من شمائل قريتي .
من شمائل قريتي
إنّ التفاف نهر ديالى شبه الكامل لقرية الهويدر جعل منها شبه جزيرة كما في الصورة الآتية :
ولو أردنا أن نصفها صعوداً من نهر ديالى سنجد على ضفاف هذا النهر الحشائش والزل والقصب والبردي وأشجار الغرب والطرفة والصفصاف واليوكالبتوس ، ومن طريف ما يذكر في نبتة البردي التي يعلو جذعها مجموعة من الخيوط الكثيفة الرقيقة الزاهية التي تشبه السيقان (الطريش) ويبلغ طولها حوالي (10) إلى (30) سم ما حدثني به الصديق الحاج أحمد أحد أبناء أسطه محمد النجار قبل أكثر من عشرين سنة تقريباً . أنّه ذات يوم من سني سبعينات القرن الماضي كان بضيافة خاله الحاج حاضر عزيز الذي كان وكيلاً وراعياً لأملاك حافظ القاضي (تاجر السيارات الذي كان يعيش بأمريكا) ، إذ كان خاله يسكن في الدار (القصر) المشيد في البستان الكبير لهذا التاجر في الزعفرانية على نهر دجلة. يقول عندما أردت النوم على الفراش وضعت رأسي على وسادة كانت ناعمة جداً غطس رأسي فيها حالما لامسها ، فتعجبت وقلت في نفسي ماذا في داخل هذه الوسادة ؟ أهو ريش الدجاج ، أم قطن ناعم ، فسألت خالي عن ذلك وأخبرني أنّ داخلها محشواً بالطريش الذي نجمعه من ضفاف نهر دجلة .
ما أن يتجاوز الإنسان حوض نهر ديالى تطل عليه بساتين الهويدر التي كانت سابقاً تسيج بسياج من الطين يسمى (الطوفة) الذي يعلوه نبات العوسج لمنع الحيوانات واللصوص من التطفل عليها ، ولكل بستان باب من جذع النخيل يثبت غالباً بالطابوق لإحكامه من ناحية ، ولإنشاء ثقب مستطيل أشبه بالنفق أو المغارة في أحد جوانب البناء يدخل فيه ذراع خشبي توجد فيها ثقوب عادةً ما تكون أربع أو خمس بمثابة المغلاق (القفل) الذي يفتح بمفتاح خشبي طوله بحدود (30) سم في رأسه نتوءات من الخشب الدائرة يكون نظمها متوافقاً مع نظم الثقوب في هذا الذراع وتسمى كل هذه المجموعة بالغلگ . وغالباً ما ينشأ ليوان أشبه بالغرفة المستطيلة الأبعاد يكون أحد أظلاعها مفتوحاً وفيه توضع بعض مستلزمات الفلاحة كالمجرفة (الكرك) والمسحاة ، والـكلاب (الـﭼلاب ) أو المنجل ، والباكور عصى طولها متران تقريبا رأسها على شكل نصف رأس سهم لجني الثمار من الأشجار العالية التي يصعب جنيها باليد ، ولربما تجد سلماً (درج) من خشب اليوكالبتوس لاستقامته ودائريته ونعومته ، والزنبيل المصنوع من خوص وليف النخيل ، ، ويستخدم كذلك لخزن التمر ، وأحياناً يوضع فيه التبن فيما لو كان صاحب البستان أو العمل فيها (الضمّان) يربي الماشية من البقر أو الأغنام .
كانت أغلب البساتين في بداية نشأتها تزرع بفسيل النخيل وأشجار الفواكه الصيفية ، وشيئاً فشيئاً زرعت بأشجار الحمضيات بعد أن صارت فسائل النخيل نخلاً يظلل هذه الأشجار حماية لها من أشعة الشمس ، ولاسيما في أشهر الصيف الساخنة . ومن أشهر التمور في بساتينها الزهدي والخِسْتاوي والبَرْبَن وأصابع العروس والبْرَيَمْ والبرحي والتِبَرْزَل الخشن والناعم ومهدي الخْمَيّس وطه أفندي والدﮔل بنوعيه الأصفر والأحمر الذي يسمى بالأغبر لرداءته وأبو السلي والسَّعَّادَة والبرحي وأبو السِيْلان والسُّكْري والخضراوي والمكتوم الأصفر والأحمر الشبيه بالبرحي والمكَّاوي والأشْرَسي والجْويزَة والعبدلي والعويدي وجمال الدين وحجي أحمد واسطة عمران والبصراوي ، وغالباً ما تسمى هذه الأنواع باسم زارعها ، أو من تنبت نواة في بستانه وتكون من ألوان التمر الجيدة . أما الفواكه الصيفية فكانت تشتهر فيها فاكهة الخوخ المسكي وأحمر مايس والصوفي والعنجاص الخاتوني وحجي أحمد وكرككلي والعنب العجيمي والبهرزي والكمالي وديس العنز والشدّة وحامد الوادي والمفتي والعسجري وأبو عثوك والكشمشي والعرموط الزعفراني والخاتوني والعثماني والحجري الشتوي والتين الأصفر الوزيري الخاص بالمربى والأسود والخمري بنوعين بصفار وبسواد والتركي والرمان السليمي والأبيض من أمه وسن الجمل والحامض أبو الشربت والأسود الذي يستعمل لعلاج آلام البطن والزيتون الخستاوي والآلو رقم واحد والبيوتي والعمودي والبيتنجاني والصفرة والفرموزة واللحمي أو القجمة والمريانة وهو خاص للتطعيم والتجاري الشتوي ، وبعض البساتين التي تجري فيها بعض النهيرات تزرع فيها أشجار الموز المحلي بما لا يزيد عن ثلاث أو خمس أشجار ، والتكي الحشري والمركب والأسود والأبيض أبو كحلة والدودي الأبيض والدودي الأسود والخمري وتكي الشام الخاص بالشربت والحشري المسمى عوينت البزون والعنكدنيا الخشن والناعم أو الهرفي الذي ينضج مبكراً والأفلي الذي يتأخر ويخشن والسفرجل منه الخشن والناعم للمربى ، وأما أشجار الحمضيات فأكثرها من البرتقال والبرتقال الدموي والبرتقال بطعم النومي والنواية والمصري أبو صرة والطرنج والسندي المشهور بالهندي والكرانفوت الدموي والأصفر واللالنكي العراقي والكليمتايم والكينو والسوسوما والنومي حامض والحلو والنارنج .
د عبدالحسين أحمد الخفاجي