السياسة الأمريكية بين شخص الرئيس والنظام
ضرغام الدباغ
شاهدنا وسمعنا وقرأنا، والعالم بأسره، بدهشة، واستغراب، حتى لمن يعتبر نفسه مراقباً ومتتبعاً ومختصاً في الشؤون الأمريكية تصريحات جون بولتون ومقابلاته مع الصحفيين، وتعقيبات المختصين، وضجة غير مسبوقة في(Social media) وسائط الإعلام عن كتاب وضعه بولتون، وسينشر بعد أيام في الولايات المتحدة، وردود الأفعال،
وخلاصة تصريحات ومقابلات السيد بولتون، وأراؤه التي ضمنها في كتاب مثير للجدل حتى قبل صدوره، ” في الغرفة حيث حدث ” (The room where it Happened) ، وهو كتاب بلا شك مثير جداً، سنرتقب صدوره بالعربية، لأن ترجمته قد تكون مكلفة مالياً، وليس في طاقة فرد أو دار نشر صغيرة.
من خلال ما تيسر لنا من معطيات، توصلنا إلى تحليلها، وإفادة القراء بما يفيد في فهم وإدراك أبعاد المرحلة التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بتقديرنا مرحلة مفصلية، ربما تنطوي على متغيرات هامة ستنعكس في شتى أشكال الحياة السياسية والاجتماعية الداخلية، وفي السياسة الخارجية.
- إنها ليست المرة الأولى التي يعمد إليها موظف سابق مرموق المكانة، إلى تدوين مذكراته عن المرحلة ” السابقة “، ومعنى السابقة هنا على الأرجح، هي حلول رئيس جديد وإدارة جديدة، ولحزب جديد(جمهوري أو ديمقراطي)، ولم يحدث أن موظف عمد إلى كشف (فضح) ما كان يدور خلف جدران الغرف السرية، وتفاصيل عن ثغرات في إدارة الرئيس، أو شخصيته. وإن حدث شيئ من هذا القبيل، فليس قبل انقضاء ولاية الرئيس وبدء مرحلة جديدة.
- لا يمكن اعتبار السيد بولتون يعمل لصالح جهة أجنبية، فالرجل خلفه تاريخ وسيرة لا تشوبها شائبة. ولد عام 1948، في عائلة متوسطة الحال(والده إطفائي) ووالدته ربة بيت، وعاش في أحياء عمالية، دخل جامعة مرموقة (جامعة يال)، وأكمل بكالوريوس قانون، ثم الدكتوراه متفوقاً بدرجة أمتياز،(وقدراته وتفوقه مكنته من الدراسة في جامعة ممتازة)، ثم أدى خدمته العسكرية في الحرس الوطني وساهم في الحرب الفيتنامية، رغم انه كتب في مذكراته لاحقاً انه لم يكن يشتهي الموت في بلاد آسيوية بعيدة. ومن عام 1983 وحتى عام 1985 عمل في مكتب محاماة بواشنطن، لعدة فترات. وللفترة من (1981 ــ 1983) عمل بولتون في مكتب مهم ” الوكالة الأمريكية للتعاون والتطور الدولي ” ثم في وزارة العدل، (1985 ــ 1989) وبدأ يتكون كشخصية مهمة في صفوف الحزب الجمهوري، وقبل ولاية الرئيس بوش، كان قد تكرس اعتباره من المحافظين الجدد (Newconservatv)، وبين 1997، و2000 عمل بولتون في الأمم المتحدة بمعية الأمين العام الغاني كوفي عنان كمبعوث في قضية الصحراء الغربية. وفي 2001 عمل بولتون في قضايا السيطرة على التسلح، والأمن الدولي. وعمل في الملفات الكورية الشمالية. وفي 7 / مارس / 2005 أقترحه جورج بوش كسفير للولايات المتحدة في الأمم المتحدة. ولكن شخصية بولتون قوية ومثيرة للجدل، إذ عرف بصلابته. وهذا أمر لم يكن يخلو من المشاكل. لذل جاء تعينه كسفير في الأمم المتحدة بقرار مباشر من الرئيس بوش الأبن، وهو ما يسمح به الدستور ولكن لفترة محددة. وفي الانتخابات التي فاز بها الجمهوريين كان أسم بولتون يتردد بوصفه من وجوه اليمين المحافظ ويرشح لمنصب وزير الخارجية. وللفترة من 2013 وحتى 2018 ترأس بولتون معهد جيتستون (Gatestone Institute) المناهض للإسلام، ولكن المعهد زجه انتقادات له لقيامه بنشر معلومات غير صحيحة. وفي 22 / مارس ــ آذار / 2018، أعلن الرئيس ترامب أن بولتون سينضم لإدارته كمستشار للأمن القومي. خلفاً لماكماستر، وكان هذا يعني أن ترامب في طريقه لاتخاذ مواقف متشددة إلى جانب الإسرائيليين، وضد الكوريين الشماليين وعن تورط الروس في التدخل في الانتخابات الأمريكية.
