??????????????????????و? ?
א???????:????????
א??دא??א???
ــ السياسة في ظل كورونا – سباق على اللقاح أم لقاح للجميع؟
أتفق شي جين بينغ وإيمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل ومنظمة الصحة العالمية على ضرورة أن يكون أي لقاح ضد فيروس كورونا المستجد “منفعةً عالمية عامة”، لكن في واشنطن، لدى دونالد ترامب أولوية واحدة وھي تلقيح مواطنيه قبل كل شيء. في الطريق إلى إنتاج لقاح ضد كورونا تختلط السياسة بالمنفعة الإنسانية بالأرباح ويتعقد المشھد حيث تختلط السياسة بجائحة كورونا، تظھر للعلن خفايا المواقف وكواليس الساسة عبر العالم، فقد أعلنت الولايات المتحدة )21 / أيار( تمويلاً خارقاً بقيمة 1,2 مليار دولار للمختبر البريطاني “أسترازينيكا” الذي سيصنّع اللقاح المحتمل لجامعة أوكسفورد، بشرط أن تنقل التكنولوجيا إلى أميركا وتوفر لھا 300 مليون جرعة. وتكمن في الواقع خلف مبدأ “المنفعة العالمية العامة”، الواقع إشكاليتان منفصلتان، أولاھما إشكالية الملكية الفكرية، والثانية إشكالية توزيع الجرعات الأولى. وقد يكون ح ّل الإشكالية الأولى أكثر سھولةً من الثانية . وتطالب إفريقيا من جھتھا بلقاح غير خاضع لقيود الملكية الفكرية، كما أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، لكن تحقيق ذلك يبدو غير مرجح، إذ ستكون المختبرات راغبة باسترداد المليارات التي استثمرتھا، ويمكن لھا الاعتماد في ھذا الإطار على دعم الولايات المتحدة، المعادية لأي مراجعة لحقوق الملكية الفكرية الدولية، كما أكدت ھذا الأسبوع رداً على منظمة الصحة العالمية .
ً
وبدون شك، لن يكون اللقاح المرتقب مجانيا. أما بالنسبة للسعر، فستسعى المجموعات التي عملت في
تطويره إلى استرداد سعر كلفة الإنتاج بالحد الأدنى . وتعھّد سعر الكلفة أيضاً ليس بالأمر الموضوعي، كما كان قُطع تعھد مماثل لعلاجات فيروس نقص المناعة، كما يكشف ماثيو كافاناه من جامعة جوروج تاون، لكن المصنعين غير الرسميين وجدوا بعد ذلك ھامشاً كبيراً للمناورة، وخفضوا الأسعار بعشرة
أضعاف أو أكثر . ويعتقد فينبرغ المدير العلمي السابق لشركة “ميرك فاكسينز أن تشارك الملكية الفكرية سيتم حتماً، لأن
“لا أحد يستطيع بمفرده الاستجابة للطلب العالمي، وسيجبر أي طرف على البحث عن شركاء من أجل صناعة المنتج .”
2
وسيكون السؤال الأصعب، في نھاية المطاف: أي من سكان الأرض البالغ عددھم 7,6 مليار نسمة سيلقح أولاً ؟ ولدى دونالد ترامب أولوية واحدة وھي تلقيح مواطنيه قبل كل شيء. فيما تسعى منظمة الصحة العالمية وأوروبا والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مكافحة فيروس كورونا المستجد، لإنفاذ آلية توزيع “عادل” غير مسبوقة، تنطلق بالمبدأ من تلقيح العاملين في مجال الصحة في كافة البلدان التي طالھا
الفيروس، ثم العاملين في وظائف أساسية كالشرطة والنقل، وبعدھم يأتي بقية السكان . لكن ترامب الذي ينتظر عودة الحياة إلى طبيعتھا بفارغ الصبر، لا يعير اھتماماً لھذا التضامن العالمي، وھدف حكومته إنتاج 300 مليون جرعة بحلول كانون الثاني/ 2021، أي ما يكفي لتلقيح كافة الأميركيين من شباب وكبار في السن، علماً أن ذلك لا يزال مجرد فرضيات كون الاختبارات السريرية قد بدأت للتو . ويعتبر عميد كلية الصحة العامة في جامعة يال الأميركية ستيفن فيرموند أن “عقليته ترامب شديدة الانعزالية، كارھة للأجانب للغاية، وھو عكس ما نحتاج إليه للسيطرة على الجائحة”. ويضيف أن “الولايات المتحدة ليست جزيرة منعزلة وتعتمد بشدة على الآخرين في الخارج للاستھلاك والغذاء”،
موضحاً “لن نعود إلى الحالة الطبيعية إذا كان فيروس كورونا لا يزال ينھش بقية العالم .” يبقى أن حكومة ترامب استثمرت منذ شباط مئات الملايين من الدولارات في تجارب لقاحات تجريبية تطورھا مجموعات “جونسون أند جونسون” و”موديرنا “و”سانوفي” و”أكسفورد/أسترازينيكا”، أملاً في أن تثمر إحداھا ويصنع بالتالي اللقاح في الولايات المتحدة .وقال مدراء “موديرنا” وھي شركة تكنولوجيا
حيوية و”سانوفي” ما مفاده إ ّن بإمكان أوروبا أن تستوحي من الخطوة الأميركية . لكن على عكس عام 2009 عند انتشار فيروس “اتش وان إن وان”، يجري “الانطلاق ھنا من صفحة بيضاء، ليس لدينا لا لقاح ولا مصنع”، كما تقول باسكال بارولييه من مؤسسة “غافي” التي تشتري
اللقاحات للدول النامية . واستثمر “تحالف ابتكارات التأھب الوبائي”، الذي أنشئ عام 2017 لمواجھة الإخفاق الأولي في احتواء فيروس إيبولا، نصف مليار دولار في تسع شركات تطور لقاحات ضد كوفيد-19. ويطلب منھا في المقابل أن يجري تشارك التقنيات المطورة من أجل عملية إنتاج سريعة وضخمة .
وتعقد الشركات تحالفات فيما بينھا، ويمكن لموديرنا الإنتاج في الولايات المتحدة )للسوق الأميركي( وسويسرا )للسوق الأوروبي(. وتتعاون سانوفي مع “جي إس كا “المنافسة، وتملك الشركتان العملاقتان مصانع في أوروبا وأميركا . لكن من أجل تلقيح العالم كاملاً، لا بد من الأمل في أن تثمر عدة اختبارات
لإنتاج لقاح وليس واحداً.
ــ تحذير من تصاعد النزاعات الدولية واستغلال داعش لأزمة كورونا
حذر معھد “سيبري” لأبحاث السلام في ستوكھولم ومجموعة الأزمات الدولية، من تصاعد النزاعات والتوترات الدولية بسبب أزمة جائحة كورونا، خاصة في العراق وسوريا واليمن. وبداية عھد جديد من لاضطرابات نتيجة “الانھيار الاقتصادي.” تحذير من زيادة التوترات في مناطق النزاعات نتيجة أزمة كورونا وتقوية شوكة داعش في العراق يتوجس دان سميث مدير معھد “سيبري” لأبحاث السلام في ستوكھولم من تفاقم الأزمات الدولية، وحذر في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم)12 أيار/ 2020( من أ ّن ھذا ” ينطبق بشكل خاص على العراق وسوريا .” وأوضح سميث أن ھناك في العراق على سبيل المثال بوادر لتقوية شوكة تنظيم داعش، وقال: “في اليمن قد تشتد الجبھات. ومن المتوقع في أفغانستان أن تستعيد حركة طالبان الإسلامية المتطرفة قوتھا في ضوء أزمة كورونا.” كما يرى سميث أن منطقة القرن الأفريقي وأجزاء من غرب أفريقيا، مثل نيجيريا أو مالي، مھددة أيضا بتوترات جديدة، وقال: “الناس لا يحصلون على الدعم الذي يحتاجونه. لذلك سينضم بعضھم إلى ميليشيات عنيفة تعدھم بتقديم المساعدة، مثل الحصول على المواد الغذائية.” في المقابل، ذكر سميث أن ھناك أيضا أطراف فاعلة غير رسمية خفضت من عملياتھا، مشيرا في ذلك إلى أن ھناك جماعات مختلفة في اليمن أو الفلبين على سبيل المثال استجابت لنداء الأمين العام للأمم
3
المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوقف إطلاق النار على مستوى العالم لمكافحة كورونا. وقال سميث: “في المقابل ھناك جماعات أخرى استغلت الأزمة لمصلحتھا الخاصة.” كذلك يتوقع مدير مجموعات الأزمات الدولية، روبرت مالي، زيادة حدة التوترات الدولية ويقول إن “الانھيار الاقتصادي نتيجة أزمة كورونا ستكون له انعاكاسات على كل مناطق النزاعات” ويضيف بأننا “أمام بداية عھد جديد من الاضطرابات، التي ستنتقل من بلد إلى آخر.” فحتى قبل جائحة كورونا وبسبب عدم رضى الناس عن سياسة الحكومات في ھوكونغ والعراق والسودان ولبنان والجزائر وأمريكا اللاتينية، نزل المحتجون إلى الشوارع، يقول روبرت مالي الذي كان منسق شؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ويرى مالي أن السبب الأساسي للاضطرابات التي يتوقعھا يعود إلى “الركود الطويل الأمد وتفاقم نقص الغذاء والبطالة وتراجع الدخل اللازم لتأمين ضرورات الحياة نتيجة تفشي الوباء.”
