السفيرة الأمريكية تخاطب صدام: لا نملك أي رأي بشأن الكويت
مفاجآت ووثائق في قضية مس غلاسبي السفيرة الأمريكية تخاطب صدام: لا نملك أي رأي بشأن الكويت محسن حسين اعتدت في عملي الصحفي الاعتماد على الذاكرة ثم المفكرات الصغيرة التي احتفظ بها منذ بدء عملي الصحقي عام 1956 ثم الاعتماد على ذاكرة الفيسبوك الذي ينبهني كل يوم باحداث مرت في حياتي في السنوات الماضية. من ذلك فوجئت ان الفيسبوك ذكرني بتاريخ ميلاد انسة امريكية تعرفت عليها في القاهرة حين كــــنت اعمل مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية.(1976-1972) قبل ذلك كان لي صديق فرنسي عرفته في بغداد هو الملحق الصحفي جورج موسى وحين التحقت بعملي في مصر وجدته هناك ملحقا صحفيا في السفارة الفرنسية وتجددت معرفتي به وعن طريقه عرفني بالملحق الصحفي البريطاني ثم الملحق الصحفي الصيني ثم مسؤولة العلاقات في السفارة الامريكية وكان هؤلاء مصدرا مهما في اخبار العلاقات المصرية مع دولهم وخاصة امريكا ايام حرب تشرين وعبور قناة السويس عام 1973 والزيارات التي قام بها للممنطقة وزير خاريجة امريكا هنري كيسنجر.ويوم قرر الصديق جورج موسى الزواج طلب مني ان اكون شاهد الزواج في حفل زواجه امام السفير الفرنسي اضافة الى شاهد اخر كان الملحق الصيني لكنه اعتذر قائلا ان حكومته تمنع ذلك فتحول الخيار الى الامريكية وهكذا كان. شاهدة الزواج تصبح سفيرة والمفاجأة بالنسبة لكثيرين من قراء هذا المقال ان اسمها (ابريل غلاسبي) التي ذكرني الفيسبوك ان ذكرى ميلادها اليوم 26 نيسان وكنت وما ازال اسجل ما استطيع معرفته بتواريخ ميلاد من اتعرف عليهم من الشخصيات السياسية لاغراض العمل الصحفي او للتهنئة للبعض منهم. مس ابريل غلاسبي اصبحت سفيرة الولايات المتحدة في العراق وهي المتهمة انها اعطت (الضوء الاخضر) لغزو الكويت.بعد العودة الى العراق فوجئت انا وم علاء ذات يوم وكنا نشاهد اخبار التلفزيون ان مس ابريل التي نعرفها في القاهرة تقدم اوراق اعتمادها سفيرة للولايات المتحدة وكنا نخشى ان تتصل بنا في اي يوم لكنها من حسن الحظ لم تفعل. بعد هذه السنوات ما زالت هناك شكوك في الموقف الامريكي وما قالته للرئيس صدام حسين يوم قابلته قبل تحرك القوات العراقية لاجتياح الكويت.تابعت عشرات الروايات والتصريحات والوثائق من غلاسبي ومسؤولين امريكيين وكلها تلمح الى الضوء الاخضر والعديد منها يشير الى ان واشنطن ارادت توريط العراق كي تتدخل في المنطقة بقوة السلاح. من هي ابريل غلاسبي؟ وللمعلومات أبريل مواليد 26 أبريل نيسان 1942 (78 سنة) في فانكوفر بكولومبيا البريطانية وتخرجت من كلية ميلز في أوكلاند بكاليفورنيا في عام 1963 ومن مدرسة بول هـ. نيتز في الدراسات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكينز في عام 1965. في عام 1966 دخلت غلاسبي الخدمة الخارجية للولايات المتحدة حيث أصبحت خبيرة في الشرق الأوسط وبعد تعيينات في الكويت وسوريا ومصر تم تعيين غلاسبي سفيرة في العراق في عام 1989. كانت أول امرأة تعين سفيرة لأمريكا في دولة عربية. في وقت لاحق تم نقلها الى البعثة الامريكية لدى الأمم المتحدة ثم نقلت إلى جنـــــــــــــوب أفريقيا كقنصل عام في كيب تاون حتى تــــــــقاعدها في عام 2002. اول لقاء مع الرئيس صدام عقدت غلاسبي أول لقاء لها مع الرئيس العراقي صدام حسين ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز في 25 تموز 1990. وقالت في برقيتها إلى وزارة الخارجية: «اعلن الرئيس العراقي صدام حسين في الخامس والعشرين من تموز أن الرئيس مبارك سيعقد اجتماعا في الرياض في 28 أو 29 أو 30 تموز ان “لم يحدث شيء خطير” قبل ذلك كما كان صدام وعد مبارك. تم نشر نصين على الأقل من الاجتماع. لم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية دقة هذه النصوص ولكن تم نشر برقية غلاسبي في المكتبة الرئاسية ومتحف جورج بوش الأب قالت غلاسبي للرئيس:«يمكننا أن نرى أنكم نشرت عددا كبيرا من الجنود في الجنوب. في العادة هذا الأمر لا يخصنا ولكن عندما يحدث ذلك في سياق تهديداتكم ضد الكويت فسيكون من المعقول أن نشعر بالقلق. لهذا السبب تلقيت تعليمات أن أطلب منكم بروح الصداقة – عدم المواجهة – وفيما يتعلق بنواياكم: لماذا تحشد قواتكم قريبا جدا من حدود الكويت؟ في وقت لاحق نشر نص ما قالته غلاسبي للرئيس كما يلي: ليس لدينا أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل نزاعك مع الكويت”. وجهني الوزير بيكر إلى التأكيد على التعليمات التي أعطيت لأول مرة للعراق في الستينيات من القرن الماضي بأن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا. قلت للرئيس لا نملك أي رأي وهناك نسخة أخرى من النص (نشرت في صحيفة نيويورك تايمز في 23 ايلول 1990 ) حيث قالت غلاسبي: لكننا لا نملك أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل خلافاتك الحدودية مع الكويت”. كنت في السفارة الأمريكية في الكويت في أواخر الستينيات. كانت التعليمات التي تلقيناها خلال هذه الفترة هي أنه ينبغي لنا ألا نعرب عن رأي بشأن هذه المسألة وأن المسألة ليست مرتبطة بأمريكا. وجه جيمس بيكر المتحدثين الرسميين لدينا للتأكيد على هذه التعليمات. نأمل أن تتمكن من حل هذه المشكلة باستخدام أي وسائل مناسبة عبر القليبي (الشاذلي القليبي الأمين العام لجامعة الدول العربية) أو عن طريق الرئـــــــــيس مبارك. كل ما نأمله هو أن يتم حل هذه القضايا بسرعة. عندما نشرت هذه النصوص المزعومة علنا اتهمت غلاسبي بأنها حصلت على موافقة ضمنية على الغزو العراقي للكويت الذي وقع في 2 اب 1990. قيل أن تصريحات غلاسبي ذكرت: “ليس لدينا أي رأي بشأن صراعاتك العربية العربية” و”إن قضية الكويت ليست مرتبطة بأمريكا” فسرها الرئيس صدام على أن للعراق حرية التصرف في نزاعاته مع الكويت كما يراه مناسبا. – لو حذروا العراق هل كان يحدث الغزو قيل أيضا أن الرئيس صدام لن يغزو الكويت لو أنه أعطي تحذيرا صريحا بأن مثل هذا الغزو سيواجه بالقوة من قبل الولايات المتحدة. وحسب مقال للصحفي إدوارد مورتيمر في مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس في تشرين الثاني 1990 :يبدو من المرجح جدا أن صدام حسين مضى في الغزو لأنه أعتقد أن الولايات المتحدة لن تتفاعل مع أي شيء سوى الإدانة اللفظية. كان ذلك استنتاجا كان يمكن أن يستخلصه من اجتماعه مع السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي في 25 تموز ومن تصريحات مسؤولي وزارة الخارجية في واشنطن في نفس الوقت التنصل علنا من أي التزامات أمنية أمريكية للكويت ولكن أيضا من نجاح كل من إدارتي ريغان وبوش في توجيه محاولات مجلس الشيوخ الأمريكي لفرض عقوبات على العراق بسبب الانتهاكات السابقة للقانون الدولي.في ايلول 1990 واجه صحافيون بريطانيون غلاسبي حول نص اجتماعها مع الرئيس صدام حسين فأجابت قائلة: “من الواضح أنني لم أفكر ولم يفكر أي شخص آخر في أن العراقيين كانوا سيحتلون كامل الكويت. شهادة امام مجلس الشيوخ في نيسان 1991 أدلت غلاسبي بشهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية. قالت “حذرت في 25 يوليو (تموز) الرئيس العراقي صدام حسين من استخدام القوة لتسوية نزاعه مع الكويت”. لكن غلاسبي نفسها لسنوات ظلت صامتة حول عملها في العراق. لكن في اذار 2008 أجرت صحيفة الحياة مقابلة معها. في المقابلة قالت أنها لا تأسف. واضافت: “انتهى الأمر”. “لا أحد يريد أن يلقي اللوم وأنا سعيدة جدا لأخذ اللوم وربما لم أكن قادرة على جعل صدام حسين يعتقد أننا سوف نفعل ما قلنا أننا سوف نفعل ولكن بكل أمانة لا أعتقد أن أي شخص بالعالم كان بإمكانه أن يقنعه”. أشارت غلاسبي في المقابلة إلى أن الرئيس خلال لقائها معه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري حسني مبارك. أضافت