??????
??
??
???????א??
القيصر جورجلاكو : قيصر بلاد سانتافيا العظمى
3
: زوجته : قيصر بلاد روزينا : زوجته : ناظر خارجية سانتافيا العظمى
ســارة القيصر توماتوف
مايســا الجنرال سيكر
: ناظر حربية سانتافيا العظمى : ناظر مالية سانتافيا العظمى. : ناظر أمن سانتافيا العظمى : سكرتير القيصر جورلاكو
الجنرال ميني الجنرال ھورفي الجنرال موري الجنرال كوري مستشار 1 مستشار 2 القيصر بنفي القيصر لوسيان : قيصر بلاد لازورديا القيصر سوميتو : قيصر بلاد كابان القيصر كولونيل : قيصر بلاد فريتانيا خفيفوس : قيصر سرجنت بيتر : سائق الجنرال سيكر
: قيصر بلاد مرسيدس
א??אو?
يحكى أن تدھورت في سنة من السنين، أحوال بلاد سانتافيا العظمى، وأصيب رئيسھا بكآبة حادة ساھمت في المزيد من تدھور البلاد بعد عز وأزدھار. ومع أن سانتافيا العظمى بعيدة .. أبعد من ياجوج وماجوج .. إلا أن التكنولوجيا في واحدة من مساؤھا النادرة جعلتھا قريبة وأبلغت شرورھا إلى جميع الممالك
والأمصار.
جرت أحداث ھذه المسرحية في زمن خارج التاريخ والمعقول، لقد حيكت مؤامرة تشبه في أحداثھا أغتيال يوليوس قيصر، جريمة ليس فيھا شھود، بل الكل مشارك: ضحايا وقتلة فقط. ودارت المؤامرة بأعلى درجات الكتمان، تحف بھا رعاية الأقمار والكواكب الصناعية وأجھزة الكترونية معقدة، بيد أن التكنولوجيا لم يكن بوسعھا أن تستتر بصفة مطلقة على جريمة مثالية يضيع فيھا القاتل ويفلت من الحساب، فقد أستطاع كاتب غير معروف أن يرصد ويراقب، وأن يقتحم قاعات الاجتماعات السرية بل ومخادع نوم القياصرة ليقدم لنا ھذه الشھادة للتاريخ، وقامت لجنة من الخبراء بتدقيقھا ووجدت أنھا مطابقة لما حدث … أحداث حدثت في زمن غابر أغبر، وإذا كان ھناك تشابه فيما حدث مع ما حدث فعلاً وحقاً ..
فالأمر كله محض صدفة …
في الغابات الكثير من الحيوانات الضارية القادرة على أفتراس كل من يصادفھا .. وغالباً ليس ھناك نظام سلوكي معروف ….. في أرضنا، وبعد 10 ألاف سنة من الحضارة، يھاجم بشر آخرين للأستيلاء على ما يملكون، أو لأنھم لا يعملون وفق إرادتھم … ھناك خطر أن يفقد البشر روابطھم الإنسانية .. وبالتالي أن يصبح عالم الغابة وقوانينھا ھي السائدة .. والاستعمار يجدد نفسه بطريقة وحشية لا تمت بصلة للمنجزات
الحضارية للبشرية ..
إنھا محاولة لأن نحدث في تفكير المتلقي مغزى … أن قوة الحكمة، والانتماء للجنس البشري لا تكمن في القوة المسلحة والاحترام لا ينبع من القدرة على العدوان … محاولة لضخ شحنة ثقافية في إطار فني نسعى أن نقدمه بشكل جميل وممتع … ھذه محاولة، قمنا بھا رغم صعوبة تكيف الفكرة إلى عمل مسرحي …
محاولة لنجعل القوي يخجل من قوته، بل في استخدامھا .. ومحاولة أن يفخر كل من يمتلك الحكمة ويحاول تعميمھا … فنياً … وربما مسرحياً ….
تابعونا … وأحكموا معنا …. فكروا … ولنصدر معاً قراراً جماعياً ……. بالاستناد إلى أدلة عقلية دون أن نغفل عواطفنا … ولكن لنكن حذرين في كل الأحوال …!
??
4
بغداد المنصورة آذار / 1992
א???ل?א?ول? ?
المشھد الأول
) القيصر جورجلاكو جالساً خلف مكتبه يفكر ساھماً، يقوم بحركات تدل على عصبيته، كأنه يبحث عن شيئ ما في مكتبه … يتردد … تجلس زوجته سارة أمامه تشتغل بأعمال الصوف، وكلبتھا بين قدميھا، ثم يرن ھاتف ذو ضياء أحمر بشكل متواصل (
جورجلاكو : )يفتح صوت الھاتف، بزر في الجھاز(نعم أنا القيصر جورجلاكو، قيصر سانتافيا العظمى. توماتوف : ھنا القيصر توماتوف، كيف أنت يا صديقي العزيز ؟ )زوجته ماسيا تنظر إليه بوله وھي في أتم أناقتھا(.
جورجلاكو : أوه … يا صديقي .. أنا بأنتظار أخبارك الطيبة، ھل لديك شيئاً منھا لتخبرني ؟ توماتوف : نعم ..نعم الشيئ الكثير .. في الواقع أشياء قليلة ولكنھا مھمة وذات مغزى استراتيجي عميق ..
جورجلاكو : عظيم .. عظيم .. ھكذا إذن، كم أنا بأمس الحاجة يا صديقي العزيز إلى شيئ من منجزاتك التاريخية.
توماتوف : في الواقع كنت أتجول أمس في عاصمتنا، أنا ومايسا، )تھز مايسا رأسھا موافقة بأبتسامة عريضة وھي في غاية السعادة( .. وھالني أني وجدت العلكة تكاد تختفي من أسواقنا، وتلك الملابس الجميلة التي شاھدتھا عندكم .. أوه .. ما أسمھا ..؟
جورجلاكو : الفينز ..! توماتوف : نعم الفينز .. اللعنة إني أنسى دائماً الأشياء المھمة …….. جورجلاكو : أوه … ھذا مؤسف ..! توماتوف : لا عليك قررت أن أكتب من الآن فصاعداً ھذه المعلومات لكي لا أنساھا .. الفينز … ھا …
ومنھا عدت إلى الحكومة وقررت نسف كل شيئ .. جورجلاكو : )بھلع( نسف … لا .. لا .. النسف مرة واحدة .. ھذا كثير .. توماتوف : إني أقصد النسف بدون قنابل … ھذا نسف سلمي … قررت تنفيذ خطة أسميتھا مايوركا …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( ھذه جزيرة أسبانية في البحر الأبيض المتوسط على ما أظن …
توماتوف : )بدھشة( صحيح ..؟ في لغتنا تعني النسف )يتدارك( السلمي، ولكن يا للمصادفة الجميلة … ھل ھذه الجزيرة جميلة أيضاً …
جورجلاكو : أعتقد أنھا جميلة …
5
توماتوف : حسناً دعنا إذن نعقد لقاءنا القادم ھناك … مايسا تلح علي دائماً برؤية الأماكن الجميلة )مايسا تشجعه بإشارات(.
جورجلاكو : ولم لا … ولكن إلى ذلك الحين، أرجو أن تتمكن من التغلب على مشكلاتك ..!
توماتوف : مشكلات …! لا … لا يوجد منھا شيئ عندي البتة، تصور أني لم أواجه أي معارضة بصدد سياسية المايوركا …
جورجلاكو : ولا شكل من أشكال المعارضة ..؟
توماتوف : إن شئت الدقة .. نوع من دمدمة غير مسموعة وملاحظات غير مھمة … أنت تعرف أني قد أشغلت جيداً منذ سنين …
جورجلاكو : فعلاً … فعلاً … أنكم تتقدمون حقاً إلى الديمقراطية السقراطية …
توماتوف : لا توجد سقراطية، سقراط مفكر اغريقي … أنتم تعانون من مشكلة الثقافة، ونحن نعاني من مشكلة الديمقراطية ….)ينفجر توماتوف بضحكة(.
جورجلاكو : نحن انھمكنا بجمع الثروة، وأنتم بالثقافة …! توماتوف : دعني أفرقع لك ھذه المفاجأة ….! جورجلاكو : تفرقع …! توماتوف : ھا أنت يا صديقي تفھمني خطأ .. أقصد أن أفرقع لك مفاجأة لطيفة … جورجلاكو : ھذا مثير .. ولكننا لا نمزح بالمفرقعات … توماتوف : لقد قلت لنفسي، طالما أني قد فعلتھا، فلأفعلھا مرة واحدة، لقد طرحت في الاجتماع تغير أسم
القصر الأحمر إلى قصر الفجل .. جورجلاكو : )يضحك ويقھقه( صحيح …! فكرة طيبة .. ولكن كيف أقنعتھم ؟
توماتوف : بكل سھولة .. لاحظت فقط أن شيئ من الحيرة بدت على وجوھھم، فقررت أن أبدد ھذه الحيرة بضربة واحدة ..!
جورجلاكو : بضربة ..! توماتوف : أقصد بھبة واحدة وبعزم .. جورجلاكو : نعم … نعم … واضح ..
6
توماتوف : لاحظت أن البعض لم يستوعب المغزى الديمقراطي العميق في التحول إلى قصر الفجل، ولكني عندما شرحت ذلك بأسھاب وربطتھا بإحكام بسياسة المايوركا … فما كان من الحاضرين إلا أن وقفوا وصفقوا بقوة وحماس ..