ــ لدينا أدلة دامغة على تورط روسيا في القرصنة على البرلمان
وجھت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتھامات خطيرة لروسيا فيما يتعلق بھجوم قرصنة على البرلمان الألماني عام 2015، مھددة بعواقب. وبخصوص مكافحة كورونا قالت ميركل إن
حكومتھا لا تخطط لرفع الضرائب. ميركل: لدينا أدلة دامغة على تورط روسيا في القرصنة على البرلمان الألماني “بوندستاغ.” في إشارة إلى نتائج تحقيقات الادعاء العام الألماني في القضية، تحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، )13 أيار/ ( في البرلمان )بوندستاغ( عن ما وصفتھا بـ”أدلة دامغة” على مشاركة روسية في ھجوم قرصنة على البرلمان عام 2015، واصفة العملية بـ”الشنيعة”، وقالت: “آخذ ھذه الأمور على محمل الجد، لأنني مؤمنة بأنه تم التقصي عنھا على نحو سليم للغاية… ينبغي أن أقول بصدق: ھذا الأمر آلمني.” وأفادت وسائل إعلام ألمانية أن بين المعلومات التي نسخھا قراصنة عام 2015 كانت معطيات من بريد ميركل الإلكتروني الشخصي . واستھدف ذلك الھجوم أيضا البوندستاغ، البرلمان الألماني.وخلال جلسة رد على أسئلة النواب في البرلمان، تحدثت ميركل عن استراتيجية “الحرب الھجينة” في روسيا، التي تتضمن “الإرباك” و”ل ّي الحقائق”، وقالت: “يتعين علينا أن ننتبه لھذه الحرب، التي لا يمكننا نسيانھا بسھولة… ھذا ليس مجرد عمل عشوائي، بل استراتيجية تُطبق ھناك.” وفي المقابل، أكدت المستشارة أنھا تريد الاستمرار في السعي من أجل إقامة علاقة جيدة مع روسيا، موضحة في الوقت نفسه أن ھذه الواقعة ستعطل تحقيق “تعاون مفعم بالثقة” بين البلدين. وردا على سؤال حول ما إذا كانت ھناك عواقب محتملة ضد روسيا، قالت ميركل: “بالطبع نحتفظ دائما بحقنا في اتخاذ الإجراءات، حتى ضد روسيا.” وبحسب تقارير إعلامية متوافقة بتاريخ 5 أيار/مايو الجاري، حمل الادعاء العام الألماني الاستخبارات العسكرية الروسية مسؤولية الھجوم السيبراني واسع النطاق على البرلمان الألماني )بوندستاغ( عام 2015. ووفقا للتقارير، استصدر الادعاء العام الأسبوع الماضي أمر اعتقال دولي ضد قرصان إلكتروني روسي شاب يدعى “ديميتري بادين”، وذلك عقب تحقيقات للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية استمرت لسنوات. ويتھم الادعاء العام الشاب الروسي بالقيام بأنشطة استخباراتية والتجسس على بيانات. وتُرجح السلطات الألمانية أن المتھم موجود في روسيا.
4
وفي الجلسة نفسھا قالت المستشارة ردا على أسئلة البرلمانيين إنه سيتعين التعايش فترة أطول مع الجائحة، حيث لا يوجد حتى الآن دواء أو لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد. وأضافت ميركل في المقابل، أن بعض الأمور التي حدثت تدفع إلى التحلي بالشجاعة، وقالت: “لنتحلى بالشجاعة واليقظة.” وذكرت ميركل أن حكومتھا لا تخطط حاليا إلى زيادة الضرائب لتمويل تكاليف أزمة جائحة كورونا. وأعربت ميركل عن تقديرھا لجھود الولايات الألمانية في احتواء الأزمة، وكذلك للجھود المبذولة في الإدارات الصحية، التي تتبع سلاسل العدوى، مضيفة أن الإصابات الجديدة لا تزال عند مستوى قدرات استيعاب النظام الصحي في ألمانيا. وذكرت ميركل أنه إذا تم التمكن من منع حدوث انتكاسة شديدة، فإن ھذا سيمكن من حماية الحياة وإعادة بناء الاقتصاد، مؤكدة لذلك ضرورة الالتزام بالحد الأدنى من مسافة التباعد بين الأشخاص
وإجراءات السلامة الصحية.
ــ حزب ? .. كيف سيتأثر مالياً وسياسياً بحظر أنشطته في ألمانيا؟ بعد حظر جناحه العسكري في وقت سابق، ق ّررت ألمانيا وضع حزب ? بالكامل في قائمة الإرھاب إسوة بالولايات المتحدة ودول عربية. ما تأثير القرار على الحزب داخل لبنان وخارجه؟ وما مدى تأثيره على علاقات ألمانيا مع لبنان وإيران؟ استيقظ أعضاء حزب ? اللبناني على خبر تصنيف ھذه الجماعة “منظمة إرھابية” في ألمانيا وبالتالي حظر كل أنشطته فوق التراب الألماني، وھو قرار كان متوقعاً، إذ تتخذ ھذه المنظمة الموالية لإيران مواقف جد راديكالية في صراعھا مع إسرائيل و”تدعو علنا ًلتدميرھا بعنف” كما ص ّرح وزير الداخلية الألماني ھورست زيھوفر، وقد سبق للبرلمان الألماني أن أقر نھاية 2019 مذكرة تدعو الحكومة الفيدرالية إلى حظر نشاط ھذا الحزب، وھي المذكرة التي وافقت عليھا أحزاب الائتلاف. صنفت ألمانيا حزب ? اللبناني “منظمة إرھابية” وحظرت أنشطته، وشنت حملة أمنية في عدد من المدن ضد أنشطة الحزب ومنظمات ومساجد يعتقد أن لھا صلات بالحزب .وإسرائيل تعتبر القرار “خطوة مھمة” في “الكفاح العالمي ضد الإرھاب)30.04.2020( .” كما يمثل القرار الألماني ضربة جديدة للحزب المرتبط بإيران، بعد الحراك السياسي الواسع الذي انتفض على الطبقة السياسية في لبنان ومنھا حزب ?، خاصة مع الاتھامات المتواصلة لھذا التنظيم العسكري-السياسي بالسيطرة على القرار السياسي لعدد من الحكومات اللبنانية في العقود الماضية. وفي ھذا الصدد، تقول مھى يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط، في مقال لھا، إن “تمسك حزب ? بالوضع القائم )الوضع السياسي في لبنان( أفضى إلى تشويه الصورة التي ُيح ّبذ الظھور بھا كمدافع عن الفقراء والمظلومين”، متابعة أن “مكانته كمدافع عن حقوق الشيعة في لبنان ُق ّوضت”، وأن “الشيعة يعتبرون أن حزب ? جزء من المنظومة الحاكمة التي ساھمت في الأوضاع المتردية.” وتنظر الكثير من الجماعات الدينية والسياسية إلى ألمانيا كميدان للنشاط الاقتصادي الذي يد ّر عليھا أرباحاً كبيرة، ومنھا حزب ?. وقد سبق للنائب البرلماني من الحزب المسيحي الديمقراطي، ماريان فينت،أنتحدثعنأنألمانيا ُتعدبالنسبةلحزب?”مكاناًيجمعفيهالمال”،متحدثاًلصحيفةمحليةعن أن الحزب يم ّول نفسه داخل ألمانيا بـ”الجريمة وتجارة السيارات وغسيل الأموال.” غير أن حزب ? يملك مصادر أخرى للتمويل، وليست السوق الألمانية بالنسبة له سوى إحدى المصادر، كما أنه لن يغامر بالاعتماد على تمويل قادم من دولة غربية تملك علاقات قوية مع إسرائيل. والحزب يدرك منذ مدة أنه ملاحق، لذلك يعمل تحت إطار جمعيات وتنظيمات لا تحمل بالضرورة اسمه أو تعلن ارتباطھا به. كما يتوفر الحزب على مصادر تمويل متعددة منھا ھو ما غير مكشوف، يتابع قمورية، فضلاً عن أن مصدر تمويله الرئيسي يأتي من الحكومة الإيرانية ومن المم ّولين الشيعة الكبار عبر العالم كرجال الأعمال، يوضح المتحدث، مشيراً إلى أن القرار الألماني لن يكون له تأثير مادي على الحزب، سواء على موازنته، أو امتداده العسكري. من الناحية السياسية، يبقى تصنيف حزب ? في خانة الإرھاب من لدن ألمانيا أمراً سلبياً للعلاقات الألمانية-اللبنانية، ما دام الحزب ھو القوة السياسية في لبنان، وھو ما لمح إليه حزب اليسار الألماني، عندما رفض التصويت في البرلمان لصالح مقترح حظر أنشطة حزب ?، بدعوى أن ھذا الإجراء “قد
5
ُيعقد العلاقات مع لبنان” حسب ما نقلته عدة وسائل إعلام. وترى ألمانيا في لبنان بلدا محوريا لاحتواء اللاجئين السوريين، وقد قدمت له ما يزيد عن 1.4مليون يورو منذ عام 2012 حسب أرقام الخارجية الألمانية. وأن برلين أدارت سابقاً مفاوضات غير مباشرة بين حزب ? وإسرائيل. وخارج لبنان، يملك حزب ? أدوارا عسكرية كبيرة في سوريا، فميليشياته تحارب إلى جنب قوات النظام، وھو أمر لا تخفيه قيادة الحزب، إذ سبق لأمينه العام، حسن نصر? أن توعد عام 2016 بوجود أكبر لقوات الحزب في سوريا وإرسال عدد أكبر من القادة بعد مقتل القيادي بالحزب مصطفى بدر الدين قرب دمشق. كما يتوفر الحزب على مليشيات في العراق، رغمأ ننصر ? سبق أن ص ّرح أن وجود حزبه في العراق لا يزال متواضعا. وبالتالي، من شأن الإجراء الألماني، أن يؤثر، ولو بشكل محدود، على استراتيجية الحزب خارج لبنان. في سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط يملك حزب ? أذرعا أخطبوطية، ما يجعله أحد أكثر التنظيمات المسلحة نفوذا في المنطقة إ ّلا أن ھناك تأثيراً آخر خارج لبنان، لا يعني بالضرورة حزب ?. ويخ ّص العلاقة بين ألمانيا وإيران، فبرلين تتبنى اللھجة المخففة بين بلدان الغرب الكبرى في التعامل مع إيران، وكانت برلين داعما رئيسيا للاتفاق النووي لعام 2015، وكذلك لخلق حلول سلمية لأ ّي أزمة للغرب مع طھران، وھو ما انعكس على العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. لكن مع وصف حزب ? بالتنظيم الإرھابي، قد تتغير المعادلة وتنضم برلين في نظر طھران إلى حلف غير معلن يحاربھا.
