزير داخلية ألمانيا ھورست زيھوفر، ووزراء داخلية الولايات الألمانية، عن تأييدھم للإبقاء على الإجراءات الرامية إلى تقليص انتشار الفيروس.ونقلت وزارة الداخلية الاتحادية عن الوزراء قولھم خلال مؤتمرھم الذي تم عقده عبر الھاتف )30 / آذار( إنه يجب “الإبقاء على ھذه التدابير وتنفيذھا بكل حسم.” . وقال زيھوفر: “نحن لا نزال في بداية الجائحة، ولا ينبغي أن نلغي بشكل سابق لأوانه التدابير اللازمة لقطع سلسلة العدوى”، مضيفا “لذلك أحث كل المواطنين على عدم التراخي واستمرار التمسك بالقيود على
10
المخالطات، وھذا أمر ضروري وإجباري لإنقاذ الأرواح.” إجراءات مكافحة فيروس كورونا في ألمانيا مستمرة حتى 20 نيسان أبريل ووصل عدد حالات الإصابة المسجلة بالفيروس في ألمانيا بحلول بعد ظھر اليوم الاثنين إلى ما يقرب من 62 ألف حالة، وفقا لتحليلات لوكالة الأنباء الألمانية )د.ب.أ(. ووصل عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالالتھاب الرئوي الجديد 512 حالة، إضافة إلى أربعة سواح ألمان بالخارج. وسجلت التحليلات ارتفاعا ملحوظا في ولاية بافاريا بـأكثر من 14 ألف و133 حالة وفاة، وولاية شمال الراين فيستفاليا بما لا يقل عن 14 حالة إصابة و125 حالة وفاة. ويتوقع الخبراء أن يكون عدد الإصابات الحقيقي أكبر من ھذه الأعداد المعلنة بسبب الحالات التي لم يتم تسجيلھا بعد. وأبدى وزير الخارجية الألماني ھايكو ماس عدم ممانعته لإلزام المواطنين بارتداء كمامات عند التسوق على سبيل المثال كما فعلت الجارة النمسا. وفي مقابلة مع صحيفة “بيلد” في عدد اليوم الاثنين، قال ماس: “إنه يجب أيضا ضمان أن الكمامات مناسبة لحماية الشخص والآخرين، متابعا أنه “لن يجدي شيئا عندما يتم وضع أي شيء على الوجه ليس له أي تأثير وقائي.” ودعا ماس إلى التعاون الدولي في مجال إنتاج وتوزيع الأدوات الطبية في أزمة كورونا “فلا ينبغي الاقتتال أو الحرب على معدات الحماية أو أجھزة التنفس الاصطناعي أو الكمامات.” شركة تتحول من تصنيع الملابس الرياضية إلى إنتاج الأقنعة الطبية “حكماء” الاقتصاد يتوقعون انكماشاً “كبيراً” وذكر فريق من مستشاري الحكومة الألمانية لشؤون الاقتصاد الاثنين أن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا ستتسبب بانكماش الاقتصاد الألماني بنسبة ما بين 2,8% إلى 5,4% قبل أن يعاود الانتعاش مرة أخرى العام المقبل. وقالت لجنة “الحكماء” المؤلفة من خبراء اقتصاد إن “الاقتصاد الألماني سينكمش بشكل كبير في 2020” وإن مدى الانكماش “سيعتمد على نطاق ومدة الاجراءات الصحية والانتعاش اللاحق.” وحض عضو الفريق آخيم تروغر برلين على التنسيق مع الحكومات في أوروبا وغيرھا بشأن التدابير الصحية والاقتصادية لوضع أسس الانتعاش في الاقتصاد المترابط للغاية في ألمانيا.
