سعدي يوسف
حيدر يا ولدي..
ولدي هل أضعنا الطريق إلى البيت؟
كانَ لنا منزلٌ قد وُلِدتَ به أنت..
لا شكَ أني هرمتُ وذاكرتي وهِنت مثل عينيّ
لكنك الآن يا ولدي تتساءلُ عن بيتنا:
كيف؟
ماذا أقول إذاً للضيوف الذين يجيئون؟
ماذا أقول لمن يرسلون الرسائل؟
.
.
يا ولدي قل لهم إنني أعرف الدرب
أخبرهمو بالذي أتذَكّرُ..
بيتي على النهر لا شكّ
بيتٌ به نخلةٌ
وحديقةُ وردٍ
ونافورةٌ للحشائشِ
ليمونتان
وأرجوحةٌ أنت تعرفها جيدا..
ولدي!
موقفُ الباص كان قريبًا من البيت
قد كنت تقصدهُ أنت يا ولدي حينما تقصد المدرسة
هل تذكرتهُ؟
هل تذكرتني؟
فلْتُعنّي . . . بُنيّ.