ــ تقرير صيني يحذر من مواجھة مسلحة محتملة مع الولايات المتحدة
يحذر تقرير استخباراتي صيني من أن بكين تواجه موجة عداء متزايدة في أعقاب تفشي فيروس كورونا المستجد الذي قد يقلب علاقاتھا مع أمريكا إلى مواجھة مسلحة. ويُنظر للعلاقات بين البلدين على أنھا في أسوأ مراحلھا منذ عشرات السنين . قالت مصادر مطلعة إن التقرير الذي قدمته وزارة “أمن الدولة” الصينية، أوائل الشھر الماضي)أبريل(، لزعماء كبار في بكين بينھم الرئيس شي جين بينغ خلص
إلى أن المشاعر العالمية المناھضة للصين وصلت أعلى مستوياتھا، منذ حملة ميدان السماء السماوي “تيانانمين” عام 1989. وأوضح أشخاص مطلعون على محتوى التقرير، رفضوا كشف ھوياتھم نظرا لحساسية الموضوع، أن بكين تواجه، نتيجة لذلك، موجة مشاعر معادية تقودھا الولايات المتحدة في أعقاب وباء كورونا وتحتاج إلى أن تستعد لمواجھة مسلحة بين القوتين العالميتين في أسوأ سيناريو. والتقرير من إعداد المعاھد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، وھي مؤسسة فكرية تابعة لوزارة أمن
الدولة، أكبر جھاز مخابرات في الصين. ويبين عرض التقرير مدى الجدية التي تتعامل بھا بكين مع التھديد برد فعل عنيف، يمكن أن يھدد بشكل ما استثماراتھا الاستراتيجية في الخارج ورؤيتھا لمكانتھا الأمنية. ويُنظر على نطاق واسع للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنھا في أسوأ مراحلھا منذ عشرات السنين، مع تزايد انعدام الثقة ونقاط الاحتكاك جراء مزاعم الولايات المتحدة بعدم عدالة التجارة والممارسات التكنولوجية، إضافة إلى النزاعات حول ھونغ كونغ وتايوان والأراضي المتنازع عليھا في بحر الصين الجنوبي. وكثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه بعد أن أودى فيروس كورونا بحياة عشرات ألوف الأمريكيين ودمر الاقتصاد الأمريكي، انتقاده لبكين في الأيام الأخيرة وھدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين. ويُعتقد على نطاق واسع في بكين أن الولايات المتحدة ترغب في احتواء صعود الصين، التي أصبحت أكثر حسما على الصعيد العالمي مع نمو اقتصادھا. وقالت المصادر إن التقرير خلص إلى أن واشنطن
6
تنظر لصعود الصين باعتباره تھديدا اقتصاديا ولأمنھا القومي وتحديا للديمقراطيات الغربية. وقال التقرير أيضا إن الولايات المتحدة تستھدف تقويض الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الجمھور.
ـــ مظاھرات في لندن وبرلين احتجاجا على مقتل الأمريكي جورج فلويد
احتج مئات الأشخاص في كل من لندن وبرلين تضامنا مع المتظاھرين في الولايات المتحدة، عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، الذي أطھر تسجيل مصور رجل أمن يجثوا على رقبته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. أتسع نطاق الاحتجاجات على مقتل المواطن الأمركي من أصل إفريقي جورج فلويد إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، إذ خرج مئات الأشخاص في لندن وبرلين تضامنا مع المحتجين داخل الولايات المتحدة. ففي وسط لندن جثا المحتجون على ركبھم في ميدان الطرف الأغر بوسط المدينة مرددين “لا عدالة .. لا سلام” ثم مروا بجوار مقر البرلمان حتى وصلوا إلى السفارة الأمريكية. كما شارك عدة مئات من المحتجين في مسيرة خارج السفارة الأمريكية في برلين رافعين لافتات تطالب بـ “القصاص لجورج فلويد” و”اوقفوا قتلنا” و” من التالي الذي سيحطم عنقه.” وتسبب مقتل جورج فلويد أثناء اعتقاله يوم الاثنين في إشعال احتجاجات بالولايات المتحدة أججھا الغضب الكامن لدى الأمريكيين من أصل أفريقي تجاه ما يعتبرونه تحيزا عنصريا في نظام العدالة الأمريكي. وتحولت بعض المظاھرات إلى العنف مع إغلاق متظاھرين لحركة المرور، وإضرام النار، والاشتباك مع الشرطة التي أطلق أفراد منھا الغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيكي من أجل اعادة فرض النظام. وفي غضون ذلك قال روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي )مايو / 31( إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تستعين بسلطتھا الاتحادية لتعزيز الحرس الوطني في الوقت الحالي، مع استمرار الاحتجاجات في عدة مدن أمريكية على مقتل الرجل الأسود الأعزل في منيابوليس. وأضاف أوبراين للصحفيين في البيت الأبيض “لن نضفي الطابع الاتحادي على الحرس )الوطني( في الوقت الحالي. لكن إذا استلزم الأمر، فإن لدينا قوات عسكرية إضافية يمكن إرسالھا … إذا كان حكام الولايات ورؤساء البلديات بحاجة إليھا وخرجت الأوضاع عن سيطرتھم”، مضيفا أن قرارات إنفاذ القانون لا بد وأن يتخذھا حكام الولايات ورؤساء البلديات. وتابع “سنقدم كل ما يحتاجه حكام الولايات ورؤساء البلديات للمحافظة على السيطرة على مدنھم.” واندلعت الاضطرابات خلال الأيام الماضية بعد وفاة جورج فلويد، الرجل الذي ظھر في مقطع مصور في منيابوليس وھو يعاني من صعوبة التنفس بينما كان رجل شرطة أبيض يجثو على رقبته. وقال الحرس الوطني في بيان اليوم الأحد إنه جرى استنفار 5000 من جنوده وأفراد قواته الجوية في 15 ولاية وفي العاصمة واشنطن، إلا أن “ھيئات إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي لا تزال مسؤولة عن فرض الأمن”. وذكر البيان أن 2000 آخرين من أفراد قوات الحرس الوطني مستعدون للاستنفار عند الحاجة.
א??دא??א?????د??:? ?
ــ تحقيق ـ الطاقات المتجددة أكبر رابح من تراجع الطلب على النفط
مع أكبر انھيار غير مسبوق في التاريخ للطاقة في العالم بسبب إجراءات الإغلاق في أغلب دول العالم لاحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد، يبدو أن المصادر المتجددة للطاقة ستنجح في زيادة إنتاجھا خلال ھذه الأزمة .