- هذه السيرة الشخصية لبولتون، لا تضعه في دائرة الشكوك حين ينتقد الرئيس ترامب. فهو الشخصية المتشددة في أوساط القرار السياسي سواء في مراحل صياغته، أو في مراحل اتخاذه. وإن كان هو لا يحبذ أن يعتبر صقراً من صقور اليمين المحافظ (المتطرف). فيما وصفت صحيفة زيورخ الجديدة (السويسرية) بولتون ” بالقومي الصلب ” وهو ينفع لمسايرة سياسة ترامب …!
- بولتون لا يذيع سراً مجهولاً بوصفه الرئيس الأمريكي بالغبي والساذج، فالرئيس الأمريكي ترامب لا يعلم أن بريطانيا دولة نووية، بل ويسأل رئيسة وزراء بريطانيا ” هل عندكم قنبلة نووية ؟ “. أو يسأل مستشاره، ” هل فنلندة مقاطعة روسية ..؟” .
- الحقيقة أن أكثر من رئيس أمريكي هو على هذه الدرجة من السذاجة، كالرئيس ريغان، الذي كان يغلف جهله بالمزاح وإطلاق النكات، والرئيس بوش الابن كان غبياً لدرجة أنه لا يعرف منظمة أسمها ” أوبك “، ولا يعرف أسماء دول مهمة، بل أنه لا يحسن اللغة الإنكليزية، ويتحدث الأسبانية أفضل منها، لأنه كان يعاشر الشبان اللاتينيون في الأحياء المنحطة.
- الولايات المتحدة لا تعرف إلا عدداً قليلاً جداً من الرؤساء المتعلمين أو من ذوي الخبرة في العمل السياسي كالرئيس نيكسون أو بوش الأب، ولكن سواهم كانوا بسطاء، ولا سيما ريغان، وبوش الأبن، وترامب.
- ليس عفويا أن تنتج هوليود (مدينة السينما) أفلاما عديدة عن خلع الرؤساء، أو تورطهم بعلاقات فاحشة، فالأمر يدور لترسيخ حقيقة ، هي في الواقع معروفة للسياسيين والمتتبعين، ولكنها قد تبدو بعيدة عن تصور عامة الناس، الرئيس الأمريكي، هو المعبر والممثل التنفيذي لمجموعة سلطات ودوائر أمريكية علنية وخفية، وعملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة عملية معقدة جداً، وأعقد منها قانون الانتخابات، وطريقة انتخاب الرئيس الأمريكي.
- والسؤال يطرح نفسه، لماذا ينتخب الناخب الأمريكي رئيساً لا يمتلك قدرات عقلية وثقافية تؤهله لهذا المنصب الخطير ..؟. وتتحدث دراسات في الرأي العام، أن الناخب الأمريكي يهتم بدرجة أساسية بالضرائب والموقف المالي، وهذه خاضعة لتقارير يعدها خبراء ماليون محنكون، يدخلون الناخب في متاهات الأرقام والنظريات. والمرشح للرئاسة نفسه محاط بخبراء ومستشارين يعدون له خطاباته وتصريحاته.
- تطرح هذه المعطيات تساؤلاً دقيقاً : من يحكم الولايات المتحدة حقيقة … ؟ وهل يمكن أن يتعرض هذا الكيان العملاق لهزة تقسمه داخلية، معززة بموقف دولي جديد يتمثل بقيام قوى عظمى تملك قوى اقتصادية تقسم الولايات المتحدة إلى عدة دول ..؟ هل يمكن أن تتطور قوى سياسية / اقتصادية خلال قرن، وتقوم خارطة سياسية جديدة بناء على تقاسم نفوذ جديد ..؟
- مسألة انهيار النظام في الدول الرأسمالية (أميركا تحديداً) كتب عنها الكثير، وهناك عشرات(ما لم نقل المئات) من الأعمال العلمية لمفكرين وأساتذة أمريكيين، وأوربيين عن موت النظام الغربي، وهو قائم بقوة الاستمرار، وقوة الدولة والقانون، والأجهزة. وانهياره ليس أمرا مستحيلاً.
