التجربة الألمانية في مواجهة كورونا
التجربة الألمانية في مواجهة كورونا
ضرغام الدباغ
جرى في ا ونة اخيرة حديث كثير عن طريقة ألمانيا في مواجھة فيروس كوفيد ( 19 كورونا) بحيث
اضطرت دول أوربية متقدمة ل0عتراف باسلوب المبھر ل;لمان، كيف حدث ھذا وكيف يمكن أن تستفيد
بلدان وشعوب أخرى من التجربة ؟,,
ابتداء Hبد من القول، أن اسلوب الماني H ينحصر في مواجھة كورونا، بل أننا نوھنا في مناسبات
عديدة، أن التجربة المانية في رفع اKنتاجية ھي خ0قة، وكذلك في وضع اسس لنظام اجتماعي متين
ً، فأوفدت علماء وخبراء
وراسخ، وھي تجربة حملت دول عديدة ومنذ سنوات إلى اHتجاه لدراستھا علميا
ً بإشراف سفاراتھا تعمل في البحث عن سر التفوق
ومختصين وشكلت فرق عمل أقامت في ألمانيا أشھرا
الماني.، وكان التفوق اHقتصادي من محركات ھذا البحث ل. ماذا ألمانيا التي سحقت مرتين في حربين
ً وحتى يصير بمقدورھا نجدة اHقتصاديات اوربية المتعبة في دول صناعية
عالميتين، تتفوق اقتصاديا
مھمة، بل وصفت ألمانيا بأنھا قاطرة اHقتصاد اوربي، وأن اليورو يستمد قوته كعملة من البنك المركزي
الماني … لماذا ..؟ لماذا الصناعة المانية متقدمة، لماذا كل شيئ في ألمانيا يسير كدقات ساعة
مضبوطة … وما السبب ؟
وبديھي سوف لن نسعى في ھذه العجالة اKجابة على ھذا السؤال الكبير المعقد، ولكن بوسعنا القول أن ھذه
النتيجة المبھرة ھي حصيلة عوامل عديدة، موضوعية وذاتية، الموقع وحجم الب0د، والسكان، والموارد
الطبيعية (سواء وفيرة أم شحيحة) ولكن على رأس العوامل الذاتية المھمة ھي : انضباط، ونظام التعليم.
وعندما نقول اHنضباط نعني : الدقة في التوقيتات، وفي ا جال، والكفاءة التامة في أداء الواجبات، تحديد
مھمات كل فرد بدقة تامة H لبس فيھا، المحاسبة عند ارتكاب الخطأ ليس بالضرورة أن يعني ذلك إيقاع
العقاب، بل دراسة الخطأ وتقويمه، انفاق أقل من الوردات، نھج وثقافة اHقتصاد والتوفير. والتحوط في
ايام الطيبة ل;يام السيئة .
والنظام التعليمي الذي يدخل الفرد منذ بداية حياته: الحضانة، الروضة، اHبتدائية والمتوسطة والثانوية،
والجامعة، والدراسات العليا، أما المعاھد الفنية ابتداء من ثانويات الصناعة، إلى المعھد الفني فھذه قصة
طويلة وجديرة بالدراسة نھا السبيل الوحيد لخلق أجيال تمتلك العلم والخبرة. المجتمع الماني يضع قيم
الثقافة والقدرة واKنجازية في المقام اول Hعتبار أي شخص، وليس قيم ھوائية .
ً، ھو اقوى وافضل في أوربا،
ً متقدما
ً عام0 منجزا
بھذا خلقوا مجتمعا ومواجھة كورونا ھو ً حديديا
مؤشر على قدرة دولة ومجتمع على مواجھة الكوارث، وھذه المقدمة المختصرة ھي مؤشرات ستقود إلى
كفاءة الدولة وأجھزتھا على مواجھة المشك0ت، رغم أن كورونا وبھذا الشكل لم يكن في حسبان جھة،
ولكن حسن اداء، وسرعة اداء، واKنجاز الممتاز قاد إلى خلق جسم طبي ممتاز واجه ازمة بالقدرات
الطبيعية وتمكن منھا، وإذا كان منع دخول كورونا إلى الب0د شبه مستحيل (حدود برية مع 8 دول) وحدود
بحرية مع السويد والنرويج وفنلندة على بحرين (البلطيق والشمال)، ولكن أمكن تقليص الوفيات وزيادة
أعداد من يتم ع0جھم ويتماثلون للشفاء .
تقريبا ،) آن اوان ً نضباط، تمثل بإطاعة التعليمات طوعيا ون حاجة لتدخل السلطات ( ً اH بدرجة ممتازة، د
لنفكر بشكل عملي وعلمي، H تستورد مكائن وآHت وسيارت، بل نظم تفكير وعمل أوH ًلكي يدير ا لة
ويقود الماكنة شخص مؤھل، يقود جھازا 2020 ،ولكن عقل من يقوده في السادس المي0دي ….! ً موديل
أH تكفي ھذه التجربة لنحكم العقول، وعق0ئنا وخبرائنا … في بلدنا المتعلمون يفسدون ويصابون بالعطب
… لقد سمعت في ايام اخيرة ك0م يبعث على الدھشة H أريد أن أصفھا بشيئ آخر، مثقف يتحدث
خرافات، طبيب يزعم أنه سياسي أصابته العدوى من الجھلة ..ھذه مؤشرات كارثية ……! بھذا سوف لن
تحل أي مشكلة مھما كانت تافھة. .