7
)محطة توليد الطاقة الكھربائية بورزازات جنوب المغرب(
مع تراجع استھلاك الناس في العالم للنفط والغاز والفحم سيستمر توليد الكھرباء من الرياح والشمس، وھو ما سيؤدي إلى تراجع غير مسبوق بنسبة 8% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال العام الحالي، بحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن “صناعة الطاقة ستخرج من ھذه الأزمة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل الأزمة”. ونظرا لأنه من غير المتوقع ظھور عقار فعال لعلاج المرض، أو لقاح مضاد للفيروس قبل نھاية العام الحالي على أقرب تقدير، فإن تقليل التواصل بين الناس يظل الأسلوب الوحيد الأكثر فعالية للحد من احتمالات العدوى. ھذه الإجراءات لھا تداعيات خطيرة على النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة، بحسب وكالة
بلومبرغ للأنباء. وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية فإن كل شھر يمر مع استمرار إجراءات الإغلاق الاقتصادي التي تم تطبيقھا خلال الفترة الأخيرة، يعني تراجع الطلب السنوي على الطاقة بنسبة 1.5%. وتقول الوكالة الدولية للطاقة التي تقدم خدماتھا الاستشارية بشأن سياسات الطاقة، إنه من المحتمل تراجع الطلب على الطاقة بنسبة 6% خلال عام 2020، وھو ما يعادل سبعة أمثال معدل التراجع في الطلب على الطاقة الذي تم تسجيله أثناء الأزمة المالية العالمية التي تفجرت عام 2008. وحسب بلومبرغ، فإن إجمالي التراجع المتوقع للطلب على الطاقة خلال العام الحالي يعادل كامل استھلاك الھند منھا. في الوقت نفسه فإن تراجع الطلب على الطاقة في الدول الأغنى سيكون أكبر، حيث سيتراجع في الولايات المتحدة بنسبة 9% وفي الاتحاد الأوروبي بنسبة 11% خلال العام الحالي . وفي حين سيتراجع الطلب على كل مصادر الطاقة من نفط وفحم وغاز طبيعي وحتى الطاقة النووية، فإنه من المحتمل أن تظل مصادر الطاقة المتجددة النقطة المضيئة الوحيدة. وفي حين ستتراجع الانبعاثات الغازية بشدة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية عودة قوية لھذه الانبعاث إذا لم تتبن الحكومات سياسات لتشجيع الطاقة النظيفة. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب العالمي على النفط بمقدار 9 ملايين برميل يوميا بما يعادل نحو 9% مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى أقل مستوياته منذ 2012. وبحسب تقرير الوكالة، فإن نيسان / أبريل الحالي شھد تراجع استھلاك الوقود بمقدار الثلث تقريبا ليصل إلى أقل مستوى له منذ 1995. وكانت حركة النقل قد تراجعت بنسبة 50% تقريبا على مستوى العالم
8
بنھاية آذار/ مارس الماضي، في حين تراجعت حركة الطيران في بعض الدول الأوروبية بأكثر من
90.%
وبحسب البيانات الاقتصادية، فإن نصيب الوقود الكربوني من مزيج إنتاج الكھرباء تراجع في الھند والصين وأوروبا وفي مناطق من الولايات المتحدة. ھذه المناطق الأربعة تضم أسواق كبيرة ومتنوعة للكھرباء، وأصبح الفحم الضحية الأكبر لتراجع استخدام الوقود الكربوني في ھذه المناطق. وقد أصبح استخدام الفحم لإنتاج الكھرباء في العديد من الدول الأوروبية، غير مربح من الناحية الاقتصادية وغير مقبول من الناحية الاجتماعية، خاصة مع توافر الغاز الطبيعي الرخيص وانتشار مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب نشاط الجماعات البيئية المعارضة للفحم. وقد أدت جائحة كورونا، فقط، إلى تسريع وتيرة التخلي عن الفحم. كما تراجع استھلاك الغاز الطبيعي في أوروبا خلال الربع الأول من العام الحالي حتى قبل تفشي جائحة كورونا، بسبب الطقس المعتدل نسبيا خلال فصل الشتاء في تصف الكرة
الشمالي . وجاءت إجراءات الإغلاق لتزيد وتيرة التراجع، حيث من المتوقع انخفاض الطلب العالمي على الغاز بنسبة 5% خلال العام الحالي وھو أول تراجع من نوعه منذ 2009، ويمثل صدمة شديدة لصناعة الغاز التي اعتادت على النمو المطرد. ورغم تراجع الطلب على الطاقة بشكل عام، أصبحت المصادر المتجددة في الكثير من دول العالم لھا الأولوية في إمداد شبكات الكھرباء .وھذا يعني أن منتجي الكھرباء من الشمس أو الرياح أو المحطات المائية يمكنھم بيع كل إنتاجھم حتى رغم اضطرار منتجي الكھرباء من محطات الوقود الكربوني إلى وقف تشغيل محطاتھم تماما بسبب زيادة المعروض على الطلب. كما استفادت محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في بعض مناطق العالم، من الظروف المناخية المواتية حيث كانت الرياح أقوى وفترات سطوع الشمس أطول. وخلال العام الماضي تفوقت مصادر الطاقة الأقل تلويثا للبيئة، والطاقة النووية على الفحم في إنتاج الكھرباء لأول مرة في التاريخ. ومع الدفعة التي تلقتھا مصادر الطاقة المتجددة خلال العام الحالي، وتوقع استمرار نموھا، فإن المصادر الأقل تلويثا للبيئة باتت مسؤولة عن توليد 40% من الكھرباء في العالم. ومع ذلك فإن الأمور ليست كلھا على ما يرام بالنسبة لقطاع الطاقة المتجددة. فكما ھو الحال مع أغلب قطاعات الاقتصاد العالمي، أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى اضطراب سلاسل إمدادات مستلزمات تشغيل محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وبسبب الفيروس توقف تشغيل حوالي 11% من توربينات طاقة الرياح في العالم، بحسب نشرة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة. كما تعطلت أعمال تشييد محطات الرياح الجديدة بسبب القيود المفروضة على العمال وتأخر الحصول على الموافقات الرسمية، وھو ما يمكن ان يؤدي إلى تباطؤ دخول مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة مرحلة التشغيل خلال العام الحالي.
ــ لوفتھانزا في زمن كورونا يكلف ألمانيا 9 مليارات يورو تو ّصلت شركة الطيران الألمانية
لوفتھانزا لا ّتفاق مع برلين حول خطة إنقاذ بقيمة 9 مليارات يورو لتجنبيھا الإفلاس في زمن كورونا، ولتصبح الدولة أكبر مساھم في رأسمال الشركة. بيد أن الاتفاق يحتاج لموافقة المفوضية الأوروبية. إذ صادقت الحكومة الألمانية )25 / أيار( على خطة لإنقاذ شركة الطيران الألمانية “لوفتھانزا” من خلال صندوق الاستقرار الاقتصادي التابع للحكومة الفدرالية الذي تم إنشاؤه لتخفيف
9
تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد .وستعود الحكومة الألمانية بموجب الاتفاق إلى قائمة مساھمي الشركة بعد نحو 20 عاما. وأعلن مجلس إدارة الشركة دعمه لحزمة التدابير التي تتطلب مصادقة المفوضية الأوروبية والجمعية العمومية للمساھمين. ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات شاقة حول المساعدات وسط أزمة غير مسبوقة تشھدھا الشركة وقطاع الطيران بأكمله. وفي التفاصيل، ستستحوذ الدولة في إطار زيادة رأسمال الشركة على حصة 20 % في المجموعة مقابل 300 مليون يورو، أي 2.56 يورو للسھم الواحد، وھو رقم أدنى بكثير من سعر السوق، ما من شأنه أن يضمن لبرلين عائدات استثمارية. وستضخ الدولة مبلغ 4.7 مليارات يورو في الشركة وسيتعين على لوفتھانزا تسديده بفائدة تصاعدية تراوح بين 4% في العام 2020 و7.5 % في العام 2027، وفق بيان المجموعة. ومقابل تمويل إضافي يبلغ مليار يورو سيحق لبرلين زيادة مساھمتھا إلى 25 % وسھم إضافي، ما سيم ّكنھا وفق القانون الألماني من حيازة أقلية مع ّطلة وستتمثل الدولة بعضوين في مجلس مراقبة المجموعة لك ّنھا تتخلى عن حق التصويت في الجمعيات العمومية “إلا في حال التق ّدم بطلب شراء”. يضاف إلى ذلك قرض يبلغ ثلاثة مليارات يورو للمجموعة التي س ُتمنع من تسديد أرباح لمساھميھا. وبعد الاتفاق، أوضح وزير المالية الألماني أولاف شولتس أن ھدف الحكومة يتمثل على الأقل في تحقيق ربح صغير تتمكن الدولة من خلاله من إعادة تمويل تدابير مساعدات كورونا، وتابع: “إذا تعافت الشركة مرة أخرى، فعندئذ ستبيع الشركة أسھمھا”، مشيرا إلى ضرورة عدم استنفاد الإطار الزمني المحدد من المفوضية والذي يبلغ ستة أعوام. ولا يزال الاتفاق في حاجة إلى موافقة المفوضية الأوروبية. ورفض مسؤولو ھيئة حماية المنافسة التابعة للمفوضية إعلان ما إذا كانت موافقتھم ستكون مشروطة ببيع حقوق الإقلاع والھبوط. وأكد شولتس أن لوفتھانزا حققت نجاحا اقتصاديا كبيرا ولم ترتكب أخطاء في الأعوام الماضية لافتا إلى أنه لا ينبغي معاقبة الشركة الآن من خلال ھذه الشروط الخاصة بجائحة كورونا.
???السباق على لقاح كورونا- بين جشع الربح وصحة البشرية
تعمل شركات الأدوية في العالم تحت ضغط شديد من أجل تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لكن ھذا السباق المحموم يخفي معركة ضارية على الربح دون أخذ صحة مئات الملايين بعين الاعتبار، لماذا تسير الأمور ھكذا وأين تكمن المشكلة؟ ثمانية عشر شھراً ھي الأفق الزمني المحتمل للعودة إلى حياة خالية من كمامات الوجه والأرقام التصاعدية للمصابين والوفيات وتحليلات علماء الفيروسات. وفيما يبدو بعض الباحثين أكثر تفاؤلا بشأن تطوير لقاح ضد كورونا، يرى البعض الآخر أن الأمر قد يستغرق وقتا أطول. لكن في لحظة ما سيكون اللقاح المطلوب متوفراً. ولكن السؤال أي بلد سيكون السباق إلى اللقاح؟ الربح أولاً
من جھتھا ترى خبيرة الصحة إيلونا كيكبوش في حديثھا مع DWأن الاستعدادات بھذا الشأن تسير حاليا تحت ضغط شديد، وقالت: “لا توجد في الوقت الحالي قواعد دولية للتوزيع العادل للقاح في مثل ھذه الحالة” .التوزيع متروك حاليا لقوى السوق العالمية وعن ذلك يقول خبير الاقتصاد الصحي، يورغن فاسيم في حديثه مع DWأن ھذا الأمر يخفي خطر أن يتم توفير اللقاح فقط في غرب أوروبا وكندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية بشكل جيد لأن ھذه الدول تستطيع دفع أسعار أعلى وھذه مشكلة
نعاني منھا دوماً في قطاع الأدوية. كما أشار الخبير الألماني إلى أن قطاع صناعة الأدوية يعاني منذ فترة طويلة فيما يتعلق بإنتاج اللقاحات. وقد لوحظ عدة مرات من قبل أن معضلة الاختناقات في تصنيع اللقاحات كانت بسبب سياسات التسعير الخاصة بالشركات، ولكن من الصعب إثبات ذلك بالتفصيل، حسب رأيه. وفي اتھام غير مباشر قال فاسيم أن الشركات تخفض من تصنيع اللقاحات بشكل متعمد من أجل رفع الأسعار في السوق .كما لم يتم
10
تطوير بعض اللقاحات حتى الآن بسبب نقص الحوافز المادية .وبدورھا أشارت أيضاً خبيرة الصحة إيلونا كيكبوش، التي تد ّرس في المعھد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف إلى أنه “بالنسبة لمرض الإيبولا فقد توفرت أساسيات تطوير لقاح ضد المرض، لكن ذلك لم يحدث بسبب النقص المالي”. وفي رده على استفسار لـ DW قال رئيس رابطة شركات صناعة الأدوية المرتكزة على الأبحاث العلمية في ألمانيا: “من الواضح للجميع أننا الآن لا نستطيع التعامل مع ھذا الوضع إلا من خلال
ً
العمل معا.”