جورجلاكو : )منذھلاً( حقاً ..؟ وكيف تم لك ذلك ؟
توماتوف : لقد شرحت للحضور، أن أشكال الفجل متنوعة، وذلك يمنحنا مرونة أكثر في العمل …تصور يا لھا من فكرة مذھلة .. حتى أن استغربت فيما بعد من قدراتي وبلاغتي في التدبير والتفسير …!
جورجلاكو : حقاً .. إني أشھد لك بذلك .. وبعد ..؟ توماتوف : ثم أني أخبرت الحضور .. أن الفجل يؤكل في جميع الوجبات، وھذا يمنح اقتصادنا قوة أكبر ..
جورجلاكو : أنت مذھل حقاً يا صديقي كم أنا فخور بك .. ولكنك بھذا تدخل في اختصاصنا … توماتوف : وماذا في ذلك …؟ التنافس في الاقتصاد مذھب عولمي … وليس ذلك فقط .. بل أنتظر الضربة القاضية ..
جورجلاكو : ماذا … ضربة قاضية، قلت ..
توماتوف : لا … بل أني قلت لھم أن الفجل يمنح الآيديولوجيا قدرة أكبر استراتيجياً وتكتيكياً …! وھنا أرتاحت نفوسھم ..!
جورجلاكو : سامحني رجاء … ھذه لم أفھمھا . توماتوف : )يضحك ضحكة المنتصر( سأشرحھا لك لينشرح صدرك ويبتھج قلبك .. جروجلاكو : قل لي بربك ماذا فعلت ..! توماتوف : ببساطة، قلت للرفاق أن الفجل ھو أحمر من الخارج، ويؤدي الغرض لمن يرضيه الشكل، إلا
أنه أبيض كالثلج من الداخل ..)يضحك بقوة لدرجة السعال(. جورجلاكو : )يضحك ببلاھة( إنك مذھل … مذھل حقاً …!
توماتوف : ليس ذلك فقط .. فعلى الصعيد العسكري والاستراتيجي فإن الأحمر يعني الخطر، ولكنه من الداخل ..! )يغالب الضحك( … ھا … ما رأيك الآن ..؟
جورجلاكو : إنك مدھش يا صديقي، لابد لي من الاعتراف بذلك، قل ماذا كان رد الفعل ..
توماتوف : لقد أغمي على بعض الحاضرين من الابتھاج .. إنھا فكرة عظيمة غابت عن أذھان أسلافنا المتحجرة …. المتمسكين بالنقطة والضمة والشارحة …
جورجلاكو : إذن مر الأمر بسھولة …
7
توماتوف : وقلت لنفسي، أتم الأمر يا توماتوف، وھكذا اقترحت إبدال أسم القصر الأحمر بقصر الفجل، بل جعلته شعاراً لدولتنا، وحتى اللون الظاھري مؤذ سأغيره في المرحلة المقبلة.
جورجلاكو : لا تستعجل خطواتك .. أمض خطوة فخطوة كما قلت لك في لقاءنا الأخير. توماتوف : لا لم أنس ما قلت، ولكن اللون الأحمر يغيظني ، ثم أنه لا يتفق مع )المودة( مايسا تقول اللون التركواز ھو الدارج … )مايسا تشجعه بحركات من يديھا وھي فرحة وسعيدة(. جورجلاكو : أوه …. مايسا محقة دائماً … توماتوف : أنتظر سأضرب لك مثلاً …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( قلت لك يا صديقي لا تستعمل الكلمات العنيفة .. أنا لا أفھما كمزحة ..!
ً
توماتوف : )ضاحكا( ولكنه مجرد مثال …!
جورجلاكو : لا تستخدم ھذه الكلمات بعد .. ولو لفضياً … ألم تتحول إلى الثقافة الفجلية ..!
توماتوف : حسناً .. حسناً .. إذا كان ذلك يضايقك .. فنحن علينا أن نتقدم نحو الأھداف الكبرى بصرف النظر عن ھذه المشكلات اللفظية.
جورجلاكو : أوافقك على ذلك … اللفظيات غير مھمة، الأھداف الكبرى .. توماتوف : لقد عملنا حتى الآن بشكل رائع .. أليس كذلك ..؟ أظن لابد من إقرار ذلك.. جورجلاكو : لنقل بدرجة طيبة، فذلك أكثر دقة .. توماتوف : لقد أنسحبنا كلياً من منطقة البساتين الشرقية، الأمر لم يكن ھيناً .. صدقني .. لقد واجھت
مقاومة ليست بسيطة ..
جورجلاكو : نعم ھذا صحيح، ولكن قبل نھاية العقد لابد أن ينتھي كل شيئ .. توماتوف : من جھتنا أنھينا كل متعلقاتنا، وعلى أولادكم ھناك أن ينشطوا ..
جورجلاكو : المشكلة ليست في أولادنا فقط، أصدقائنا في منطقة البساتين الغربية أنتھازيين، وحفنة من ناكري الجميل، إنھم يتكتلون ضدي ھناك، تصور ضدي أنا … كم أشتھي أن أذيقھم طعم الضرب .. توماتوف : أعصابك يا صديقي، أنت من تنصحني أن لا أستعمل كلمات العنف.
جورجلاكو : إن شئت الدقة، أنا لم أنصحك .. بل طلبت منك .. الدقة مطلوبة رجاء .. توماتوف : )بوجوم مع رسم أبتسامة( نحن نعمل معاً بموجب خطة .. أليس كذلك ؟
جورجلاكو : على كل حال سيصلك الجنرال سيكر ناظر الخارجية ويبلغك بتفاصيل جديدة … وما ينبغي عمله .. لا أخفي عليك أني أشعر بضيق صدر ..
8
توماتوف : ضيق صدر ..! أرجو أن لا ….
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( لا .. لا .. الأولاد عندي ھنا في البيت متعبين بعض الشيئ، إنھم تعودوا السھر أبان
أنشعالي بالأعمال الكبرى، ثم أنھم أعتادوا، بل أدمنوا التدخين وأشياء أخرى مخجلة لا يصح قولھا علناً ..
توماتوف : أغفر لھم يا صديقي .. أنھم أبناء دلال ونعمة … بل أنا ومايسا نحسد أولادك … وأولادنا يريد تقليد زملائھم عندكم ..
جورجلاكو : ثم أن أصحاب الأملاك الصغيرة ھنا وھناك، متعبين، إنھم يتعاطون التجارة بوجل شديد ويبدون حرصاً على ما يمتلكون ..
توماتوف : إنھم للأسف يعانون من عقدة التخلف، لذلك تراھم شديدي التمسك بالكرامة والكبرياء، إنه ضرب من تجاھل قواعد الصفقات التجارية الكبرى ..
جورجلاكو: لقد مللت منھم يا صديقي … لا أدرى ماذا يريدون، بوسعھم أن يأكلوا ويشربوا ويعيشوا، فماذا يريدون بعد، لماذا يصرون على العمل والتصنيع، ويملؤون الأرض ضجيجاً، تصور يقولون عنا إمبرياليون ولصوص …!
توماتوف : يا للعار .. ھذا ضرب من التطرف واليسار الطفولي … نحن …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( في الماضي كان أسلافكم يؤيدون أمثال ھؤلاء ويقفون معھم بوجوھنا …
توماتوف : ولكن نحن الآن جالسون … جورلاكو : تفعلون حسناً … أنا أريدك أن لا تستمع إليھم … توماتوف : ولا نراھم حتى ..! جورلاكو : المشكلة أنكم ما زلتم تتحدثون معھم .. توماتوف : سوف لن نتكلم معھم إلا إذا جرى تنسيق مسبق معكم … جورلاكو : ھذا حسن، ولكن المشكلة الآن في مكان آخر لا تتوقعه … توماتوف : )يتصنع الدھشة( حقاً … وأين ذلك …! جورلاكو : في كنما … تصور … توماتوف : )بدھشة كبيرة( مع مينوفا … ألم يكن ھذا يعمل مروج بضائع عندكم … مالذي دھاه …!
جورجلاكو: الجنون يا صديقي .. الجنون … أتق شر من أحسنت إليه، تصور نحن من علمه صنعة بيع العلكة وشغلناه عندنا كمخبر، وما أن أصبح له رأسمال صغير حقير بدأ يريد العمل لنفسه، الأزمة ھي انحطاط في أخلاقيات العمل ..
9
توماتوف : وما العمل ..؟
جورجلاكو : سأھشم له أسنانه، سأحطم أضلاعه .. سأكسر يديه ! )تتصاعد عصبية القيصر( سألقنه درساً
لن ينساه … سأجعله مثلاً لسطوتي وجبروتي ليرتدع الآخرون … سأھدم دكانه الصغير على أم رأسه ..
ً
توماتوف : )مقاطعا( أعصابك يا صديقي ..
جورجلاكو : )مستطرداً( سأجعله عبرة لمن لا يريد أن يعتبر، سأحرق ثيابه، سأخرج أمعاؤه .. اتلذذ بتقطيعھا … آه .. سأفعل ذلك .. أقسم أني سأفعل ذلك .. سأدمره .. سأحرقه )تسقط سماعة الھاتف من يد القيصر جورجلاكو وتھرع زوجته سارة إليه بالحبوب المھدئة، وتضغط على زر … ويھرع الأطباء
إليه…(
سارة : )تلتقط سماعة الھاتف( يا صديقنا العزيز توماتوف، القيصر يمر بنوبة حماس وطنية، أريد أن أعتذر لك ..(
توماتوف : نعم .. أفعلي ذلك رجاء .. صحة القيصر مھمة .. سارة : المشكلة أن كلبتنا سالي تمر بمخاض اليوم … تماتوف : حقاً ..! يا لھا من مفاجأة سارة .. أرجو لھا ولادة سھلة … وللقيصر الشفاء … )مايسا تبدي شوقاً ورغبة في الحديث مع سارة، ولكن توماتوف ينھي الحديث بعبارات السلامة
وأمنيات طيبة(.
