أسرار جديدة عن مذبحة المحمودية

أسرار جديدة عن مذبحة المحمودية

إغتصاب الطفلة عبير وقتلها وحرقها مع أفراد عائلتها

في جريمة لن يطويها النسيان

ترجمة: حسين سرمك حسن

“لقد قيل للعراقيين أن يثقوا بعدالة الولايات المتحدة. المحاكمات العسكرية في عامي 2006  و 2007  حكمت على كورتيز، وسبيلمان وباركر بالسجن ل”100-90 سنة”، ولكن مع احتمال الإفراج المشروط في عام 2016.  في محكمة كنتاكي الاتحادية حصل غرين على حكم بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط. وعند سماعها الحكم على غرين الذي لم يكن حكما بالموت كما كانت تتوقع، كانت جدّة عبير “تصارع على الأرض من قبل ستة من مسؤولي المحكمة” لمنعها من مهاجمة هذا الحيوان المسعور القاتل”.

غرفة معيشة

“ومع حجز عبير في غرفة المعيشة ، بدأ الوالدان يصرخان بشكل محموم ، وعندما بدأت عبير بالصراخ ، انفلتت الأم فخرية وركضت نحوها. أطلق غرين الرصاص على ظهر فخرية ببندقية أبيها قاسم فأرداها قتيلة. جُنّ قاسم لمقتل زوجته وصرخات عبير وبكائها، هجم قاسم الأعزل على غرين الذي فجّر ببندقيته الجزء العلوي من رأسه، ثم أطلق رصاصتين في صدره . وحين انفلتت هديل من غرين وهربت نحو زاوية الغرفة أطلق النار على مؤخرة رأسها وقتلها. وبعد أول مشاركة في الاغتصاب الجماعي ، قتل غرين عبير.  قام سبيلمان بمداعبة صدر الجثة !!، ثم أغرقوها بالكيروسين من مصباح زيتي وأشعلوا فيها النار. وعندما غادروا ، فتح غرين صمام قنينة الغاز في المطبخ لتفجير المنزل. ثم عادوا إلى نقطة التفتيش ، حيث تحدثوا عن “مدى عظمة الفعل”.

“قال غرين والجنود الآخرون الذين شاركوا فى الحادث لجنود الجيش العراقى الذين وصلوا الى مكان الحادث فور وقوع الجريمة بأن الحادث ارتكبه المتمردون السُنّة. ونقل هؤلاء الجنود العراقيون هذه المعلومات إلى عمّ عبير، الذي شاهد الجثث. هذه الكذبة حالت دون الاعتراف بالحدث كجريمة أو الإبلاغ عنها على نطاق واسع وسط العنف الواسع الانتشار الذي وقع في العراق في ذلك الوقت”

تمهيد

شملت مجزرة الاغتصاب والقتل في المحمودية اغتصاب جماعي وقتل الفتاة العراقية عبير قاسم حمزة الجنابي البالغة من العمر 14 عاما وقتل أفراد أسرتها من قبل جنود الجيش الأمريكي في 12 مارس / آذار  2006. وقع ذلك في منزل العائلة الذي يقع إلى جنوب غرب اليوسفية، وهي قرية تقع غرب مدينة المحمودية بالعراق. ومن بين أفراد عائلة الجنابي قُتلت أمها فخرية طه محسن البالغة من العمر 34  عاما ووالدها قاسم حمزة رحيم البالغ من العمر 45  عاما والأخت هديل قاسم حمزة الجنابي البالغة من العمر ست سنوات.

اتهم بارتكاب جرائم الاغتصاب والقتل خمسة جنود من الجيش الأمريكي من فوج المشاة 502  هم كل من بول كورتيز وجيمس ب. باركر وجيسي سبيلمان وبريان هوارد وستيفن د. غرين، الذين أخرجهم الجيش الأمريكي  من الخدمة قبل أن يعرف بالجريمة (!!). وأدين سبيلمان وغرين وأدين الثلاثة الآخرون بالذنب، مما أدى إلى عدة أحكام بالسجن مدى الحياة .