ويرى يورغن فاسيم الأستاذ في جامعة دويسبورغ إيسن مزايا واضحة لإشراك المبادرات الخاصة في تطوير وإنتاج اللقاحات وأن ذلك يتيح الفرصة للعديد لمزيد من المنافسة، التي قد يكلل البعض منھا بالنجاح ولأن تطوير لقاح معين ھو أمر مكلف للغاية ومحفوف بالمخاطر. وحسب المشھد الحالي فإن صحة الملايين حول العالم بين أيدي أربع من كبار منتجي اللقاحات وعدد من شركات التكنولوجيا الحيوية الصغرى. وتبدأ عشرات الشركات إجراء التجارب السريرية العام الجاري، منھا شركات قطعت بالفعل أشواطاً نحو ذلك .وتنتمي أكبر الشركات المرشحة لإنتاج وتطوير لقاح ضد كوفيد-19 إلى الصين
والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. على الصعيد العالمي ھناك تذمر من الاعتماد الكلي على قوى السوق في ظل النقص في الإنتاج والأسعار الخيالية. وفي ھذا السياق أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن اللقاح ضد كوفيد-19يعتبر “منفعة عامة عالمية .”كما تبنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرأي ذاته. من جھة أخرى تسعى دول من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة بيل غيتس إلى جمع أكثر من 8 مليارات يورو لصالح منظمة الصحة العالمية. ويمكن استخدام ھذه الأموال في إنشاء وكالة عالمية لتوفير اللقاحات والأدوية، كما أوضحت خبيرة الصحة إيلونا كيكبوش، التي تشغل أيضا منصب عضو في إحدى الھيئات الاستشارية في منظمة الصحة العالمية: “يمكن للوكالة حينھا توزيع اللقاحات بشكل عادل حسب المتفق عليه .”وأبدت العديد من شركات الأدوية الألمانية رغبتھا في المشاركة، كما كتب رئيس اتحاد ھذه الشركات في تصريح خص به DW، مضيفا: “أنھا تلتزم بجعل الابتكارات الطبية ضد كوفيد-19 متاحة في جميع أنحاء العالم وبأسعار معقولة.”
لكن كيف ستسير صفقات بيع اللقاح بين البلدان المتعاقدة؟ ھذا السؤال يبقى من دون إجابة لحد الآن. وفي ھذا الصدد طالب ديفيد لوف، رئيس شركة إنتاج اللقاحات سانوفي باستوير من السياسيين حزمة تدابير للتعامل مع الخسائر المحتملة وقال في حديثه مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ: “نحتاج إلى ضمان بشراء كميات معينة وبسعر معين” وأضاف رئيس شركة سانوفي باستوير لصناعة الأدوية: “نحن الآن وقبل توفير اللقاح بحاجة إلى التحضير لعملية الإنتاج، وبھذه الطريقة فقط يمكننا سد
احتياجات العديد من الناس.” لا زال الشكل النھائي للقاح غير واضح تماما مثل مسألة توزيعه، لأنه لا يعرف حتى الآن ما إن كانت الولايات المتحدة على استعداد للمشاركة في إنشاء وكالة عالمية توفر اللقاح، خاصة بعد أن ألغت مشاركتھا في مؤتمر الرابع من مايو/ أيار بھذا الخصوص. وتتھم الولايات المتحدة الأمريكية منظمة الصحة العالمية بالتحيز للصين. كما أن الولايات المتحدة لديھا ما يشبه الوكالة الخاصة بھا على عكس الاتحاد الأوروبي الذي ليس لديه مثل ذلك. وتلزم ھذه الوكالة الأمريكية المسماة باردا BARDA / الشركات بالإنتاج داخل أمريكا. وھي تعمل مع عملاق صناعة الأدوية الأوروبي سانوفي من أجل توفير الأدوية للسوق الأمريكية قبل أي سوق آخر. والأمريكيون ليسوا وحدھم في السباق على إنتاج اللقاح داخل أراضيھم، وزير الصحة الألماني ينس شبان شدد على أھمية إنتاج اللقاح داخل أوروبا وقال: “ھنا فقط لدينا مستوى عال من الأمان في التوزيع”. من جانبه دخل بيل غيتس على خط ھذا التنافس وطالب بإنتاج اللقاح في الدول النامية أيضاً، لأنه اذا ترك الأمر بيد قوى السوق، فستكون الدول الأكثر فقرا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية أو آسيا آخر من يحصل على اللقاح. ويري كل من الخبير الألماني فاسيم وخبيرة الصحة كيكبوش أن مقدرة الدول على دفع سعر اللقاح قد تلعب دوراً في ذلك. وتري كيكبوش أن الأمر مشابه لما حدث مع لقاح انفلونزا الخنازير قبل عشر سنوات، حيث اشترت الدول الغنية جميع اللقاحات المتوفرة في السوق.
11
عندما تصبح المسألة متعلقة بالحياة والموت، يتم نسيان فكرة التضامن الدولي بسرعة. وھو بالذات ما كشفت عنه أزمة كورونا الحالية وبدا واضحا من خلال ما حدث عند وقف تصدير الأجھزة الطبية في أوروبا وأمريكا. وحذرت خبيرة الصحة كيكبوش مما وصفته ب”القومية الطبية” وتداعياتھا على توزيع اللقاح فيما بعد. من جھتھا تنظر رابطة شركات صناعة الأدوية المرتكزة على البحث العلمي إلى ما بات يعرف بالقومية الطبية على أنھا نقاش مضلل وكتب رئيسھا في بيانه ردا على ھذا النقاش: “بمجرد توفر اللقاح، سيتم تطعيم الطاقم الطبي أولاً، ثم المجموعات المعرضة للخطر ثم جميع السكان” وأضاف أن ھواثق من أن “العديد من الأنظمة الصحية في العالم ستعمل وف ًقا لھذا المخطط”.من جھتھا تعتقد خبيرة الصحة كيكبوش أن الجميع بات على دراية بالبعد التاريخي للمھمة. “إنه تحدي ضخم، ولكن عندما
تتضافر جھود البلدان والشركات معا، لا تبدو الصورة سوداوية، كما يعتقد المرء للوھلة الأولى”.
ــ رئيس البوندستاغ: الدولة لا تستطيع تعويض كافة خسائر أزمة كورونا
أكد رئيس البرلمان الألماني )بوندستاغ( فولفغانغ شويبله أن الدولة لا يمكنھا تعويض كافة الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا، منوھا بأن الأمور لن تعود جميعھا إلى سابق عھدھا قبل ظھور
الأزمة. رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ شويبله: الدولة لا تستطيع تعويض كافة خسائر أزمة كورونا وحذر رئيس البرلمان الألماني )بوندستاغ( فولفغانغ شويبله من المبالغة في إمكانيات الدولة في تقديم المساعدة للخروج من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا. وقال شويبله في تصريحات لصحيفة “أوفنبورغر تاغبلات” الألمانية الصادرة )2/ أيار( إنه يخشى أن يتولد لدى المواطنين انطباع بأن الدولة يمكنھا تعويض كافة الخسائر الناجمة عن الأزمة. وأضاف: “في النھاية، لا يمكننا الإنفاق على المساعدات والإعانات الاجتماعية إلا بقدر ما تم الحصول عليه من أرباح.” وقال شويبله: “أعتقد أنه سيكون ھناك زخم قوي باتجاه الرقمنة. ھذا سيساعدنا في تجاوز التباطؤ الحالي في ھذا المجال )…( اقتصاد السوق الاجتماعي سيحافظ على وجوده في ھذه الأزمة أيضا”. وأكد رئيس البرلمان الألماني أن الأمور لن تعود جميعھا إلى سابق عھدھا قبل الأزمة. وأشار شويبله إلى المبالغة في تقدير بعض الأمور في الماضي، وقال: “سيتعين علينا تصحيح ذلك”، وضرب مثالا على ذلك باستغلال الأراضي وتراجع التنوع البيولوجي وتغير المناخ، وقال: “إذا كنا نريد إنعاش الاقتصاد، فلا ينبغي لنا أن نقول الآن إنه لا يجب أخذ تغير المناخ على محمل الجد بعد الآن.” وأعرب شويبله عن دعمه للمستشارة أنغيلا ميركل وتحذيرھا من التعجل في تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة في إطار تدابير الحد من تفشي الوباء، وقال” :أحيانا يكون ھناك تنافس في المزايدة. في البداية كان يدور الأمر حول من يقترح الإجراءات الأشد تقييدا، والآن يجب أن نكون حريصين على عدم السير في الاتجاه المعاكس.” وارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى164 ألفا و77 حالة، حتى تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا)2/ أيار( بتوقيت وسط أوروبا، وفقا لبيانات مجمعة من جامعة “جونز ھوبكينز “الأمريكية ووكالة “بلومبرغ” للأنباء. وبحسب البيانات، ارتفع عدد الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بالفيروس إلى ستة آلاف و736حالة. كما ارتفعت حالات التعافي إلى 129 ألف حالة. وسجلت ألمانيا أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد قبل حوالي 13 أسبوعا.
12
א??دא??א???????:? ?
ــ الصوم يقوي المناعة.
“صوموا تصحوا”.. الامتناع عن الطعام يقوي المناعة : ربطت دراسة أمريكية بين الصوم ومكافحة الجسم لأعراض مرض المناعة الذاتية. إذ تشير الدراسة إلى أن الصوم أو تقليل السعرات الحرارية ضمن برنامج معين يسمح بتجديد الخلايا ويمد الجسم بالعديد من الفوائد.