مايسا : )بدلال( لقد قلت لك يا توتي ألف مرة أني أريد تربية كلبة مثل سارة ..
توماتوف : ولكن ذلك لا يصح، فنحن بلاد عظيمة، ولا يصح أن تقلدي زوجة قيصر سانتافيا في كل شيئ، وسائل الإعلام ستدعي أنك تغارين منھا وتقلديھا ..!
مايسا : )بدلال( توتي … أنت تعارضني في كل شيئ، أنت نفسك تريد أن نجلب كل شيئ من بلاد سانتافيا حتى العلكة والفينز والثقافة التافھة ..
توماتوف : ثقافة تافھة، ولكنھا مسلية، ترضي الناس وتسكتھم، لقد ثبت ھذا تاريخياً .. يا للأسف …!
مايسا : يبدو لي توتي أنك نفسك غير مقتنع بما تفعل وتقول … أرجوك لا تقل أنھا ھزيمة وأنك تقبلھا بروح رياضية ..!
توماتوف : لا أريد أن أقول شيئاً .. لقد بدأنا ولن نتراجع، ولابد أن نسير إلى نھاية الشوط، أنا لا أعرف كيف تسير الأمور أحياناً، لقد أختلط علي كل شيئ ..
مايسا : ھل ستشتري لي معطفاً جديداً … أريد أن أبقى القيصرة الأكثر أناقة.. توماتوف : سأفعل ذلك … نعم إني لربما قادر على فعل ذلك بعد …!
10
)القيصر جورجلاكو يعقد اجتماعاً مع جنرالاته وخبرائه في مكتبه يبحث معھم أزمات البلاد(
جورجلاكو : ھا … ماذا لدى جنرال المالية ليخبرنا به … لقد أرھقتموني بتحليلاتكم في الأسبوع المنصرم، أنا أجد نفسي في ذروة تألقي العالمي … الشمولي، أنظروا أيھا السادة ھنا …)يشير القيصر بعصا إلى خريطة العالم( نحن موجودون ھنا بقواتنا المسلحة … وھنا …. وھنا … وھناك ,, وھناك أيضاً وھناك … وأحتكاراتنا تعمل بقوة في كل مكان، لقد أستولينا على شعوب وبلدان كاملة، حتى أستعمرنا
القطب الشمالي والجنوبي بما من فيه من بطاريق …)يقلد البطريق في سيره(.
ج. المالية : من المؤسف أن ما لدي أيھا القيصر لا يفرح، أنا آسف يا قيصري، ولكن المعطيات بيدي تثير الحزن …
جورجلاكو : ھذا قول يدھشني، يبدو لي أنكم كسالى في المجال الداخلي ..
ج/ المالية : بل أن المشكلة تكمن في زيادة نشاطنا الخارجي يا قيصري ..!
جورجلاكو : إنني أرى النشاط الخارجي في أتم العافية، وھو يرفد البلاد بطاقات لا تحصى ..
ج/ المالية : إن في ذلك نصف الحقيقة، أو نصفھا السعيد، ولكن نصفھا التعيس أو الحقيقة كلھا، ھي أننا ننفق على النشاط الخارجي سواء بالھدف السياسي أو الاستراتيجي أكثر مما نكسب منه .
ج/ الحرب: ستوب … أنا لا أسمح بالحديث عن احتمال تقليص شولار واحد من نفقات الحربية، وليست ھناك وسيلة لضمان الأصدقاء أو ضرب الأعداء وما أكثرھم سوى تلك الدمى الجميلة التي تھديھا لنا التكنولوجيا .. إني أرى لابد أن نغزو ..
جورجلاكو : )مقاطعاً( مھلاً أيھا السادة … مھلاً، أنا أرى أن كل واحد منكم على حق …
الجميع : وكيف ذلك ..؟
جورجلاكو : )يعتدل في جلسته، ويخلع نظارته( .. أسمعوا وتعلموا .. وأفھموا .. قل لي بربك يا جنرال المالية، لولا تلك الدمى الجميلة التي تسبح في الفضاء الخارجي وتطلق الليزر ھنا والذرة ھناك، ھل كان قيصر القصر الأحمر يستسلم ويحولھا إلى قصر الفجل ..؟
ج/ الحربية : ولولا تلك الطائرة التي ترتدي طاقية الأخفاء وتطير )يقلد الجنرال طيران الطائرة بيده( تضرب .. وتدمر .. وتسحق .. دون أن يشاھدھا أحد .. ماذا كنا سنفعل مع بائع علكة مثل مينوفا ..
ج/ الأمن : أنا أخشى أن تخرج المناقشات عن الإطار المسموح به للأمن القومي لسنتافيا العظمى .. ج/ الخارجية : ولولا الرشاوي التي نقدمھا لھذا الوغد أو ذاك .. ج/ المالية : )بلھجة تنم عن السخط( بالملايين والمليارات ..
11
المشھد الثاني
جورجلاكو : أطلب من الجميع الانضباط، فتلك ليست رشاوي .. رجاء .. ھذه ھدايا .. لنقل أصدقاء أو حلفاء، لدينا أصدقاء لديھم ھوايات باھضة التكاليف .. لكنھم أصدقاء يقفون معنا أيام الشدة.
ج/ الحربية : أنا أرجو أن تحذف نفقات الدفاع من المناقشة.
جورجلاكو : أوافق على ھذا الطلب .
ج/ المالية : يا قيصري أنا ملزم بموجب الدستور أن أعرض أمامكم الأزمة .. نعم أنا أسميھا أزمة وليست مشكلات، إن البلاد تغطس في الديون الخارجية والداخلية، والإنفاق ما زال عالياً، والأوضاع تتردى والنمو الاقتصادي لا يكاد يذكر، كل شيئ يحتاج إلى إعمار …
جورجلاكو : )مقاطعاً( تمھل قليلاً، تمھل قليلاً، أيھا السادة .. جنرال المالية طرح أمامنا صورة متشائمة .. ولكنني لا أرى الأمر كذلك، تذكروا أننا تمكنا من تشتيت جماعة البساتين الشرقية بسھولة، وليس ذلك فحسب، بل حولنا القصر الأحمر إلى قصر الفجل .. أننا اليوم أقوى من أي وقت مضى .. إن أسلافي
المحترمين كانت تعوزھم الإرادة القوية والعزم على الوصول إلى الأھداف. ج/ المالية : نعم يا قيصري، لقد تمكنا من إنھاك خصومنا ولكن بعد أن أنھكنا نحن أيضاً .. ج/ الحربية : إني مستعد حتى لغو القمر ..
ج/ الخارجية : إني أعتقد مع تقديري لأراء زملائي، أن نركز على الجبھة السياسية الخارجية، وتذكروا أن أمامنا مخاطر عديدة، فحلفائنا اليوم يتآمرون من حولنا، وھناك القصر الأصفر يكيد المكائد لنا، وأشد ما يغضيني تلك البساتين الصغيرة التي تنھض اليوم ھنا وھناك، وكلمة السيادة تملأ أفواھھم ..
ج/ الصناعة : إن ما قاله جنرال الخارجية صحيح، وأضيف على ذلك، أن مخاطر البساتين الصغيرة ليست أمراً ھيناً، أريد أن أذكركم بشيئ واحد، إن مصنعاً ينفث دخانه ھناك يعني أن مصنعاً يغلق ھنا ..!
ج/ الأمن : أعتقد أن علينا معالجة الأمر بشكل شامل، إني أؤيد جنرال الصناعة فيما ذھب إليه، نحن لنا مصالحنا حول الكرة الأرضية، وتذكروا ما قاله القيصر الراحل، إن ما يدور في أدغال أفريقيا يھم دولة سانتافيا العظمى ..
جورجلاكو : وأضيف على ذلك، اليوم ما يدور في الكواكب البعيدة يھمنا أيضاً، ولكن في إطار حل المشاكل لنستمع إلى الخبراء ..
الخبير 1 : يا قيصري، لابد من مصارحتكم أن علم الاقتصاد لم يتوصل بعد لحالة مثل حالة بلادنا .! ولكن إن شئت أن أستعرض الحلول النظرية ..
ج. الحربية : عملياً إني مستعد غزو بلاد الكابات …
ً
جورجلاكو : )يبتسم فرحا( ھيا أستعرض لنا النظريات ..
الخبير 1 : المغفور له آدم سمث …
ج. المالية : دعك منه رجاء .. فالحديث عنه في عصرنا اليوم ھراء … 12
الخبير 2 : ريكاردو كان أكثر ليبرالية منه .. جورجلاكو : لا تقل لي أسمه ثانية .. الخبير 1 : أما المرحوم الخالد اللورد كينز فيقول …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( مالنا واللوردات، نحن ھنا في سنتافيا العظمى ..
الخبير 1 : إنه أعظم علماء الاقتصاد، إنه يطالب الدولة بردود أفعال في الأزمات .. ج. المالية : نعم … لنمض في ھذه المناقشة قدماً ..