- يلمح جون بولتون لهذه الاحتمالات، وأن الضغوط الخارجية، وسوء تعامل الولايات المتحدة مع الملفات (رغم أنه يساهم بها منذ نحو عقدين) ولكن أيضا يشير الموقف الداخلي إلى نقاط ذروة، لا يمكن اختصارها بالتميز العنصري والعرقي ضد الأصول الأفريقية (18 ــ 20%) من الشعب الأمريكي، وإذا أضفنا التميز الذي يحصل ضد الآسيويين : الصينيين واليابانيين، ثم الهنود، واللاتينيون، والمسلمون، فالحصيلة ستكون استحالة التعايش في مجتمع منقسم طبقياً / اجتماعياً، وعرقياً ودينياً، في نظام بدأ يفقد خصائصه الديمقراطية بسبب طغيان اليمين المتطرف / العنصري، وطغيان أفكار أشبة بالنازية، وهذا ما يدركه مفكرون وعلماء اجتماع أمريكيون ويحذرون منه منذ سنوات طويلة.
- يتحدث بولتون أن الرئيس ترامب قد فرط بالتباحث عن موضوعات داخلية مع رؤساء أجانب كالصين، مقابل تأييده في الانتخابات المقبلة، وإطلاق الأستيرادات الصينية من المنتجات الزراعية من شأنه أن يحسن حظوظ ترامب في الانتخابات، وأنه أيد الصين في قمعها غير المبرر للمسلمين الأيغور في الصين، أو في معاناة شعب التيبت.
- بولتون يؤكد أن الهاجس الأعظم للرئيس ترامب هي الانتخابات المقبلة، وفي رأيه أنها تفوق عنده مصالح الولايات المتحدة. وترامب تاجر يتعامل بالصفقات، ويتحدث بلغة السوق، ومن يستمع له يعتقد أنه أمام مدير مبيعات شركة.
- ديري وبعد معايشتي الدقيقة للأحداث في الغرب، أن يقوم موظف رفيع المستوى (بكشف) ما يعتبره (أسراًراً) هي عملية تسويق للكتاب أكثر مما هي أسرار فعلاً. فمثلاً استخدام الرؤساء لألفاظ نابية ليست غريبة، وميلهم لضمان ولاية ثانية عمل قام به كافة الرؤساء الأمريكان دون استثناء. والكشف عن الفضائح الجنسية بتقديري لا أهمية لها، هي مثيرة بأعين الناس العاديين في ميلهم لمعرفة الفضائح لا أكثر، عدا حالة الرئيس كلينتون، فتلك استثنائية.
- موقف الولايات المتحدة من قضايا الشرق الأوسط معروف حتى تفاصيله الدقيقة، ولكن الأنظمة العربية وتركيا، كل لها طريقتها الخاصة بالتصرف حيال هذه النقطة، ولكن الجميع يعلم أنهم مستهدفون وأن هناك برنامجاً عدائياً تفصيلياً موجه للعرب والمسلمين، ومعظمهم يعتقد أن لا مصلحة بالصدام، أو تعميق العداء. وأن المستقبل كفيل بحل هذه الأزمة من خلال التحولات المهمة على مسرح السياسة الدولية.
- ولكن في الولايات المتحدة لا يحصل شيئ بالصدفة، ولا سيما إذا كان الشيئ كبيراً كأختيار رئيس جمهورية الولايات المتحدة.وترشح أي شخص لهذا الموقع يمر بعدة فحوصات، والرئيس ترامب بصفة خاصة معروف جيداً، لذلك وجوده ليس مصادفة، بل يمكن القول، أنه يحمل خواص رجل المرحلة.
- الكشف عن بساطة الرؤساء الأمريكان معروف، وتحديداً الرئيس ترامب, فقد تصادف قبل أكثر من عام، أن نشرت في وسائل الإعلام نص رسالة كان قد أرسلها الرئيس ترامب إلى موظفة في الإدارة، ردت عليه بأن يهتم بتعليم نفسه اللغة الإنكليزية، فرسالته ملئية بالأخطاء، وهذه الثغرة ليست في شخص الرئيس، بل وأيضاً في جهازه الإداري الذي سمح بهذا الكم الكبير جداً من الأخطاء في صفحة واحدة (الرسالة طياً).
- هل ستضيف بولتون شيئاً على المشهد الأمريكي ..؟ الأمريكيين لا يهتمون كثيراً بأقوال الحكماء، فمن الممكن أن يؤثر في الرأي العام مواد أكثر بساطة قادر المواطن العاني على استيعابها وهضمها. ولكن مع ذلك فالكتاب سيعزز فكرة أن الحاكمين هم حفنة يوجهون السياسة لمصالحهم، ويتعزز رأي ضرورة وجود آليات تحمي القرارمفردات المشهدأثير الأشخاص، الرئيس أم من هم في بطانته.