الخلفية

عبير قاسم حمزة الجنابي (عبير قاسم حمزة الجنابي) (19 أغسطس / آب 1991 – 12  مارس / آذار 2006 عاشت مع والدتها وأبيها (فخرية طه محسن،  34 عاما، وقاسم حمزة رحيم،  45 سنة، على التوالي) وأطفالهما الثلاثة الآخرين: ابنة تبلغ من العمر 6 سنوات هديل قاسم حمزة الجنابي، ابن هو محمد البالغ من العمر 11 عاما، وشقيقه الأصغر أحمد البالغ من العمر  9 سنوات. كان منزلهم يقع على بعد  200 متر تقريبا ( 220 ياردة) من حاجز مرور أمريكي من ستة أشخاص، جنوب غرب قرية اليوسفية، التي تقع غرب البلدة الأكبر المحمودية (وحسب مصطلح قوات التحالف في منطقة “مثلث الموت “).

وفقا لجيرانها، أمضت عبير معظم أيامها في المنزل، حيث أن والديها لم يسمحا لها بالذهاب إلى المدرسة بسبب المخاوف الأمنية. من نقاط التفتيش، كان الجنود غالبا ما يشاهدون عبير تقوم بأعمالها وتنظم الحديقة. وحذّر الجيران والد عبير من نظرات الذئاب الأمريكيين، لكنه أجاب أنها ليست مشكلة لأنها مجرد فتاة صغيرة.

شقيق عبير محمد (الذي كان مع شقيقه الأصغر في المدرسة وقت القتل، وبالتالي نجا) يذكر بأن الجنود كثيرا ما قاموا بتفتيش المنزل. في إحدى هذه المناسبات، حرّك غرين سبابته على خد عبير، وهو عمل أثار رعبها.

وقالت والدة عبير لأقاربها قبل عمليات القتل أنه في كل مرة كانت ترى فيها الجنود يحدقون في عبير، فإنهم يعملون لها علامة الإبهام، ويشيرون إلى ابنتها ويقولون “جيد جدا، جيد جدا”. ومن الواضح أن هذا قد أثار قلقها، ولهذا وضعت خططا لعبير لقضاء ليال تنام فيها في منزل عمها (أحمد).  ووفقا لإفادة خطية قدمها مكتب التحقيقات الفدرالي في وقت لاحق، ناقش غرين اغتصاب الفتاة في الأيام السابقة للحدث.

الاغتصاب والقتل

في 12 مارس / آذار 2006  كان الجنود (من فوج المشاة 502  عند نقطة التفتيش يشربون الكحول ويناقشون خطط اغتصاب عبير. وقد غادر خمسة جنود من الوحدة المكونة من ستة أفراد مسؤولين عن الحاجز مواقعهم نحو بيت قاسم. (السادس، الرقيب أنتوني و. يريبي، اتُهم بعدم الإبلاغ عن الاعتداء ولكن لم يشارك خلاف ذلك). ومن بين هؤلاء الخمسة، زعم أن أربعة من الجنود ارتكبوا الاعتداء مباشرة، في حين كان هوارد يقوم بدور المراقب. وفي وضح النهار، ساروا إلى المنزل وفصلوا عبير وعائلتها إلى غرفتين منفصلتين. ثم قام غرين بقتل والديها وأختها الأصغر، بينما اغتصب جنديان آخران عبير. ثم خرج غرين من الغرفة قائلا “لقد قتلتهم ، كلهم ميّتون”. ثم قام، هو الذي قال في وقت لاحق أنّ الجريمة “رهيبة”، باغتصاب عبير وأطلقوا النار عليها في الرأس. بعد الاغتصاب تم حرق الجزء السفلي من جسم عبير، من بطنها إلى قدميها، بالنار. لكن النار انتشرت إلى بقية الغرفة، وحذر الدخان الجيران، الذين كانوا من بين أول من اكتشف الحادث. وأشار أحدهم إلى أن “الفتاة المسكينة، كانت ممدّدة هناك، وأحدة من ساقيها ممدودة، والأخرى مثنية، ورفعت ثيابها إلى رقبتها”. وركض الجيران ليخبروا أبو فراس الجنابي – عمّ عبير – أن النيران تشتعل فى البيت وان الجثث يمكن رؤيتها داخل المبنى المحترق. هرع أبو فراس وزوجته إلى البيت ورشّ بعض النيران بالماء للوصول إلى الداخل. ولدى مشاهدة مكان الحادث، ذهب الجنابي إلى نقطة تفتيش يحرسها جنود عراقيون للإبلاغ عن الجريمة.