جورجلاكو : )موجھاً حديثه إلى ج. المالية( ولو أنني لا أتفاءل بحماسك، إلا أن مسألة تدخل الدولة بقوة وفاعلية تروق لي ..!
الخبير 2 : الحلول برأي المرحوم كينز تعني التدخل في الحياة الاقتصادية .. جورجلاكو : ألن يغضب ذلك الشركات …؟ ج/ المالية : نعم قيصري ولكن إلى حين، وعندما تستقيم الأمور سيعود بالنفع عليھم .. جورجلاكو : )يسأل سكرتيره( كم تبقى من الدورة الانتخابية
ً
السكرتير : )ھامسا( نحن في السنة الأخيرة يا قيصري …
جورجلاكو : لا أوافق … بوسعنا مواجھة العالم ولكن ليس الشركات .. ج. الأمن : لنجلب البروفسور فريدمان ونستعين به .. ج. المالية : إنه المسؤول عن تخريب الاقتصاد … جورجلاكو : ولماذا ..؟ ج. المالية : إنه يطالب الشركات والاحتكارات أقصى حرية في الإنتاج والأسعار وفي كل شيئ .. ويلغي
كل دور للسلطة .. جورجلاكو : ولكن الإلغاء ھنا لمصلحة الدولة .. ج. المالية : ولكن النتائج يا قيصري .. جورجلاكو : نحن ھنا نبحث في الاصلاح وحل المشكلة .. ج. الحربية : أنا مستعد لغزو جزر القمر ..
13
جورجلاكو : )ينھض ويتجه صوب الكرة الأرضية المجسمة( أنا أريد التھم ھذه )يضرب بيده على الكرة الأرضية( كلھا .. بحارھا سماءھا .. أرضھا ..
ج. الحربية : أنا مستعد لغزو مالطا … جورجلاكو )بأقتضاب وبسرعة( لا .. ھذه أتركھا الآن .. سنجتمع بالقرب منھا أنا وزعيم قصر الفجل .. ج. الحربية : دعني أغزو يالطا … جورجلاكو : )يضحك( أوه … يا جنرال .. أين أنت من تطور الأحداث، ھؤلاء أصبحوا أصدقاء لنا ..
وربما سنصبح حلفاء ..
ج. الحربية : )بلھجة ذئبية( دعني أعزو ….
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( دعك من الغزو ,, سأطلق بك العنان وأدعك تغزو في الوقت المناسب ..
ج. الأمن : يا قيصري دعني أوضح ما نحتاجه إليه .. الواقع ..
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( ما نحتاجه في الواقع ھو نصر … )يحرك ذراعيه في الھواء وكأنه يسبح( نعم
نصر لامع يغسل عار الھزائم ويدخلني التاريخ من بوابته العريضة ..
ج. المالية : لقد أنتصرنا في كنما ..
ًً
جورجلاكو : )حالما .. ساھما( تلك كانت عملية دفن فضائح كدفن النفايات النووية …
ج. المالية : أنتصرنا في غرينادا … جورجلاكو : تلك لم تكن سوى لعبة دومينو لا تشفي الغليل ..
ج. الأمن : )ھامساً لجنرال الخارجية( يبدو أن القيصر متأثر بموجة الأفلام الجديدة، عليھم اللعنة، إنھم جعلونا نصدق حتى الخدع السينمائية ..
ج. المالية : يا قيصري …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( أصمت ودع اقتراحاتك الخرقاء، أنت لا تستطيع أن تفھم في الاستراتيجية الكونية
النجومية .. ماذا أعمل لك ….
ج. الخارجية : )وكأنه يساعد القيصر( أستراتيجيا النظام الكوني الفلكي الجديد، لنسميھا ھكذا … نظام الأمبرفير سال …
ج. الحربية : دعني أغزو زحل ….
جورجلاكو : )متجاھلاً جنرال الحربية( خبراء اقتصادنا مساكين مترددين، أنھم لا يستطيعون أن يستوعبوا أن ھجومنا الاستراتيجي ھو الذي سينعش اقتصاد سانتافيا العظمى ..
14
ج. المالية : إننا نعاني عجزاً وديوناً .. ج. الخارجية : سندع حلفائنا يدفعون تكاليف نصرنا .. مستشار 2 : سوف لن يقتنع أحد بذلك، لا تنسوا أن حلفاءنا بخلاء .. جورجلاكو : )يقف وھو يبتسم لنفسه يلعب بالكرة الأرضية ويدورھا بجذل( ج. المالية : كيف سنضمن دفع تكاليف النصر .. جورجلاكو : )وھو لا ينظر إليھم( سيدفعون … مستشار 2 : أنا أرى أن نفاتحھم قبل التحرك .. و جورجلاكو : )مقاطعاً ومواصلاً وكأنه يحادث نفسه( : سيدفعون … ج. المالية : في الواقع لا يسعنا المجازفة ….
جورجلاكو : سيدفعون )يلتفت بغتة إلى الحاضرين( لقد اشتغلنا لھم حراس طيلة عقود خوفاً من الدبب القطبية الجائعة … كانوا خائفين ويتبولون على أنفسھم من الأعلام الحمراء … والآن نحن … )يلتفت إلى جنرال الحربية( ماذا تريد يا جنرالي العزيز …؟
ج. الحربية : )بلھجة ذئبية( أريد أن أغزو …
ً
جورجلاكو : )مبتسما( تغزو من …؟
ج. الحربية : أريد أن أغزو …
ً
ج. الأمن : )مقاطعا( أيھا السادة .. دعوني أختصر لكم الحالة .. نحن في مأزق .. نعم في مأزق حقيقي،
ويا لھا من نكتة مريرة … بعد أن ھزمنا القصر الأحمر وحولناه إلى قصر الفجل، وأنسحب توماتوف إلى داخل أسوار قلعته ورفع الراية البيضاء … نجد أنفسنا في الحضيض .. نعم في الحضيض، يتآمر علينا القصر الأصفر .. يا له من شره يريد أن يلتھم القارة الصفراء بأكملھا ..؟
مسنشار 1 : وحلفاءنا في القارة القديمة ليسوا بأفضل .. أنھم يريدون اقتلاع الباقي .. مستشار 2 : لابد إلى جانب ذلك، كسر حدة منافستھم، بأن نزيد من الصادرات ..
جورجلاكو : نعم .. نعم )ساھماً ومفكراً( سنصدر )ويربت على كتف جنرال الحربية( سنصدر ھذا الجنرال العظيم .. ماذا لديك يا جنرالي الحبيب ؟
ج. الحربية : العاب جميلة …بروز .. مروز .. كراش … C12 K14 مستشار 1 : وسفن أب …
15
جورجلاكو : الجنرال يعد أسماء اللعب يا أحمق ..
ً
ج. الحربية : )متابعا( أريد أن أغزو …
جورجلاكو : جنرالات المالية عندنا دائماً بخلاء .. لا أدري لماذا .. ج/ المالية : لأننا نتعامل بالأرقام يا قيصري .. والأرقام تقشر وقار المظاھر …
جورجلاكو : أنظروا كيف يستغل جنرال المالية ضعفنا في الفلسفة … ويخلطھا بالأمور المالية .. أي مظاھر وأية حقائق …
ج. المالية : حقيقة أن جميع أرصدة وفوائض القصر الأصفر والقيصر BNW لا تكفي سداد ديوننا، إن عجزنا أكبر من ذلك، أكبر بكثير يا قيصري ..
جورجلاكو : سأجعل كنوز الأرض تحت قدميك .. ج. المالية : ولكنك لم تقل لي كيف .. يا قيصري ؟ جورجلاكو : نظام الأمبرفيرسال الجديد سيعيد مركز الثقل إلى نصابه … من يملك جنرالاً كھذا ..؟ ج. الحربية : أريد أن أغزو … جورجلاكو : تفضل …. ! ھل لديك خيار آخر …؟ ج. المالية : الواقع أن الأزمة تحتاج إلى عناصر عديدة … ج. الأمن : إن توجھات نظام الأمبرفيرسال سيكون كفيل بعلاج الجزء الأعظم من الأزمة .. ج. المالية : ولكن علينا محاورة حلفاءنا الصفر وفي القارة .. جورجلاكو : لا يفيد الحوار معھم، فھم متعجرفون كنبلاء القرون الوسطى، وقد أصابوا ثراء واسعاً زادھم
غروراً، وفوق ھذا ادعائھم الثقافة والحضارة .. ج. الدفاع : أريد أن أغزو .. ج. الاقتصاد : لابد من أعطاء زخم كبير لقطاع التصدير وحمايته ..! خبير 1 : يبدو أن ھذا من أھم الحلول .. )تدخل سارة زوجة القيصر مسرعة إلى غرفة الاجتماع، تحي الجالسين والفرح طاغ على محياھا( سارة : أنا آسفة، أرجو أن تكون مناقشاتكم مثمرة .. جورجلاكو : تقريباً يا عزيزتي … تقريباً
16
سارة : لقد ولدت كلبتنا ليكي …. جورجلاكو : يا لفرحتك … سارة : آسفة جروجي … ولكن الجرو ولد اعرجاً … جورجلاكو : ولا يھمك عزيزتي، سوف نعتني بھا لاحقاً … )يلتفت إلى الحاضرين( إذن توصلنا إلى أن
التصدير ھو الحل الأمثل … بل الأوحد … مستشار 1 : ولكن ما التصدير ..؟ جورجلاكو : وھل نحتار إذا وھبنا مثل ھذا الجنرال )يربت على كتف جنرال الحربية(… ج. الأمن : بأسم جميع الجنرالات، سيدي القيصر، مجد بلاد سنتافيا العظمى … مجد نظام الأمبرفيرسال
والاقتصاد التكنو إمبريال ….
