اختتم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، والوفد المرافق له امس الأربعاء، زيارته الرسمية الى ايران التي استمرت يومين والتقى خلالها بالمرشد الاعلى علي خامنئي وكبار المسؤولين. وقال خامنئي في لقائه مع الكاظمي إن بلاده ستوجه ضربة لأمريكا ردا على قتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، مؤكدا أن (بلاده لن تتدخل في علاقة بغداد بواشنطن) لكنه حذر من أن الوجود الأمريكي على حدود إيران يتسبب بانفلات أمني.ونقل عن خامئني قوله إن (إيران لن تتدخل في علاقات العراق مع أمريكا لكن تتوقع من الأصدقاء العراقيين أن يعرفوا أمريكا ويدركوا أن وجودها في أي بلد يسبب الفساد والدمار والتدمير). وتابع أن (الجمهورية الإسلامية تتوقع الالتزام بقرار البرلمان العراقي طرد القوات الأمريكية حيث أن وجودها سبب لانفلات الأمن). وأشار خامئني إلى مقتل سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام، قائلا (لقد قتلوا ضيفكم في بيتكم واعترفوا بذلك بوقاحة). وأضاف أن إيران (لن تنسى أبدا هذا وستوجه بالتأكيد ضربة انتقامية للأمريكيين). وفي سياق آخر اكد خامنئي إن إيران تعارض (ما يضعف الحكومة العراقية)، عكس واشنطن التي قال عنها إنها لا تريد (حكومة عراقية مستقلة وقوية منتخبة عبر تصويت شعبي). وشهدت الزيارة ايضا عقد مباحثات بين الكاظمي والرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته (الزمان) امس ان الجانبين أكدا خلال اللقاء (رغبتهما في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، وفي مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الصحي في مواجهة جائحة كورونا، فضلاً عن التعاون المستمر من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها). واشار البيان الى لقاء الكاظمي بالمرشد الإيراني علي خامنئي. وتابع ان الوفدين العراقي برئاسة الكاظمي، والإيراني برئاسة النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري عقدا اجتماعاً موسعاً (تناول تفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين، وسبل تذليل العقبات، وتجاوز الإشكاليات التي قد تعترض سير التعاون المشترك).والتقى الكاظمي والوفد المرافق له، برئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، (حيث جرى بحث الجهود الثنائية في تجاوز الآثار الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا، والتحديات التي شكلتها الأزمة الاقتصادية الراهنة، فضلاً عن الجهود الثنائية لتجاوزها بما يخدم مصلحة الشعبين العراقي والإيراني). وأكد الكاظمي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني ان (العراق لا يمكن أن يكون محط تهديد لإيران )، مشيرا الى ان (العراق يمتلك روابط جغرافية وثقافية وتاريخية مع إيران) مشددا على (ضرورة التنسيق فيما يخص المصالح المشتركة بين البلدين). وتابع ان (العراق القوي قادر على أن يسهم في استقرار المنطقة) مؤكدا (اهمية التركيز على العمل الجاد لحل المشاكل العالقة في المنطقة)، مشيرا الى ان (البلدين يواجهان تحديات اقتصادية والشعوب تنتظر الكثير)، منوها الى ان (الجانبين ناقشا تفعيل الاتفاقيات بين البلدين). من جهته اكد الرئيس الإيراني ان (طهران جاهزة لتقف مع العراق لارساء الاستقرار والأمن في المنطقة)، مضيفا ان (الطرفين تباحثا بخصوص دور العراق في حل قضايا المنطقة).
وفي السياق نفسه أعلن وزير المالية علي عبد الامير علاوي، عن قرب إعادة فتح المعابر الجنوبية للعراق مع ايران.جاء ذلك خلال اجتماع علاوي برئيس مصلحة الكمارك الايرانية مهدي ميراشرفي، وذلك على هامش لقاء روحاني والكاظمي . واكد علاوي ااتخاذ العراق قرارا بإعادة فتح المنافذ الجنوبية قريباً، التي اغلقت على خلفية تفشي فايروس كورونا وتم تشغيلهما جزئيا مؤخرا.وأعرب عن رغبة العراق في (التعاون المشترك والافادة من تجارب الكمارك الايرانية في مجال أتمتة الاجراءات)، مقترحا (ايفاد خبراء وموظفي الجمارك العراقية لهذا الخصوص). وأكد الجانبان (ضرورة انشاء بوابات تجارية مشتركة)، فيما أعرب رئيس مصلحة الجمارك الايرانية عن استعداده لتنفيذ اجراءات مشتركة بمجال تبادل المعلومات الجمركية وتأهيل موظفي الجمارك العراقية واعادة فتح المعابر المشتركة.وفي شأن متصل اكد النائب محمد شياع السوداني اهمية الزيارة . وقال في تصريح امس أن ( الزيارة مهمة في إطار تدعيم علاقات العراق مع دولة جارة يرتبط معها بمصالح ومشتركات دينية واجتماعية وجغرافية وأمنية) وأضاف أنها (مهمة ايضا لحكومة الكاظمي الجديدة ،التي ينتظر منها أداء سياسي متزن بعيد عن المحاور ، يضع مصلحة العراق وسيادته وأمنه أولا وآخرا) .وشدد السوداني على ان (الزيارة تمثل فرصة للعراق ،وهو مؤهل أن يكون عامل توازن في المنطقة ،التي تشهد توترات جمة تؤثر في الاستقرار والأمن).من جهته انتقد عضو لجنة النزاهة النيابية كاظم الصيادي الزيارة وقال في مقابلة متلفزة انه (كان على الكاظمي ترميم الداخل قبل القيام بزيارات خارجية) مشيرا الى ان (السعودية اجلت استقبال الكاظمي بسبب زيارة ظريف للعراق)، منوها الى ان (ولي العهد محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية). من جهة اخرى يقوم وزير الخارجية الفنلندي اليوم الخميس بزيارة رسمية إلى بغداد، بحسب بيان مقتضب لوزارة الخارجية اكتفى بالقول ان(وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو سيزور العراق اليوم الخميس)، مضيفا ان (وزير الخارجية فؤاد حسين سيستقبل في مقر الوزارة نظيره الفنلندي)