أما آن الأوان لكي نفرغ حقائبنا . .
أما آن الأوان لكي نفرغ حقائبنا . .
أما آن الأوان لمغادرة قاعة الانتظار . . ؟
الكثير منا لم يفرغ حقائبه بعد . . ! ما زال ينتظر العودة إلى الوطن الأم و يحلم بها، نحن في المحطة الأخيرة . . والسويد وطنٌ نهائيٌّ .
هناك الكثير منا ما زالوا يعيشون حالة انتظار رغم مرور كل هذا الوقت على وجودهم في هذه البلاد , يعيشون حالة انتظارٍ تجعلهم غير قادرين على الاندماج والتأقلم والانسجام مع القِيَم والثقافة الاجتماعية السويدية السائدة . . بل الكثير منا يجعلون من هذه الحالة مبرراً لعدم المساهمة في البناء والعطاء لهذا المجتمع , وينقلون عن سابق تصورٍ وتصميمٍ لأبنائهم والمحيطين بهم أسلوب التفكير هذا , وإن كان هناك من لا يتعمَّد نقله , ولكن من خلال ممارسته سلبيَّته ينقل العدوى إلى من حوله وخاصةً أبنائه الذين تنعكس لديهم هذه السلبية لتجعل منهم أفراداً لا يستطيعون تحديد شكلٍ لهويتهم الثقافية والاجتماعية، ليعيشوا حالة تخبُّطٍ تنتهي بهم إلى مكانٍ لا يقدرون من خلاله المساهمة والعطاء من خلال التحصيل العلمي والعمل ليصبحوا جزءاً من هذا المجتمع، وأفراداً لهم مكانتهم وتمايزهم , وبالتالي يمهِّد لهم الطريق للانحراف والانخراط في الجريمة والعنف . . !
حالة الانتظار هذه يمنحوها صفات وأشكال مختلفة، ويوجدون الأعذار والمسوغات التي قد تخفي في طياتها ارتباكاً وضعفاً بل أكثر من ذلك . . تخفي في طياتها كسلاً لعيشٍ هيِّنٍ وليِّنٍ دون بذل أية جهود.
الكثير يرى أن اللغة عائقٌ، وإيجاد فرصة عملٍ عائقٌ، والدين عائقٌ، والعادات والتقاليد وطرق العيش كلها عوائق لعدم الدخول بهذا المجتمع . .! ولذلك نرى أنهم يلجؤن للسلبية والتقوقع . . وبالتالي يعودوا لحالة الانتظار ويُروِّجون لها لتصبح حالةً مقبولةً وعامةً .
السويد وطنٌ نهائيٌّ والسويد المحطة الأخيرة . . ! لذلك ينبغي علينا أن نغادر قاعة الانتظار والمباشرة بالعمل للاندماج، وتخطي الحواجز وذلك لكي نستطيع أن نقوم برد الجميل لهذا المجتمع الذي قدم ولا يزال يقدم لكل الوافدين إليه الأمن والأمان والسلام ولكي نستطيع أن نُخلِّف أجيالًا تساهم في بناء السويد وتطويره .
بقلم الكاتب
ماهر دبور