ـ ترامب يوافق على خطة معدة لسحب جزء من القوات من ألمانيا
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خطّة لسحب 9500 جندي أميركي متمركزين حاليّاً في ألمانيا، على أن يت ّم تقديم ھذه الخطّة “في الأسابيع المقبلة “إلى الكونغرس ومن ث ّم إلى الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، بحسب ما أعلن البنتاغون )1/ حزيران(. وقال المتح ّدث باسم البنتاغون جوناثان ھوفمان في بيان إ ّن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس ھيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي “ق ّدما الإثنين ھذه الخطّة الھادفة إلى إعادة نشر 9500 جندي خارج ألمانيا .”وھو كان يُشير بذلك إلى التخفيض الذي طلبه في 15 حزيران/ يونيو الرئيس ترامب الذييتّھم ألمانيا
بالاستفادة ماليّاً من الوجود العسكري الأميركي. وأشار المتح ّدث إلى أ ّن “الاقتراح الذي ت ّمت الموافقة عليه لا يستجيب لتوجيھات الرئيس فحسب، بل
سيزيد أيضاً من الردع في مواجھة روسيا، ويُع ّزز حلف شمال الأطلسي، ويطمئن الحلفاء، ويح ّسن المرونة الإستراتيجية للولايات المتّحدة والقيادة العملياتية للجيش الأميركي في أوروبا”، في إشارة إلى أن ھذه القوات قد يعاد نشرھا في إحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وعلى الأرجح ببولندا خاصة وأن ترامب أكد خلال استقباله نظيره البولندي أندريه دودا الأسبوع الماضي في البيت الأبيض قائلا إ ّن “بولندا ستكون واحدةً من تلك الأماكن الأخرى في أوروبا.” الأمر الذي أكده أيضا اثنين من كبار المسؤولين في البنتاغون، ستت ّم إعادة بعض الجنود إلى الولايات المتحدة، بينما سيُرسل الباقون إلى دول فيً الكتلة السوفيتية السابقة، بھدف بعث رسالة واضحة إلى روسيا التي ظھرت طموحاتھا العسكريّة جليّا عندما
ض ّمت شبه جزيرة القرم عام 2014. وبات معلوما وجود رفض داخل أروقة الكونغرس ضد خطة ترامب، خاصة من النواب الجمھوريين الذين يشددون على أن خفض عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا ھو “تھديد” للأمن القومي للولايات المتحدة.
ــ الكشف عن جاسوس مصري في محيط الناطق باسم ميركل
א??دא??א???????:? ?
??
2
قالت صحيفة ألمانية إن جاسوسا مفترضا يعمل في “المكتب الصحفي الاتحادي” المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية قام عبر سنوات بالعمل لصالح جھة استخباراتية مصرية. واستندت صحيفة “بيلد” في مزاعمھا إلى تقرير “ھيئة حماية الدستور” )الاستخبارات الداخلية الألمانية( الذي نشر )9/ تموز
2020( . مضيفة أن الرجل عمل في خدمة زوار المكتب الإعلامي بوظيفة متوسطة. وقالت بيلد إن التقرير ذكر أنه في كانون الأول/ 2019 قامت الشرطة الجنائية الاتحادية بإجراءات تنفيذية نيابة عن المدعي العام ضد موظف في المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية، الذي يقوده شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة ميركل، قيل إنه عمل في جھاز استخبارات مصري لسنوات. ومازال التحقيق مستمرا. وتابع أن تقرير الاستخبارات الداخلية الألمانية” تفيد دلائل أن أجھزة مصرية تحاول
جذب مواطنين يعيشون في ألمانيا لأغراض استخباراتية. ووف ًقا للمكتب الاتحادي لحماية الدستور، يعمل جھازان سريان مصريان في ألمانيا ھما: جھاز المخابرات العامة وجھاز الأمن الوطني. وحسب التقرير فإن الجھازين يھدفان إلى “جمع معلومات عن المعارضين الذين يعيشون في ألمانيا، مثل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت ھيئة الدستور، بحسب ما نقل موقع فوكوس الألماني، أن “أشخاصا آخرين من أصول مصرية، مثل أفراد الجمعيات القبطية المسيحية، يمكن أن يتم التركيز عليھم من قبل المخابرات”، أيضا. وردا على استفسار من صحيفة “بيلد”، أكد النائب العام إجراء تحقيقات للاشتباه في أنشطة استخباراتية. بيد أنه من غير الواضح حتى الآن نوعية المعلومات التي “نقلھا” الجاسوس المشتبه به. من جانبھا قالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية إنه من الوارد أن يكون الموظف المذكور قد جمع بيانات عن صحفيين مصريين لصالح حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويشار إلى أنه لم يرد أي تعليق رسمي من ألمانيا حول ھذا التقرير كما أن أي جھة مصرية لم تعلق على ھذه المعلومات حتى ساعة إعداد ھذا الخبر.
ــ ارتفاع شعبية “حزب البديل” بين الرجال في شرق ألمانيا
أظھرت نتائج استطلاع للرأي ارتفاعاً فوق المتوسط في شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، بين الرجال في شرق
ألمانيا. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه معھد )فورسا( لصالح محطة )آر تي إل(، يحظى الحزب اليميني الشعبوي بتأييد %27 من ھذه الشريحة بالتساوي مع حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، وخلفھما بفارق كبير، حزب اليسار بـ %15 والحزب الاشتراكي الديمقراطي بـ.%12
)الصورة : تظاھرة لحليقي الرؤوس من اليمين المتطرف(
12%فقط، فيما
وصلت ھذه النسبة إلى %38لصالح الحزب المسيحي، و %17لحزب اليسار و %14لصالح الحزب
في المقابل، تدنت نسبة تأييد حزب البديل بين نساء شرق ألمانيا حيث حصل على
الاشتراكي. وفي غرب ألمانيا حصل حزب البديل على نسبة تأييد بـ %13بين الرجال و %5بين النساء. وأظھرت النتائج أن حزب البديل حصل على نسبة تأييد بـ %9في كل أنحاء ألمانيا، مقابل %6,12كان قد حصل عليھا في انتخابات عام 2017.
3
وأوضحت النتائج حصول تحالف ميركل المسيحي )حزبھا والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري( على 38%مقابل %33كان قد حصل عليھا في انتخابات 2017، والحزب الاشتراكي على ( %14مقابل )21%والحزب الديمقراطي الحر على 6 )%11( %والخضر على )%9( %18واليسار على %8
.)9%(
ــ بعد شتوتغارت.. فرانكفورت عاصمة المال الألمانية تشھد أحداث شغب
بعد شتوتغارت، شھدت عاصمة المال الألمانية فرانكفورت ليلة من الاضطرابات إثر تحول حفلة ليلة صاخبة من “حفلات كورونا” إلى أحداث شغب، بعد أن بادرت حشود من المحتفلين إلى
مھاجمة أفراد الشرطة بالزجاجات والحجارة. بدأت الاحتفالات سلمية قبل أن تتحول إلى أعمال شغب عنيفة في ساحة الأوبرا بقلب مدينة فراكفورت. أعلنت الشرطة الألمانية )19 / تموز( عن حدوث أعمال شغب عنيفة وسط مدينة فرانكفورت )على نھر الماين(. وذكرت الشرطة أن نحو ثلاثة آلاف شخص كانوا يحتفلون في ساحة الأوبرا )أوبرنبلاتس( في عاصمة المال الألمانية عندما بدأت أعمال الشغب. وأضافت الشرطة أنه تم إلقاء القبض على 39شخصا إثر
ذلك، وأن 9 منھم لا يزالوا بالحبس الاحتياطي. )الصورة: جانب من تحطيم الواجھات(
وبحسب الشرطة، كان ھناك شجار شارك فيه 18شخصا في ساحة الأوبرا حوالي الساعة الثالثة فجرأ بتوقيت ألمانيا. وظل أحد المشاركين في الشجار على الأرض، حينئذ أرادت الشرطة التدخل، وخلال ذلك تمت مھاجمة أفرادھا، وتم قذفھم بزجاجات، وسط تصفيق من المتفرجين، وأصيب خمسة من أفراد
الشرطة، ثم تم إخلاء ساحة الأوبرا. وع ّبر بيريسفيل عن صدمته لما شھدته المدينة واصفا أحداث الشغب التي شھدھا مركزھا بأنھا “عنوان سلبي شامل” لما جرى في الأسابيع الماضية. ومضى إلى القول في مؤتمره الصحفي “إنه لأمر سيء، فقد اختمر الأمر خلال الأيام الماضية ثم تفجر ھذه الليلة .”وأضاف قائلا: “من حيث العدد والنوعية، فأنا لم أشھد من قبل شيئا من ھذا في فرانكفورت.” وباتت ساحة الأوبرا مكان تجمع شعبي لما يسميه الإعلام “حفلات كورونا” بما أن الحانات والملاھي الليلية ما زالت مغلقة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد. وبدأت الاحتفالات سلمية قبل أن تتحول إلى أعمال شغب عنيفة .وقال بيريسفيل إن أفراد الشرطة تعرضوا لھجوم “كبير” بالرشق بالزجاجات من جمع ضم ما يتراوح بين 500 إلى 800 “من مثيري الاضطراب.” ويشار إلى أن مدينة شتوتغارت كانت قد شھدت مؤخرا أحداث عنف خطيرة أثارت اھتماما على مستوى ألمانيا، حيث قام مخربون بتدمير واجھات محلات ونھبوھا.