وذهب الجنود العراقيون على الفور لفحص المكان ثم توجهوا بعد ذلك إلى نقطة تفتيش أمريكية للإبلاغ عن الحادث. وكانت نقطة التفتيش هذه تختلف عن نقطة التفتيش التي يقودها مرتكبو الجريمة. وبعد ساعة تقريبا، ذهب بعض الجنود من الحاجز إلى البيت. ورافق هؤلاء الجنود واحد على الأقل من الجناة.

التَستّر

قال غرين والجنود الآخرون الذين شاركوا فى الحادث لجنود الجيش العراقى الذين وصلوا الى مكان الحادث فور وقوع الجريمة بأن الحادث ارتكبه المتمردون السُنّة. ونقل هؤلاء الجنود العراقيون هذه المعلومات إلى عمّ عبير، الذي شاهد الجثث.

هذه الكذبة حالت دون الاعتراف بالحدث كجريمة أو الإبلاغ عنها على نطاق واسع وسط العنف الواسع الانتشار الذي وقع في العراق في ذلك الوقت.

وفي 16 يونيو / حزيران، هوجمت واحتجزت نقطة تفتيش يقودها جنود في وحدة الجناة. وقد قُتل الجندي ديفيد بابينيو وتم القبض على الجنديين توماس لويل تاكر وكريستيان مينشاكا وتم تعذيبهما وقتلهما. عندما سمع يريب هذا، قال للرقيب جوستين وات أنّ غرين كان قاتلا.

وفي 22  يونيو / حزيران 2006 ظهرت حادثة الاغتصاب والقتل عندما كشفها وات خلال جلسة المشورة النفسية. وذكر وات أنه طلب التحدث مع مستشار الصحة النفسية لأنه يريد تجاوز ما كان يعتقد أنه سيكون هيكل قيادة متشككة والحصول على مستمعين من مُحقّقي الجيش.

وكان غرين قد أُخرج بشرف من الجيش في 16 مايو / أيار  2006 قبل الاعتراف بالجريمة، مع “اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع” . واتخذ مكتب التحقيقات الفيدرالي الولاية القضائية على الجريمة التي ارتكبها غرين بموجب قانون الولاية القضائية العسكري خارج الحدود الإقليمية واتهمه بالقتل .

إعادة سرد الحوادث من مصادر أخرى: مؤامرة وتستّر وقيادات سادية في الجيش وانحيازات في العدالة

تناول مذبحة المحمودية كتّاب مستقلون كثيرون اختلفت رواياتهم مع رواية موسوعة الويكيبيديا في تفاصيل مهمة ، ومن المهم ذكرها هنا كي تكتمل الصورة الكلية للحادثة حيث تكشف هذه التقارير جوانب خطيرة عن السلوك السادي للجنود الأمريكيين وقياداتهم وعن تحامل وانحيازات العدالة الأمريكية بخلاف ما يُزعم عنها من حيادية ونزاهة حين تتعلق القضية بالشعوب المضطهدة المحتلة وخصوصا المسلمة .

تفاصيل أخرى عن عملية الاغتصاب والقتل

بينما كانت عبير تنام بسلام في منزل عمها، كان الجنود المجرمون يخططون لجريمتهم وهم يحتسون الويسكي . لقد قرّروا مهاجمة الأب والأم والفتاتين في وضح النهار بعد أن يذهب أولاد الجنابي إلى المدرسة.  بقي الجندي برايان هاوارد عند نقطة التفتيش، متحفزا ومتنبها للراديو. بقي سبيلمان مرتديا الزي العسكري، ولكن الثلاثة الآخرين ، غرين وكورتيز وباركر ارتدوا ملابس داخلية طويلة وقاتمة يستخدمها الجيش ، رأوا أنها تشبه ملابس النينجا. انقسموا إلى مجموعتين واستخدموا مقارض الأسلاك لقطع السلك الشائك المجاور للبيت ، واقتربوا منه من جهتين من الخلف، وأمسكوا أولا هديل الطفلة مع والدها في الحديقة، ثم عبير الصغيرة ووالدتها في المطبخ. وفي حين ساق غرين هديل ووالديها إلى غرفة النوم، حيث سيقتلهم كلهم ، قام كورتيز وباركر بحصر عبير في الغرفة الأمامية ، وضربوها واعتدوا عليها جنسيا .