ــ ھل يفكك فيروس كورونا الاتحاد الأوروبي ؟
ھل فشل الاتحاد الأوروبي عند أول اختبار له منذ نشأته؟ سؤال يتردد حالياً على إثر انتشار كورونا في أوروبا وما نجم عن ذلك من انكفأ داخلي للدول الأعضاء وانحسار روح التضامن فيما بينھا. وھل ينعكس ذلك على “حلم” الوحدة العربية؟ أزمة غير مسبوقة تجتاح العالم، تأثرت بھا على وجه الخصوص دول أوروبية كبرى مثل إيطاليا وإسبانيا. فقد راح آلاف الأوروبيين ضحايا لتفشي فيروس كورونا المستجد )كوفيد 19(. لكن الأمر لم يقف عند حد الخسائر البشرية أو الاقتصادية، إذ إنه يھدد أيضاً استمرارية كيان بحجم الاتحاد الأوروبي، ذلك أن عدداً من الممارسات والقرارات التي اتخذتھا عدة دول ألقت بظلا ٍل من الشك على مدى جدوى استمرار ھذا التكتل. كل شيء مباح في الحب و “.. الحرب!” استخدمت أكثر من دولة أوروبية – إلى جانب الولايات المتحدة – تعبير “حالة الحرب “في مواجھة تفشي فيروس كورونا. لكن يبدو أن ھذا التعبير كان له من الموقع السيئ على أرض الواقع ما له. ففي سابقة خطيرة صادرت جمھورية التشيك شحنة من المساعدات الطبية والأقنعة الواقية كانت قادمة من الصين في طريقھا إلى إيطاليا. تقول حكومة التشيك إن الأمر وقع بالخطأ خلال ملاحقة عدد من الأفراد الذين يتاجرون في المعدات الطبية في ھذا الوقت الحرج وتعھد برد الشحنة لإيطاليا، وھو ما لم يحدث حتى الآن. أما ألمانيا فقررت حظر تصدير مستلزمات الوقاية الطبية للخارج. وأعلنت لجنة إدارة الأزمات التابعة للحكومة أن وزارة الصحة الاتحادية ستتولى تدبير ھذه المستلزمات على نحو مركزي بالنسبة للعيادات الطبية والمستشفيات والسلطات الاتحادية. وسيُجرى استثناء ذلك فقط تحت شروط ضيقة، مثل التصدير في إطار حملات إغاثة دولية.
11
لا تضامن أوروبي وفي ھذا السياق، شنت الصحف الإيطالية ھجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي غداة قرار بإرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجھة التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا المستجد. وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي ھدد خلال القمة التي نظمت عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية “مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضھا
ً سويا.”
وكانت ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى قد رفضت مناشدة تسع دول، من بينھا إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال “سندات كورونا” للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء واختارت صحيفة “فاتو كوتيديانو” عنوان “كونتي يقول لأوروبا ميتة أن تذھب إلى الجحيم”. كما عنونت “لا ريبوبليكا” ذات الخط السياسي المؤيد للاتحاد الأوروبي تقليدياً، “أوروبا قبيحة.” وبدورھا، اعتبرت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” أنّه “في حال افتقد الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، فإ ّن ھذا يعني أ ّن المشروع الأوروبي نفسه قد انتھى.” وانتقد رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا ما أسماه “التفاھة المتكررة “للحكومة الھولندية، التي تعد عادة واحدة من أقوى المدافعين عن الانضباط في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وقال: “ھذا الحديث بغيض في إطار الاتحاد الأوروبي. ھذه ھي الكلمة بالتحديد: بغيض.” لماذا تأخرت دول الاتحاد في مساندة بعضھا؟ ويرى البعض أن دعم دول الاتحاد لدول منكوبة مثل إيطاليا وإسبانيا – تكاد فرنسا تلحق بھما – لم يكن على المستوى المتوقع مطلقاً .فبحسب محمد عايش المحلل السياسي وخبير الشؤون الأوروبية من لندن، فإن سبب ذلك أن “الأزمة عميقة للغاية بالفعل وضربت كل دول العالم، كما أنھا غير مسبوقة على الأقل منذ 100 عام، بالتالي كان التعامل معھا وإدارتھا صعب للغاية بالنسبة لكل الدول، مضيفاً في حوار مع
DWعربية أن الدولة التي تشعر أنھا في أزمة يصعب جداً عليھا أن تقدم خلالھا دعماً لدول أخرى. أما حسين الوائلي، الكاتب والمحلل السياسي من بروكسل، فيرى أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يلبي طلبات جميع الدول الأعضاء خصوصاً الأكثر تضرراً، لأن الأزمة أكبر بكثير من حجم الاتحاد تقنياً واقتصادياً، وثانياً أن جميع الدول الأعضاء تعاني من نقص حاد على المستوى الصحي ولم يسعف الوقت الاتحاد للوصول إلى توافق أو إجماع حول آلية المساعد وبناء استراتيجية تصدي للفايروس، لھذا ترك