ــ ماس: رحيل ترامب لا يعني تغير في السياسة الخارجية الأمريكية في مقابلة مع صحيفتي “راينيشه بوست” و”غينيرال-أنتسايغر” الألمانيتين، ستنشر في عدديھما الصادرين يوم غد )27 / تموز(، قال
4
وزير الخارجية الألماني ھايكو ماس: “من يراھن الآن في أوروبا على حدوث تغيير في البيت الأبيض، فعليه أن يعد نفسه لحقيقة أن الأمر لن يكون مريحا، كما كان في السابق، حتى في حال حدوث ذلك التغيير.” وكان الوزير ماس ي ّرد على ترامب: بقاء القوات الأمريكية بألمانيا مھم لواشنطن أيضا، في إطار دعوة برلين للحوار مع باريس دون الابتعاد عن واشنطن، في الوقت الذي رفضت فيه ألمانياعقوبات واشنطن على مشروع غاز روسيا وتأمل وقفھا وأضاف الوزيرالمنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن “السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة تغيرت، وليس فقط منذ أن أصبح ترامب رئيسا .”وأعرب ماس عن اعتقاده بأن دور شرطي العالم، الذي كانت الولايات المتحدة تدعيه لنفسھا في السابق، لم تعد واشنطن ترغب في القيام به بنفس القدر المعروف.
وطالب أوروبا بأن تعزز النظر مستقبلا فيما يمكن أن تفعله من أجل أمنھا. ورأى ماس أن الولايات المتحدة ستظل بالنسبة لألمانيا ھي الشريك الأھم خارج أوروبا “ولھذا نبذل الجھد من أن نجعل العلاقات عبر ضفتي الأطلسي صامدة في وجه المستقبل رغم كل الاختلافات في الرأي.” وتابع ماس قائلا:” لقد تعلمنا أن التواصل أصبح أكثر صعوبة وأن البيت الأبيض يتخذ قرارات بدون أن يتحدث مسبقا مع شركائه في أوروبا”، لكن الاتحاد الأوروبي “في حاجة إلى الولايات المتحدة في المستقبل أيضا، وبالمناسبة فالمسألة بالعكس أيضا”، يضيف وزير الخارجية الألماني.
????سحب الجنود الأمريكيين من ألمانيا.. العدد أكبر مما كان معلناً
قررت الولايات المتحدة سحب حوالي 12 ألف من جنودھا من ألمانيا، لإعادة نشر جزء منھم في بلجيكا وإيطاليا، كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي مايك إسبر اليوم الأربعاء )29 تموز/يوليو 2020 .)وقال إسبرفيواشنطنإنهسُيجرىإعادةحوالي 6400جنديمنألمانياإلىالولاياتالمتحدة،بينماسُيجرى نقل 5400 آخرين من ألمانيا إلى دول أوروبية أخرى، مع إجراء العديد من عمليات الانتشار الدورية
إلى أوروبا. وأضاف إسبر أن خططھم تشمل نقل بعض القوات من ألمانيا إلى إيطاليا وبلجيكا، مشيراً إلى إمكانية نقل قوات أخرى إلى بولندا ودول البلطيق في حال وافقت وارسو على اتفاق يعمل عليه الجانبان، على حد تعبيره. وأوضح إسبر أن الخطوة تتم “بطريقة تعزز حلف شمال الأطلسي )الناتو( وتعزز ردع روسيا وتطمئن الحلفاء وتحسن المرونة الاستراتيجية للولايات المتحدة.” وكانتالحكومةالأمريكيةتتحدثمنقبلعنسحبنحو 10آلافجنديمنإجمالينحو36ألفجندي في ألمانيا .وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابق عزمه نقل جنود أمريكيين من ألمانيا إلى بولندا. من جھته أكد الجنرال الأمريكي تود وولتز اليوم الأربعاء أن مقر القيادة الأمريكية في أوروبا سيصبح مدينة مونس البلجيكية عوضاً عن مدينة شتوتغارت الألمانية. وتقع في مونس “القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا”، وھي مقر قيادة عمليات أوامر حلفاء الناتو. لكن منسق الحكومة الألمانية لشؤون عبر الأطلسي، بيتر باير، ع ّبر عن أمله في أن تفشل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسحب قوات أمريكية من ألمانيا .وقال باير لوكالة الأنباء الألمانية )د.ب.أ( إن خطة خفض عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا “ليست في المصلحة الأمنية لألمانيا أو الناتو، ولا معنى لھا من الناحية الجيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة”. وأضاف باير” :ھناك الكثير من المعارضين في واشنطن، ليس فقط بين الديمقراطيين ولكن أيضاً بين الجمھوريين والبنتاغون. ولا تزال ھناك احتمالية أن تفشل ھذه الخطط وبحسب إذاعة جنوب غرب ألمانيا فإن عمليات السحب تتعلق أيضاً بالقاعدة العسكرية الجوية “شبانغدالم” على نھر الأيفل في ولاية راينلاند-بفالتس ومنطقتي فيلزيك وغرافنفور في ولاية بافاريا.
5
وتعتبر القاعدة الجوية الأمريكية في شبانغ دالم مھمة استراتيجياً للقوات المسلحة الأمريكية في أوروبا، حيث يدعم السرب مھام القوات الجوية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء العالم، من العراق إلى البوسنة وأفغانستان، فيما يعتبر الموقع البافاري في جرافنور في منطقة أوبربفالتس واحداً من
أكبر مواقع القوات الأمريكية في أوروبا. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الانسحاب الجزئي لقواته من ألمانيا في حزيران/يونيو، مبرراً ذلك بما اعتبره انفاق غير كاف من ألمانيا على الدفاع. ويريد الديمقراطيون البارزون في الكونغرس الأمريكي وقف سحب القوات بموجب القانون، وھناك متشككون من ھذه الخطوة بين حزب
ً
ترامب الجمھوري أيضا.
א??دא??א?????د??:? ?
