خالد أحمد زكي .. جيفارا العراق .. لم تكن الاحداث التي عصفت بمنعطفات تاريخية عالمية وعربية بمعزل عن سير الاحداث في العراق . أعدام القائد الثوري جيفارا عام ١٩٦٧ .. وهزيمة ٥ حزيران عام ١٩٦٧ .. حركة ربيع براغ عام ١٩٦٨ وأحتلال الدبابات السوفيتية العاصمة الجيكية ( براغ ) . أنتفاضة الطلبة في باريس ومساندتها من عشرة ملايين عامل أدت الى تغير الجمهورية الخامسة في فرنسا . كان المهندس العراقي خالد أحمد زكي يقيم في لندن وعمل مساعدا لمنظمة ( برتر اند راسل ) للسلام وأصبح سكرتيرها . ورئيس جمعية الطلبة العراقيين في لندن . وكان شيوعياً ناشطاً معتداً بمواقفه الثورية مما تصادم مع ألية وبيروقراطية العمل الحزبي في أوربا . عام ١٩٦٦ً حزم حقائبه تاركا العاصمة لندن الى مدينته بغداد والتي كانت تعج بالمخاضات السياسية والانقلابات . في بغداد لم يلقي ذلك الترحيب من رفاقه في قيادة الحزب حيث سمعته سبقته في المواقف المعارضة لسياسة الحزب . في أهوار العراق بين غابات القصب وأحراش البردي راح يحلم حلمه الجيفاري بانتفاضة مسلحة مع قلة قليلة من الرفاق . كانت هور الغموكة في جبايش الناصرية نهايته المأساوية بنهاية حلمه الثوري بعد أن أقتحموا مركزين للشرطة وأستولوا على أسلحتها فظلوا الطريق مما حوصروا من قوات النظام والطيران وبعد يومين من معركة بطوليه ماتوا وهناك من تسلل تحت جنح الظلام ونجا وروى قصة وحلم ١١ شيوعيا ًعراقيا ً . وممن وثق تلك الاحداث من تاريخ العراق الناصع الروائي السوري حيدر حيدر في روايته ( وليمة لاعشاب البحر ) . حيث طبعت عشرين مرة وما زالت مثار جدل وأهتمام . وبعد أحتلال العراق صدرت رواية ( الحلم الكبير ) للكاتب أحمد خلف سطر بها بطولة ١١ شيوعيا عراقيا من خلال شخصية خالد أحمد زكي .
محمد السعدي
حزيران / ٢٠٢٠
