صفقة قتل “الحسين”
بصفقة فساد قتل الحسين . . وبصفقات فساد يذبح العراق اليوم . . القاتل واحد و ان اختلف ميدان المنازلة ، والقتلة هم انفسهم وان حملوا سحنات متباينة ، واسماء مختلفة . . !
عمر بن سعد قائد الجيش الاموي الذي ذبح الحسين في ارض الطف يكشف عن صراع جعله في حيره من امره ، فصفقة الفساد دسمة ، والجائزة ثمينة، وبالمقابل فان قتل الحسين فيه اثم لن يتطهر منه فاعله مهما تقرب الى الله “ابن سعد” يترجم ذلك الصراع الداخلي بقصيدته الشهيرة المدونة في الموروث التاريخي التي يقول فيها :
فو الله ما أدري وإني لحائر أفكّر في أمري على خطرين أأترك ملك الرّي والرّي منيتي أم أرجع مأثوماً بقتل حسين حسين ابن عمي والحوادث جمّة لعمري ولي في الرّي قرة عين في النهاية حسم الرجل المفاضلة لصالح الاغراء فانتصرت الصفقة على الدين، وفاز الفساد على الفضيلة ، ورضي عمر ان يتلبسه عار الجريمة مقابل الظفر بملك الري . . ! لا ادري كم يساوي ملك الري بقيمة العملة المتداولة في زماننا لكنه مهما بلغ لن يرقى الى قيمة عقد فاسد يظفر به سياسي فاسد لن يتردد لحظة واحدة من الانحياز الى رذيلة الاختلالس والسرقة اذا خير بينها وبين فضيلة العفة والنزاهة !
كم عمر بن سعد بين ظهرانينا . . ؟ وكم حسين يقتل ويقطع يوميا بسيوف ( الحسينيين ) الفاسدين الذين سيكون الحسين اكثر بغضا لهم يوم القيامة من الشمر نفسه . . لن يردع الانحراف سوى الحصانة ، ولن تتأتى الحصانة الا من رادع ديني او وزاع وطني واخلاقي، فكيف يكون محصناً من يرى في الدين تجارة رابحة ،وفي الوطن محفظة نقود يضعها في جيبه ويهرب . .!
لم يكن عبد الكريم قاسم متديناً لكن حصانته الوطنية جعلته متصوفاً في الزهد والاخلاص ونظافة اليد والوجدان , والحال فان ( رهابنة) التزييف والدجل لن يرتدوا جبة الرهبنة والتدين قبل ان يخفوا تحتها الف مأرب ومأرب . .! لسنا بحاجة ، ونحن مقبلون على ايام عاشوراء ، الى حسين اللطم والقامة والتطبير نحن بحاجة الى حسين الموقف والنهضة والشجاعة والرفض ، لسنا بحاجة الى ان نردد شعار الحسين العظيم (هيهات منا الذلة) نحن بحاجة ان نخرج العراق من مستنقعات الذل التي اغرقه فيها الفاسدون واللصوص، لسنا بحاجة ان نكيل المزيد من الشتم للشمر بل بحاجة ان نجز رأس كل شمر شارك بذبح العراق . . !
بقلم الكاتب
الدكتور حميد عبدالله