الباب مفتوحاً للدول الأعضاء في كيفية بناء آلية للتصدي للفايروس كل حسب إمكانياته. وعلى خلفية “تباطؤ” دول الاتحاد في دعم دولة مثل إيطاليا ظھرت أربعة مشاھد ذات دلالات عميقة؛ الأول كان مشھد المدرعات والعربات الروسية التي تجوب شوارع إيطاليا حاملة على متنھا مساعدات
وأطقم طبية المساعدة الروسية بين الانتقاد والترحيب والثاني ھو مشھد الأطباء الكوبيين الذين وصلوا إلى إيطاليا أيضاً والترحيب الھائل الذي قوبل به أطباء الدولة التي تفرض أمريكا عليھا حظراً منذ عقود، والثالث ھو مشھد تقبيل الرئيس الصربي لعلم الصين اعترافاً منه بدعمھا ومساندتھا لبلاده والرابع ھو مشھد إنزال مواطن إيطالي لعلم الاتحاد الأوروبي ورفع علم الصين بدلاً منه ھل ينھار الاتحاد الأوروبي؟ نقل دبلوماسي عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيره لزعماء الاتحاد الأوروبي بأن تفشي فيروس كورونا يھدد الدعائم الأساسية للاتحاد الأوروبي .ووفقا للمصدر، فقد قال ماكرون لباقي قادة التكتل وعددھم 26 خلال مؤتمر صحفي عبر الھاتف، “المشروع الأوروبي معرض للخطر… التھديد الذي نواجھه ھو القضاء على منطقة الشينجغن”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. ويرى محمد عايش، خبير الشؤون الأوروبية، أن الأزمة تشكل تھديداً للنظام العالمي برمته وليس فقط للاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه يصعب التنبؤ بمثل ھذا الأمر في الوقت الحالي وأنه “عندما نعرف إلى أي مدى ستصل أزمة كورونا أوروبياً وعالمياً، يمكننا أن نستشرف تأثيرھا على العالم سواء على الاتحادات والروابط الإقليمية أو على النظام العالمي”، مرجحاً عدم إمكانية حدوث انھيار للاتحاد الأوروبي، وإنما أن يقوم الاتحاد بعد الأزمة ببناء وسائل تعاون أكثر نجاعة وفعالية في حالة الأزمات.
12
ويتفق معه في الرأي حسين الوائلي الكاتب والمحلل السياسي والذي يعتقد بأنه “من المبكر جداً أن نقول إن الاتحاد سينھار.. صحيح أن الأزمة عميقة لكن دول الاتحاد ترى الآن أن الوحدة أھم بكثير من الانقسام.”
א??دא??א???????:? ? ??
ــ وزير داخلية ألمانيا لا يستبعد “إغلاق مدن بأكملھا ” لمواجھة كورونا
فيما تزداد معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا، صرح وزير الداخلية ھورست زيھوفر أنه لا يستبعد إغلاق مدن بأكملھا لمواجھة انتشار المرض. وثلث الألمان يستغنون عن إجازاتھم في الخارج بسببه. زيھوفر: يجب مكافحة فيروس كورونا “بكل الوسائل التقليدية للحماية من العدوى. يتعين
علينا كسر سلاسل العدوى باستمرار.”
في أحدث حصيلة رسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا، أعلن معھد “روبرت كوخ”
الألماني صباح اليوم الأحد )الأول من آذار/ مارس 2020( أن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة
بفيروس كورونا المستجد في البلاد قد وصل إلى 117 حالة. وأوضح المعھد اليوم أنه وفقا للقائمة
الحالية، ھناك 66 حالة في ولاية شمالي الراين-فيستفاليا وحدھا، وھناك 19 حالة في ولاية بافاريا،
جنوبي ألمانيا و15 حالة في ولاية بادن-فورتمبرج. وأشار المعھد إلى أنه من المحتمل أن يكون عدد
الإصابات الفعلى أعلى بعض الشيء من ذلك الرقم.
صرح وزير الداخلية الألماني ھورست زيھوفر بأنه لا يتوقع نھاية سريعة لمكافحة فيروس كورونا
المستجد .وقال زيھوفر لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددھا الصادر اليوم الأحد:
“أتوقع أن يتوافر لدينا لقاح بحلول نھاية العام.” وأضاف الوزير الألماني أنه حتى يحل ذلك الوقت يجب
مكافحة فيروس كورونا “بكل الوسائل التقليدية للحماية من العدوى. يتعين علينا كسر سلاسل العدوى
باستمرار.” ولم يستبعد زيھوفر إغلاق مناطق، أو مدن بأكملھا، لمواجھة انتشار العدوى، وأضاف: “ھذا
السيناريو سيكون الملاذ الأخير”. وصرح زيھوفر بأنه ھو نفسه لم يعد يصافح أي شخص باليد، كإجراء
احترازي، وقال: “ولكنني أقول كل مرة إن ذلك ليس له أي علاقة بعدم اللياقة.”
