مقابلة السكرتير المؤلمة!!!!!
مقابلة السكرتير المؤلمة!!!!!
-قبل ايام ألتقت قناة الشرقية مع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي لطرح سؤال محدد .أين دور الحزب بما يحدث بالعراق؟
*قبل أي تعليق لابد من الأدراك بأن القناة ومقدم المقابلة كانت لهم غايات أقل ما يقال عنها هو الأقلال من قيمة الحزب.ولهذا لاأريد الحديث عن القناة ومن أدار الحوار لأنه حقيقة لا يهمني بشيء مثلما هو حال الكثيرين غيري.
-لكن السؤال عن دور الحزب في ما بعد السقوط ،الأ يستدعي الحديث عنه بصراحة سواء داخل الحزب أو خارجه وخارجه هو الأهم لأن عمل الحزب ونشاطه هو بين ولأجل الناس ولهذا لابد لهم من معرفة وفهم كل تحركاته وتوجهاته لكي يتفاعلوا معها وبالتالي يقفوا لجانبه في معاركه السياسية وخاصة في الأنتخابات.
-الذي حصل في المقابلة هو نفس ما جرت عليه عادة قيادة الحزب منذ السقوط ،الأدعاء بكون الحزب موجود وله تأثير كبير خاصة وانه يملك منظمات حزبية في كل أرجاء الوطن عكس جميع الأحزاب الأخرى .
-السكرتير تغافل عن ذكر أن دورأي حزب لا يحدده هذا الحزب بالكلام والمقالات والشعارات،وانما في الحراك السياسي الجاري على صعيد الأحزاب والشارع وهنا نلاحظ بأن لا أحد يستشير الحزب بشيء لآنه لا يملك رصيد مؤثر سواء بالشارع أو بالبرلمان.
اما على صعيد الشارع والانتفاضة المجيدة لشعبنا منذ أكتوبر العام الماضي ،الحزب لم يصنعها بل التحق بها فيما بعد وبشكل خجول حيث مشاركته مغلفة بوجود بعض الرفاق في خيم دون الأفصاح عن ماهيتهم الحزبية وكذلك ببيانات لا ترتقي لمستوى الأحداث التي تريد فعل وحراك ونشاط محسوس وليس كلام .
-بخصوص البيانات .أفتقرت هذه البيانات الى خارطة طريق تحدد الطريق الذي سيتبعه الحزب في حالة عدم قيام السلطة بواجباتها سواء بمحاسبة قتلة المنتفضين ووقف عمليات الخطف والأعتقال الكيفي أو تغيير النمط السياسي لأدارة الحكم والتبعية العلنية للأجنبي سواء أيران أو أمريكا وأكتفت كعادتها بالشجب والأستنكار لأعمال السلطة والمليشيات وهذا ما تسمعه السلطة والمليشيات كل ساعة دون أن يؤذيها بشيء.
-المقابلة بينت (رغم هذا كان هو السائد )بأن نمط تفكير قيادة الحزب لم يتغير من كيفية تعامل الحزب مع الوضع السياسي بالعراق منذ سقوط الصنم ،بل هو تبرير كل هذه السياسات التي لم تزكها الحياة وخاصة في التحالفات ولا الموقف من العملية السياسية وأحزاب الفساد ولهذا ليس من تفكير لديها لتغيير هذه السياسة. هذا المسار السياسي الذي يدرك نتائجه أي أنسان بسيط عدا قادة الحزب الذين لازالوا يتمترسون بنفس النهج والقناعة وكأنهم لا يروا ما يجري حواليهم.هذا التراجع في مكانة الحزب والذي أدى الى عدم الأكتراث من قبل الأخرين لمواقف الحزب بالوقت الذي كان سابقأ يحج أليه الأغلبية لأخذ المشورة منه والدعوة للتعاون معه .-هذه المقابلة التي كنا نتمنى أن يتصالح الحزب فيها مع ناسه ويعلن تصحيحه لمساره والقيام بخطوات شجاعة مثل ماذا يفكر ان يعمل الحزب الأن بعد سلسلة المخاضات العقيمة من قبل أحزاب الفساد والمحاصصة وكيف سيغير موازين القوى لصالح الناس التي سئمت هذه الأحزاب.أن يعلن عدم قناعته أكثر بجدوى البقاء في تحالف مؤذي للحزب (سائرون).