ــ فرصة تاريخية لليورو إلى جانب الدولار واليوان
يبدو الاتحاد الأوروبي ضائعا في تحديد مكانته بين بكين وواشنطن، غير أن كلام المستشارة ميركل حول مستقبل العلاقة مع واشنطن تشير إلى تحول في الدور العالمي للاتحاد. فھل يبدأ ذلك بجعل اليورو عملة عالمية تقارع الدولار واليوان؟ نادرا ما تلفت الانتباه تصريحات المستشارة الألمانية ميركل التي تتسم بالضبابية والعمومية والتحفظ حتى في الرد على إھانات واتھامات كتلك التي يوجھھا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو التركي رجب طيب أردوغان. غير أن قولھا مؤخرا: “قد نضطر إلى التفكير بشكل أساسي في علاقاتنا مع الولايات المتحدة “كان مفاجئا كونه يخرج عن تصريحاتھا المألوفة والمملة. كلام ميركل ھذا جاء في مقابلة مع “زود دويتشته تسايتونغ” ووسائل إعلامية أخرى في 26 حزيران/ يونيو 2020 قالت فيه أيضا تعقيبا على قرار الرئيس ترامب سحب آلاف الجنود الأمريكان التابعين لقوات الناتو من ألمانيا إلى بولندا إذا أرادت الولايات المتحدة اليوم وقف دورھا كقوة عالمية، فعلينا أن نفكر جيدا في علاقاتنا معھا.” وفي سياق متصل أضافت بأن على أوروبا أن تلعب “دوراً أكبر من الدور الذي لعبته في الحرب الباردة” على مختلف الصعد. وفي إشارة إلى الصين قالت المستشارة أمام المجلس الاتحادي الألماني في وقت لاحق أن على “الاتحاد الأوروبي التحدث بصوت واحد مع الصين إذا أراد التوصل إلى اتفاقات تضمن مصالحه معھا.” كلام ميركل ھذا يمكن تأويلة بأن صبر أوروبا يكاد ينفذ، لاسيما من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء ألمانيا وأوروبا والتي تجاوزت العقوبات الاقتصادية إلى الشأن الأمني والعسكري. وھو في نفس الوقت إشارة إلى الصين بأن الاتحاد الأوروبي سيصر في أية مفاوضات معھا على ضمان مصالحه من خلال تحقيق مطالب عدة من أبرزھا مزيد من الانفتاح في السوق الصينية على الشركات الأوروبية. ومن التبعات المرجحة لذلك أن الاتحاد وبدعم ألماني أقوى من ذي قبل يريد لعب دور اقتصادي عالمي أقوى إزاء القطبين الكبيرين اللذين يتنازعان على النفوذ الذي ھمينت عليه واشنطن عالميا منذ انھيار المعسكر الشيوعي سابقا. ويدل على الدعم الألماني المذكور السخاء غير المألوف الذي أبدته المستشارة ميركل وحكومتھا في موضوع التضامن المالي الأوروبي لتجاوز تبعات أزمة كورونا، والذي تمثل في مبادرات عدة آخرھا المبادرة الفرنسية- الألمانية بقيمة 750 مليار دولار لمساعدة الدول المتضررة وفي مقدمتھا إيطاليا وفرنسا .كما يدل عليه إدراج موضوع “أي مستقبل ينتظر الاتحاد الأوروبي؟” على قائمة الاجندة الألمانية خلال تولي ميركل رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الجاري 2020. وإذا ما تجاوزنا الغوص في تفاصيل التغيرات السياسية المطلوبة لضمان ھذا المستقبل، فإن الدعم المالي الألماني المتزايد لأوروبا يشكل دعامة أساسية في الطريق إلى صعود أوروبا كقطب اقتصادي عالمي لا
6
يقل قوة عن الولايات المتحدة والصين. ويزيد من أھمية ھذا الصعود عوامل من أبرزھا تراجع الدور الأمريكي وفشله على أكثر من صعيد وخاصة في إدارة أزمة جائحة كورونا مؤخرا. كما تزداد أھميته على ضوء تزايد حدة النزاع التجاري الأمريكي الصيني وعشرات العراقيل التي وضعتھا إدارة ترامب أمام الصادرات الأوروبية. ومما لا شك فيه أن أي صعود أوروبي إلى القطبية يتطلب تعزيز موقع اليورو في المبادلات التجارية العالمية إلى جانب الدولار، الذي ما يزال يسيطر على ھذه المبادلات رغم مرور عقدين على التعامل بالعملة الأوروبية التي تشكل 20 بالمائة من العملات الاحتياطية على مستوى العالم .ومن المفارقة أن ھذا الدور المتواضع يقابلة ناتج محلي إجمالي أوروبي يقارب مثيله الأمريكي بحدود 20 تريليون دولار عام 2018 . عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني بشكل منفرد أنشأت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا آلية جديدة أطلقت عليھا “انستكس” للتعامل التجاري مع إيران خارج منظومة التحويلات المالية العالمية الحالية التي تھيمن عليھا واشنطن. غير أن ھذه الآلية لم تعمل بشكل فعال لضعف الجدية في وضع مقومات نجاحھا من جھة، وعدم تبنيھا من جميع دول الاتحاد الأوروبي من جھة أخرى. الآن ومع ضرورة تعزيز موقع اليورو يمكن لبرلين خلال رئاستھا للاتحاد الأوربي أن تلعب دورا أساسيا في تعديل ھذه الآلية وتعزيزھا واعتماد اليورو وسيلة لھا بھدف ضمان مصالح أوروبا التجارية بشكل أقوى على المستوى العالمي. ويزيد من أھمية ذلك ضرورة تحقيق مزيد من الاستقلالية عن الدور الأمريكي الذي يصبح الاعتماد عليه أصعب من يوم لآخر. ومن شأن ذلك أن يصعد باليورو إلى مرتبة عملة تحويل عالمية إلى جانب الدولار واليوان الصيني الذي بدأت بكين بطرحه كعملة بديلة في علاقاتھا الثنائية مع دول كثيرة كروسيا وإيران. كما طرحته إلى جانب الدولار كعملة لتداول عقود النفط من خلال بورصة عالمية في شنغھاي اعتبارا من أوائل عام 2019. ومما يعنيه ھذا الصعود تدفق مزيد من الاستثمارات إلى أوروبا وتعزيز العلاقات التجارية معھا بشكل يعوضھا عن تراجع محتمل في علاقاتھا التجارية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، لاسيما بعد خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي .وفي الحقيقة توفر الظروف الحالية الصعبة على الجميع فرصة تاريخية لليورو ينبغي عدم تضييعھا، لاسيما وأن عشرات الدول ومن بينھا الدول المغاربية ترحب بھذه الخطوة من زاوية أن علاقاتھا التجارية مع دول الاتحاد الأوربي ھي الأقوى مقارنة بعلاقاتھا مع الدول الأخرى . قد يقول معلق أو خبير أن قدرة ألمانيا على تعزيز دور اليورو ومعه الاتحاد الأوروبي على الصعيد العالمي محدودة بسبب البيروقراطية التي تحكم عمل المؤسسات الأوروبية وآلية الإجماع في اتخاذ القرار. ومما يعنيه ذلك أن دولا اعتادت على التغريد خارج السرب مثل ھنغاريا أو بولندا يمكنه عرقلة وتعطيل مشاريع القرارات الجديدة كما كانت تفعل بريطانيا من قبل مدفوعة بحكم علاقاتھا المتميزة مع واشنطن. وھو دور يبدو أن بولندا ذاھبة إلى لعبه على ضوء النفوذ الأمريكي المتزايد ھناك. غير أن قوة ھذه العراقيل لا تنفي قدرة ألمانيا على تجاوزھا ودفع القاطرة الأوروبية بحكم الثقل المالي الألماني الأقوى في الصناديق والمشاريع والموازنات الأوروبية. وھو الأمر الذي يساعدھا على تمرير قرارات لا تتعارض مع مصالح الاتحاد ككل كتلك التي تعزز موقع اليورو في التجارة العالمية. ومن جھة أخرى، فإن حكومة التحالف الكبير التي تتزعمھا المستشارة ميركل أظھرت قدرة نادرة وناجحة على إدارة الأزمات بطريقة تقوم على التوافق بين المصالح والحلول الوسط على الصعيدين الألماني والأوروبي .وھو الأمر الذي يعكسه نجاحھا أكثر من أية دولة أوروبية أخرى في مواجھة التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، وقبل ذلك نجاحھا في إدارة تبعات الأزمة المالية العالمية . ابراھيم محمد
ــ استخراج الليثيوم في ألمانيا – الكنز المخفي في أعالي الراين
7
بدونھا لا تعمل البطاريات، كما تعتمد السيارات الكھربائية والھواتف وأجھزة الكمبيوتر المحمول وغيرھا من الأجھزة ذات البطاريات القابلة للشحن على ھذه المادة. وبمساعدة تقنية جديدة سيتم
استخراج الليثيوم في ألمانيا قريبا. كيف؟ الباحثون عن مادة الليثيوم، الكنز الذي يبدوا مفقوداً في ألمانيا، ھم علماء معھد كارلسروه للتكنولوجيا .)KIT( فقد توصلت آخر اختراعات ھؤلاء الباحثين
إلى تقنية اقتصادية لاستخراج الليثيوم في ألمانيا أيضاً، وھي المادة الخام المطلوبة في تصنيع البطاريات الكھربائية للأجھزة الإلكترونية المحمولة. ولھذا الغرض يتم استخراج ملايين الأطنان من الليثيوم كل عام. ولكن ھذه المادة الخام تأتي من بلدان تبعد عن ألمانيا بكثير، مثل تشيلي والأرجنتين وبوليفيا وأستراليا. وتستحوذ ھذه البلدان على أكثر من 80% من الإنتاج العالمي. تقنية استخراج صديقة للبيئة وفقاً لخطط معھد كارلسروه للتكنولوجيا)KIT( ، سيتم أيضاً استخراج الليثيوم قريباً بأقل جھد وتكلفة في محطات الطاقة الحرارية الأرضية من المياه الجوفية لنھر الراين العلوي، وھي منطقة تقع في جنوب غرب ألمانيا. وتحتوي المنطقة على كميات كبيرة من الليثيوم المذاب في خزانات المياه الحارة المالحة، كما جاء في بيان من المعھد. وعن ھذا يقول الخبير في علوم الأرض، يينس غريمر من معھد العلوم الجيولوجية التطبيقية )AGW( التابع لمعھد كارلسروه للتكنولوجيا” :)KIT( وفق معلوماتنا يمكن أن تصل الكمية إلى 200مليغرام لكل لتر. وإذا استخدمنا باستمرار ھذه الإمكانية، سنستطيع تغطية جزء كبير من احتياجاتنا من ھذه المادة في ألمانيا .”وتستخدم المادة الخام المھمة بشكل أساسي في تصنيع خلايا بطاريات السيارات الكھربائية وبالتالي فھي تحظى بأھمية كبرى في برنامج حماية المناخ للحكومة الألمانية. لا توجد حتى الآن تقنية مناسبة لاستخراج احتياطيات الليثيوم المحلية بتكلفة مناسبة وبتقنية صديقة للبيئة ومستدامة. ولكن بالتعاون مع زميلته فلورنسيا سارافيا من مركز الأبحاث التابع لجمعية صناعة الغاز والمياه الألمانية )DVGW( في معھد إنغلر بونتي )EBI( التابع لمعھد كارلسروه للتكنولوجيا)KIT( ، طور غريمر ھذه التقنية وقد تقدم المعھد الآن للحصول على براءة اختراع لھا. وأوضح غريمر تقنية الاستخراج ھذه بالقول: “في الخطوة الأولى، يتم تصفية أيونات الليثيوم من المياه الحارة، وفي الخطوة الثانية، يتم تركيز ھذه العملية بشكل أكبر حتى يمكن ترسيب الليثيوم مثلما يحدث مع الملح.” الاستفادة من البنية التحتية القائمة ووفق معھد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، فإن استخراج الليثيوم بالاعتماد على تقنية غريمرـ سارفيا، تقدم العديد من المزايا المھمة مقابل الطرق التقليدية لاستخراجه من البحيرات المالحة في أمريكا الجنوبية ومن الصخور الصلبة الأسترالية . إذ تتم الاستفادة من البنية التحتية الموجودة لمحطات الطاقة الحرارية الأرضية، والتي يتدفق من خلالھا
ً
ما يصل إلى ملياري لتر من المياه الحارة سنويا.