وكان وزير الصحة الألماني ينز شبان قد أجرى مشاورات لسبت مع خبراء شؤون الصحة من كافة الكتل
الحزبية بالبرلمان الألماني )بوندستاغ( بشأن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد .وكتب شبان على
موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أنه اطلع عبر مؤتمر ھاتفي على التطورات المتسارعة التي حدثت في
الأيام الثلاثة الماضية، وأضاف” :سنلتقي مجدداً في اجتماع طارئ للجنة الشؤون الصحية بالبرلمان من
المھم بالنسبة لي الاطلاع على الوضع على مستوى متجاوز للأحزاب.”
ومن المقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال شبان في بيان
ًً
لوزارته: “نحن على أعتاب وباء، في ألمانيا وأوروبا. ھذا يتطلب تحركا مشتركا.”
تداعيات اقتصادية
وإزاء تداعيات انتشار الفيروس المميت أجلت ھيئة المعارض في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين- ويستفاليا إقامة عدد من المعارض منھا معرضان للمختصين أحدھما عن صناعة النبيذ والآخر عن صناعة التجميل. وقالت إدارة المعارض إن موعداً بديلاً سيتم التشاور بشأنه قريبا لإقامة معرض
“النبيذ”. وكان من المقرر إقامة معرض النبيذ في الخامس عشر من الشھر المقبل. كما أفادت إدارة المعارض أن معارض أخرى عن “التجميل” و” توب ھير” والمعرض المتخصص في الأسلاك بعنوان “واير” ومعرض المواسير “تيوب” ستؤجل إلى أوقات لاحقة. كانت جمعية معارض كولونيا ھي الأخرى أعلنت من قبل عن تأجيل معرض اللياقة البدنية “فيبو” ومعرض البضائع الحديدية
ً
إلى مواعيد تعلن لاحقا. وكانت السلطات الألمانية قد ألغت معرض السياحة الذي يقام في العاصمة
الألمانية برلين بسبب مخاطر عدوى كورونا.
13
وفي سياق متصل كشف استطلاع حديث أن نحو ثلث المواطنين الألمان يعتزمون الاستغناء عن رحلاتھم إلى خارج البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد .وأعرب عن ھذا الرأي 35 % ممن شملھم استطلاع معھد “قنطار” لأبحاث السوق الذي تم لصالح صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية والتي نشرت نتائجه في عددھا الصادر اليوم الأحد. وذكر 62 % من المشاركين أنھم لن يحجموا عن السفر، ولم يحسم 3 % رأيھم. وصرح 17 % بأن انتشار فيروس كورونا له تداعيات على مسار حياتھم
اليومية. وذكر 22% أنھم لديھم خوف من الإصابة بالفيروس. يُذكر أن نسبة من كانوا يشعرون بذلك كانت 12 % في نھاية شھر كانون الثاني/ يناير الماضي. تجدر الإشارة إلى أنه تم إجراء الاستطلاع يوم 27 شباط/ الماضي، وشمل إجمالاً 505 أشخاص.