كان جنود الولايات المتحدة يقومون بترويع المواطنين العراقيين بشكل روتيني من خلال غارات مفاجئة في الغالب فكانوا يعرفون تفاصيل البيوت وأين تخفي العوائل أسلحتها الشخصية. عثر باركر على بندقية AK-47  العائدة لقاسم، وسلمها إلى غرين الذي كان يحاصر الوالدين وطفلتهما هديل ، وكان سبيلمان يحرس الأبواب ، دون مقاومة.

ومع حجز عبير في غرفة المعيشة ، بدأ الوالدان يصرخان بشكل محموم ، وعندما بدأت عبير بالصراخ ، انفلتت الأم فخرية وركضت نحوها. أطلق غرين الرصاص على ظهر فخرية ببندقية أبيها قاسم فأرداها قتيلة. جُنّ قاسم لمقتل زوجته وصرخات عبير وبكائها، هجم قاسم الأعزل على غرين الذي فجّر ببندقيته الجزء العلوي من رأسه، ثم أطلق رصاصتين في صدره . وحين انفلتت هديل من غرين وهربت نحو زاوية الغرفة أطلق النار على مؤخرة رأسها وقتلها. وبعد أول مشاركة في الاغتصاب الجماعي ، قتل غرين عبير.  قام سبيلمان بمداعبة صدر الجثة !!، ثم أغرقوها بالكيروسين من مصباح زيتي وأشعلوا فيها النار وفي أي شىء قابل للاشتعال في البيت لإخفاء الأدلة .. وعندما غادروا ، فتح غرين صمام قنينة غاز البروبان في المطبخ لتفجير المنزل. عاد الجنود بعد أن رموا سلاح الأب (بندقية كلاشنكوف) في ساقية قريبة ، إلى نقطة التفتيش ، حيث تحدثوا عن “مدى عظمة الفعل”.

عاد الولدان، محمد وأحمد من المدرسة إلى البيت ليجدا الدخان الأبيض يتصاعد من بيتهم، والدم والأمخاخ ملتصقة على الجدران. في الغرفة الأمامية، كانت عبير نصف عارية وقد أصيبت بطلق ناري في الرأس .. جثتها متفحمة . في غرفة النوم، ثقوب الرصاص ورش الدماء يلطخ الزوايا. الجانب الأيمن من رأس قاسم قد فُجّر بالطلقات النارية، وكان يرقد في بركة سميكة من الدم. كان جسد فخرية محطّماً . وهديل الصغيرة مقتولة، وما تزال تمسك سيقان الزهور التي قطفتها من الحديقة، وأثر رصاصة اخترقت خدها الأيمن . وقف الطفلان خارج البيت المحترق مرعوبين يبكيان . في وقت لاحق تركا المدرسة و “فقدا مستقبلهما”

كان أقارب الجنابي يعتقدون في البداية أن المتمردين كانوا مسؤولين عن الجريمة فركضوا إلى نقطة التفتيش الأمريكية للمساعدة في “التحقيق”.  ساعد الرقيب أنتوني يرايب كورتيز في إخفاء الأدلة. كورتيز، أحد الرجال الذي قاموا بالضرب والاعتداء على عبير وحرقها ، تقيّأ بعتف حين دخل  الغرفة التي أطلق فيها غرين النار على هديل ووالديها. باركر على النقيض من ذلك كانت نفسه في وجبة شواء من أجنحة الدجاج. أما ستيفن غرين فكان متهللا، يقفز على السرير العسكري ويصرخ : “كان شيئا رائعا!”

في الليل اعترف غرين للرقيب ياريب بكل شىء .

كان رد فعل ياريب هو التستّر والدفاع عن الوحدة. لم يبلّغ عن اعتراف غرين لرؤسائه ، وصمّم لغرين أخراجاً مُشرّفاً تفويضاً مشرفاً “باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع” ، حيث سرعان ما أخرج غرين من العراق إلى الولايات المتحدة. بقي الآخرون المتورطون صامتين .