)يحي القيصر الحاضرين ويترك القاعة بتحية قيصرية(
17
א???ل?א?????? ?
المشھد الأول
سارة : لا أحب أن أراك ھكذا جورجي، كم أنت مبتئس ..!
جورجلاكو : كيف لا أبتئس ويحيط بي ھذا العدد من الفاشلين الذين لا ھم لھم سوى أضوية التصوير، يسيل اللعاب منھم فقط للمال، وعلي بعد ذلك أن أغطي فضائحھم التي تزكم الأنوف..
سارة : أحذر يا عزيزي، فالأمر في تطوره قد يصبح خطراُ، أنت لست لنفسك ولي، بل لكامل أمه سنتافيا، تصور ما قد يحدث لو تنھار، سينھار الاقتصادـ سمعة عملتنا ومكانتنا العظمى ..
جورجلاكو : لا تذكريني بكل ھذه الأشياء، وعندما رشحني رؤساء الشركات والبنوك تصوروا بأني الجواد الرابح .. يا لخيبة أملھم .. ترى كيف سنكسب بأيديھم جولة انتخابية قادمة ..
سارة : عليك أن لا تدعھم يشعرون بالتداعي، وإلا فإنھم سيحضرون بكل خسة جواداً آخر .. أم ترى أنھم يعدونه من الآن ..
جورجلاكو : آه .. للأسف الخسة صارت من سمات سياستنا الأساسية، الداخلي قبل الخارجي، ولكن ھراء ما يخططون، فھذه السفينة تالفة لن يقدر على قيادتھا غيري ..
سارة : وماذا كان إجمالي آراء الجنرالات والخبراء ؟
جورجلاكو : لا شيئ محدد تقريباً .. الأوضاع لا تسمح بتدخل حكومي في الاقتصاد .. فذلك سيشعل غضب الشركات والبنوك فتزيد الطين بلة …
سارة : وإذن ..! جورجلاكو : جنرال الاقتصاد يقرر أن الخلاص من الأزمة يكمن في تنشيط التصدير .. سارة : إنه يبدو لي أمر سھل وھين .. جورجلاكو : والأوغاد الصفر والحلفاء الآخرين .. آه يا لھم من حلفاء .. إنھم يحاصرونا في عقر دارنا في
التصدير .. سارة : يأخذون بثأر ھيروشيما … يرمون بالقفاز علناً …
جورجلاكو : ليس بالضرورة .. إن المنطق يقودنا إلى فخ، إنھم يقولون بكلمات أنيقة .. لقد حملناكم نصف قرن على ظھورنا، والآن جاء دورنا ..
سارة : يا لھم من لصوص …
18
جورجلاكو : في ثياب أنيقة .. يجيدون الحديث بأكثر من لغة، و يحشون أحاديثھم بكلمات ومصطلحات فلسفية عن التحضر ..
سارة : )بغضب ظاھر( أنتھازين … جورجلاكو : إنھم يقاتلونا بأسلحتنا .. حرية التجارة .. حرية النقد، والديمقراطية طبعاً … سارة : يا للعار .. إذن فنحن في مأزق حقيقي .. جورجلاكو : لدي جنرالي الأروع .. فھو أخلص من أعتمد عليھم .. سارة : أو تستطيع ..؟ جورجلاكو : ولم لا …ومتى لم تكن القوة إلا سمفونيتنا المفضلة وجنرالات الحرب ھم أبطالنا الحقيقيون .. سارة : ولكن ..! جورجلاكو )مقاطعا( أي لكن … إننا نختنق … سارة : أھو سھمك الأخير ..! جورجلاكو : إنه سھمي الأمضى .. سارة : ألن يبدو ذلك عيباً يلحق بأخلاق نظام الآمبرفيرسيال منذ ولادته …أي وليد ھذا يرعاه جنرالاتك
المتوحشين ..
جورجلاكو : )يطلق ضحكة من قلبه( يا عزيزتي .. يا عزيزتي .. ھذه أشياء نحن نصنعھا ثم نطلقھا مالمودة، كما أطلقنا مودة الفينز، ھذه أشياء نحن ننتجھا ونصدرھا، ونفصلھا تفصيلاً يناسب كل حالة .. ولكن في النھاية سيلبسون مثلنا ويفكرون مثلنا ..
سارة : )بدھشة( لا تقل لي أنك ستحاربھم ..! جورجلاكو : ولم لا .. أوه .. لا أعرف بما تفكرين .. ھل تذكرين لعبة الكراسي واللاعبين والموسيقى .. سارة : نعم، عدد الكراسي أقل من اللاعبين دائماً .. نعم ھذه من ألعاب الأطفال.. جورجلاكو : حسناً سنستولي على الكراسي جميعھا وسيبقون واقفين .. سارة : وعندئذ سيأتونك راكعين … جورجلاكو : بالضبط .. وسوف يتوسلون أن أعطيھم شيئاً منھا .. سارة : نعم ابتدأت أفھمك … يا لك من عبقري .. سوف لن تجد الشركات والبنوك مثيلاً لك ..
19
ً
)جورجلاكو يطلق ضحكة مجلجلة …مزھواً بنفسه(
سارة : نعم سيأتون راكعين متوسلين .. يا لھم من لصوص صغار ..
جورجلاكو : آه ليتك تشاھدين منظرھم عندما يتعلق الأمر بالمال والأرباح .. إنھم لا يجيدون سوى ألعاب الاستعمار الھمجية ..
سارة : نوستالجيا .. جورجلاكو: لو أنك تشاھدين لوسيون قيصر اللازوردي )يضحك حتى يستلقي على قفاه(
سارة : آه كم يغيضني في تأدبه المتزايد وإظھار نفسه في ھيئة المثقف العارف المتحضر .. مع أنھم لصوص .. لصوص مثقفون .. يرتدون الفراك …
جورجلاكو : إنه ما ينفك يتحدث عن مكانة بلاده في القانون والحضارة والفن، مع أنھم كانوا سادة الاستعمار … تصوري يرتعش وتنتفخ أوداجه عند الحديث عن تقسيم البساتين فيما وراء البحار ..
سارة : نوستالجيا .. جورجلاكو : والقيصر كولونيل زعيم نورمانديا ھو الآخر يسيل لعابه للمال .. سارة : نوستالجيا جورجلاكو : إنھم يريدون تحقيق انتصارات لجنودنا ,, تصوري كما فعلوا في الماضي بجنود السنغال
والھنود ويتصورون أن كل شيئ يمكن أن يعاد بحذافيره … سارة : نوستالجيا …
جورجلاكو : )بدھشة وحدة( ما ھذه النوستالجيا … عزيزتي أخشى أن تكون السيدة مايسا حرم توماتوف قد غزت أفكارك ..
سارة : أوه يا عزيزي )بدلال واستنكار( النوستالوجيا ھو الحنين الجارف للماضي، عندما يتحول إلى موقف نفسي .. وھو حال حلفاءك الذين تعمل معھم، ويبدو أنك ستقاتل معھم ..
جورجلاكو : نعم .. ھذه ما ينطبق على حلفاؤنا مع الأسف، ولكنھم يلعبون اللعبة بشكل خاطئ تماماً .. وھم لا يعرفون أننا في سنتافيا مقامرون بالفطرة … لقد قذف أجدادنا أنفسھم في المجھول عندما جاؤا إلى ھنا، ولكني مع ذلك لا أحب أن تبھرك الثقافة القوة … القوة … القوة .. تھزم كل شيئ ..
سارة : )بقلق( ولكني أخشى شيئاً لا أتبينه .. جورجلاكو )يضحك( لا تخشي شيئاً .. سأقامر … ليس معھم ..! بل بھم …! سارة : براغماتية …
20
جورجلاكو : أوه … لا تقولي عنھا شيئاً ھذه أعرفھا جيداً .. المھم أن نصل إلى الھدف، وليس مھماً التدقيق في الاخلاقيات ..
سارة : إذن فالأحوال على أفضل ما يرام .. جورجلاكو : لا ليس الأمر كذلك بالضبط، رغم أن الصورة لا تبدو كئيبة .. سارة : ماذا تريد بعد .. العمالقة ينھارون واحداً بعد الآخر أمام جنرالتك .. جورجلاكو : سحقاً .. ھناك صغار يتعملقون .. أو عمالقة من سحيق الزمان ينھضون .. شيئاً غير مفھوم
يجري ھنا وھناك .. سارة : أھناك من لا يخشى الرعب الأسود، رعباً يحرق حتى الرماد ..
جورجلاكو : ما نخشاه، عمالقة تنھض، تشق الأرض وقد أكتوت بنار العذاب والغضب لقرون طويلة، ومن ظلمة القرون وقد تعشقت الضوء والذرى ولا يردھا في زحفھا الطالع شيئ ..
سارة : ولكن جنرالك سيوقف ذلك الشيئ ..
جورجلاكو : )بحيرة( لا أعلم، لقد خضنا في الماضي القتال وجھاً لوجه قولي علي قاتل .. قولي ما شئت، ولكني أعرف المقاتل عدما يدب الخوف في قلبه .. أشعر بذلك .. المح شيئاً ما يرتسم في عينيه ووجھه، بل أكاد أشم رائحة الخوف تتسلل فيه
سارة : وكيف ستقدم على معركة وأنت تعلم أن خصمك لا يخافك ..