ــ 100 ألف مصاب بكورونا في العالم والاقتصاد يسجل خسائر كارثية
عدد المصابين بفيروس كورونا يناھز المئة ألف، وإيطاليا تسجل ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات خلال يوم واحد. منظمة الصحة العالمية تدعو دول العالم للتعاون في مكافحة الفيروس. بلغ عدد الحالات المسجلة للإصابة بفيروس كورونا المستجد 98 ألفا و 23 حالة على مستوى العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وذكر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدھانوم جيبريسوس )السادس من آذار /مارس 2020(: “نحن على وشك الوصول إلى 100 ألف حالة إصابة مؤكدة”، مضيفا أنه تم تسجيل 3380 حالة وفاة حتى الآن. وأضاف تيدروس إنه قلق على نحو خاص من انتشار مرض “كوفيد 19″ إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية التي قد تفشل في احتواء تفشي المرض. ھذا، وسجلت إيطاليا 49 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات في ھذا البلد منذ بدء تفشي الفيروس إلى 197 حالة، وفق حصيلة جديدة نشرتھا، الجمعة إدارة الحماية المدنية .وتسجل إيطاليا ثاني أكبر عدد وفيات بالفيروس بعد الصين.وھي أكثر بلد متضرر من الفيروس في أوروبا، لكنھا باتت الرابعة )بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيران( من حيث عدد الإصابات بعدما كانت الثالثة، مع تسجيل
778إصابة جديدة خلال 24 ساعة، ما يرفع الإجمالي إلى 4636 حالة. ّ وقال مدير إدارة الحماية المدنية أنجيلو بوريلي خلال مؤتمر صحافي في روما” :تمثل الوفيات نسبة %4,25 من إجمالي” الإصابات، مضيفاً أن “العمر الوسطي للمتوفين ھو 81 عاماً ويعانون من أمراض
سابقة.” ومن بين 4636 إصابة، ُشفي 523 شخصاً، ويحمل 3916 شخصاً الفيروس، بينھم 2394 شخصاً في المستشفى و462 في العناية الفائقة و1060 شخصاً في حجر منزلي .ويفترض أن تعلن السلطات السبت عن قرارھا بشأن 11 بلدة في شمال البلاد، تسكنھا 50 ألف نسمة، وخاضعة للعزل منذ أسبوعين.
ً
وتق ّدر مدة حضانة فيروس كورونا الجديد بنحو 14 يوما. ويدرس في الأثناء المعھد العالي للصحة
الحكومي فرض حجر على مناطق جديدة “لا سيما لومبارديا”. واتخذت الحكومة الإيطالية إجراءات مشددة لاحتواء الفيروس، خصوصاً إغلاق المدارس والجامعات حتى منتصف آذار/مارس. توقع بخسائر تقدر بمئات المليارات ومع اقتراب عدد المصابين من مئة ألف، س ّجلت أسواق المال العالمية في نيويورك وفرانكفورت وباريس ومدريد وميلانو ولندن تراجعاً الجمعة كما نظيراتھا الآسيوية، ما يؤكد الخشية من عواقب اقتصادية على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم. وقال بنك التنمية الأسيوي في تقرير اليوم الجمعة إن تفشي فيروس كورونا قد يؤدي إلى خسائر في الاقتصاد العالمي تصل إلى 347مليارات دولار، في ظل التراجع الحاد في الطلب، والسياحة، وسلاسل التوريدات بالإضافة إلى التداعيات الصحية، حيث يتوقع البنك، الذي يقع مقره في مدينة مانيلا، عاصمة الفلبين، أن يصل أقل قدر ممكن من الخسائر إلى 77مليار دولار، أي حوالي 1, 0% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وقد يصل أكبر قدر من الخسائر إلى 4, 0%. فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الدول عليھا أن تتعاون في مكافحة فيروس كورونا المستجد بدلا من فرض قيود سفر على بعضھا البعض. وقال مايك ريان، الرئيس التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، “من المھم للغاية أن يفھم الأشخاص أن ھذه القيود لا تساعد )في تحسين
14
الوضع(“، وجاء تصريحه بعد أن فرضت كل من اليابان وكوريا الجنوبية قيودا على منح مواطني الدولة الأخرى تأشيرات الدخول.
70 – %60 من سكان ألمانيا سيصابون بفيروس كورونا
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قيام الحكومة الاتحادية بحملة تتسم بالمثابرة، لمكافحة فيروس كورونا، من بينھا الدعوة إلى إلغاء الفعاليات غير الضرورية. كما تم الإعلان عن
توفير نحو مليار يورو إضافية لمكافحة كورونا.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: لابد من إلغاء جميع الفعاليات غير الضرورية بسبب كورونا دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لاتخاذ إجراءات صارمة في مواجھة فيروس كورونا المستجد )كوفيد 19( وقالت ميركل )10/آذار( أثناء اجتماع للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، الذي تنتمي إليه، في البرلمان الألماني “بوندستاغ” بالعاصمة برلين إنه لابد من إلغاء جميع الفعاليات غير الضرورية، بحسب ما ذكر مشاركون في الاجتماع لوكالة الأنباء الألمانية وقالت ميركل )65 عاما( بعد فترة وجيزة من بدء اجتماع الكتلة البرلمانية: سيصاب 60 إلى 70 % من الناس في ألمانيا بفيروس كورونا. ليسود صمت في المجموعة البرلمانية، حسبما ذكر المشاركون وأضافت ميركل : بسبب “كورونا، نواجه تحديا لم نواجھه من قبل، والآن يتوقف الأمر علينا حقا “… وكان الخبير الألماني كريستيان دروستن، عالم الفيروسات، قد ذكر ھذه الأرقام قبل فترة خلال الحديث عن توقعاته الخاصة بحجم الإصابات في ألمانيا. وكان مدير معھد علم الفيروسات في جامعة شاريتيه في برلين قد أكد أن المدى الزمني الذي سيحدث فيه مثل ھذا القدر من العدوى “ربما استغرق ھذا الأمر عامين أو ربما أكثر .” وفي الوقت ذاته أعربت المستشارة الألمانية عن شكرھا لوزير الصحة الألماني ينس شبان على عمله، وقالت: ” العبء الرئيسي يتحمله ينس شبان، إنه يقوم بذلك بشكل رائع تماما” مضيفة “ھذا ھو أيضا حافز للمستقبل القريب، لأن الأزمة لم تنته بعد طبعا”. وقوبل تصريح ميركل حول شبان بتصفيق طويل وعال من النواب البرلمانيين.