فكيف تفجّرت القصّة ؟

ظهرت القصة في شهر يونيو حزيران ، عندما تمّ اختطاف جنديين من نفس الوحدة العسكرية لا علاقة لهما بالجريمة . تم قتل الجنديين وقطع رأسيهما . اعتقد أحد الجنود الذين سمعوا غرين يتحدّث عن الحادثة بأن ما حصل للجنديين كان انتقاماً لاغتصاب وقتل عبير وعائلتها ، فقام بإبلاغ أحد المستشارين العسكريين. وألقت شعبة التحقيقات الجنائية التابعة للجيش القبض على مرتكبي الجرائم الذين ما زالوا في الجيش واتصلت بمكتب التحقيقات الفيدرالي ، الذي قام باحتجاز غرين في ولاية كارولينا الشمالية. ثم فجّرت وكالة اسوشيتد برس القصة، حين قالت أن تنظيم القاعدة قال إن قطع رؤوس الجنود كان للانتقام “لشقيقتنا الصغيرة عبير”.

الإجراءات القانونية

تم القبض على غرين كشخص مدني لا عسكري، وأدين من قبل محكمة مدنية، المحكمة المحلية الأمريكية في بادوكا، كنتاكي. أما الأربعة الآخرون، وهم جميع الجنود الذين يعملون فعليا، فقد أدينوا من خلال المحاكم العسكرية.

ستيفن ديل جرين

تم القبض على جرين فى كارولينا الشمالية أثناء سفره من ارلنجتون بولاية فرجينيا حيث حضر جنازة جندي. في 30 يونيو / حزيران 2006 اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي غرين ، الذي كان محتجزا بدون سند ونُقل إلى لويزفيل، كنتاكي. في 3 يوليو / تموز 2006  اتهمه المدعون العامون في محكمة الولايات المتحدة الاتحادية رسميا باغتصاب وقتل عبير قاسم حمزة الجنابي، وقتل شقيقتها هديل البالغة من العمر ست سنوات، ووالدها قاسم حمزة رشيد، وأمها فخرية طه محسن في المحمودية، في 12  مارس / آذار 2006. وفي 10 يوليو / تموز، اتهم الجيش الأمريكي أربعة جنود آخرين فعليين بجريمة واحدة. جندي سادس، أنثوني يريب، اتُهم بعدم الإبلاغ عن الهجوم، ولكن ليس مع المشاركة في الاغتصاب والقتل. في 7 مايو / أيار 2009? أدانت المحكمة الفدرالية في كنتاكي غرين بالاغتصاب وتُهم متعددة بالقتل.

وبينما سعى أعضاء النيابة العامة إلى تنفيذ عقوبة الإعدام في هذه القضية، فشل المحلفون في الاتفاق بالإجماع ولم يكن بالإمكان فرض عقوبة الإعدام . في 4 سبتمبر / أيلول 2009  حُكم على غرين رسميا بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.

وأثار قرار تجنيب غرين عقوبة الإعدام الغضب من أقارب العائلة، حيث وصف عمّ عبير الحكم بأنه “جريمة – أسوأ تقريبا من جريمة الجندي” . واحتجز في سجن الولايات المتحدة في توكسون بولاية أريزونا، وتوفي في 15 فبراير / شباط 2014? من مضاعفات بعد محاولة للانتحار شنقاً.

في أول مقابلة له بعد عمليات القتل، نقل عن غرين قوله “لم أكن أفكر في العراقيين كبشر”.

جيمس باركر

في 15 نوفمبر 2006   اعترف الرقيب جيمس باركر بتهمة الاغتصاب والقتل كجزء من اتفاق الإقرار. وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 90  عامًا ويجب أن يقضي 20  عامًا قبل أن يُنظر في الإفراج المشروط ، ويتبعه إبراء ذمة. بكى أثناء التصريحات الختامية ، وتقبل المسؤولية عن عمليات الاغتصاب والقتل ، وقال العنف الذي كان قد واجهه في العراق ، تركه “غاضبا” تجاه العراقيين. على الرغم من هذا العرض العاطفي أثناء المناقشات الختامية ، لم يظهر باركر أي مشاعر من هذا القبيل بعد ذلك. ذكر الصحفيون أنه “كان يدخن سيجارة في الخارج بينما كان يراقبه حرّاس المحكمة”

وهو محتجز حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية ، في الثكنات التأديبية في فورت ليفنوورث ، كنساس.