جورجلاكو ك إن أسوء ما في الأمر إني مضطر لذلك، وقد حشرت بين مطرقة التدھور في الداخل، وسندان مخاطر الخارج، إن سانتافيا في أزمة يا سارة .. الرمال تجذبنا إلى أعماقھا .. كل شيئ يذوب بين أيدينا .. يختفي كالحلم ..
سارة : )مقاطعة( خرافة لا تصدق ..
جورجلاكو : صدقي أو لا تصدقي ..لم يبق لي سوى جنرالي المتعطش إلى الدماء ..سأطلقه في كل مكان .
سارة : لم لا تجرب الحوار معھم .. ضرب من محاولة تصالح المتناقضات ؟
جورجلاكو : لقد أنكشفت اللعبة .. ونحن نقف كالعراة ومعنا نظامنا الجديد، وليس بوسع ستائر الدنيا كلھا أن تخفي الحقائق .. وماذا بوسعي أن أقول … سوى أن نظاماً كونياً فلكياً يولد ..!
سارة : يرعاه جنرالك المتوحش المسلح حتى الأسنان يطلق الموت والرعب الأسود .. جورجلاكو : ومتى لم يكن الجنرالات المتوحشين لعبة التاريخ المفضلة ..
سارة : نعم .. منذ أن تحول البخار إلى قوة .. منذ أن صار السماسرة سياسيون، يھطل المطر الأسود .. ويذوب الحديد في جراح المساكين ..
21
جورجلاكو : ليس لك أن تسترسلي في التشاؤم. سارة : القوة تصم الآذان والعقول ..
جورجلاكو : القوة تحسم .. نحن ندافع عن سانتافيا ھناك في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية قبل أن يصل إلى شواطئ بلادنا ..
سارة : إذن سننضح عرقاً أحمر .. ھل من الضروري كل ذلك ..؟
جورجلاكو : عندما تنشج تلك الكومبيوترات بلحنھا … وعندما يھدر ذلك الوحش الجائع … سنبعث بأولادنا ..
سارة : )تقاطعه( ليعودوا والدماء تقطر من أشداقھم .. أي نصر .. من يسقط ھناك فقدناه، والعائد خسرناه إذ أدمن لعق الدم .. أي نصر ..!
جورجلاكو : ما ھذا الذي أسمعه سارة .. أتكفرين بقيم مجتمعنا ..؟
سارة : أي قيم تورث البؤس .. وأنت تغتصب الاحترام بقوة السلاح … وبجنرالك المولع بالانغماس بالدماء ..
جورجلاكو : )محتداً( سارة ..!
)يدخل سكرتير القيصر يحمل رسالة عاجلة(
السكرتير: سيدي القيصر مذكرة مستعجلة من ھيئة أمن البلاد العليا )يطالع الرئيس الرسالة بأھتمام( جورجلاكو : متى تسلمت ھذه المذكرة ؟ السكرتير : منذ لحظات يا قيصري .. جورجلاكو : ھل أفھم منذ لك أن لخبرائنا رأي جديد ..؟ السكرتير : يبدو ذلك قيصري .. جورجلاكو، مدھش .. رائع .. إذن كل شيئ على ما يرام ..! السكرتير : لقد عملوا طويلاً طيلة ليلة أمس ونھار اليوم .. جورجلاكو : أستطيع أن أقدر ذلك .. اللمسات الأخيرة لمخطط الحركة .. ھذا رائع .. السكرتير : ماذا يأمر قيصري ؟
جورجلاكو : أطلب السادة إلى اجتماع، وأحضره أنت أيضاً .. يبدو لي أنه سيكون حاسماً .. 22
السكرتير : كنت الاحظ الفرح طاغياً على وجوه الجميع .. جورجلاكو : الجميع قلت …؟ السكرتير : نعم … لا سيما جنرال الدفاع، كان مبتھجاً غاية الأبتھاج … جورجلاكو : إذن كن ھناك مساء اليوم ..
)يخرج السكرتير(
سارة : عندما يكون جنرال الدفاع مبتھجاً، فذلك يعني أن ھناك حفلة تنكرية .. وتبادل أدوار .. يا إلھي ..
جورجلاكو : آه .. دعيني يا سارة .. أنت تعقدين الأمر أكثر مما ينبغي، يجب أن أحتفظ بصفاء فكري حتى ذلك الاجتماع
سارة : لقد مرت سانتافيا بأزمة كھذه قبل نصف قرن ..
ًً
جورجلاكو : )مقاطعا( مع اختلاف الظروف والأوضاع .. سآخذ شيئا من تلك الأقراص المھدئة ..
سارة : إنك تفرط في استخدامھا، لقد حذرك الطبيب من مغبة الإكثار منھا .. جورجلاكو : وھل يقوى الطبيب على تحمل ما أتحمله … سارة : ولكنه أكد أن الإكثار منھا ….
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( إني أشفق عليك .. بل أشفق على نفسي .. نحن خيول قدر لنا أن نعدو إلى الأبد ..
نعدو دون توقف، ولن نصل إلى أي ھدف قط .. لقد غدونا أرقام في معادلات ليس لھا مثيل وأدخل كل شيئ في الحاسب الآلي، النتائج تفرض نفسھا … لم يعد ھناك شيئ بيد إنسان أبداً ..
سارة : أم ترى، ليست ھناك أھدافاً في الأساس ؟
جورجلاكو : )بحيرة( لا أدري، إن وحشاً صنعناه بأيدينا يلتھم بشراسة وحش عملاق لا يظھر على الشاشة، ولھذا الوحش موظفين وقيصر وجنود وجنرالات، كلنا موظفين لدى ھذا الكائن العملاق، وبسببه أنا في ھذا القصر وأنت وھذا السكرتير وكل شيئ .. لا أحد يعرف على وجه الدقة ماذا يدور ومن يقرر
في نھاية المطاف ..!
)يبتلع القيصر حبوباً مھدئة(
جورجلاكو : فلأذھب .. إني أسمع قرقعة السرج اللجام، إنھم يعدوني للجري … سارة : ولكن .. ألست أنت من تقرر في النھاية ..؟
جورجلاكو : لشد ما أنت واھمة، الحاسبات الآلية أكثر ثقة من الإنسان، الرقيب الآلي يطرح العاجزين من الخيول الھرمة .. أنا أوقع على القرار فحسب ..
23
سارة : يعوزنا شيئ في ھذه البلاد .. يخيل لي شيئ جوھري .. لماذا لا نبذل جھدنا في البحث عن ذلك المفقود ..
جورجلاكو : بل سيضيع أكثر مما ضاع .. لا أحد يعرف .. فلأذھب الآن …
)يخرج القيصر(
الفصل الثاني / المشھد الثاني
)يدخل القيصر على مجموعة من الرجال، جنرالات ومستشارين(
جورجلاكو : إذن أيھا السادة، كأني ألمح في وجوھكم بأنكم وجدتموھا ..! ج. الخارجية : تقريباً يا قيصري، إننا بالاحرى توصلنا كالعادة إلى بعض الخيارات سنتداولھا ھنا .. جورجلاكو : ھيا .. جنرال سيكر .. فلنستمع .. ج. الأمن : سيدي القيصر، في الواقع ليس ھناك سوى حل أوحد ولكنه متعدد الوجوه والمراحل في
ً
الحقيقي .. )يبدو متلكئا(.
جورجلاكو : )يضحك بخفة( عندما يتلكأ جنرال الأمن علي أن أتوقع الأھوال )يتطلع إلى جانبه ويشاھد جنرال الدفاع مبتھجاً يضم قبضته بقوة وھو مبتھج أشد الأبتھاج( .. أليس الأمر كذلك يا جنرال الدفاع ..
ج. الدفاع : أنا مستعد لغزو ..
ًً
جورجلاكو : )مقاطعا( نعم .. نعم .. أعلم ذلك جيدا، ولكن لنستمع إلى السادة .. تفضل جنرال الاقتصاد ..
ج. الاقتصاد : في الواقع لقد أستقر رأينا على تصدير …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( ھذا رائع .. بديع .. ولكن ماذا سنصدر ..! لقد استولى حلفاؤنا الألداء على القسم
الأكبر من قطاع التصدير ..
ج. الاقتصاد : في واقع الأمر سيدي القيصر …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( قل لي كيف ستنال منھم .. لم يعد لي سوى ھذا الھدف ..
ج. الخارجية : سيدي القيصر، ليس بشكل مباشر .. بل ….
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( بشكل مباشر أو غير مباشر .. أريد أن أنال منھم ..
ج. الدفاع : أنا مستعد لغزو ..ال …
ً
ج. الخارجية : )مقاطعا( في الواقع أن الخطة مزدوجة الھدف …
24
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( ھذا رائع .. نعم ..ھكذا عندما تعمل الأدمغة بشكل جيد .. د
عني أسمع .. ھيا يا جنرال سيكر ..
ج. الخارجية : إن الخطة الأكثر شمولاً تتلخص بأن نھجم ونستولي على مواقع الأھداف الاقتصادية وموانئ التحميل، فمن جھة نحرم حلفاؤنا من المواد الخام، ونمارس اللعبة المفضلة في التحكم بالأسعار العالمية.
جورجلاكو : ومن الجھة الأخرى ؟
ج. الدفاع : )بشھية وحشية( أريد أن أغزو ..
