أمرأة من بلاد الشرق .
غادة السمان .. كاتبة وأديبة وشاعرة سورية , ولدت في دمشق في مطلع الاربعينات لعائلة سورية دمشقية ميسورة الحال , والدها كان من رجالات الدولة والعلم ومن هنا كانت بدايتها مع الابداع والادب والحياة . من باريس تواصل عطاءاتها في الصحافة والابداع ورسائل حب مرت في حياتها من الشاعر كمال ناصر مرورا بأكثر صخبأ وجدالأ المناضل غسان كنفاني وأخيرا وليس أخر مع الشاعر اللبناني أنسي الحاج وقد تطول قائمة المحبيين والمعجبين .
تزوجت غادة في حياتها مرة واحدة من مالك دار نشر الطليعة في بيروت بشير الداعوق البعثي الانتماء وأنجبت منه ولدأ سمته حازم تيمننا بأحد أبطال روايتها( ليل الغرباء ) . تعرض زواجها هذا الى أفتراضات من البعض وأعتبروه بمثابة علاقة النار بالثلج لاختلاف طباع الشخصيتين , لكنها عاشت معه حياة زوجية طبيعية وشاركته بهموم الحياة ومسراتها , ولازمت حياته باصعب ظروفه لتعرضه الى المرض , وباتت مخلصة له الى أخر يوم في حياته . لكن في حياتها تفاصيل وأسرار من قصص ورسائل حب مع مبدعين عرب في محط أهتمام وتناول روادها ومعجبيها ومتابعيها . كتب لها غسان كنفاني الشاب المسيحي الفلسطيني (( أنت من جلدي , وأحسك مثلما أحس بفلسطين , ضياعها كارثة بلا أي بديل , وغيابها دموع , تستحيل معها لعبة الاحتيال .. فكتبت له , أيها البعيد كذكرى طفولة , أيها القريب كأنفاسي وأفكاري أحبك وأصرح بملء صمتي أحبك )) . ولعدة سنوات كانت الرسائل متبادلة بينهم الى حد الهيام لكنهما لم يلتقيا ، وكان هذا النوع من الادب الراقي والغير رسمي غير متعارف عليه في أوساطنا الأدبية .
وتكتب له مرة أخرى في روعة لهفتها له .. ضمني أليك كالكفن وكن موتي الاخير .
تلك الرسائل , التي أطلق سراحها أعتبرها البعض تمس وتأثر على جانب مفاوضات أوسلو في وقتها.
تمكث منذ سنوات في عرينها الباريسي بدون أي أطلالة صحفية أوأعلامية عبر وسائل الاعلام بعد أن أصيبت بخيبة أمل بأخر أطلالة لها من القاهرة .. أكتشفت أن المذيعة التي تجري حوارأ معها لم تقرأ حرفأ واحدا عنها ولا على نتاجاتها الادبية .
وأخيرا تداول متابعيها عبر عدة نوافذ رسائل حب وأعجاب جديدة بينها وبين الشاعر البناني أنسي الحاج . وكشفت بعد موته العدد الكبير من الرسائل بينهما ، وكان أعجاب متبادل لكنه لم تكشف هذه الرسائل أن وقعت لقاءات بينهما .
محمد السعدي