نساء سوريات حكموا لبنان و مازالوا . .
شهدت العلاقات اللبنانية السورية مداً و جذراً على مدى عقود من الزمن، تخللها مزيج من التقارب بحكم الجغرافية والنسيج الديمغرافي من جهة، ومزيج بين الود والكراهية التي فرضتها سياسة البلدين وانتقلت للشعبين من جهة أخرى.
وكان للتدخل السوري في لبنان، في ثمانينيات القرن الماضي، الأثر الأكبر بتحديد معالم العلاقات الثنائية بين البلدين، حين انقسم اللبنانيون، في زخم الحرب الأهلية، بين مؤيدين للوجود السوري ومعارضين له , ورغم تلك التناقضات بدا انجذاب السياسيين اللبنانيين نحو سيدات مجتمع من السوريات واضحاً ، فيما سجل زواج سياسيين سوريين من لبنانيات حالات نادرة.
سعد الحريري و لارا العظم
لم تؤثر علاقة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، “السيئة” بالنظام السوري، واتهامه للمخابرات السورية بالوقوف وراء اغتيال والده عام 2005، على علاقته بزوجته ” لارا العظم ” التي تحمل الجنسية السورية.
وتنتمي ” لارا العظم ” إلى عائلة دمشقية عريقة شاركت في السلطة في سوريا خلال خمسينيات القرن الماضي، وهي ابنة “بشير العظم” الذي يعتبر من كبار المقاولين السوريين في السعودية، ولدى ” سعد الحريري ” منها ثلاثة أبناء هم ( حسام الدين، لولوة، وعبدالعزيز الحريري ) .
وليد جنبلاط و نورا
تزوج رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب، ” وليد جنبلاط “، من السيدة الدمشقية ” نورا الشراباتي ” ابنة وزير الدفاع السوري السابق أحمد الشراباتي.
إلا أن وقوف ” نورا جنبلاط ” إلى جانب زوجها، المعروف بمعارضته للنظام السوري و رئيسه بشار الأسد، عرّضها لضغوط متعددة من دولتها الأم، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية بحقها والتي تقضي بالحجز الاحتياطي على ممتلكاتها، ومن ضمنها بيت كبير في دمشق ورثته عن والدها ويقدر ثمنه بمئات آلاف الدولارات.
آل سلام و ” الكنة ” السورية
سار سياسيون لبنانيون من آل “سلام” على منوال جنبلاط والحريري، وشهدت أول زيجة في عائلة سلام حين تزوج رئيس الوزراء اللبناني السابق ” صائب سلام “، من الدمشقية ” تميمة مردم بك ” .
وتبعه نجله النائب الحالي في البرلمان اللبناني ” تمام سلام “، حين تزوج من السورية ” ريما الدندشي “، عام 1973، و أنجبا ثلاثة أبناء، تزوج أكبرهم من إمرأة سورية أيضاً .
بشير الجميّل و صولانج توتنجي
تزوج السياسي اللبناني ” بشير الجميّل “، عام 1977، من السيدة ” صولانج توتنجي “، ابنة الجراح لويس توتنجي، والتي تعود أصولها إلى مدينة حلب السورية، رغم حملها للجنسية اللبنانية.
عاشت “صولانج ” عشرين يوماً كسيدة أولى، وذلك بعد انتخاب زوجها بشير الجميّل رئيساً للجمهورية اللبنانية، لكنه اغتيل عام 1982 غداة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وقُبيل تسلمه رسمياً رئاسة البلاد.
وعلى ذات النهج، سار رؤساء حكومات سابقون في لبنان، فتزوج ” رياض الصلح ” من ” فائزة نافع الجابري ” من حلب، و تزوج ” عبدالله اليافي ” من ” هند مؤيد العظم ” من دمشق، وتزوج ” تقي الدين الصلح ” من ” فدوى البرازي ” من حماة.