انطلق فى مدينة ميونخ الألمانية العريقة أشهر وأهم مهرجان شعبى تقليدى حول العالم، والمعروف بـ”أكتوبر فيست” , لمهرجان مشهور بأنه أكبر تجمع مفتوح لشرب ملايين اللترات من البيرة المثلجة، فضلًا عن ارتداء الملابس التقليدية والاحتفال على إيقاعات الرقص المثير والأنغام الساحرة وتناول الأطباق والأطعمة البافارية التاريخية مثل لحم الخنزير المشوى والنقانق والأسماك المشوية على عصا، الجبن الشعرية والمخلل الملفوف والدجاج المقلى وفطائر البطاطا أو الخبز.
وفق الموقع الإلكترونى لمجلة دويتشلاند العريقة فى نسختيها العربية والألمانية، فإن المهرجان الذى يتخطى عمره اليوم المئتى عام، انطلق لأول مرة فى العام 1810، حيث “يتسابق الزوار إلى مروج تيريزن، رغم أن أحدا لم يتوقع آنذاك أن يتحول المهرجان إلى أكبر مهرجان شعبى فى العالم، ومن أجل تقديم صورة واضحة عن تلك الأيام للتواقين إلى الماضى وعشاق التراث فقد تمت الدعوة فى 2010 إلى مهرجان تاريخى متميز”.
حسب دويتشلاند فإن “المروج القديمة، أويدى فيزن، إلى الجنوب من مروج تيريزن تعيد ذكريات الزمن الماضى، وهى تتيح بديلا مثاليا عن الازدحام والضجيج على المروج القريبة، بشكل خاص للأسرة والأطفال وكبار السن , عادات بايرن، ضيافة ميونيخ، موسيقى شعبية تقليدية تحتل هنا الصدارة، على سبيل المثال فى خيمة التقاليد أطعمة لذيذة، موسيقى مثيرة، أزياء أصيلة، تقدم كلها صورة عن الأصالة الخالصة”.
وتابعت دويتشلاند فى تقرير لها “يتم تقديم بيرة المهرجان فى الكؤوس التقليدية وفى كوب الفخار الرمادى اللون، كما تساعد فرق الموسيقى والرقص على إضفاء الأجواء التقليدية الممتعة والمناسبة للمهرجان , أما الدليل على أن المنظمين لا يعيشون فقط فى أجواء الماضى، وإنما فى أحدث تطورات العصر، فهو يتجلى فى خيمة خفقات القلب هنا يتم تقديم الدجاج المشوى ووجبات اللحم التقليدية، من حيوانات تعيش فى بيئة حيوية “بيو” ، كما أنه تم فى 2013 تقديم وجبات نباتية خالصة لأول مرة”.
وتؤكد المجلة أنه أيضا “فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين كانت الرحلة المتكاملة إلى المهرجان تتضمن زيارة أصحاب الاستعراضات فى أماكن عملهم ومتاجرهم، ففى لباس المرأة التقليدى يمكن للمرء التمتع بالأراجيح والقيام برحلة عبر الزمن الماضى من خلال الألعاب الأخرى، حيث لا تقتصر المتعة على ركاب الألعاب، وإنما تشمل المتفرجين أيضًا”.
ويشير تقرير سابق للسفارة الألمانية بالقاهرة، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للمهرجان، إلى أنه “بانطلاق مهرجان عيد أكتوبر، أو كما يطلق عليه البافاريون، المرعى، تعيش عاصمة الجنوب الألمانى أسبوعين من حالة الطوارئ، فكل عام يأتى ما يقرب من 6 ملايين، من بينهم كثير من خارج ألمانيا، إلى مرج تيريزا ليحتفلوا احتفالا عارما صاخبا متميزا فى الأسلوب والشكل خصوصًا عندما يرتدى الكثيرون البنطال الجلد والفستان ذو المريلة”.
فى هذا المهرجان أيضا تسجيل للأرقام القياسية، فمثلًا فى عام 2009 قدم حوالى 6 مليون و600.000 لتر من البيرة، وشوى ما يزيد عن 100 ثور، و488.000 دجاجة.
وفى الخيام التى تنصب فى المرج تتردد الأهازيج، وينغمس الناس فى الرقص، مشبكين الأذرع متمايلين، كما يقبلون على الطعام والشراب، أما الساحة الكبيرة فتضم عددا من ألعاب الملاهى الخطرة من الحلزونة الدوارة المعروفة باسم “قلابة أوليمبيا” والتى تعد أشهر سفينة دوارة، والعجلة البالغ ارتفاعها 50 مترا، بالإضافة إلى القطار الذى يصعد إلى قمم الجبال عبر الطبيعة الشتوية”.
هذا العام، وفق هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، يتوقع أن يزور المهرجان، كما هو الحال كل عام، “أكثر من 6 ملايين شخص، ويقام المهرجان فى خيم كبيرة أعدت خصيصا له وتقدم فيه أنواع مختلفة من الجعة “البيرة” البافارية التقليدية”.