*كل هذا لم يجري بل راح السكرتير يقدم التبريرات لتراجع دور الحزب بشكل غير مقنع لأي مستمع ولا أعلم أذا كان هو مقتنع بما يطرحه وما جدوى هذا الطرح بل وأكثر من هذا كان كلامه ليس كلام قائد لحزب ثوري يعيش في بلد مضطرب يحتاج الشعب فيه الى جرعات من الحماس والزخم لتقوية عوده امام جبروت السلطة ومليشياتها.
-ما المطلوب لتصحيح وضع الحزب أذا أراد ان يكسب الناس والشارع كسابق زمانه؟
*الأعتراف العلني بخطأ هذه السياسة (بعد سقوط الصنم)التي لم يجني منها الحزب شيء سوى بعض الأمتيازات لقلة من قادته ومن يطبل لهم.
*تغيير نمط هذا التفكير في التعامل مع الوضع السياسي والابتعاد عن أحزاب الفساد والمحاصصة والتعاون الميداني وليس المكتبي مع من يتفق في توجهات الحزب لبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم الأنسان وتحقق العدالة والمساواة وتكون المواطنة هي القاسم المشترك معها وليس شيء أخر سواء كانت تنظيمات حزبية أو مدنية أوشخصيات وطنية.
*التحرك العلني بالشارع في رفض سياسة المحاصصة والفساد والعملية السياسية الفاسدة .
*أنهاء التواجد بأي من التحالفات التي لم تثبت الأيام صحتها(سائرون،الحراك المدني الذي يقوده عاصم الجنابي وغيرها)
-أعلم أن هذا مستحيل في ظل هذه القيادة وما زرعته من ظوابط حزبية وكيفية أدارة العمل الحزبي ونمط المبررات التي تطلقها لتبرير مواقفها ،لكن الواقع الحالي والذي أصبح العدو والصديق قبل أعضاء الحزب المخلصين هم من يطالبوا بتغيير مواقف ونشاط الحزب بعد أن تراجع دوره بشكل كبير،كل هذا يدعو رفاق الحزب سواء بداخل التنظيم أو خارجه لعمل كل ما بالمستطاع لتغيير هذا الحال.
*المقابلة وما أفرزتها من تداعيات مؤلمة لكل حريص على الحزب ،يوم يرى هذا الحزب الذي كان يهز أركان أعتى القوى سواء دولية أومحلية،تصل الحال به الى أن تقوم قناة تلفزيونية رخيصة بأسترخاص مكانة وهيبة الحزب بهذه الطريقة المؤذية مما تستدعي كل من يهمه هذا الحزب ومصيره التوقف بشكل جدي عند هذه الحالة والعمل على عدم بقاء الأمور بنفس الشاكلة ولا الأستمرار بقبول التبريرات البعيدة عن الواقع.
*الجميع من هم حريصون على الحزب بحاجة الى وقفة مع ضميرهم وعقولهم لمراجعة ما يحدث للحزب ومن ثم اتخاذ الموقف الصحيح.
-كيف يجري هذا ؟هذا هو مهمة الحزبيين أولا قبل غيرهم ومن ثم سيجدون الدعم من قبل كل الناس التي يهمها وضع الحزب الصحيح غير ذلك سيجد الحزب نفسه قد أنحدر أكثر وأكثر لما لا يسر الكثيرين عدا أصحاب المصالح الذاتية ببقاء هذا الوضع.
*يبقى السؤال الأهم للحزبيين .هل أنتم راضون بواقع الحزب الحالي؟هل ترضيكم هذه الشماتة بوضع الحزب؟
أذا كان الجواب كلا ،ماذا أنتم فاعلون؟