نبض السنين بين الماضي والحاضر
محمد جواد فارس
الكتاب الذي يحمل عنوان نبض السنين (حول الصراعات داخل الحركة اليسارية والوطنية العراقية ) من تأليف القائد النقابي والشيوعي المخضرم ، آرا خاجادور وسكانيان . الكتاب هو يعزز معلومات الباحث والقارئ بمعلومات مهمة تاريخية في تاريخ الحركة الوطنية العراقية من خلال الكاتب الذي عاصر هذا التاريخ وأدلى دلوه فيه . ساردا مواقف الحزب الشيوعي العراقي الذي عمل فيه عقود وتبنى مراكز قيادية مختلفة فيه مشيدا ببعض المواقف ومنتقدا البعض منها .
في البدء اريد ان احي الدكتور خير الله سعيد وهو من الباحثين الجادين ولديه الكثير من الدراسات النقدية في الادب والتراث ، ومن مؤلفاته الموسوعية ، موسوعة الوراقة والوراقين في الحضارة العربية الإسلامية . ولديه تاريخ أنتشار الحضارة الإسلامية وباللغة الروسية بالاشتراك مع مجموعة من المستشرقين الروس ، والموسوعة بمجلدين . وطرح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قرأته لكتاب نبض السنين وطرح أفكاره النقدية بعشرة حلقات وبهذا العمل راح الدكتور خيرالله يستنهض القارئ بأبداء رأيه في ما يطرح ، رمى الحجر في بركة لمياه الراكدة .
الكتاب هو احد ما كتب في مجال ثقافة المذكرات عن تاريخ الحزب وكتب عنها الكثير كما كتب باقر إبراهيم مذكراته وكذلك عدنان عباس هذا ما حدث واخرين وهذه المذكرات جزء من تاريخ الحركة الوطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي . وهذه المذكرات هي وجهات نظر كاتبيها من خلال عملهم القيادي في الحزب خلال عقود .
وأريد ان الان ان اتحدث عن الكتاب وهومن اصدار دار النشر ( الفارابي ) في بيروت عام 2014 . ويضم الكتاب 658 صفحة من الحجم الكبير والكتاب يتضمن سبعة ابواع في كل باب تضم مواضيع متعدة العناوين ، وافتتاحية الكتاب هي بقلم الرفيق الدكتور عبد الجميد برتو وبرتو هو احد رفاق من كوادر الحزب والناشط في أتحاد الطلبة العام من خلال معرفته القديمة به حيث عملنا سويا في اللجنة التنفيذية في الاتحاد عندما كنت سكرتيرا لاتحاد طلبة الفرات وهي المحافظات التالية ( بابل ، والسماوة ، كربلاء و الديوانية والنجف ) وهو يتمتع باحترام واعتزاز الرفاق الين يعرفونه ولدية علاقات حميمية مع الرفيق ارا في سوريا ومن ثم في براغ عاصمة التشيك ومقدمته تضمنت الكثير من الحديث عن المناضل العمالي ودوره في الحركة الشيوعية العراقية والحركة النقابية في اتحاد نقابات العمال العراقي ، مقدمة غطت مجمل حياته وصفاته وروحه النضالية وتفانيه من اجل الحزب والذي كان الطريق فيه ليس باليسير وانما مزروع بالمعتقلات والسجون والاختفاء في العمل الحزبي السري ، كان الرفيق اهلا لكل المصاعب ، واعند مطالعتي للكتاب وجدت الكثير مما تثير شغف الحديث عنها وتفكيك الحدث ، كل الشيوعيين الذين عملوا في الحزب والمطلعين على تاريخه يعرفون التضحيات منذ الأيام الأولى لتأسيس الحزب في العام 1934 بعد توحيد المنظمات الماركسية على يد يوسف سلمان يوسف ورفاقه الأول واضعي البنات الأولى ، واستمرت مسيرة الحزب وقدمة الشهداء في هذه المسيرة يوسف سلمان وحسين الشبيبي وزكي بسيم و يهودا صديق وساسون دلال و شهداء وثبة كانون المجيدة وانتفاضات شعبنا خلال مسيرته وفي انقلاب شباط الدوي خيرة رفاقه من أمثال سلام عادل وجمال الحيدري وأبو العيس وعبد الجبار وهبي وحسن عوين ورفاق اخرون والقائمة تطول ، وبعد التوقيع على الجبهة الوطنية والقومية التقدمية مع حزب البعث العربي الاشتراكي ولكن الجبهة لن تطول وخاصة ان الحزب الشيوعي كسب الشارع في شعاراته ومطالباته التي تمس حقوق العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر ، اقدم البعث على إعدام نخبة من الشباب الشيوعي من العسكر بحجة ممارية العمل في الجيش وهي أكذوبة من فعله كما هي أكذوبة إعدامات قاعة الخلد لرفاقه من البعثين بحجة المؤامرة المفتعلة والمعروفة