ً
ج. الخارجية : )مقاطعا( نعمل على ترتيب الأوضاع في المنطقة …
جورجلاكو : ھناك لدينا أصدقاء مخلصين .. ج. الخارجية : نعم .. وھم يخصوك بالسلام وجاھزين لأي أمر .. ولكن … جورجلاكو : نعم .. بلاد النھرين .. فھمنا .. وھؤلاء المغرورين جماعة الأزتيك .. أليس كذلك ؟
ً
ج. الخارجية : )مبتسما( لا يا قيصري .. ھذه عفوا في المرسيك .. وليس ھناك ..
جورجلاكو : وھذه لم يبقى منھا شيئ .. أليس كذلك ..؟ ج. الاقتصاد : سيدي القيصر ھذه انتھت منذ زمن بعيد على يد أسلافك .. جورجلاكو : وھل لعب فيھا جنرال الدفاع دوراً ؟ ج. الأمن : كلا يا قيصري، كانوا نياماً عندما دخلنا .. الواقع حصل أمر طريف جداً ..
ًً
جورجلاكو : )ضاحكا( حقا .. وكيف ذلك ..؟
ج. الاقتصاد : في الواقع نحن أقرضناھم من أموالھم المودعة بفوائد عالية، وعندما عجزوا عن دفع الأقساط حجزنا على كامل ممتلكات البيت .. … وبشكل قانوني …
جورجلاكو : قانوني … نعم … ھذه مسألة مھمة، أنا أريد أن يتم كل شيئ بصورة قانونية .. ألبس كذلك يا جنرال العدل ..؟
ج. الخارجية : ھذه مسألة منتھية، نحن لا نستولي على شيئ إلا بشكل قانوني ..
ج. العدل : نحن لدينا خبرائنا سيدي القيصر، وبإمكاننا أن نفصل لكل حالة وضعھا الخاص .. ھذا شيئ مؤكد ..
جورجلاكو : نعم بشكل قانوني وحتى ديمقراطي .. لم لا تثيروا مسألة الديمقراطية ..! 25
ج. الخارجية : طبعاً قلنا لھم ذلك .. قلنا أنھا ضعيفة في بلادھم وعليھم أن يتعلموھا من سكان جزيرة سولوكو …
جورجلاكو : وأين تقع ھذه الجزيرة ؟
ًً
ج. الخارجية : )ضاحكا( ھم لم يعرفوا موقعھا أيضا …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( وكيف تم الأمر في النھاية ..؟
ج. الخارجية : أبلغناھم أنھم ضعفاء في الجغرافيا أيضاً، ووعدوا بأن يدرسوھا أكثر … جورجلاكو : وأين تقع ھذه الجزيرة فعلاً ؟ ج. الخارجية : سيدي القيصر لا توجد جزيرة أسمھا سولوكو ..
ً
جورجلاكو : )يغطس في مقعده ضاحكا( أھكذا إذن ..!
ج. الخارجية : وماذا كان بوسعي أن أقول لھم، خطرت ببالي ھذه الفكرة لإحراجھم ..
ً
جورجلاكو : )ضاحكا( سولوكو … )يغرق في الضحك( ..
ج. الأمن : قيصري ولكن الأمر سيختلف مع بلاد النھرين .. جورجلاكو : لماذا ..؟ ج. الأمن : لن تمر عليھم لعبة سولوكو .. جورجلاكو : أذھبوا إليھم ليلاً .. ج. الأمن : سيكونون بأنتضارنا .. ج. الخارجية : نعم، ھم مشھورين بشجاعتھم ويقظتھم، ولكن ھناك خطة محكمة يا قيصري، سيناريو
مفصل، سنثير خلافاً عائلياً كمدخل للتدخل … لدينا أكثر من حصان طروادة ..
جورجلاكو : خلافاً عائلياً، نتدخل بشكل قانوني .. خيول طروادة من جديد ..على أرض بلاد الشرق ..
ج. المال : ولماذا تعذب نفسك يا قيصري، ھنا الملف فيه كل شيئ عما سيطلق عليه )غبار الصحراء( وقد تم برمجة كل شيئ بالحاسب الآلي، وما علينا سوى الألتزام بيوميات وجدول توقيت ما بعد ساعة الصفر، كما أن لكل طارئ خطة .. كل شيئ سيدور بدقة متناھية يمكن الاعتماد عليھا ..
جورجلاكو : والشركات والبنوك .. تذكروا موعد الانتخابات ..
مستشار : ھم أستشيروا قبل غيرھم، يتنبأون أن الأمر متعب بعض الشيئ في البداية، ولكنھم في النھاية سيتدبرون الأمر ..
26
جورجلاكو : ھل لجنرالي الأثير في ذلك دور …
ً
ج. الدفاع : )مقاطعا( أريد أن أغزو
جورجلاكو : )مستطرداً دون أن يعتم لحديث الجنرال( فإن ذلك يعني تكاليف مالية، ھلا فكرتم بذلك ..! ج. المالية : في الواقع، نعم، نحن ليس بإمكاننا أن نتصرف بشكل قياسي في جميع الأحوال .. جورجلاكو : وكيف ذلك ؟
ج. المالية : ھناك من ينبغي أن ندفع لھم لنظمن أن يعملوا معنا، أو تأييدھم وحماسھم، حيادھم، سكوتھم، تغاضيھم … وھناك من ينبغي مطالبته عاجلاً وھؤلاء سيدفعون لأنھم مھددون، وآخرون من حلفاؤنا انتھازيون سوف لن يدفعوا على التو … بل بعد بدء العمل، بخلاء، ولكنھم سيبحثون عن كراسي في الحفلة
…. ونحن سنبيع تذاكرھا غالياً … جورجلاكو : ولكنكم لم تتحدثوا كلمة واحدة عن التصدير …! ج. الأمن : سنحن سوف نصدر الأزمة يا قيصري ..! جورجلاكو : )بأستغراب( نصدرھا ..؟ وننتھي منھا ھكذا .. دفعة واحدة ..! ج. الأمن : من المبكر أن نجزم بذلك، ولكننا ھنا في مرحلة تعميم الأزمة ..
ج. المالية : أرجو أن أتمكن من إيضاح الأمر بصورة أفضل … إننا نقول بطريقة أو أخرى .. إن الوحش عندما يجوع لابد له أن يلتھم شيئاً .. مع الاعتذار للشركات والبنوك لھذا التشبيه الفظ، وعندما لا يوجد شيئ يلتھمه، على الآخرين تدبير ذلك بأي صورة ..
جورجلاكو : بدأ الأمر يختلط علي، وحش يلتھم، حفلة، تصدير، وفق النظام والقانون، ديمقراطية، حقوق الإنسان، وھذا الجنرال المتوثب .. إني لا أفھم ذلك …!
ج. الخارجية : قلنا لكم قيصري، إن الأمر قد نظم على درجة عالية من الدقة، ستكون عملية جراحية القرن .. إنھا ذروة تقدم بلاد سانتافيا العظمى .. أعلى مراحلھا …
مستشار 1 : أنا أدرك ھموم القيصر, ولكن سيكون بإمكاننا بسھولة أن نلبس الفضيحة فستان سھرة طويل أنيق .. وقبعة عريضة تغطي كل شسئ .. والمكياج سيغطي كل شيئ ..
ً
مستشار 2 : )مقاطعا( الحقيقة …
مستشار 1 : الحقيقة سوف لن يظھر شبئ على حقيقته .. أطمئن يا قيصري .. أرجوك أن تطمئن، إنھا حفلة وسيبدو كل شيئ جميلاً وجذاباً …
ج. الأمن : لقد أعددنا كل مستلزماتھا .. القتلة المأجورين سيرتدون ثياب الحملان، المشجعين .. مخلصين للحق، والكورس والكومبارس .. كل شيئ قيصري …
27
جورجلاكو : والضحايا ..؟ ج. الأمن : يوجد دائماً ضحايا .. في كل شيئ حتى في حوادث السير ..
جورجلاكو : رائع … إذن إليكم رغباتي الشخصية، أريده شيئاً غير مألوف، شيئاً يلقي البھجة والرعب في آن واحد ..
مستشار 1 : ھذا ممكن عملياً .. خبراؤنا بوسعھم فعل كل شيئ ..
جورجلاكو : )مواصلاً( أريدكم لا تغفلوا شيئاً … أريد سيناريو في تصعيد الموقف .. ھذا ما سيدبره جنرال الخارجية السيد سيكر ..
ج. الخارجية : الظروف الحالية ھي أنسب ما تكون لمثل ھذه العملية، تصور قيصري، أتصل بي أمس توماتوف يتوسل يريد معطف فرو يھديه لزوجته في عيد ميلادھا مع أني أعلم أن عيد ميلاد زوجته كان قبل شھرين من الآن …!
جورجلاكو : أريد موسيقى تصويرية رائعة .. أريد مقدمات ممتازة، أريد أداء وتمثيل قوي، أريد دباً حقيقياً برتبة جنرال … الإخراج .. الإخراج … لماذا لا تستعينوا بأفضل مخرجي السينما في بلادنا ..؟ لابد من من الإيحاء بأفكار جديدة …
مستشار 1 : ماذا نسمي الفلم ؟ جورجلاكو : حقوق الإنسان في كوكب النسيان …..أو مقامرة بعد المغامرة …. ج. الخارجية : ذباب الصحراء … مستشار 2 : يوم سقطت الاقنعة .. جورجلاكو : لا …. يبدو ذلك مثيراً للشكوك .. المشاھدين … ج. الخارجية : سوف لن يكون ھناك شھود قيصري .. جورجلاكو : )بدھشة( وكيف ذلك يا جنرال سيكر ..؟ ج. الأمن : سيكون أشبه بفلم يوليوس قيصر أي أن الجميع متورطين بقتل يوليوس قيصر حتى المشاھدين
بسكوتھم .. بل وتشجيعھم .. ھناك متھمين .. وھناك قضية ..