أن صدام أكد لها أنه أكد لمبارك أنه سيحاول تسوية النزاع. وجهات نظر من مسؤولين امريكيين في عام 2002 نشر تقرير واشنطن حول شؤون الشرق الأوسط تقريرا جديدا عن لقاء غلاسبي-صدام من قبل أندرو كيلغور السفير الأمريكي السابق في قطر. أوجز كيلغور الاجتماع على النحو التالي: أوضحت السفيرة الأمريكية في مؤتمر صحفي أن “الولايات المتحدة لم تتخذ موقفا حول النزاع العربي العربي مثل خلاف العراق مع الكويت”. غير أنها أوضحت أنه ينبغي تسوية الخلافات بالوسائل السلمية. تراجعت مخاوف غلاسبي إلى حد كبير عندما قال لها صدام أن اجتماع العراق والكويت المرتقب في جدة كان بروتوكوليا تليه مناقشات موضوعية في بغداد. ردا على سؤال السفيرة حدد صدام موعدا لوصول ولي العهد (الكويت) سعد العبد الله السالم الصباح إلى بغداد لاجراء مناقشات جوهرية. (وهذا يبدو في وقت لاحق أنه كان خداع حقيقي من صدام).» حسب السفير كيلغور قدم جيمس أكينز السفير الأمريكي لدى المملكة العربية السعودية آنذاك منظورا مختلفا إلى حد ما في المقابلة التي أجريت معه عام 2000 في برنامج تلفزيوني على قناة بي بي إس: قال «لقد اتخذت [غلاسبي] خطا أمريكيا مستقيما وهو أننا لا نتخذ مواقف بشأن النزاعات الحدودية بين البلدان الصديقة. هذا هو المعيار. هذا ما تقوله دائما. لم تقل ‘السيد الرئيس إذا كنت حقا تفكر في غزو الكويت -بالله عليك- فإننا سنسقط عليك غضب الله على قصورك الخاصة وعلى بلدك وسوف يتم تدمير كل شيء.’ إنها لم تقل هذا الشيء. ولا أي دبلوماسي. نائب السفيرة غلاسبي أشار جوزيف ويلسون نائب رئيس بعثة غلاسبي في بغداد إلى أن اجتماعها مع الرئيس صدام حسين في مقابلة تلفزيــــــــونية في 14 ايار 2004 لقد قال لي أحد المشاركين العراقيين في الاجتماع […] صدام لم يسيء فهمه فلا يعتقد أنه كان يحصل على الضوء الأخضر أو الأصفر”. راي طارق عزيز إن وجهات نظر ويلسون حول هذه المسألة تتماشى مع وجهات نظر نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز الذي قال في مقابلة مع فرونت لاين في عام 1996 أنه قبل غزو الكويت لم تكن لدى العراق أي أوهام حول التدخل العسكري الأمريكي. وبالمثل في مقابلة مع فرونت لاين عام 2000 أعلن عزيز: “لم تكن هناك إشارات مختلطة” وأوضح: كان اجتماعا روتينيا. . لم تقل أي شيء غير عادي بالنسبة لأي دبلوماسي محترف يقول دون تعليمات سابقة من حكومته. لم تطلب تواجد اخرين في مقابلتها مع الرئيس [صدام]. تم استدعائها من قبل الرئيس. … لم تكن مستعدة …. كان الناس في واشنطن نائمين لذلك كانت في حاجة إلى نصف ساعة للاتصال بأي شخص في واشنطن وطلب التعليمات. لذلك ما قالته كانت تعليقات روتينية كلاسيكية مثل أي تعليقات يطلب منها الرئيس نقلها إلى الرئيس بوش. بولاك: صدام كان يتقوع رد فعل امريكي كينيث بولاك من مؤسسة بروكينغز كتب في صحيفة نيويورك تايمز في 21 شباط 2003 أنه لا يتفق مع وجهات النظر (التي سبق ذكرها) من المراقبـــــــين مثل إدوارد مورتيمر: في الواقع كل الأدلة تشير إلى عكس ذلك: صدام حسين يعتقد أنه من المرجح جدا أن الولايات المتحدة ستحاول تحرير الكويت ولكن مقتنع بأننا لن نرسل سوى القوات المسلحة خفيفة التسليح التي يمكن أن يقضى عليها من قبل قوات الحرس الجمهوري البالغة 120 ألف فرد. بعد ذلك افترض أن واشنطن ستقبل غزوه. كتب الأساتذة جون ميرشايمر وستيفن والت في طبعة يناير / فبراير 2003 من صحيفة فورين بوليسي أن صدام طلب معرفة ردة فعل الولايات المتحدة لغزو الكويت. إلى جانب تعليق غلاسبي التي قالت: “ليس لدى الولايات المتحدة أي رأي حول الصراعات العربية العربية مثل خلافاتك الحدودية مع الكويت” في وقت سابق أخبرت واشنطن صدام بأن واشنطن ليس لديها أي التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه الكويت”. ربما لم تكن الولايات المتحدة تعتزم إعطاء الضوء الأخضر للعراق ولكن هذا ما فعلته فعليا |