أثبتت دراسة أمريكية أن الصوم وتقليل السعرات الحرارية، التي يحصل عليھا الجسم لفترات معينة من الوقت يمكن أن يساعد في محاربة أعراض أمراض المناعة الذاتية التي تتنوع ما بين الذئبة الحمراء، والتصلب العصبي المتعدد وغيرھا من الأعراض ويصاب الإنسان بھذه الأمراض عادة عندما يبدأ نظامه المناعي في مھاجمة أعضاء الجسم نفسه. وذلك نتيجة فشل الجھاز المناعي لجسم الكائن الحي بالتعرف على الأعضاء والأجزاء الداخلية الخاصة به، بحيث لا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معھا كأنھا غريبة عنه ويبدأ بمھاجمتھا باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية. ما يسبب أضراراً شديدة بالجسم قد تتركز في مكان واحد أو عضو واحد مثل التھاب الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية أو قد تھاجم مجموعة من الأعضاء، ما قد يتسبب بمرض الجسم. وأجريت الدراسة بشكل مبدئي على الفئران قبل متابعة التجارب بشكل محدود على البشر، وتبين أن الامتناع عن الطعام لساعات، تناول وجبات متفرقة تحتوي على كميات محدودة من السعرات الحرارية يساعد أيضا في الحد من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد. ويقول رئيس فريق البحث من جامعة ساوث كاليفورنيا الأمريكية فالتر لونجو: “عند تناول وجبات وفق نظام معين يشبه الصوم، يتم إفراز مادة الكورتيزون في الجسم التي تبدأ في قتل خلايا المناعة الذاتية، وھذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تكون خلايا جديدة سليمة”. ويعتمد النظام الغذائي الذي توصل إليه لونجو وفريقه على الحد من استھلاك السعرات الحرارية بواقع النصف على مدار ثلاثة أيام من كل أسبوع. وأثبتت النتائج الأولية لھذه التجربة سواء بالنسبة للفئران أو البشر أن ھذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل بعض الأعراض الناجمة عن أمراض المناعة الذاتية. من جھته أفاد الموقع الإلكتروني “ساينس أليرت” المعني بالأبحاث العلمية أن الفريق البحثي أجرى العديد من التجارب على الصوم وتوصل إلى أن تناول وجبات متفرقة زمنيا لفترات متباعدة وذات سعرات حرارية محدودة لا يساعد فقط في تقليل الدھون، بل أيضا يقلل من ظھور أثار الشيخوخة والعديد من الأمراض لدى الإنسان.
ــ ھذا ما كشفه تشريح رفاة ضحايا كورونا.
في ألمانيا وفي دول أخرى أصابتھا جائحة كورونا، يدور جدل حول موت الناس بالفيروس، أم موتھم بأمراض أخرى مع الإصابة بفيروس كورونا؟ أطباء وباحثون ألمان بدأوا بنشر أبحاثھم حول ھذا الموضوع. “ينبغي اجتناب الفحوص الطبية الداخلية وتشريح الجثث والإجراءات المثيرة للجدل”، علت ھذه العبارة صفحة موقع معھد روبرت كوخ RKI في مطلع شھر نيسان /أبريل 2020، مرفقة بصورة لرفاة مرضى توفوا بفيروس كوفيد -19.
ولكن وكما يبدو، فإن الوكالة الألمانية الاتحادية المسؤولة عن الأمراض المعدية غ ّيرت رأيھا في ھذا الموضوع. فقد أكد نائب رئيس معھد روبرت كوخ لارس شاده أن مثل ھذه الإجراءات لا غبار عليھا إذا كان المرض جديداً، وبوسع الأطباء تشريح الجثة قدر إمكانھم، ولكن في ظل تحوطات السلامة
المطلوبة.
13
وتعليقاً على ما نشر في صفحة معھد روبرت كوخ مطلع شھر نيسان/ أبريل علّق رئيس رابطة الأطباء الألمان الاتحادية كارل فريدريش برغ بالقول”ھذه زلة لسان” مبيناً أ ّنه في كل حالات الوفيات الناجمة عن أمراض معدية حديثة فإن تشريح الجثة مھم جداً لتحديد مسار المرض، ويشمل ذلك كورونا. وعلى أية حال، لم يتبع كافة الأطباء توجيھات معھد روبرت كوخ التي صدرت أول نيسان على صفحة المعھد. كلاوس بوشال، مدير معھد الطب الشرعي بجامعة المركز الطبي في ابندورف- ھامبورغ يملك اليوم أكبر قاعدة معلومات ويقول “يمكننا أن نتعلم من الموتى ما يساعد الأحياء.” ابتداء من 22 / آذار وصولاً إلى 11 / نيسان ، ن ّفذ كلاوس بوشال 65 عملية تشريح لرفاة متوفين بفيروس 19-COVD ستة وأربعون ممن جرى تشريح رفاتھم كانوا مصابين بأمراض الرئة قبل إصابتھم بالفيروس، و28 منھم كانوا يعانون من أمراض داخلية، أو من أمراض أصابت أعضاء مزروعة في أجسادھم. 10 من المتوفين كانوا يعانون من السكري ومن البدانة، عشرة غيرھم كانوا يعانون من السرطان، و16 منھم كانوا يعانون من الخرف )الزھايمر(، بعض المتوفين كانوا يعانون من عدد من الحالات المذكورة مجتمعة. قاعدة معلومات الدكتور بوشال تحتوي على معلومات عن 100 رفاة جرى تشريحھا، جميعھا تؤكد أن لا أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فيروس كوفيد 19، بل أنھم جميعاً كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلّب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو من تل ّيف الكبد . ومع كل ھذا، حسبما يقول بوشال، يجب أن يؤخذ فيروس كورونا بجدية تامة، لكنه ين ّبه إلى أن المخاوف السائدة يغلب عليھا طابع المبالغة مب ّيناً أن كورونا “لم يكن مرضاً معدياً خطيراً على أية حال”. ومن ھنا يعرض الدكتور بوشال أن ھناك بعض التحديدات تخص حضور أقارب المتوفى في تشييعه ودفنه ومنھا “يجب عدم تقبيل الرفاة، لكن بوسع المرء أن ينظر إليھا أو يلمسھا على أن يغسل يديه بعد ذلك.” أبحاث في إيطاليا وسويسرا قاعدة معلومات الدكتور بوشال تدعمھا دراسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية، وھي لا تستند على التشريح، بل على مسار المرض لدى 1738 متوفى ، فعلاوة على الإصابة بفيروس كورونا فإ ّن نسبة 96.4 من المتوفين بھذا المرض كانوا يعانون من مرض واحد على الأقل، أعمھا غالباً حالات ارتفاع ضغط الدم )70 %(، السكري )32 %(، أمراض القلب والأوعية الدموية )28 %(. علماً أن متوسط
ًً
الأعمار في إيطاليا ھو 79 عاما، أما في ھامبورغ فالمتوسط ھو 80 عاما.
في سياق متصل، فإنه قد جرى تشريح رفاة 20 ممن توفوا بفيروس كوفيد 19 على يد الدكتور الكسندر تسانكوف رئيس قسم التشريح بمشفى جامعة بازل بسويسرا فتبين اصابتھم جميعاً بارتفاع ضغط الدم، كما أن أغلبھم كان يعاني من البدانة، وأن ثلثيھم عانوا من مشكلات في القلب، وثلثھم عانى من مرض السكري. ومع ذلك، فإن رئيس الأطباء في مشفى جامعة بازل يف ّضل أن لا يصف المرض بأنه “غير مؤ ٍذ”، بل يقول” كل ھؤلاء المرضى المتوفون كان يمكن أن يعيشوا عمراً أطول لولا اصابتھم
بفيروس كورونا، ربما عاشوا ساعة أطول أو يوماً أو أسبوعاً أو عاماً أطول.” كبير الأطباء في مستشفى Charité )الشارتيه( ببرلين ديفد ھورست وفي لقاء مع صحيفة “برلينر تسايتونغ” أكد أ ّن كل من توفي من مرضاه بعد اصابته بفيروس كورونا كان يعاني من أمراض سبقت الاصابة، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة، ويمضي إلى القول” بعضھم كان يعاني من البدانة، على كل حال، ھذه أمراض شائعة جداً فيمن تخطوا سن 65 في ألمانيا، والإصابة تظھر لدى ثلث أفراد ھذه الشريحة. كما نلاحظ أن الإصابات بفيروس كورونا بين أفراد ھذه الشريحة ستكون غالباً قاتلة.” وفيما يتعلق بمسار فيروس يقول د.ھورست “إ ّن الضرر البالغ الذي يلحق بالرئة سيجعلھا تمتلئ بالسوائل ما يمنع إتمام عملية تبادل الغازات التي تجري داخلھا، علاوة على أن انتشار البكتريا في الرئتين المتضررتين سيؤدي إلى مرض ذات الرئة التي تقود إلى عجز الرئتين عن القيام بوظائفھما.”
14
ويمضي كبير الأطباء د. ھورست إلى القول: “علاوة على تلف الرئتين، فا ّن جلطات الدم ستحدث مراراً، والحديث ھنا يتعلق بالجلطات التي تسري مع مجرى الدم، ثم تؤدي إلى انسدادات في الشرايين ما يسبب عوارض فشل وظيفي حاد في الأوعية الدموية” على حد وصف الطبيب المختص الذي يضيف أ ّن
الجلطات الدموية الدقيقة قد تقع في أعضاء أخرى من الجسم ما يؤدي إلى تلفھا. ولدى سؤاله عن رأيه في الجدل القائم حول موت الناس بفيروس كورونا، أم موتھم بأمراض أخرى مع الإصابة بفيروس كورونا علّق د.ھورست بالقول: “أجد الجدل مثيراً للأسى، ففي الرفات التي شرحناھا، كان كل المتوفين يعانون من أمراض سابقة، لكن إصاباتھم لم تكن وخيمة إلى درجة تھدد حياتھم” ومضى ليؤكد ضرورة عدم حصول انطباع لدى الناس بأن كورونا مرض غير مؤ ٍذ، إذا لولا إصابة
ھؤلاء الناس بمرض كورونا ما كانوا ليموتوا.