وعلى عكس الطرق التقليدية لاستخراج المعادن من الأرض، لا ينتج عن ھذه التقنية أتربة، فضلا عن أن المساحة المستغلة في استخراج المادة الخام تكون ضئيلة. ولأن المياه الحارة تُعاد مرة أخرى إلى جوف
8
الأرض بعد الاستخدام، فلا تتكون أي مواد ضارة ولا يتم تعطيل عملية إنتاج الكھرباء والطاقة من الطاقة
الحرارية الجوفية.
ويمكن استخراج الليثيوم بشكل مستمر في غضون ساعات من دورة المياه الحارة في محطة الطاقة
الحرارية الجوفية، في حين أن استخراجه من البحيرات المالحة في أمريكا الجنوبية يستغرق عدة أشھر
ويعتمد بشكل كبير على حالة الطقس .فالأمطار الغزيرة قد تعطل عملية الاستخراج إلى أسابيع أو حتى
شھور .بالإضافة إلى أن التقنية توفر استخراج المزيد من العناصر النادرة والقيمة الأخرى مثل الروبيديوم
أو السيزيوم من المياه الجوفية الحارة، وتستخدم ھذه المواد على سبيل المثال في تكنولوجيا الليزر
والمعالجة الحرارية.
الحصول على مواد أولية بتكنولوجيا حديثة
وفي ھذا الإطار تقول سارافيا: “نصدر العديد من المشاكل البيئية إلى دول العالم الثالث من أجل الحفاظ
على مستوى معيشتنا وتحسينه. ومن خلال ھذه التقنية الجديدة، يمكننا تحمل مسؤوليتنا والحصول على
مواد أولية مھمة للتكنولوجيات الحديثة بطريقة صديقة للبيئة وعلى أرضنا”. وتضيف أنه بذلك، “يمكن
أيضا إنشاء سلسلة إنتاج إقليمية، وخلق فرص عمل وفي نفس الوقت تقليل التبعية الجيوسياسية.”
وفق بيان لمعھد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يعمل العلماء الآن مع شركاء من قطاع الصناعة على تطوير
محطة اختبار لإنتاج الليثيوم. في ھذا النموذج الأولي، الذي سيتم إنشاؤه في محطة للحرارة الجوفية في
أعالي نھر الراين، سيتم في البداية استخراج بضع كيلوغرامات من كربونات الليثيوم أو ھيدروكسيد
الليثيوم.
وفي حال نجحت العملية، فمن المخطط بناء مصنع كبير، يمكن من إنتاج مئات الأطنان من ھيدروكسيد
الليثيوم سنوياً في جميع محطات الطاقة الحرارية الأرضية. وحسب البيانات الحالية، تبلغ الكمية الموجودة
ً
في أعالي نھر الراين على الجانب الألماني والفرنسي آلاف الأطنان من الليثيوم القابل للاسترداد سنويا.
تكاليف عالية أم ضريبة بيئية أعلى
الخبراء يتحدثون عن الكشف عن واحدة من أكبر مصادر استخراج الليثيوم في جميع أنحاء العالم. لكن مارتن فديغ، المدير التنفيذي لاتحاد المواد الخام والتعدين، أكد مؤخ ًرا في مقابلة صحفية أن الواردات لا تزال ضرورية في المستقبل: لأن “وجود المادة الخام في ألمانيا وحده لا يكفي الإمداد الأوروبي.” وأضاف بأن إنتاج الليثيوم في ألمانيا وأوروبا بشكل عام له مستقبل واعد، ولكن تحت ظروف معينة، لأن إنتاجه في أمريكا الجنوبية أرخص بكثير مما ھو عليه في ألمانيا. ويقول بأن الأمر يتلخص في معادلة صعبة وھي إما قبول التكاليف العالية لاستخراجه في ألمانيا أم دفع ضريبة بيئية أعلى بسبب انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة خلال طرق النقل الطويلة التي تسلكھا ھذه المادة المھمة للوصول إلى أوروبا. تسببت جائحة كورونا في تراجع اقتصادي غير مسبوق في ألمانيا. وعلى الرغم من رسائل التفاؤل ھنا وھناك، فإن محلل الشؤون الاقتصادية في دويتشه فيله ھنريك بومه، يرى أن الأوقات الصعبة لا تزال أمامنا. سجل إجمالي الناتج الداخلي الخام الألماني تراجعا قياسيا وصل لناقص 10.1 %، خلال الربع الثاني من العام الجاري )2020(. ولم يحدث قط في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية أن انھار اقتصاد البلاد بھذا القدر. وبالتالي فالأمر يتعلق بحدث تاريخي سيتم الأخذ به في السنوات المقبلة كرقم مرجعي كلما تراجع الاقتصاد .وھذا ما حدث أيضا مع نسبة ناقص 7.9 بالمائة المسجلة في الربع الثاني من عام 2009، حينما كان الاقتصاد العالمي على حافة أزمة مالية كبرى. ھذا الانھيار ليس مفاجئاً، بعد توقف المصانع عن الإنتاج، وسفن الشحن عن تحميل الحاويات، فيما لم يعد ممكناً توفير العديد من الخدمات. كما ت ّم تجميد أنشطة المعارض التجارية واضطرت المطاعم لإغلاق أبوابھا. أمام ھذا المشھد، كان السؤال المطروح ھو ما إذا كان تراجع الاقتصاد سيتجاوز 10بالمئة أم لا .على الأقل، يمكن القول إننا نعرف الإجابة الآن. بطبيعة الحال، يحاول الكثير من المبشرين تحويل الأنظار إلى المستقبل بالتأكيد على أنه وبمجرد تخفيف إجراءات الحجر الصحي الذي دام شھرين، فإن محركات العجلة الاقتصادية ستستعيد طاقتھا العادية، معتبرين أنه تم تجاوز أوج الأزمة. نور في نھاية النفق
9
“بكل تأكيد” سينموالاقتصاد الألماني مرة أخرى في الربع الثالث بشكل ملحوظ، بل وھناك بعض استطلاعات تبشر بـ”نمو سريع” والعودة إلى مسار ما قبل زمن الجائحة. غير أن آخرين التزموا بما يمكن تسميته بـ”تشاؤم متضائل” في قطاع الأعمال ولدى الشركات. كل ھذا لا يتطلب معرفة عميقة بالموضوع، فلا ننسى أن الحكومة الألمانية بلورت أكبر حزمة تحفيز اقتصادي يمكن تخ ّيلھا، والتي سيظھر بلا شك، مفعولھا الأ ّولي بسرعة. ثم إن ك ّل من كان في نفق مظلم، فإنه ينجذب لأول بصيص من
الضوء يراه أمامه. في المقابل، ھذا الطرح ھو الجانب الإيجابي الوحيد المتبقي وسط مشھد تطغى عليه السلبية. فكيفما كان مفعول مليارات حزمة إعانات الدولة وإعفاءاتھا الاستثنائية الحالية، فإنھا تعمل في الغالب على حجب المشاكل الحقيقة التي تعاني منھا العديد من الشركات حتى قبل جائحة كورونا. فھذا الفيروس الخبيث لا يجعل الناس مرضى فقط أو يقتلھم حتى، لا! إنه يضع الأصبع في جرح الشركات .لذا إذا كانت جائحة كورونا أنقذت البعض منھا، وقامت حزمة أموال من برلين ربما بمساعدتھم، إلا أنه وبمجرد انتھاء الدعم في يوم ما )سيأتي ذلك بلا شك(، فإن الوضع سيصبح غير مطاق بالنسبة للكثير من الشركات. من المھم الإجابة عن السؤال التالي: إلى متى يمكن للدولة الإبقاء على دروعھا الواقية مفتوحة، وحماية الشركات من الإفلاس بالتدخل المباشر في السوق؟ جزء من طبيعة اقتصاد السوق تقوم على إفلاس الشركات عند فشلھا في الصمود أمام العواصف. لقد رأينا النھاية الكارثية للتخطيط الاقتصادي من قبل الدولة، في نموذج ألمانيا الشرقية سابقا قبل نحو ثلاثة عقود. ُخمس الشركات الألمانية ترى أن وجودھا مھدد بسبب كورونا، ووف ًقا لاستطلاع أجراه معھد “إيفو” في ميونيخ، تتوقع شركة تأمين الائتمان “أويلر ھيرميس” أن ألمانيا مقبلة على” موجة غير مسبوقة من إفلاس الشركات تھدد كل القطاعات، وإن كان بعضھا، كالطيران أو السياحة مھدد بشكل خاص. انكماش تاريخي بسبب كورونا.. ھل تسترجع ألمانيا قوة اقتصادھا؟ وضع صناعة السيارات قاتم أيضا ويشكل خطراً داھماً على سوق العمل. قطاع كان يعاني أصلا من مجموعة من المطبات، أبرزھا ما ُعرف بـ”فضيحة الديزل”. وترى نقابة “إيغيميتال” أن ما لا يقل عن 300 ألف وظيفة معرضة للخطر. ولا يقتصر الأمر على الشركات المص ّنعة للسيارات الكبيرة فحسب، بل يشمل أي ًضا العديد من الموردين المتوسطين أو العاملين في صناعة الآلات. وتشكو 80 % من الشركات العاملة في قطاع السيارات والبالغ عددھا أكثر من 6.600 من انخفاض طلب “ملحوظ أو خطير”. وللتذكير، ُيشغل قطاع صناعة السيارات أكثر من مليون شخص في ألمانيا. ما يجب أن يحدث الآن! ألا تكفي ھذه الأخبار السيئة؟ من المرجح أن يعاني الاقتصاد الألماني ال ُمو َجه للتصدير بشكل كبير، لأن شركاء ألمانيا التجاريين الأساسيين مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أي ًضا البرازيل والھند، لم يسيطروا بعد على الوباء. ھناك مشكلة أخرى: عدد الشركات ذات المديونية المرتفعة والأرباح المنخفضة تزداد بوتيرة كارثية. ھذا الوضع يشمل أيضا بلداناً أخرى في أوروبا والولايات المتحدة. ھذا يعني أن الأرباح لن تكون كافية لدفع فوائد الديون .إنھا حلقة مفرغة. الديون ليست سيئة في حد ذاتھا، إذ تبلغ ديون فولكس فاغن 192مليار دولار )وھي تحتل صدارة ھذه القائمة على مستوى العالم(، بيد أن الشركة تملك إمكانيات خدمة دائنيھا في أي وقت. وھذا ما لم يعد في متناول الكثير من الشركات بسبب جائحة كورونا. من المحتمل أن يتم قريبا تطوير لقاح ضد فيروس كوفيد 19، وكل شيء سيصبح حينھا على ما يرام. لكن الوقت قد يداھم بعض الشركات التي تعمل أصلا وفق نموذج خاطئ.
א??دא??א???????:? ?
ــ كأس ألمانيا: بايرن ميونيخ يحرز لقبه الـ20 ويحقق الثنائية
10
بعد أن توج ببطولة الدوري الألماني لكرة القدم الشھر الماضي، أضاف بايرن ميونيخ كأس ألمانيا أيضا إلى خزائنه بعد فوزه على باير ليفركوزن، محققا الثنائية للمرة الـ13في تاريخه. كما توج فريق فولفسبورغ بطلا
لكأس ألمانيا للسيدات. توج بايرن ميونيخ بلقب مسابقة كأس ألمانيا لكرة القدم للمرة العشرين في تاريخه بفوزه على باير ليفركوزن 2-4السبت )الرابع من يوليو/ تموز 2020( على الملعب الأولمبي في برلين في المباراة النھائية التي أقيمت بدون جمھور بسبب جائحة كورونا. وأكد النادي البافاري ھيمنته المحلية بإحراز الثنائية بعدما توج بلقب الدوري للمرة الثامنة على التوالي، بانتظار تكرار ثلاثية 2013من خلال التتويج بلقب مسابقة دوري ابطال أوروبا التي خطا خطوة كبيرة لبلوغ ربع النھائي بفوزه على مضيفه تشلسي الإنجليزي -3صفر ذھابا. وعزز بايرن ميونيخ سجله القياسي في المسابقة برفع غلته إلى 20 لقبا في 24 مباراة نھائية، بفارق 14 لقبا عن أقرب ملاحقيه فيردر بريمن، فيما تجمد رصيد باير ليفركوزن عند لقب واحد حققه عام 1993، علما بأنه خسر مباراتين نھائيتين سابقتين عامي 2002 و2009. وفي مباراة سابقة حقق فريق فولفسبورغ للسيدات لكرة القدم الثنائية للمرة الرابعة على التوالي بتتويجه بطلا لكأس ألمانيا، بعد أن تغلب على فريق إيسن بركلات الترجيح عقب التعادل 3/3، محققا لقبه السادس على التوالي في المسابقة. ويعد فريق فولفسبورغ أقوى فرق ألمانيا في كرة القدم النسائية واستطاع أن يحسم لقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي في الشھر الماضي.وسيسعى الفريق بدوره لتحقيق الثلاثية للمرة الثانية، بعدما حقق ذلك في 2013، عندما يلعب الفريق في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا في آب/أغسطس المقبل.
ــ ألمانيا تشكو ندرة موجوداتھا من عقار ريمديسيفر لعلاج كورونا
بعد إعطاء المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر لاستخدام عقار ريمديسيفير لعلاج حالات من مرضى كوفيد-19، كشف وزير الصحة الألماني أن بلاده لا تملك سوى بضع مئات من الجرعات. كيف سيتحرك الاتحاد الأوروبي لتلبية الطلب؟ أبلغ وزير الصحة الألماني ينس شبان مشرعي الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين )6/ تموز( بأن بلاده لا تملك سوى بضع مئات من الجرعات من عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات الذي يستخدمه مرضى كوفيد-19، قائلاً إنه يعمل على ضمان إنتاج الدواء في أوروبا. وقال شبان في جلسة استماع عبر الإنترنت نظمھا البرلمان الأوروبي: “ليس لدينا مخزون ضخم الآن، ليس لدينا سوى بضع مئات من الجرعات.” وقالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، اليوم إنھا تبحث سبل زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة “جيليد ساينسز” الأمريكية المنتجة لريمديسيفير، وھو الدواء الوحيد الذي منحه الاتحاد الأوروبي تفويض تسويق بشروط لاستخدامه لعلاج مرضى كوفيد-19. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية لرويترز إنھا أجرت اليوم الاثنين محادثات مع شركة “جيليد ساينسز” بخصوص طاقتھا الإنتاجية لكنه أحجم عن توضيح تفاصيل المناقشات لكونھا سرية. وأعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة أنھا وافقت على استخدام دواء ريمديسيفير لعلاج حالات الإصابة الحادة بالفيروس. وصدرت الموافقة بعد توصية من وكالة الأدوية الأوروبية بشأن الموافقة على استخدام الدواء الذي يباع تحت اسم “فيكلوري” في علاج مرضى كوفيد-19 الذين تزيد أعمارھم عن 12 عاماً، والذين يحتاجون
11
إلى أوكسجين إضافي. ويذكر أن ريمديسيفير ھو أول دواء لعلاج فيروس كورونا يحصل على موافقة للاستخدام في الاتحاد الأوروبي. ودواء ريمديسيفير الذي تصنعه شركة “جيليد ساينسز “الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية تم تطويره في الأساس لعلاج فيروس إيبولا، ولكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً في ھذا
المجال. ومازالت فعالية الدواء الجديد في علاج فيروس كورونا غير مؤكدة، حيث أظھرت دراسة دولية أجريت أواخر نيسان/أبريل الماضي على ألف مشارك أن ريمديسيفير يمكنه خفض الزمن اللازم لتعافي مريض كورونا من 15 إلى 11 يوماً في المتوسط. وكشفت الدراسة أيضاً أن استخدام الدواء يساعد في الحد من حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالمرض، ولكن ليس وفق معدلات ملموسة من الناحية الإحصائية. وفي الأول من أيار/مايو، سمحت الولايات المتحدة بالاستخدام الطارئ للدواء، وحذت حذوھا عدة دول آسيوية من بينھا اليابان وكوريا الجنوبية. ُ وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إن تقييمھا يستند بشكل أساسي على معطيات دراسة أجريت بدعم من المعھد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية.