بول كورتيز

في 22 يناير 2007   اعترف بول كورتيز بأنه مذنب في محكمة عسكرية بالاغتصاب ، والتآمر في الاغتصاب ، وأربع تهم بالقتل كجزء من صفقة اعتراف لتجنب عقوبة الإعدام ، وحُكم عليه بالسجن لمدة 100 عام. بكى أثناء شرح جرائمه، ولم يتمكن من شرح سبب مشاركته فيها.

وهو محتجز حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية ، في الثكنات التأديبية في فورت ليفنوورث ، كنساس.

جيسي ف. سبيلمان

في 3 أغسطس / آب 2007  حُكم على الجندي من الدرجة الأولى جيسي ف. سبيلمان ، البالغ من العمر 23  عاماً ، من قبل محكمة عسكرية بالسجن لمدة 110  سنوات مع إمكانية الإفراج المشروط بعد 10  سنوات ، يتبعه إبراء ذمة. وقد أدين بتهمة الاغتصاب والتآمر في ارتكاب الاغتصاب ، واقتحام منزل بقصد الاغتصاب وأربع تهم بارتكاب جريمة. وكان قد أقر في وقت سابق بأنه مذنب في اتهامات أقل بالتآمر بسبب إعاقة العدالة ، والحرق ، ومجامعة الموتى وشرب الخمر.

سبيلمان موجود حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية ، في الثكنات التأديبية في فورت ليفنوورث ، كنساس.

بريان هوارد

وقد حُكم على برايس ل. هوارد ، الجندي من الدرجة الأولى الخاصة ، بالسجن لمدة 27  شهرًا لعرقلة سير العدالة والتعاقد بعد وقوع الحادث ، وتلا ذلك إخراج غير مشرّف من الجيش. وجدت المحكمة أنّه مذنب في سماعه الآخرين يناقشون عملية الاغتصاب والتستّر لحماية فريقه ولكنه لم يشارك في جريمتي الاغتصاب والقتل.

في نهاية المطاف ، قضى هوارد حكماً بالسجن لمدة 27 شهراً وأخرج من الخدمة.

أنتوني و. يوري

في البداية ، اتُهم الرقيب أنتوني دبليو يريبي بعرقلة التحقيق ، وبالتحديد ، التقصير في أداء الواجب وإلقاء بيان كاذب. في مقابل شهادته ضد الرجال الآخرين ، أسقطت الحكومة التهم الموجهة إليه وتمت الموافقة على تصريح إداري وصف بأنه “غير الشرف”.

آخرون

جاستن وات

جندي من الدرجة الأولى ، المخبر ، حصل على إخراج طبي وهو الآن يدير شركة كمبيوتر. ويقول إنه تلقى تهديدات منذ أن تقدم للشهادة.

العراقيون الناجون

محمد وأحمد قاسم حمزة الجنابي ، الاخوان الباقان على قيد الحياة لضحية الاغتصاب والقتل عبير قاسم حمزة الجنابي ، يعيشون في كنف أحد أعمامهم حسب شهادة طرحت في المحكمة العسكرية.

من مهازل العدالة الأمريكية: محامو المتهمين: الجنود لم يحصل لديهم انتصاب !!

لقد ذكر بريت باروكر مراسل وكالة أسوشيتد برس [ا ب] ، تقارير عن أن الرقيب بول كورتيز والجندي جيمس باركر شهدا بأنهما فشلا في الحصول على الانتصاب. وتساءل محامي الدفاع عن الجندي من الدرجة الأولى ستيفن جرين ، الذي كان يواجه عقوبة الإعدام ، عما إذا كان موكله قد ولج قضيبه في الضحية !!