بتقديري، أن التأثيرات العالمية المتمثلة ببروز قوى عالمية، وتراجع المكانة الاقتصادية الأمريكية من خلال بروز مراكز اقتصادية جديدة في العالم في مقدمتها الصين، ويقابلها المزيد من التمزق في النسيج الاجتماعي الأمريكي (والغربي عامة) ستكون عوامل مؤثرة. وأن هذه العمليات ستدور خلال العقود المقبلة ونتائجها لا يمكن توقعها بين سنة وأخرى، ولكن القارئ والناظر لصورة وطبيعة مفردات المشهد السياسي عام 1945، سيلاحظ الفرق الكبير جداً في الخطوط التفصيلية وحتى الرئيسية.
في ثلاثينات القرن المنصرم، كتب العالم الألماني أزوالد شبنغلر (Oswal Spengler) أسماه ” تدهور الحضارة الغربية ” ، تنبأ فيه بسقوط الحضارة الغريية بعد أن لم يعد بإمكانها أن تكون حلم البشرية، وأبتداعه الاستعمار والإمبريالية والنازية، وأن النظام الديمقراطي هو نظام مزعوم وما هو إلا لصالح الأوليغاشيا الصناعية تتحكم بكافة مفاصل البلاد وتحتكره
(الصورة: رسالة كان الرئيس ترامب قد أرسلها لسيدة أمريكية فأعادتها له تظهر أخطاؤه الكثيرة باللغة الإنكليزية ….! )
الرجل الذي عرف كل شيئ
هذا عنوان لمقال طويل نسبياً نشر في إحدى الصحف المهمة في ألمانيا (الزمن / Die Zeit )، والعنوان نفسه كعنوان فلم سينمائي أمريكي قديم ربما في أوائل الخمسينات مثله جيمس كاجني، والأمريكيون لهم طريقتهم في التعبير، وفي العناوين المرحة.
مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقف إلى جانب الرئيس حين حاولوا عزله، ولكنه بعد عزله الرئيس، كتب بولتون هذا الكتاب وأستلم حقوق نشره (2 مليون دولار)، وهو ليس بالمبلغ الكبير في هذه الظروف، ولكن صناعة الكتاب قد تراجعت، وأنتشر الكتاب الالكتروني، وبالفعل قبل أن يصدر الكتاب (سيصدر يوم 30 / حزيران / 2020) انتشرت النسخ الالكترونية المجانية، حتى وصلتنا الكتب في ألمانيا (وردتني نسختان الكترونيتان).
المقال من تحرير : جوانا روث (Johanna Roth).
ترجمة بتصرف : ضرغام الدباغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من نقاط المقال المهة :
ــ أن الرئيس ترامب طلب من الرئيس الصيني زيادة الاستراد الصيني من فول الصويا، والقمح الأمريكي، وهو سيمنح ترامب شعبية متزايدة تساعده على الفوز في الانتخابات المقبلة.
ــ تدخل ترامب لدى الصين لفتح تحقيق مع أبن جو بايدن المرشح الديمقراطي(في حادثة شخصية في الصين)، ويصف بولتون ترمب بالافتقار إلى القدرة الفكرية والمعرفة على حكم البلاد، وإدارة سياسة خارجية معقولة. فقد سأل ترامب مرة مستشاره ما إذا كانت فنلندة تابعة لروسيا ..؟
ــ الولايات المتحدة بأنسحابها من منظمة الصحة الدولية فسحت المجال لتوسع صيني، وكان ترامب قد شجع الرئيس الصيني على وضع المسلمين الصينيين في معسكرات اعتقال، ثم عاد ووقع مرسوماً بفرض عقوبات على الصين لنفس السبب ..!
ــ بولتون لم يشارك في أستجواب الرئيس ترامي وعزله، ولكن الرئيس كافأه بالعزل، لذلك يريد الانتقام. رغم وجود الكثير من الأسباب لعزله، وقال ” عرقلة سير العدالة هي طريقة حياة ترامب “.
ــ ينظر البعض في دهاليز السياسة الأمريكية أن بولتون الذي عمل لعقود مع الجمهوريين، ومع ترامب، يريد الآن أن ينسحب من كل مسؤولياته، وتصحيح دوره.
ــ إن تعطش ترامب للسلطة والقيام بكل ما في وسعه لإعادة انتخابه ليس أمراً جديداً، ومن غير المرجح القيام بمحاولة أخرى لعزله قبل نوفمبر / تشرين الثاني. وماذا سيغير الكتاب ..؟ لا شيئ.
ــ ــ بغض النظر عن الكتاب وتأثيراته، فإن فشل ترامب في الانتخابات أمر وارد، ولربما يعزز الكتاب وأخبار تفاهمه الشخصي مع الصين قناعات الرافضين للتجديد.. ويؤكد بولتون أن إعادة انتخاب الرئيس لأربع سنوات أخرى سيكون فقط لمصلحة الرئيس الشخصية.