ــ ستة أشھر على كوفيد- 19.. تطور الوباء والبحث المحموم عن لقاح مر نصف عام منذ انتشار فيروس “سارس – كوف 2” في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الحين، عرف الباحثون الكثير عنه وأحرزوا تقدما كبيرا في مكافحته والبحث عن لقاح للوقاية منه. فيما يلي أھم ھذه النقاط في مسار تطور الوباء. قبل نصف عام من الآن، وتحديدا في بداية الأسبوع الثاني من يناير/ كانون الثاني 2020، أعلنت السلطات الصينية لأول مرة عن انتشار فيروس جديد في مدينة ووھان. فيما يلي ملخص لكل ما أصبح معروفا عن الفيروس حتى الآن وإلى أي مدى تقدم الطب في مكافحة مرض “سارس- كوف 2.” عندما أعلنت السلطات الصينية عن وجود الفيروس، بدا أن العدوى الأولى انتقلت لشخص من أحد الحيوانات الفقارية قبلھا بعدة أسابيع. في البداية، حاولت بكين على ما يبدو إخفاء القرائن. وحتى اليوم، ليس من الواضح متى وأين انتشر الفيروس من الحيوانات إلى البشر. ولكن ھناك احتمال بأن الفيروس انتقل من الخفافيش إلى عائل متوسط، ربما يكون حيوان الراكون، ثم انتقل بعد ذلك إلى البشر. ھكذا بدأ الوباء، الذي لا يزال حتى اليوم مستمرا في الانتشار بقوة. قام علماء الفيروسات الصينيون بفك شيفرة المعلومات الوراثية للمرض في وقت قياسي. وبالفعل في 21 يناير/ كانون الثاني، نشر العلماء بنية الجينوم الخاصة بالفيروس، وبعد ثلاثة أيام وصفا دقيقا له. وقد م ّكن ھذا الأطباء وعلماء الميكروبيولوجيا في جميع أنحاء العالم من تطوير الأدوية واللقاحات. ما يميز الفيروس ھو بروتينات )2-ACE( التي تعلو سطحه ويشبه شكلھا الشعر الشوكي المصفف للأعلى على طريقة “سبايكي”. وھذه البروتينات ضرورية للارتباط (للالتصاق( بالخلية المضيفة. لذلك، تركز الكثير من أبحاث تطوير الأدوية واللقاحات على كبح ھذا البروتين أو منعه أو جعله غير فعال. طريقة انتقال الفيروس وقد ثبت الآن، من خلال دراسة ھاينسبرغ )بألمانيا( ومن خلال دراسات أخرى، أن الفيروس يلتصق بشكل خاص في منطقة الحلق والرئتين .وأكثر مسببات العدوى خطورة إلى جانب العدوى المباشرة من أسطح ملوثة بالفيروس ھي الرذاذ )الجوي(. وھذا ينتشر بشكل خاص من خلال أنظمة تكييف الھواء، كما ھو الحال في صناعة اللحوم. ومن أكثر الأمور خطورة الغرف المغلقة التي تمتلئ بالكثير من البشر. ولھذا السبب كانت إجراءات الحظر المنزلي وإغلاق المرافق الترفيھية وإلغاء المعارض التجارية والأحداث الرئيسية فعالة للغاية في احتواء الوباء. ويمكن إرجاع أكبر سلاسل انتشار العدوى إلى ما يسمى بـ “أحداث مسببة للانتشار الفائق.” وأصبح استخدام الكمامات الواقية على الأنف والفم إجباريا في جميع دول العالم تقريبا. ومع ذلك، يشكك الكثير من الأطباء في قدرة معظم الناس على استخدام ھذه الطريقة الوقائية في الحياة اليومية بطريقة
12
يمكن أن تمنع انتقالا محتملا للفيروس. ومن المھم دائ ًما أن تغسل يديك، وأن تحافظ على التباعد الاجتماعي وأن تھتم بالتھوية بشكل دائم. حتى في حالة إصابة بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط وحيوان الھامستر في بيوت البشر، فإنھا لا تلعب دورا يمكن إثباته في سلاسل العدوى. في البداية، كانت النظرية تنتشر بأن الفيروس الجديد ليس بأكثر خطورة من الإنفلونزا الموسمية. ولكن بعدھا تعرف الأطباء عليه بشكل أفضل: المرض يشبه في خطورته الإنفلونزا الإسبانية القاتلة التي اجتاحت العالم في عام 1918، على الرغم من أن عدوى “سارس-كوف 2” يمكن أن تكون بلا أعراض لدى الكثير من الأشخاص، إلا أن آخرين تتطور إصابتھم بكوفيد-19 على نحو خطير للغاية. ولا يمكن القول بوضوح من الذين سيتضررون من ذلك .والأشخاص الأكثر عرضة للخطر ھم من يعانون من أمراض سابقة، وكبار السن، والأشخاص أصحاب فصيلة الدم “A” وكذلك الرجال. وأكد علماء الأمراض الذين فحصوا ضحايا كوفيد-19 أن ارتفاع ضغط الدم وأمراض السكري والسرطان والفشل الكلوي وتليف الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية ھي من أخطر الأمراض الموجودة مسبقا. ومن حيث المبدأ يمكن أن يتعرض الجميع لمسار صعب. يمكن أن تبدو الأشكال الخفيفة من كوفيد-19 كنزلة برد. وعادة ما تكون ھناك آلام بالحلق ومشاكل في التنفس وفقدان لحاسة الشم والتذوق. وفي المقابل، يمكن أن تؤدي المسارات القوية للمرض إلى مرض متعدد الأعضاء يھدد حياة الشخص. وغالبا ما يؤدي ذلك إلى حالة الإنتان أي تعفن الدم، وھو مميت في كثير من الأحيان، ويأتي نتيجة لرد الفعل المبالغ فيه للجھاز المناعي، الذي يھاجم أنسجة وأعضاء الجسم. في بداية وباء فيروس كورونا، تم في وقت مبكر وضع العديد من المرضى، الذين كانوا يعانون من تطور مرضي شديد، على أجھزة التنفس الصناعي؛ ورغم ذلك لقوا حتفھم. أما في الوقت الحالي فقد تراجع أطباء العناية المركزة عن عمليات التنفس الصناعي المعتادة مرة أخرى؛ لأن الأطباء المختصين بأمراض الرئتين أدركوا أن التنفس الصناعي في ظل ضغط مرتفع في الرئتين يمكن أن يضر أكثر من أن يساعد. ومادام المرضى لديھم قدرة على التنفس بأنفسھم، فيتم إمدادھم بالأكسجين دون وضعھم على جھاز تنفس، أما عملية التنبيب، أي توصيل أنبوب بلاستيكي إلى داخل القصبة الھوائية فيكون خيارا فقط في حالات الطوارئ الشديدة. وفي كثير من الحالات، إذا تضررت الكلى بشدة بسبب كوفيد-19 فإن غسيل الكلى ضروري أيضا. وتأخذ العناية المركزة الآن أيضا الأعضاء الأخرى التالفة بعين الاعتبار بقدر أكبر. ويمكن تسريع عملية الشفاء في العيادات المتخصصة عن طريق إعطاء الأجسام المضادة (بلازما( من دم مرضى كوفيد-19، الذين شفوا. ثم يبدأ جھاز المناعة في مكافحة الفيروس في جسم المريض الذي حصل على الدم المتبرع به. ومن حيث المبدأ، بعد العلاج بالعناية المركزة، يجب على مرضى كوفيد-19 أن يخضعوا لإجراءات إعادة تأھيل مطولة ومعدة بشكل فردي تأخذ في الاعتبار أيضا أمراضھم السابقة وتلف الأعضاء المحتمل. الدواء الصيدلاني الوحيد الذي تم تحديده لتقصير مسار المرض ھو “ريمديسيفير”. ولھذا يجري داخل الأسواق سباق محموم للحصول عليه. لكنه ليس علاجا “معجزة”، فھو يختصر عملية الشفاء لبضعة أيام في حالة تلقي المرضى للأكسجين، لكنه لا يحسن فرصھم في البقاء على قيد الحياة. ويحاول الأطباء أيضا استخدام أدوية أخرى لفيروسات الكورونا متواجدة بالفعل في السوق.وتشمل ھذه الأدوية “ديكساميثازون”، وھو عقار مضاد للالتھابات، وكذلك عقار “أفيغان” المضاد للفيروسات، ودواء الملاريا “ھيدروكسيل كلوروكوين”. ولم يتم إثبات فعالية وسلامة أول عقارين بشكل قاطع حتى الآن، وھناك شكوك قوية حول الدواء الثالث. حتى نھاية شھر يونيو/ حزيران 2020، انطلق ما لا يقل عن 160 مشروع لقاح في جميع أنحاء العالم. وتنقسم ھذه المشاريع بشكل أساسي إلى ثلاثة أنواع من اللقاحات: اللقاحات الحية، واللقاحات الميتة ولقاحات الحمض النووي الريبوزي القائمة على الجينات.