ونترك للسادة القرّاء التأمّل في مرافعة العهر هذه التي تهدف إلى إنقاذ المجرم الأمريكي الذي يقتل مسلماً مهما كانت الأسباب . ولا نعتقد أن ذاكرة السادة القرأء تحتفظ باسم جندي أمريكي واحد تم إعدامه حتى لو كان قد اقترف جريمة قتل عشرين مسلماً وإزهاق أرواحهم سواء في العراق أو في أفغانستان مثلا. هذا جوهر العدالة الأمريكية الذي كان من الاسباب المهمة في غرس روح الإرهاب والتطرّف في العالم ودفع الضحايا إلى أخذ حقوقهم وثأرهم بأيديهم . فأي حضارة هذه التي يتشدقون بها والتي يختلف فيها السادة القضاة على عقوبة جنود اغتصبوا طفلة وأحرقوها حتى الموت والتفحّم وقتلوا أباها وأمها وأختها وهم سكارى يضحكون ويمرحون وحين عادوا إلى نقطة عملهم أعلنوا لرفاقهم عن “أي عمل رائع قاموا به !!” ؟!

وهل تناول موضوعة الانتصاب في المحكمة تليق بكرامة قضاة ينتظر منهم العالم قرارا بمعاقبة مجموعة من الكلاب المفترسة التي لا علاقة لها بالإنسانية ؟!

طريقة غريبة في تصميم المحاكمات

لقد أخرجت المحاكمة بطريقة غريبة وغير متوقعة. كان غرين قد حوكم كآخر الجناة الخمسة في حين أنه كان يجب أن يكون الأول في المحاكمة. كان غرين هو مطلق النار الوحيد الذي قتل جميع أفراد العائلة، وبالتالي فإن المحاكمات السابقة للجنود الآخرين المشاركين كانت تركز حصرا على عصابة للاغتصاب والحرق في حين تركت أعمال غرين غامضة وملتبسة . في المحاكمة لم تُطرح تفاصيل حول جرائم غرين وضحاياه – قتل عبير وأختها هديل ووالديها قاسم وفخرية . لقد جعلت هذه الطريقة في المحاكمة تفاصيل قتل هؤلاء الضحايا تسبح في جو من الغموض.

لم يُعدم أي جندي أمريكي قام بقتل المواطنين العراقيين الأبرياء مهما كان عددهم

أقارب عبير الجنابي والمسؤول العراقي، الذين كانوا قد سافروا مسافة 6556  ميلا لحضور جلسات الترافع ضد غرين كي ينال عقوبة الاعدام ، جعلهم رفض هيئة المحلفين إصدار عقوبة الموت ضد غرين يشعرون بأن حياة العراقيين اقل قيمة من حياة الأمريكيين في عيون المحلفين الأمريكيين. العقيد المتقاعد آن رايت ، واحد من ثلاثة مسؤولين في وزارة الخارجية قدموا استقالتهم احتجاجا على غزو العراق، قال إن كل من قتلوا مواطنين عراقيين بدم بارد عوقبوا عقوبات خفيفة ، وبعضهم أعفي ولم يُعاقب على الإطلاق .

لقد قيل للعراقيين أن يثقوا بعدالة الولايات المتحدة. المحاكمات العسكرية في عامي 2006  و 2007 حكمت على كورتيز، وسبيلمان وباركر بالسجن ل”100-90 سنة”، ولكن مع احتمال الإفراج المشروط في عام  2016.  في محكمة كنتاكي الاتحادية ، لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة تُحاكم محكمة مدنية شخصا مدنيا على جريمة عسكرية ، حصل غرين على حكم بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط. وعند سماعها الحكم على غرين الذي لم يكن حكما بالموت كما كانت تتوقع، كانت جدّة عبير “تصارع على الأرض من قبل ستة من مسؤولي المحكمة” لمنعها من مهاجمة هذا الحيوان المسعور القاتل.

ذيل: من هو الأنموذج السادي للجنود الأمريكيين السفّاحين ؟

لقد اشار الكثير من المحلّلين إلى أن نموذج الجندي السفّاح ستيفن غرين السادي يكمن في جنرالاته ، اي جنرالات الجيش الأمريكي الذين يقودون القوات الأمريكية في العراق وفي مقدمتهم الجنرال الذي قدّم المثال الأسوأ للبربرية في جيش الولايات المتحدة في العراق. إنه الجنرال راي أوديرنو الذي اصبح القائد العام للقوة المتعددة الجنسيات في العراق. في عامي 2003 و2004   وبعد عام من غزو الولايات المتحدة للعراق، وعندما كان مجرد واحد من العديد من الضباط الذين يخرجون مع وحداتهم ، كان يأمر فرقة المشاة 4TH   باقتحام المنازل السُنّية خاصة في الليل، وذلك لتعظيم الإرهاب، واعتقال جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 60  عاما. لقد نقل اكثير من الصحفيين الأمريكيين – خصوصا في الواشنطن بوست – الكثير عن وحشية أوديرنو في “جمع عشرات الآلاف” من الرجال العراقيين والفتيان من منازلهم في الغارات الليلية.