ــ ماذا لو فشل العلماء في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا؟
سباق عالمي محموم على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، يغذي آمال الملايين في انقضاء سريع للأزمة، لكن ماذا لو عجز العلماء فعلا عن الوصول لھذا
الھدف؟ وإذا حدث ذلك فلن تكون المرة الاولى. ملايين البشر حول العالم يأملون بشدة في أن يتوصل الخبراء سريعاً إلى إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد الذي ش ّل حركة البشرية .وقد انطلق بالفعل سباق
دولي محموم بين شركات الأدوية الكبرى، بل وبين الدول لتحقيق ھذا الھدف، وھناك خمسة لقاحات من بين 80 محاولة نجحت بالفعل في الدخول إلى مرحلة الاختبارات السريرية. وبات معلو ًما أنه وإذا م ّرت التجارب على أكمل وجه فإن اللقاح سيكون جاھزا في غضون سنة أو سنتين. التشديد ھنا على أن تتم الأمور على أكمل وجه. عدا ذلك فالكل مت َوقع، بما في ذلك فشل الأطباء في إيجاد اللقاح المنشود . لا ضمانات ! البروفيسور دافيد نابارو، مدير قسم الصحة العالمية بجامعة “إيمبي? كوليج” في العاصمة البريطانية لندن، ُيذكر مشاھديه في حوار أجراه مع شبكة “سي إن إن “بوجود “العديد من الفيروسات التي لم ينجح الإنسان بعد في تطوير لقاحات ضدھا”، ومن غير المستبعد أيضا انضمام “كوفيد 19” إلى قائمة ھذه الفيروسات، “فلا توجد أي ضمانات بأننا سننجح فعلا في تطوير اللقاح، أو أن اللقاحات الخاضعة للتجارب في الوقت الراھن ف ّعالة ولن تتسبب في أعراض جانبية خطيرة”، يقول الخبير. كلام “مدمر” بالفعل ليس بالنسبة للملايين الخاضعين للحجر الصحي منذ أسابيع سواء في دول أوروبا أو آسيا أو إفريقيا فحسب، بل حتى بالنسبة لرؤساء الدول والمؤسسات الكبرى، فالعالم كله ينتظر اللقاح الذي بات الحل الوحيد لمواجھة بطش فيروس لا تراه العين المجردة. ويعود ديفيد نافارو في حواره مع “سي إن إن” لتذكير العالم بأن قصة الخبراء مع الفيروسات ليست دائما موفقة، بدليل لقاح ضد مرض المناعة المكتسب )الإيدز )الذي انتشر في ثمانينيات القرن الماضي وإلى اليوم لا يوجد له لقاح. كذلك الشأن بالنسبة لحمى الضنك والتي تقول شبكة “سي إن إن” أن 400 ألفا حول العالم يصابون بھا سنويا. الفيروسات الأنفية أو الغذائية تتسبب في أعراض مشابھة لأعراض فيروسات كورونا المسببة لنزلات البرد، وھي الأخرى عجز الإنسان عن تطوير لقاح ضدھا. بدء تجربة لقاح واعد ضد فيروس كورونا، ماذا يعني ذلك بالنسبة لـ “كوفيد 19″؟ بالنسبة للعلماء، ھناك سيناريوھان لا ثالث لھما دون لقاح. تطوير دواء ف ّعال ضد المرض أو العيش بالفيروس ومع الفيروس، بكل ما يعني ذلك من مخاطر على حياة الآلاف من البشر. بيد أن التعايش مع المرض يعني أيضا أن الإنسان سيكتسب أيضا معارف إضافية عنه، كما حدث مع الإيدز.
15
فتطور مرض المناعة المكتسب في العقود الأخيرة يمنح قد ًرا من التفاؤل. فھذا المرض كان قاتلا عند ظھوره، أما اليوم فيمكن للمصاب به مزاولة حياته بشكل طبيعي، بل إن العام الماضي شھد تعافي مري ٍض في بريطانيا في سابقة تاريخية. ومنذ ظھور وباء كورونا المستجد نھاية العام الماضي في سوق للحيوانات البحرية في مدينة ووھان الصينية إلى يومنا ھذا، توصل الخبراء إلى كمية معارف وحقائق عن الفيروس بوتيرة قياسية لم تسجل مع الفيروسات الأخرى. كما أنه ت ّم اعتماد عدد من الأدوية على غرار عقار إيبولا “ريمديسفير” في الولايات المتحدة أو عقار الملاريا “كلوروكين” في فرنسا ودول شمال إفريقيا وغيرھا. ولا شك أن ھناك الكثير من علامات استفھام حول مدى فعالية ھذه الأدوية، لكن ھناك من يعتبرھا أولى الخطوات في رحلة الألف ميل.
ــ 8 مايو ــ أيار 1945: ھزيمة كاملة أم يوم التحرير؟
)ممثلو الدول الثلاث المنتصر في الحر العالمية الثانية: ستالين ترومان، تشرشل (
بعد نھاية الحرب العالمية الثانية حل الخلاف الإيديولوجي في ألمانيا المق ّسمة حول الذنب التاريخي والمسؤولية. وقد واجھت ألمانيا الغربية صعوبات أكبر من الشرق الشيوعي في مكافحة الفاشية. في 8 / مايو 1945 صمتت أخيرا الأسلحة، فالحرب العالمية الثانية التي أشعلتھا ألمانيا النازية بقيادة أدولف ھتلر في 1939 ولت. ومع الاستسلام غير المشروط للجيش الألماني انتھى سفك الدماء لملايين البشر ـ لكن أولا في أوروبا فقط، لأن اليابان المتحالفة مع ألمانيا النازية واصلت المعركة، لكنھا استسلمت في أغسطس/ آب فقط عندما رمت الولايات المتحدة الأمريكية قنابل نووية فوق ھيروشيما وناغازاكي بالنسبة إلى التحالف الدولي ضد ھتلر ـ الذي يقوده الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ـ يكون 8 مايو رغم الآلام حافزا على الاحتفال. لكن الأجواء في ألمانيا المدمرة بسبب الحرب كانت مختلفة وقسمت القوى المنتصرة ھذا البلد إلى أربع مناطق محتلة. وتتلازم الھزيمة العسكرية الكاملة مع مشاعر الذنب والخجل. فألمانيا النازية مع ھجومھا على بولندا فجرت الحرب
16
العالمية وتحملت مسؤولية جرائم إنسانية بلا نظير لھا وفي مقدمتھا القتل المنھجي لستة ملايين يھودي في أوروبا. وبالنسبة للألمان أيضا لا تترك الصدمة والرعب من ذلك لدى غالبيتھم في سنوات ما بعد الحرب المجال للتفكير بأن 8 مايو ھو يوم التحرير، على غرار ما فعل الناس بعد ست سنوات من الحرب في بلدان أوروبا التي كانت محتلة من قبل جنود ألمان. لكن المؤشرات انقلبت الآن: ألمانيا الخاسرة للحرب باتت ُمحتلة. وفي الحرب الأيديولوجية المنطلقة الاتحاد السوفيتي الشيوعي الذي انھار والحلفاء الغربيين الديمقراطيين ينكشف الانقسام الألماني وكذلك الأوروبي. في 8 مايو 1949 وبعد أربع سنوات بالتحديد عقب نھاية الحرب العالمية الثانية اجتمع في بون سياسيون من أحزاب مختلفة لتبني القانون الأساسي لجمھورية ألمانيا الاتحادية الناشئة. الليبرالي الديمقراطي تيودور ھويس عكس خلال ھذه المناسبة حول نھاية الحرب تصورا معينا بالقول: “في الأساس يبقى 8 مايو 1945التناقض المفجع والمثير للتساؤل في التاريخ بالنسبة لكل واحد منا .لماذا؟ لأننا كنا في آن واحد محررين ومدمرين”. وفي سبتمبر 1949 تم انتخاب ھويس كأول رئيس الماني أعلن بأنه يجب على الألمان أن لا ينسوا أبدا ما ألحقوه بأناس آخرين في تلك السنوات المخجلة. وأضاف ھويس: “علمنا بأمور حصلت.” وفي الوقت الذي يكافح فيه ساسة من المانيا الاتحادية من أجل انتقاء العبارات والمبادرات لنبذ الجرائم المرتكبة باسم الشعب الألماني، أحيت جمھورية ألمانيا الديمقراطية الناشئة في 7 أكتوبر 1949 نموذج الدولة المناھضة للفاشية. والرمز الواضح في الذكرى السنوية الرابعة لانتھاء الحرب ھو النصب التذكاري الضخم في مقبرة تضم رفات أكثر من 5000 جندي من الجيش الأحمر. وفي الوسط يقف جندي يحمل على ذراعه طفلا ويدوس بحذائه الصليب النازي المعقوف .وبھذا النصب الذي يرتفع على طول 30 مترا كشف الحكام في ألمانيا الديمقراطية منذ اليوم الأول عن أسلوب البلاغة لديھم في إحياء ذكرى نھاية الحرب” .المحرر” ھو اسم النصب التذكاري الكبير وھو رمز لانتصار الاتحاد السوفياتي على المانيا النازية. وفي ھذه الظروف تألقت ألمانيا الديمقراطية كحصن منيع ضد الفاشية والامبريالية .والأعداء يتم تصنيفھم غربي نھر الألب والأطلسي وفي مقدمتھم ألمانيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية. ومن أجل تعاطي انتقادي مع المسؤولية الألمانية على الجرائم خلال زمن النازية لا يبقى مجال متسع .والشخصية البارزة ھي فالتر أولبريشت الذي دفع إلى الأمام بتفويض سوفياتي توحيد الشيوعيين والاشتراكيين بشكل إجباري تحت مظلة حزب الوحدة الاشتراكي .وتحت قيادته أصبح 8 مايو “يوم التحرير” وتحول إلى تقليد سنوي متجدد استغلته ألمانيا الديمقراطية حتى نھايتھا للدعاية الرسمية. وعلى ھذا النحو استغل أولبريشت الذكرى السنوية العاشرة لانتھاء الحرب لتصفية الحسابات مع انضمام ألمانيا الاتحادية إلى حلفشمالالأطلسي.وخلالمھرجانخطابيشعبيبحضور 200.000شخصفيبرلينالشرقيةاتھم الغرب بالوقوف ضد إعادة توحيد ألمانيا، في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا الديمقراطية “كدولة محبة للسلام والديمقراطية من أجل ذلك.” وفي الوقت نفسه اعتبر المستشار كونراد أديناور عضوية الناتو التي دفع بھا إلى الأمام كدليل ثقة في الديمقراطية الفتية. وأوضح أن الشعب الألماني دفع ثمن جرائم قيادة عمياء “بآلام لا حدود لھا”، على حد قول ھذا المستشار المسيحي الديمقراطي في باريس بعد عشر سنوات من نھاية الحرب وأضاف: ” ومن خلال ھذه الآلام تحقق تطھيره وتحوله.” وفي الذكرى السنوية الـ 20 لنھاية الحرب يستخدم خلف أديناور لودفيش إرھارد كأول سياسي سامي في الغرب كلمة “التحرير”. “فإذا انتھى الظلم والغطرسة في العالم مع انھيار ألمانيا الھتلرية، فإن ذلك يمثل سببا للإنسانية لإحياء الـ 8 مايو كيوم للحرية.” وتحت قيادة وزير الخارجية السابق فالتر شيل الذي أصبح رئيسا لألمانيا في عام 1974تغير الأسلوب البلاغي الألماني الغربي حول أھمية 8 مايو 1945:” تحررنا من نير مرير، من الحرب والقتل والعبودية والوحشية”، كما قال شيل في الذكرى السنوية الثلاثين لنھاية الحرب مضيفا: “لكننا لا ننسى أن
17
ھذا التحرير جاء من الخارج وبأننا نحن الألمان لم نكن قادرين على التخلص لوحدنا من ھذا النير”. وقال رئيس الدولة يذكر بأن ألمانيا لم تفقد شرفھا انطلاقا من 1945، بل منذ تولي ھتلر السلطة في 1933. وتوصل إلى تصورات مشابھة في 1985 رئيس آخر ھو ريتشارد فون فايتسكير الذي ُيعتبر خطابه في الذكرى السنوية الأربعين لنھاية الحرب في الإدراك العام الأھم في ھذا الموضوع. لكنه ليس الأول الذي تحدث بوضوح عن “يوم التحرير”. فالمستشار الألماني ھلموت كول فعل ذلك في نفس السنة مرتين. أولا في فبراير في “تقريره حول وضع الأمة في ألمانيا المقسمة” وفي 21 أبريل بحضور الرئيس الأمريكي رونالد ريغن بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لتحرير معسكر الاعتقال بيرغن بيلزن.
