الكتابة
المقالة الثانية
- المرحلة الصوتية Phonetic :
كانت الكتابة في الصدر الأول من الإسلام تتم على الرقاع ، وهي قطع من جلد الإبل أو الغزال ، وتعد جلود الإبل البيضاء أفضلها وانسبها للكتابة ، ومن ثم كانت تجمع الأوراق أو الشرائح في مجلدات ضخمة . كتب المسلمون ما تيسر من آيات القران الكريم على شكل آيات مقطعة أو سور متصلة من إملاء رسول الله صلى الله عليه واله.
أخذ الخط مكانة مهمة في نفوس الناس وقيل فيه كثيراً ، سئل الصولي متى يستحق الخط العربي بأن يوصف بالجودة فقال : (( إذا اعتدلت أقسامه ، وطالت ألفه ولامه ، واستقامت سطوره ، وضاهى صعوده حدوره ، وتفتحت عيونه ، ولم تشتبه راؤه ونونه ، وأشرق قرطاسه ، وأظلمت أنفاسه ، ولم تختلف أجناسه ، وأسرع إلى العيون تصدره ، وإلى القلوب تنحره ، وقدرت فصوله ، واندمجت أصوله ، وتناسب دقيقع وجليله ، وتساوت أطنابه ، واستدارت أهدابه ، وصغرت نواجزه ، وانفتحت محاجزه ، وخرج عن نمط الوراقين ، وبعد عن تصنع المحررين ، وخيل أنه يتحرك ، وهو ساكن)) .
قيل إن أول من وضع الخط رجل من طي ، كان قد سمى كل زاحد من أولاده بكلمة من أبي جاد وهم ثمانية . وقيل إن أول من اخترع وألف بين حروف الخط العربي ، كانت جماعة مكونة من ستة أشخاص من مدينة طسم في الجزيرة العربية . وكانوا ينزلون عند عدنان بن أدد ، وكانت أسماؤهم : أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت .فوضعوا الكتابة والخط على وفق أسمائهم ، ولما وجدوا في الألفاظ حروفاً هي ليست في أسمائهم ألحقوها بالحروف الأولى وأطلقوا عليها اسم الروادف وهي : التاء ــ الخاء ــ الذال ــ الظاء ــ الغين ــ الضاد . والرَّوَادِفُ : أَتْبَاعُ القَوْمِ المُؤَخَّرُونَ ،يقال : رِدْفُ الثُّرَيا وأَرْدافُ النُّجُومِ : أَواخِرُهَا وهي نُجُومٌ تَطْلُعُ بعدَ نُجُومٍ . ثم انتشرت الحروف منذ ذلك الوقت فيما بين العرب ، بيد أنها لم تنتشر خارج القبائل العربية حتى صار المبعث النبوي الشريف .