بما أن العديد من الدراسات تظهر أن ما بين الربع والثلث من المواطنين في الولايات المتحدة لا يزال يتقبل تأكيد الإدارة السابقة قبل غزو العراق بأنه متورط في هجمات 11/9  أو مرتبط بتنظيم القاعدة، فإنه يجدر التأكيد على أن أسامة بن لادن كان سعوديا، وكان طيّارو الطائرات المخطوفة سعوديين ومصريين، والوكالة السرية التي دعمت تنظيم القاعدة كانت في باكستان. والنظام العراقي كنظام مدني علماني ، لم يكن يستخدم الأصوليين الإسلاميين الراديكاليين مثل بن لادن ولا هم يستخدمونه، وأن تنظيم القاعدة ، وهو مجموعة إرهابية شرق أوسطية لم يكن عراقيا ، وأنه جاء إلى العراق بعد غزو الولايات المتحدة له ، لأن الولايات المتحدة قد غزت بلدا مسلما.

اعتقل عشرات الآلاف من العراقيين العاديين. تعرّض العديد منهم للضرب وهم مقنّعون ومقيدون، في انتظار نقلهم ، حسب أوامر اوديرنو إلى سجن أبو غريب. وقد أعلنت قائدة (أبو غريب) سابقا، العقيد جانيس كاربينسكي أن 90  في المئة من الناس في أبو غريب كانوا أبرياء. وفقا للتقرير المفصل من قبل الجنرال انطونيو تاجوبا ، بعض جنود الولايات المتحدة في السجن عرّضوا المعتقلين للإذلال الجنسي ، والتعذيب ، واللواط ، وقتلوا بعض النزلاء في بعض الأحيان. اختنق السجن بالنزلاء وفاض وكانوا يسكنون في الأفنية. غير أن أوديرنو رفض إطلاق سراح أي عراقي من أبو غريب ، ويريد احتجازهم دون تهمة.

وأطلق على هؤلاء المواطنين تسمية “ذكور بعمر العسكرية”. كانت مواقف القيادة عدوانية وشرسة وغير مبررة . في عام 2004   قام جنود في فرقة المشاة الرابعة التابعة لأوديرنو بإجبار المعتقلين المكبلين بالنزول في نهر دجلة ، فغرق واحد منهم. في عام 2006   قام العقيد ، مايكل ستيل، القادم من هندوراس ، بإصدار أوامره بقتل جميع الذكور الذين بعمر العسكرية في غارة. وقد أُغرق أربعة معتقلين مكبلين. شهدت الجنرالات وضباط الاستخبارات أن غارات أوديرنو واعتقاله “الذكور بعمر العسكرية” ، وسوء المعاملة وقتل العراقيين المحتجزين والفظائع في سجن أبو غريب هي الوقود الرئيسي للمقاومة المسلحة المتزايدة ضد الولايات المتحدة. ولكن لم يوقف أحد هذه الانتهاكات التي كانت تتصاعد من الموظفين العموميين الذين يقومون بتعذيب المعتقلين إلى الجنرال أوديرنو الذي يعتبر كونك “ذكرا وعراقياً” جريمة وهي سياسة نازية اصلا.

في الثقافة الشعبية

الفيلم الحربي Redacted  لعام 2007 يستند بشكل فضفاض على الأحداث في مذبحة المحمودية.

تم نشر الحادث والتحقيق الذي تبعه في كتاب “القلوب السوداء” للكاتب جيم فريدريك ، الذي نشر في عام 2010.

مسرحية “9  دوائر” لبيل كاين استلهمت أحداث مذبحة المحمودية وعُرضت في مسرح بوتليغ في لوس أنجلوس عام 2011.