13
ومع ھذا الأخير، يطرق الأطباء آفاقا جديدة؛ لأنه لا توجد حتى الآن لقاحات معتمدة من ھذا النوع. وكلا اللقاحين المعتمدين حاليا في ألمانيا للمرحلة الأولى والثانية من الاختبارات ھما من لقاحات الحمض النووي، لشركتي بيونتك وكورفاك. وھناك أي ًضا لقاح السل المعتمد بالفعل، وھو غير موجه أساسا ضد سارس-كوف-2، وإنما يقوي المناعة الأساسية الفطرية للبشر. ويحاول الباحثون في معھد ماكس بلانك لبيولوجيا العدوى في برلين حاليا تحسين ذلك وراثيا. ووفقا لمعلومات من منظمة الصحة العالمية، كانت ھناك عند نھاية يونيو/ حزيران 2020 خمسة لقاحات في المرحلة الأولى من الاختبارات البشرية في جميع أنحاء العالم، وكانت الاختبارات تتعلق بسلامة اللقاح. وھناك سبعة لقاحات في اختبارات مركبة من المرحلة الأولى والمرحلة الثانية مجتمعة، حيث يتم اختبار الاستجابة المناعية أيضا وھناك بالفعل لقاح واحد فقط في المرحلة الثالثة، حيث يتعلق الأمر بإثبات فعاليته ضد العامل المسبب للمرض عمليا . يأمل المتفائلون أن يكون ھناك لقاح صالح للاستخدام في السوق بحلول نھاية العام .ويتحدث آخرون عن العام المقبل. في الواقع، ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان ومتى سيتم إطلاق تطعيم ضد سارس- كوف-2 في السوق، ويكون مناسبا لكثير من الناس. إذا تمت الموافقة على اللقاح، فإن الإنتاج الضخم يمثل تحديا آخر. وسيكون ذلك ميزة لقاحات الحمض النووي الريبوزي الجيني، والتي يمكن إنتاجھا بسرعة نسبيا. وتستعد شركات الأدوية ذات الصلة مثل معھد المصل بالھند بالفعل لقدرات إنتاجية أكبر، حتى لو لم يكونوا يعرفون بعد المادة الفعالة التي سينتجونھا في نھاية المطاف. المزيد من الناس حول العالم يصابون بالعدوى، وتجاوزت حالات الإصابة بحلول نھاية يونيو/ حزيران عشرة ملايين شخص. ولا يزال سكان العالم البالغ عددھم 7٫8 مليار نسمة بعيدين عن حقيقة أن الإصابات ستؤدي إلى مناعة مناسبة. ومن غير الواضح أيضا ما إذا كان المرضى الذين تم شفاؤھم سيظلون محصنين ضد الفيروس بشكل دائم .ويمكن استخدام اختبار الدم المصلي )السيرولوجي( لتحديد ما إذا كان لدى شخص أجسام مضادة ضد الفيروس. ويمكن أيضا أن تقدم المسحة باستخدام نتفة من القطن عبر اختبار جيني توضيحا عما إذا كان الشخص مريضا بشكل حاد ومعديا.
ــ بعد تحريرھا.. الألمانية ھيلا ميفيس: “أنا بخير”، لكن من أختطفھا؟
“حررت” القوات الأمنية العراقية السيدة الألمانية التي أختطفت في بغداد ھيلا ميفيس. نجحت في تحد جديد وبقي تحدي الكشف عن ھوية الخاطفين، بعد سيل من الاتھامات لجھات مختلفة. صديق لھيلا يقول :”لو كانت بغداد رجلا لتزوجته
ھيلا .” منذ عام 2011 والألمانية ھيلا ميفيس في بغداد. صحيفة “زود دويشته تسايتونغ” الألمانية كتبت في تقرير لھا حول عملية الاختطاف، أن ھيلا ھاجرت بالعكس، واختارت العيش في بغداد رغم أن آلاف العراقيين يطلبون اللجوء إلى ألمانيا . يسألھا أحدھم: “ھيله، أين سيارتك؟”. تجيب ھذه سيارتي” مشيرة بإصبعھا إلى دراجتھا الھوائية التي تتنقل بواسطتھا في شوارع بغداد، في منطقة الكرادة بالذات، حيث يقع بيت “تركيب” وھو بيت أسسته لدعم صغار الفنانين والموھبين في العراق.
14
بعد اختطافھا لمدة أربعة أيام، حررت القوات العراقية السيدة الألمانية ھيلا ميفيس، اليوم )24 تموز/ يوليو 2020( وفق ما أعلن المسؤول الإعلامي في الجيش العراقي العميد يحيى رسول. ھيلا اختطفت بالكرادة مساء يوم 20 تموز/ يوليو. والعميد رسول لم يدل بأي تفاصيل حول الكيفية التي تمت بھا عملية
التحرير، سوى حديثه عن أن السلطات الأمنية العراقية ھي من قامت بذلك. رئيسة منظمة برج بابل الناشطة ذكرى سرسم وھي صديقة ھيلا ميفيس قالت لـ DWعربية “أن السيدة ميفيس اتصلت بي ھاتفيا وأبلغتني بأنھا بصحة جيدة وأنه من المفترض أنھا ستغادر العراق قريبا”. وحول سؤال DW عربية عن معاملة الخاطفين لھا؟ أجابت سرسم أن ھيلا قالت: “إنھا كانت جيدة”. ولم تضف المزيد. سرسم تعتقد أن لا مساومة كانت حول دفع مبلغ مالي مقابل إطلاق سراحھا، مؤكدة أن القوات الأمنية نجحت بنفسھا في تحريرھا، لكنھا تخمن الجھة التي اختطفتھا، حيث قالت “يبدو أنھا جھة بامكانيات جيدة، واضح من السيارات التي قامت باختطاف ھيلا. من التنظيم وعملية المراقبة، نستطيع القول إنھا جھة نافذة.” وعلى مواقع التواصل اندلعت حرب تعليقات، بين من يتھم كتائب حزب ? في العراق وراء العملية، ومن يتھم الحكومة نفسھا بعملية الخطف .إلا أن أكثر تساؤل يطرحه المعلقون، ھو عن سبب احجام الحكومة التصريح عن الجھة الخاطفة، إذا كانت قد قامت فعلا بتحرير الألمانية ھيلا ميفيس؟. وزير الخارجية الألماني ھايكو ماس شكر السلطات العراقية وخلية الأزمة في وزارة الخارجية على تحرير ھيلا ميفيس،لكن الخارجية الألمانية والسلطات الألمانية عموما تحفظت في الإدلاء بأي تصريح يخص عملية الاختطاف. في العراق شكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ھو الآخر القوات الأمنية لتحريرھا “الضيفة الألمانية”. ويرى مراقبون أن اختطاف السيدة الألمانية ھو الاختبار الثاني للحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، بعد عملية اغتيال المحلل الأمني ھشام الھاشمي قبل أسابيع قليلة. تحرك السلطات في البحث عن المختطفة ھيلا ميفيس كان سريعا وناجحا، إلا أن التحدي الأھم بالنسبة لكثيرين ھو في الكشف عن الجھات الخاطفة. مصدر أمني تحدث لوكالة فرانس برس عن تفاصيل تحرير ميفيس ليل الخميس/ الجمعة قائلاً إن خلية الصقور الاستخباراتية، وھي قوات نخبة، تمكنت من تتبع أحد المسؤولين عن عملية الخطف من خلال كاميرات المراقبة وأحد الشھود، وأن عملية تحريرھا جرت في جانب الرصافة. وأضاف أن “ھذا الشاھد قدم معلومات عن الخاطفين الذين تعرف عليھم من خلال الصور، والذين زعموا انتماءھم إلى أحد فصائل الحشد الشعبي “التابعة للقوات الأمنية العراقية. وفي بيان لوزارة الداخلية العراقية قالت فيه إن تحرير المختطفة جاء “نتيجة العمل الاستخباري وتقاطع المعلومات ومتابعة الكاميرات