بالمسرحية الهزلية ، وبعد فرط الجبهة وخروج الحزب الى الخارج اتخذ البعث ومخابراته واجهزته الأمنية بتوجيه عملائه داخل الحزب والذي جرى تشغيلهم للذهاب مع الحزب وإبقاء صلتهم لهم مع نقاط الأجهزة في قبرص ونقطة بيت أبو عرفان في الشام و أبو طالب وأبو هيمن في كردستان ، ومدوا المخابرات بمعلومات مهمة أدت الى استشهاد الكثير من كوادر الحزب وعوائلهم في الداخل ، والغرض من هذا السرد الوصول القضية المهمة في تدمير الحزب فكريا وتنظيميا ، وما جرى في المؤتمر الرابع من تامر على القيادة الكلاسيكية للحزب والتي واكبت مسيرته طويلا ، جرت اتفاقات لعقد المؤتمر الرابع في كردستان العراق واختيار المندوبين دون انتخابات الهيئات الحزبية جرى اخيارهم على اساي الولاء لفخري كريم وعزيز محمد ، وما اعلان عزيز محمد اننا جئنا لكي يلغي نصفنا الاخر وفعلا جرى ذلك بتصفية من لهم صوت ضد سلوكية فخري وعزيز محمد والتلاعب بمالية الحزب وتوجيه الاعلام بما ينسجم مع نهجهم لتصفية الكادر ، وقرر عزيز اختيار عشرة أعضاء في اللجنة المركزية دون معرفة المؤتمر لانهم حسب ادعاء عزيز تنظيم الداخل ، وعندما احتلت ايران الفاو في البصرة خرج رأي من زكي خيري حول الدفاع عن الوطن بسبب من الاحتلال ، وانبرى الشغيل لدى فخري كريم السيد فالح عبد الجبار ليكيا الاتهامات لزكي خيري ومن يؤيده في الفاع عن الوطن إضافة الى الموقف من حصار الشعب العراقي حسب رأيهم يعجل بإسقاط النظام وهم يعرفوا ان الدواء والغذاء هو ضرورة للشعب وليس للسلطة الدكتاتورية ، هذه المواقف كلها كانت تثير عدم الموافقة والاستنكار .
اما الموقف من الجبهات التي اقدموا على تشكيلها في سوريا وقعوا على جبهة وطنية قومية ضمت البعث والقومين والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني وبعد ان لم يجف حبر توقيعهم ذهبوا الى كردستان ووقعوا على جبهة جديدة باسم الجبهة الوطنية الديمقراطية والتي تضم قوى كردية واصبح الاتحاد الوطني بقيادة جلال ونوشيروان مصطفى نفذوا مجازر بشتاشان بحق العرب الأنصار وقتلوا حتى الاسرى ما عدى القدة الاكراد كريم احمد عضو المكتب
السياسي للجزب واحمد بني خيلان وهنا تكمن الشوفينية والكره للعرب الذين رفعوا شعار العرب و الاكراد شركاء في الوطن ، كانت سياستهم غير متوازنة وليست على أسس التحالفات التي كتب عنها القائد الشيوعي البلغاري جورجي ديمتروف . اما القضية الثانية فهي القضية المهمة والتي كتب عنها ارا هو الموقف من الاحتلال صحيح انهم في اخر اجتماع في لندن مع المعارضة العميلة كان موقفهم ضد التعويل على العامل الخارجي ولكن سرعان ما انقلبوا عليه بعد حيث وافق عزيز محمد وكذلك حميد مجيد البياتي على قبوا مركز لهم في مجلس حكم بريمر والموافقة المبدئية على المشاركة في الحكم أعضاء مجلس نواب اثناء منهم حميد ومفيد وكذلك رائد فهمي وزير وبعدها نائب وهيفاء الأمين ، ونواب وزراء لبيد عبا وي و كامل شياع و وكيل وزارة الزراعة الذي تمت على يديه تدمير الزراعة واصبحنا نستورد الخضار والفواكه من دول الجوار والمقصود صبحي الجميلي ، وأشار الكاتب هناك عدد من قادة من المكتب السياسي للحزب وبقرار من رئاسة الإقليم منحوا لقب وزير متقاعد براتب وزير وهم عمر علي الشيخ وكريم احمد وعزيز محمد و عبد الرزاق الصافي وكاظم حبيب ورحيم عجينة ي وبراتب قدره 4،440،00 دينار عراقي وكذلك بتوصية من فخري جرى راتب تقاعدي الى هناء أدور وهي ،ثلاثة مليون دينار وهم يدعون انهم أصحاب الايادي النظيفة أي ايدي نظيفة وانتم تسرقون أموال شعب يبحث عن لقمة العيش في مكبات النفايات ، وموقف حزب رائد فهمي الان يترجرج بين اصدار توجيه الى بيان بصيغة تعميم إلى رفاقهم بعدم المشاركة بتظاهرات أكتوبر بحجة ان وراء التظاهرات مندسين وبعد ان شاهدوا ان الشعب بكل قواها المجتمعية عمال وطلاب ونساء ومثقفين خرجوا الى ساحات التحرير في بغداد والمدن العراقية الوسطى والجنوبية وهي تطالب بمطاليب مشروعة مثل اريد وطن و نازل اخذ حقي ، عندما شاهوا ان الانتفاضة تتوسع وسقط ما يقرب من 700 شهيد والالف من الجرحى ، أراد فهمي وجاسم الحلفي ركب الموجة والتحاق بالمتظاهرين من جهة وما يكتبوه في صحيفتهم طريق الشعب من مطاليب ترقعيه للبقاء على الوضع القائم والمحا فظة علية ,و كما قال لهم الكاتب ما معناه من خلال تجرته انكم لم تكونوا أمناء على الحزب وبرنامجه وتاريخه وشهدائه حقا انكم خنتم الحزب الذي كرس النضال من أ جل الوطن الحر والشعب السعيد