ــ من فوائد كورونا.. تراجع كبير في عدد حوادث السير في ألمانيا
تراجع عدد الحوادث المرورية على الطرق الألمانية بشكل كبير أثناء جائحة فيروس كورونا، وسط القيود المفروضة على حركة المواطنين، حسبما أظھرت معلومات من الشرطة وشركات التأمين وجھات الإنقاذ الجوي .شھدت الطرق الألمانية نشاطاً أقل على الطرق خلال شھري آذار/مارس ونيسان/أبريل
بسبب كورونا ما أدى إلى تراجع كبير في عدد الحوادث العمل من المنزل والتباعد الاجتماعي ومنع التماس المباشر بسبب جائحة كورونا قلل إلى حد كبير من مغادرة الناس لمنازلھم خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكان لھذا تأثير على حركة المرور في شوارع المدن .ما أدى إلى تراجع واضح في حوادث المرور في ألمانيا كما أفادت بيانات مجموعة “آر + في /
“R+V للتأمين الألمانية التي كشفت أن عدد طلبات الأضرار عن المركبات التي تقدمت للشركة في نيسان قد تراجعت بنسبة 20 %، مقارنة بالشھر نفسه من العام الماضي. كما أبلغت شركة “أليانز” للتأمين وغيرھا عن تراجع واضح في الحوادث خلال الفترة من آذار/ حتى نھاية نيسان. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية )د ب أ( )12 / أيار( عن متحدث باسم نادي السيارات الألماني )ADAC( أنه تم استدعاء مروحيات الإنقاذ الجوي للحوادث 1300 مرة من كانون الثاني إلى مطلع أيار/ مايو. ويقل ھذا بمقدار 200 مرة عن الفترة نفسھا من العام الماضي، بتراجع وفي شھر نيسان/ أبريل الماضي تراجعت حوادث السيارات والمشاة بنسبة 44 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين تراجعت حوادث الدارجات النارية بنسبة 21 %. لكن حوادث الدراجات الھوائية فقد زادت بنسبة كبيرة جدا وصلت إلى 75 بالمائة. وأفادت بيانات نادي السيارات الألماني بأنه بشكل عام كان ھناك نشاط أقل على الطرق خلال الفترة من منتصف آذار حتى نھاية نيسان. وأحصى الخبراء 467 حالة اختناق مروري على الطرق السريعة اليوم الأخير من آذار، لكن في الاثنين الأخير من نيسان ، كان الرقم 905 وذلك بعد تخفيف قيود العزل وبدء المواطنين بالعودة إلى أعمالھم .
ــ ازدياد “الجرائم السياسية” وتراجع “الجرائم الدينية” ازدياد الجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا العام الماضي صاحبه انخفاض في عدد الجرائم ذات الدوافع الدينية، ومنھا الإسلامية بشكل ملحوظ، وفقاً لإحصائية حديثة للشرطة الألمانية توضح سبب ھذا التطور، %93من مرتكبي الجرائم المعادية للسامية ينتمون للتيار اليميني المتطرف. الصورة لمجموعة يمينية متطرفة تتجول في شوارع ميونخ ارتفع عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا على نحو ملحوظ العام الماضي، لكن ليس في كل التيارات .فبينما ارتفع عدد الجرائم التي نفذھا جناة من التيار اليميني واليساري، رصدت سلطات الأمن تراجعاً بنسبة تزيد عن %27في الجرائم ذات الدوافع الدينية، لتصل إلى 425 جريمة، بحسب الإحصائية الجنائية للشرطة الألمانية.
وقد يكون أحد أسباب ھذا التراجع ھو خيبة الأمل التي ألمت ببعض الإسلاميين عقب انحسار تنظيم داعش الإرھابي في سوريا والعراق. كما حظرت ألمانيا على مدار الأعوام الماضية العديد من
18
التنظيمات الإسلامية المتطرفة، مثل “دائرة الإسلام الناطقة بالألمانية في ھيلدسھايم” عام .2017 وارتفع إجمالي عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية التي سجلتھا الشرطة العام الماضي بنسبة نحو %14 إلى 41177جريمة. كما سجلت السلطات ارتفاعاً بنسبة %13في الجرائم المعادية للسامية لتصل إلى 2032 جريمة. ووفقا لبيانات الشرطة، فإن %93 من مرتكبي الجرائم المعادية للسامية من التيار اليميني
المتطرف. كما ارتفعت الجرائم المعادية للإسلام بنسبة 4.4% لتصل إلى 950جريمة. تجدر الإشارة إلى أن الإحصائية الخاصة بالجرائم ذات الدوافع السياسية تسمى بـ”الإحصائية الواردة”؛ أي أنھا ُتحصي الجرائم بناء على الاشتباه المبدئي .ومن المقرر أن يعلن وزير الداخلية الألماني ھورست زيھوفر ورئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية ھولغر مونش التقرير السنوي للجرائم ذات الدوافع
السياسية رسمياً في وقت لاحق اليوم )27 / أيار.
ــ التغير المناخي يھدد الكثير من المناطق بالاختفاء عام 2050
إذا لم تتعاف الأرض من ذوبان الغطاء الجليدي في القطبين وارتفاع منسوب البحار والآثار الأخرى السلبية للتغير المناخي، فإن النتائج ستكون كارثية بما في ذلك تعرض الكثير من الأماكن على سطح الكرة الأرضية للاختفاء . أظھرت دراسة علمية جديدة قام بھا باحثون من منظمة “كلايمت سنترال “الأمريكية غير حكومية نھاية عام 2019 الآثار المدمرة للتغير المناخي على الكوكب الأخضر. وتبين الدراسة أجزاء من العالم يمكن أن تغمرھا المياه بحلول عام 2100 بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر، بحسب ما تظھره الخريطة التي نشرھا موقع “كلايمت سنترال” غير حكومي. واعتمد العلماء بمساعدة برنامج كمبيوتر في دراستھم على 51 مليون من البيانات تسمح بالتنبؤ في كيفية تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على الأرض بحلول عام 2050 وكذلك عام 2100 على التوالي. استنتاج الباحثين كان مخيفا حيث أظھر أن 640 مليون شخص مھددون بفقدان منازلھم إذا فشل المسؤولون في إجراء تغييرات جذرية على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، حسب ما جاء في موقع “إم إس إن” الألماني. ارتفاع منسوب مياه البحر يمكن أن يجعل الكثير من المناطق في آسيا تتأثر بشكل خاص، ولكن مدناً بأكملھا يمكن أن تختفي أيضاً تحت الماء في غضون 80 سنة القادمة في أوروبا. مدن على سبيل المثال مثل البندقية ولندن ولشبونة وبوردو وأنتويرب وأمستردام ستصبح غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات المستمرة. ألمانيا كذلك ليست بمنأى عن تنبؤات الدراسة، وعواقب ھذا التطور ستكون مأساوية على مدن شمالية مثل ھامبورغ وبريمن وأولدنبورغ وجزيرة زيلت التي يمكن أن تغمرھا المياه تماما بحلول عام 2100.
19