وبالنظر إلى إقامة مباريات كرة القدم للدوري الألماني “بوندسليغا” دون جمھور، قالت المستشارة الألمانية: ” إن إقامة مباريات أمام مدرجات فارغة ليس أسوأ ما يمكن أن يحدث في ھذا البلد.” وعن وضع الاقتصاد الذي تأثر بعض الشيء في ظل انھيار سلاسل التوريد من آسيا، صرحت ميركل بأنه ليس
ھناك أي حاجة ھنا “لبرامج اقتصادية تقليدية وإنما لإمدادات سيولة.” وفي سياق متصل صرح رالف برينكھاوس أن البرلمان الألماني سوف يوفر ما يصل إلى مليار يورو إضافية من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد )كوفيد 19( .وقال: “سوف نوفر أموالا إضافية من الميزانية تصل إلى مليار يورو.”
يشار إلى أنه ثبتت إصابة أكثر من 110 ألف شخص بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم حتى الآن. وبحسب خبراء، فإن الأرقام غير المبلغ عنھا أعلى كثيرا. وقد ارتفاع عدد الحالات المؤكد إصابتھا بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى 1139 حالة، نصفھا تقريبا في ولاية شمال الراين- فيستفاليا، غربي البلاد، حسبما أعلن معھد “روبرت كوخ” الألماني أمس. وكان قد تم الإعلان أمس عن
أول حالتي وفاة بألمانيا نتيجة فيروس كورونا كلاھما منحدران من ولاية شمال الراين-فيستفاليا.
ــ حظر الاتحاد الأوروبي دخول مواطني الدول الأخرى
15
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ان الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي قررت بالإجماع )17 / آذار( حظر دخول الأفراد المنتمين إلى دول من خارج التكتل لثلاثين يوما بھدف الحد من تفشي وباء كورونا المستجد. في مؤتمر صحافي بعد اجتماع عبر الفيديو مع قادة الدول الأوروبية إن الدول الأعضاء “وافقت كلھا على فرض حظر” دخول ” مواطني الدول غير المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي مع بعض الاستثناءات ” الطفيفة، موضحة ان ھذا الحظر سيسري لمدة ثلاثين يوما. واوضحت ميركل ان الاتحاد الاوروبي “سينسق” عودة عدد كبير من الاوروبيين العالقين في الخارج بسبب الاجراءات المشددة التي
فرضت للتصدي لانتشار وباء كورونا. وتشمل الاستثناءات مواطني الدول الاخرى للأشخاص الذين يمتلكون حقوق إقامة طويلة الأمد في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.الذين يحق لھم ان يقيموا فترة طويلة في احدى دول الاتحاد. واوضحت وزارة الداخلية الالمانية ان من لديھم سبب طارئ للدخول، مثل حضور جنازة او حضور جلسة امام محكمة، يجب ان يكونوا مزودين وثائق تبرر ذلك.
كورونا في العراق.. القمع والخوف أخطر من الفيروس
النظام السياسي في العراق ھو الفيروس الحقيقي
ھل الفساد أخطر من المرض؟ نشطاء حقوقيون في العراق يرون أن النظام السياسي في العراق ھو “الفيروس الحقيقي” الذي ليس منه شفاء، أزمات سياسية، ممارسات قمعية، وعقود من الفساد تمثل، برأيھم، خطراً أكبر من خطر انتشار عدوى كورونا.
