قصيدة “البئر” .
قصيدة “البئر”
للشاعر التشيلي: بابلو نيرودا
ترجمها عن الاسبانية: حسين نهابة
احياناً تغرقين وتسقطين
في جحر صمتكِ
في وهدة غيظكِ المتغطرس،
وبالكاد تتمكنين
من العودة مع خِرِق
ما عثرتِ عليه
في غور وجودكِ.
يا حبيبتي، ماذا وجدتِ في بئركِ المغلق؟
طحالب، مُستنقعات، ام صخور؟
وماذا ترين بعيون عمياء،
حقودة وجريحة؟
يا حياتي، لن تجدي
في البحر الذي تسقطين فيه
ما احتفظ به لكِ في الأعالي:
غصن ياسمين يانع
وقبلة اعمق من وهادكِ.
لا تخافيني، ولا تسقطي
في الحقد من جديد.
انفضي عنكِ كلماتي التي قدمت لتجرحكِ
ودعيها تُحلّق على نافذتك المفتوحة.
ستعود لتجرحني
دون ان توجهيها
مع انها كانت مُحملةً بلحظة قاسية
وستكون مهيضة الجناح في صدري
هذه اللحظة.
ابتسمي لي ايتها الساطعة
ان تسبب فمي في جرحكِ،
فلستُ راعياً عذباً
كما في حكايا الجنيات،
بل انا حطّاب يتشارك معكِ
الأرض، الريح واشواك الجبال.
أحبيني، وابتسمي لي
أعينيني لأصبح طيباً،
ولا تجرحي نفسكِ فيّ عبثاً
ولا تجرحيني بأعماقي، لأنك تجرحين نفسكِ.