ورصد كل ما يتعلق بجريمة الاختطاف. كما أشار البيان إلى “أن المؤسستين الأمنية والقضائية مستمرة بجھود المتابعة والملاحقة القانونية للجناة بغية تقديمھم للعدالة.” ش ّكل اختطاف السيدة الألمانية ھيلا ميفيس صدمة لأصدقائھا. ونجاح الحكومة في تحريرھا شيء جيد، تقول ذكرى سرسم، إلا أنھا تضيف “الحكومة الجديدة أمام تحد كبير، فإذا فشلت في الكشف عن الجھة التي اختطفت ھيلا، فاعتبر أن الحكومة سقطت، ولا تستحق الاستمرار.” وتطالب سرسم الحكومة بالكشف عن الجھة التي وقفت خلف عملية الاختطاف وتقول “إنه امتحان مھم للحكومة، إذا ما اثبتت جدارة، فالجدارة ليست في إطلاقھا، الجدارة في الكشف عن الخاطفين.” وتضيف سرسم أن آخر اتصال كان لھا مع ھيلا ميفيس قبل اختطافھا كان يوم تأبين ھشام الھاشمي، الخبير الأمني العراقي الذي قتل في سيارته. توضح سرسم بالقول “كما يبدو أنھا كانت مشاركة في التأبين في منطقة ساحة التحرير. اتصلت بي، كانت خائفة جدا ومحبطة، وسألتني كيف يمكن أن يكون المستقبل بعد عملية اغتيال الھاشمي”. أجابتھا سرسم بالقول: “قلت لھا إننا كلنا مھددون ومعرضون ولا يمكننا فعل شيء. سألتھا لم لا تسافرين خلال ھذه الفترة، قالت إن الأمر يتعذر عليھا بسبب حظر السفر نتيجة كورونا.” حول سبب الربط بين عملية اغتيال الھاشمي واختطاف السيدة ھيلا ميفيس، أجابت سرسم أن الحكومة برأيھا “سقطت يوم مقتل ھشام الھاشمي، الخبير الأمني المقرب من رئيس الوزراء”، وتوضح بالقول إن “فشل رئيس الحكومة في الكشف عن قتلة الھاشمي، وھو واحد من القريبين منه، فإنه لن يتمكن من
15
حماية أي واحد من الشعب”. وتتساءل : “ما الغرض من تغيير الحكومة كلھا، إذا لا تستطيع تحقيق أبسط المطالب؟.” منذ عام 2011 والألمانية ھيلا ميفيس في بغداد. صحيفة “زود دويشته تسايتونغ “الألمانية كتبت في تقرير لھا حول عملية الاختطاف، أن ھيلا ھاجرت بالعكس، واختارت العيش في بغداد رغم أن آلاف العراقيين يطلبون اللجوء إلى ألمانيا .تقول صديقتھا السيدة سرسم إن ھيلا منذ فترة طويلة في بغداد وتعرف كثير من الناس “علاقاتھا جيدة، أصبحت كأنھا واحدة من بنات بغداد. تعرف المدينة، ولھا علاقات بالمؤسسات، بالوزارات، الإقامة، الداخلية، تعرف الجميع. تعرف اناس أنا لا أعرفھم، على مستوى مسؤولين، وإدارات منظمات.” قبل أن تنتقل إلى بغداد، لتتجول في شوارعھا المكتضة بالناس، على دراجتھا الھوائية، عاشت ھيلا ميفيس في شرق برلين. عملت مع زوجھا السابق في منطقة كونستوھف في برلين، في إدارة معارض ومقھى. وبعد انفصالھا عن زوجھا درست في جامعة مسائية الاقتصاد، ثم عملت كمديرة ثقافية لدار مسرح بوسط برلين، وھي مؤسسة مرتبطة بمشاريع إعادة تأھيل الحياة الثقافية في العراق. بعد أول زيارة لھا لبغداد في مھرجان مسرحي، لم تستطع ترك العاصمة العراقية، رغم ظروف الحياة الصعبة. يقول علي المكدام، وھو صحفي عمل طويلا مع ھيلا ميفيس في بيت “تركيب” لـ DW عربية: “لو كانت بغداد رجلا لتزوجته ھيلا”، في إشارة لعشقھا للعاصمة العراقية. عباس الخشالي
ــ الحزب الاشتراكي يطرد بشكل نھائي سياسيا معاديا للإسلام
بعد نحو عشر سنوات من الصراع القانوني وجلسات الاستماع والتحكيم، قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا طرد عضو سابق في مجلس الشيوخ في برلين بسبب
معاداته للإسلام والمھاجرين. تيلو زاراتسين البرلماني السابق وعضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي سابقاً ومؤلف كتاب “الاستيلاء العدائي: كيف يعيق الإسلام التقدم ويھدد المجتمع” أيدت أعلى ھيئة تحكيم بالحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا قرارا أصدره الحزب بطرد عضو سابق في مجلس الشيوخ في برلين ومؤلف متھم بالعنصرية وتبني خطاب معاد للإسلام والمھاجرين بعد صراع قانوني استمر عشر سنوات. وأكدتھيئةالتحكيمالاتحادية،التابعةللحزباليومالجمعة)31يوليو/تموز )2020أنالحزبتصرف وفق صلاحياته ومنھا فصل السياسي والمؤلف السابق المثير للجدل تيلو زاراتسين. وقالت الھيئة في بيان إن قرار “الاستبعاد من الحزب نافذ.” وفي كانون الثاني/ يناير، أكدت ھيئة تحكيم ولاية برلين في الاستئناف أن قرار الحزب باستبعاد زاراتسين قانوني، وھو الحكم الذي تم تدعيمه الآن بقرار على المستوى الاتحادي. وكان زاراتسين قد صرح سابقاً أنه سيستأنف القرار حتى يصل إلى آخر مراحل التقاضي وھي المحكمة الدستورية الاتحادية، الأمر الذي قد يستغرق سنوات. لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قال إنه للقيام بذلك، فإن على زاراتسين أن يثبت وجود أخطاء إجرائية في قرار ھيئة التحكيم. وتعقيباً على القرار قال زاراتسين: “من وجھة نظري، فإن القرار كان قد اتخذ مسبقاً قبل جلسة الاستماع”، مضيفاً أن “ھذه العملية لم تكن منفتحة ولا نزيھة وغير عادلة.” وكانت جلسة اليوم ھي المحاولة الثالثة للحزب الاشتراكي الديمقراطيلطرد البرلماني السابق والمصرفي البالغ من العمر 75 عاماً بعد سلسلة من الجلسات بدأت في عام 2010.
16
وكان زارتسين، الذي باعت كتبه نسخاً بالملايين، قد وجھت له انتقادات شديدة بشأن تعليقاته على الإسلام. وحمل آخر كتاب صدر للبرلماني الألماني السابق عنوان: “الاستيلاء العدائي: كيف يعيق الإسلام التقدم ويھدد المجتمع” وفي عام 2018 ، كتب زاراتسين متحدثاً عن “الآخر الثقافي الملون شديد التدين”، وأن ھذا “ھو السمت الغالب للمسلمين” كما انتقد ارتفاع معدلات المواليد بين المسلمين وأن ھذا الأمر عرض المجتمع الألماني والديمقراطية والازدھار للخطر، مدافعاً عن فكرة صعوبة اندماج المسلمين في المجتمع الألماني واصفاً إياھا بأنھا “بالكاد ممكنة.” ورفض زاراتسين مراراً اتھامه بالعنصرية، قائلاً إن أعماله قد وصفت الانقسام التدريجي في المجتمع الألماني بسبب الأعداد الكبيرة من المھاجرين المسلمين الذين قدموا إلى ألمانيا. وعمل زاتسين العضو السابق في الحزب الاشتراكي الديمقراطي عضواً في مجلس الشيوخ المالي في برلين من 2002 إلى 2009 وكعضو مجلس إدارة بالبنك الاتحادي في 2009 و 2