أعلنت السلطات العراقية عن وجود ما لا يقل عن 35 حالة إصابة بفيروس كورونا، ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الصحة والبيئة ُسجلت حالة الوفاة الثانية لأحد المصابين بالفيروس في بغداد. ومنذ الإعلان عن أول حالة إصابة لطالب إيراني في زيارة لمدينة النجف الشھر الماضي، سجلت وزارة الصحة حالات إصابة جديدة بشكل شبه يومي. في ظل الأزمات السياسية التي تعاني منھا البلاد، تطرح تساؤلات حول
مدى قدرة العراق على مواجھة مرض كورونا بشكل فعال. 16
طبقاً للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق فإن أكثر من 600 شخص قُتلوا خلال المظاھرات التي إندلعت منذ ستة أشھر في عدد من المدن العراقية إحتجاجا على الأوضاع السياسية. و بالرغم من منع السلطات العراقية التجمعات العامة للحد من تفشي فيروس كورونا، يرفض المتظاھرون في بغداد ترك ميدان التحرير. ويُرجع الناشط والصحفي احمد القاسم السبب إلى أن “فيروس كورونا يمثل تھديداً بسيطاً مقارنة بالرصاص الحي الذي نواجھھه. نحن نعاني من الموت والفقر و الفساد منذ عام 2003، وھذا ھو
الفيروس الحقيقي الذى أعتقد أن ليس له دواء.”
تھميش و إھمال القطاع الصحي
رغم إعلان السلطات العراقية إتخاذھا كافة الإجراءات لمواجھة فيروس كورونا، مثل منع التجمعات و تعليق الدوام في بعض المؤسسات الحكومية و المدارس، بالإضافة إلى أمرھا بإغلاق المطاعم، إلا إنھا تواجه تحدياً كبيراً حيث أن نقص الإمكانيات من موظفين و ُمعدات يعرقل ھذه الإجراءات. و يُرجع البعض
ھذا النقص إلى الفساد وعقود من العقوبات الدولية المفروضة على العراق. يصف عمر الديوه جي، وھو طبيب و انثروبولوجي عراقي بجامعة روتجرز الأمريكية، القطاع الصحي بالـ”متھالك” بسبب عقود من الإھمال والفساد، وھو ما يزيد في رأيه من خطر انتشار المرض بشكل كبير. أما ممثل منظمة الصحة العالمية عدنان نوار فيقول إن وزارة الصحة العراقية “تعمل يداً بيد” مع المنظمة، حيث تحصل على معدات الكشف والنصائح بينما تم تزويد المستشفيات بغرف للعزل الطبي . بالرغم من ذلك أشار تقرير من وكالة أنباء رويترز إلى أنه بعد سنوات من الفساد و العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة على العراق، فإن القطاع الطبي يعاني من إھمال شديد، خاصةً بعد فرار الآلاف من الاطباء و نقص العقارات الطبية بالإضافة إلى تخصيص نسبة 2،5% فقط من إيرادات الدولة البالغة 106،5 مليار دولاراً )95،8 مليار يورو( لميزانية القطاع الصحي.
يقول الناشط أحمد القاسم أن أحد الحالات ال ُمشتبه في إصابتھا بفيروس كورونا رفض إستقبالھا من قبل مستشفيان في بغداد، وأضاف أن أحد الصيادلة في العاصمة أبلغه أن المواطنين خائفون من عدم قدرة وزارة الصحة على مواجھة انتشار المرض بشكل فعال. أما وميض القصاب، وھو صيدلي وكاتب عراقي، فيقول إن أسعار الكمامات الطبية و ال ُمعقمات في ارتفاع مستمر، كما أن بعض المستشفيات لديھا نقص في القفازات الطبية وال ُمعدات الوقائية. وأضاف القاسم أن عدد من لا يلتزمون بالنصائح التي أعلنتھا
الحكومة مثل غسل اليدين و عدم الاحتكاك بالأخرين، كبير.
17
)الطفولة العراقية المعذبة .. كان ينقصھا كرونا لتكمل (
” أغلقوا الحدود مع إيران”
بالإضافة إلى المشاكل التي تواجه القطاع الصحي، فإن العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الجارة إيران ايضاً تمثل خطراً على العراق فيما يتعلق بمرض كورونا. فإيران حالياً لديھا أعلى معدل وفيات من فيروس كورونا في العالم بعد الصين. وبالرغم من وفاة حوالي 92 شخصاً حتى الأن، إلا ان عدد الإصابات التي تعلنھا الدولة لا يتسق مع نسبة الوفيات المرتفعة، و ھو ما يطرح علامات استفھام
حول مدى شفافية السلطات الإيرانية في إعلانھا للأرقام.
