إيران . . تسعى لاحتواء “ تحالف رباعي ” في العراق
تروج وسائل إعلام عربية لأخبار تفيد بانطلاق “تحالف انتخابي” في بغداد يجمع رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، والسياسي إياد علاوي، إلى جانب، عددٍ من سياسيي المكونين السنّي والكردي من دون ذكر الأسماء والتفاصيل.
ويعتقد مراقبون أن هذا التحالف المفترض الذي طرح قبل حسم المعركة نهائيا مع داعش الذي يسيطر على نحو 10% من الأراضي العراقية حتى الآن، قد يُترجم بتقارب بغداد مع الرياض، لا سيما إذا ما وُضع في الإطار العام لتطورات المشهد الأخيرة، فيما تشير أنباء وتسريبات الى أن مثل هذا التحالف لم يُعقد “بعد” لكنه غير مستبعد مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي المتوقع إجراؤه في نيسان العام المقبل.
ووفقا لهؤلاء، فإن من شأن صعود هذا المحور، أن “يغير قواعد اللعب بشأن طريقة اختيار رئيس الوزراء العراقي القادم”.
وذكرت مصادر معارضة لهذا المحور المفترض أن عقد هكذا تحالف يُعدُّ بمثابة انقلاب في بغداد تسعى السعودية لتحقيقه بأي ثمن، لأنه يُشكّل واحداً من أوراقها الرئيسية التي تضمن الحفاظ على نفوذها مشهد المنطقة الإقليمي.
ميدانياً . . رغم نأي الصدر بنفسه عن المحور المحسوب على إيران أكثر من مرة واطلاقه تعاوناً مع السعودية في عدد من النقاط والمحاور ذات الاهتمام المشترك، إلا أن رئيس الوزراء حيدر العبادي ما زال خياراً مقبولاً لدى طهران التي يحاول قادتها كسبه واحتواءه رغم تفضيل السعودية له وفق المؤشرات الأخيرة.
ومقابل هذا التنبوء السعودي المبكر لشكل التحالفات الانتخابية المقبلة، تسعى طهران في الميدان العراقي الى مواجهة القلق المتفاقم من احتمال من صعود تحالف سياسي جديد في العراق غير تابع للمحور الاقليمي عبر ارسال رئيس تشخيص مصلحة النظام للقاء القوى والتيارات والشخصيات الشيعية في كل من بغداد والنجف.
مصادر وتسريبات ذكرت أن “شاهرودي” عبّر للعبادي عن القلق المتفاقم من فقدان التحالف الشيعي الحالي منصب رئيس الوزراء في الدورة المقبلة وطرح مبادرة للم شمل القوى الشيعية المتشظية في لقاءاته مع نوري المالكي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، وحاول لقاء مراجع النجف في مقدمتهم المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني.
محللون ومراقبون ذكروا أن طهران تريد ضمان الحد الأدنى من التهدئة بين القوى السياسية الشيعية في العراق، حتى إذا اختارت النزول في قوائم منفردة خلال الانتخابات المقبلة، على أن تكون وحدة الطائفة الشيعية سياسياً فوق كل الاعتبارات التي يروج لها الساسة الحاليون من المدنية الى عبور أطر الطوائف وتجاوز تراكمات وتبعات المحاصصة التي يبدو أنها اصبحة الموضة الانتخابية للمرحلة المقبلة.
وبين الاجندة السعودية المدعومة أميركياً والمساعي والمحاولات الإيرانية في الساحة العراقية يبقى المشهد العراقي مفتوحاً أمام مفاجاءات وتطورات مرتقبة كلما اقترب موعد الانتخابات.