في ھذا السياق قالت السلطات العراقية أنھا أغلقت الحدود مع إيران ومنعت دخول المواطنين الإيرانيين قبل ظھور حالات إصابة في العراق. أما العراقيين العائدين من إيران فھم ملزمون بالبقاء في الحجر الصحي لمدة أسبوعين وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتشترك العراق مع إيران في اكثر من 21 معبر حدودي رسمي، وفي العادة تشھد الاحتفالات بثلاثة مواسم وأعياد شيعية في شھر مارس/آذار عبور أعداد كبيرة من الزوار لھذه المعابر. وعلى الرغم من إعلان اغلاق الحدود، إلا أن ھناك معلومات متضاربة عن ما اذا كانت اُغلقت بشكل كامل. فالسفير الإيراني في بغداد كان قد نفى إغلاق الحدود يوم 20 فبراير/شباط في حين أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن البعض يحاول ان يعبر الحدود عن طريق التھريب. وعلق المحللون بأن ھذا الاعتماد المتبادل بين البلدين سيتسبب في صعوبة إحتواء انتشار فيروس كورونا. إذ يرى الباحث و المحلل السياسي بمركز البيان للدراسات و التخطيط سجاد جياد أن استمرار منع دخول الإيرانيين سيتسبب في مشاكل اقتصادية كبيرة. و كان قد غرد: “لا أرى منع الدخول مستمراً لوقت طويل حيث أن التجارة
المتبادلة و السفر أساسيان للدولتين .”
وتربط العديد من الفصائل العراقية علاقات وثيقة بإيران، وھو الأمر الذي يثير حفيظة المتظاھرين لأنھم يرونه دليلاً على النفوذ الإيراني القوي في الشأن العراقي. الأنثروبولوجي عمر الديوه جي غير مقتنع بأن الحدود يتم إغلاقھا بشكل مناسب أو أن الحكومة تتبع التدابير الصحيحة. فھو يرى أن “العراق في موقف ضع ٍفبسببالعلاقةبينإيرانوالأطرافالعراقيةالفاسدةوالتيلنتسمحللحكومةبإغلاقالحدودو
السيطرة على حركة الأشخاص.”
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن متظاھرين كانوا اغلقوا طريقاً يؤدي إلى معبر حدودي في محافظة ديالي شرق العراق خوفاً من إنتشار فيروس كورونا، كما لاقى وسم اغلقوا الحدود مع ايران على موقع تويتر للتواصل الإجتماعي تفاعلاً كبيراً من المغردين في إشارة إلى عدم تصديق المتظاھرين
للتطمينات الرسمية.
18
)الصورة : في محاولة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا اغلقت السلطات العراقية عدد من المعابر الحدودية مع إيران(
مشاكل الأمن السياسي والإقتصادي تطغى على القلق من كورونا
ويتجاھل أصحاب المقاھي والنوادي والمراكز التجارية أوامر الحكومة بإغلاقھا، ويظل المتظاھرون في الشوارع، ليبرھنوا على أن قلقھم من الأوضاع الإقتصادية والأمنية يطغى على الخوف من إنتشار مرض كورونا. يتعرض المعتصمون في الخيام بشكل خاص لخطر العدوى، ولكنھم ينشئون عيادات ميدانية لتوزيع الأدوات الصحية وتبادل نصائح الوقاية في نفس الوقت الذي يعالجون فيه الإصابات من الغاز
المسيل للدموع و الرصاص.
ويقول عمر الديوه جي، الذي زار أحد خيام الإعتصام مؤخراً، أن “أكثر ما أثر في سماعي لأحدھم يقول ” قد تموت من ھذا أو من ذاك” في إشارة إلى أنھم يواجھون الموت بشكل مستمر، سواء في المظاھرات أو بسبب كورونا.” ويضيف الديوه جي: ” تحرير نفسك من القمع السياسي والإجتماعي )وھو مخاطرة بالموت( مقارنة بالتزام الصمت و الموت بسبب أخر، ھو الإختيار الأفضل. ففيروس كورونا ھو فقط
جزء من الأشياء التي يواجھونھا ھناك .”
توم أليسون/ سلمى حامد
)نص التقرير الحرفي : تحرير توم إليسون وسلمى حامد/ وكالة الأنباء الألمانية ـــ DW (
19