جورجلاكو : )مقاطعاً بذعر( ھل ستكون ھناك محاكمة …؟
ج. الأمن : بأعتباري مسؤولاً عن الأمن، أرجوكم أن تطمئنوا من ھذه الناحية، المسألة برمتھا مرتبة قانونياً … لقد أعطيت اليوم سلفة على الراتب لرئيس المحكمة الدولية .. وعينت أبنته في محطة تلفزيون ..
جورجلاكو : ھذا جيد .. جيد حقاً .. ولكن ماذا عن الضحايا ..؟ 28
ج. الخارجية : الأموات لا يتكلمون يا قيصري .. جورجلاكو : لا أدري ماذا أقول .. ولكني أعتقد أن ھناك أمكانية لأستنباط أفكاراً مدھشة …
ج. الأمن : سيكون كل شيئ على ما يرام يا قيصري، فقط المطلوب من الجميع تنفيذ الخطة، أي خلل مھما كان صغيراً سيؤثر على النتائج ..
ج. الخارجية : سأحرص على إرسال تعليمات للمنفذين الثانويين، والكومبارس بنصوص أدوارھم، حتى التفصيلية منھا …
جورجلاكو : نعم حتى التفصيلية منھا ..؟ ج. الخارجية : نعم .. بما في ذلك أتفه التفاصيل .. نريد حفلة عظيمة ..
جورجلاكو : نعم .. قم بذلك وأخبرھم بأنھم سوف لن ينالوا أدوراً حقيقية في أعمالنا المقبلة إن ھم أھملوا أو تقاعسوا .. فعليھم أن يؤدوا أدوارھم بحماس حقيقي …
ج. الخارجية : أعتقد أنھم متشوقون فعلاً لمثل ذلك .. جورجلاكو : أتعتقد ذلك ..؟
ج. الأمن : نعم .. لعوامل عديدة، الحق أنھم غريبوا الأطوار .. ويحسدون بعضھم .. وخاصة بلاد النھرين..
جورجلاكو : يحسدون …؟ ولماذا ..؟ ج. الأمن : ھناك حكمة تقول : لا يعرف الأذكياء أي ذعر يشيعونه بين الأغبياء … نعم إنھم أغبياء .. جورجلاكو : من المؤسف أن يكون حلفاؤنا ھكذا .. وأعدائنا شجعان .. ج. الأمن : إن نظرية الأمن تقوم على قاعدة ذھبية ھي : أن الرجال الذين لا يخافون ولا يمكن شراؤھم
يتحولون إلى عقبات صعبة، ورجال النھرين ھم كذلك ..
جورجلاكو : تأكدوا من تدمير آثار الأزتيك، فلن نستطيع سحق كبرياءھم إلا إذا مسحنا صلاتھم بتأريخھم ..
ج. الخارجية : عفواً قيصري .. الأزتيك في بلاد المرسيك وليس النھرين .. جورجلاكو : لا تھم الأسماء .. المھم الأشياء .. دمروا ھذه الآثار وأحرقوھا .. ج. الأمن : ھذه جميعھا قد اعتبرت كأھداف حيوية استراتيجية وحملت على الخارطة .. جورجلاكو : ھيأوا الأقمار الصناعية والكواكب والأفلاك ومدافع الليزر والميزر …
29
ج. الأمن : )مستطردا( أطمئن يا قيصري الحفلة بكل تفاصيلھا ..
ًًً
جورجلاكو : )مقاطعا( نعم بكل تفاصيلھا .. أطلقوا الرعب والموت .. أمحوا الذاكرة، دونوا تاريخا جديدا،
يليق بالنظام الكوني الجديد ..
ج. الخارجية : جلالة القيصر ..
جورجلاكو : )مواصلا( لا أريد بطلاً يطغي على بطلي ..
ج. الأمن : نيرون وأتيلا … وھولاكو سيبدون تافھين أمامك يا قيصري، إن أجيال من التكنولوجيا تنظر إلينا من خلف بناية المصرف المركزي لسانتافيا العظمى .. تغازل فينا الجرأة والبطولة ..
ج. الدفاع : )متوسلا( أريد أن أغزو …
جورجلاكو : سيدير المخرج كل شيئ بالأزرار، سوف لن نقابل أحداً منھم قبل يوحي لنا الدخان الأبيض أن كل شيئ قد أستحال إلى رماد … رماد …لن أقبل إلا بالرماد …
ج. الخارجية : )ساخراً( بل أن الأرض يا قيصري ستكون غير صالحة لأي شيئ لقرون قادمة … سوف لن تنبت إلا الموت ..
ً
جورجلاكو )مستحسنا( نعم .. ھكذا أريدكم .. لا تفكروا بقلوبكم …
ج. الأمن : قيصري، كيف سنتعامل مع أجھزة الإعلام …
جورجلاكو : عم تتحدث ..! إنه فلمتا نحن وسنقوم نحن بالدور الرئيسي فيه، أي إعلام يسرق أنتصارات أبطالنا .. البسوا رجال الخدمة السرية ملابس المصورين والصحفيين وأطلقوھم يكذبون كالذباب … نحن لا نريد أن يصدق الناس أولا يصدقون، ھذه مھمة رجال الفن ذو القلوب الملائكية .. نحن سنعرض ما
نريد عرضه .. تذكروا أنه فلمي أنا … وأنتم ..
ج. الخارجية : واضح .. كل شيئ واضح .. لا فائدة من الاسترسال .. سأنصرف على التو لإعداد مسرح العمل الخارجي …
جورجلاكو : ھيا .. أمامكم شھوراً طويلة من العمل …
مستشار 2 : )يسأل مستشار 1 بذھول( لا أفھم ماذا يجري ..! أبتدأ الأمر بحديث عن التصدير، والآن ترى ھل نحن يصدد إنتاج فلم سينمائي ..؟
مستشار 1 : إنھا الحرب أيھا الأحمق …
30
ج. الدفاع : )بلھجة ذئبية( أريد أن أغزو …
א???ل?א?????? ?
المشھد الأول
) في مكتب جنرال الخارجية سيكر، ومعه جنرال الأمن الكوني موري(
ج. الأمن : )بضجر( لا أكاد أصدق إننا انتھينا من ھذه المشكلة، ربما سأحتاج إلى إجازة طويلة اقضيھا في مركبة فضائية )يھمس في أذن جنرال الخارجية( لقد وعدت سوزانا بسفرة بين النجوم .
ج. الخارجية : ليس تماماً .. ليس تماماً .. المشكلة لم تنتھي تماماً بعد .. ج. الأمن : لقد انتھينا لتونا من كل شيئ .. اليس كذلك ؟
ج. الخارجية : لقد تم توزيع الأدوار ومكان الحفل وأسماء الممثلين الرئيسيين والثانويين … والممثلين السريين …
ج. الأمن : أوه … إني أعتقد أن ذلك ھو الجزء الأھم، الباقي سيتكفل به واضعوا الخطط والبرامج ..
ج. الخارجية : نعم …لابد أن يكون الأداء ممتازاً .. أنھا لعبة خطرة، بل أنھا أخطر مما قمنا به منذ الحرب الكونية الأخيرة، بل أنھا تكاد في ملابساتھا وأھدافھا المعلنة وغير المعلنة أن تفوق ذلك، ولابد أن نظھر قوة وعظمة نظامنا الأمبر فيرسال ..
ج. الأمن : ھل ستذھب إلى ھناك لترتيب الأمور ؟ ج. الخارجية : ربما … وربما لا … ج. الأمن : ربما .. وربما لا .. كيف ذلك .. جز الخارجية : يا صديقي إن ذھبت بنفسي فربما أثير بذلك الشكوك، لذلك سأرسل رسائل إلى أصدقائنا
ووكلائنا ھناك مع سكرتيري .. أو سائق سيارتي .. ج. الأمن : سائق سيارتك ..؟ ج. الخارجية : ولم لا .. اليس الھدف ھو الأھم .. ج. الأمن : حقاً أنه فلم مثير، يبدأ بالديمقراطية وحقوق الإنسان وينتھي بالاستيلاء على الباذنجان وغابات
السنديان ..
ج. الخارجية : وماذا في ذلك ..؟ لقد طور علماؤنا نظرية ميكافيلي، الغاية تبرر الواسطة، إلى براغماتية حديثة جذابة وعملية .. النتائج ھي الحكم على الأساليب، جعلت من ميكافيلي ينھض من قبره في فلورنسا يصفق لنا طربا ..
31
ج. الأمن : وھكذا سنحقق حقوق الإنسان والديمقراطية بحفلة واحدة تھرق فيھا الدماء وينتشر الذباب الأزرق على وجه الصحراء .. يالنا من أوغاد ..
ج. الأمن : وأنت ماذا ترى ..؟
ج. الخارجية : وماذا في ذلك، بكل جد أولھا لك .. إن كل كلمة لھا قيمتھا الحقيقية عندما تصرف .. قل ما تريد وما تشاء، ولكن في النھاية الرابح ھو بطل اللعبة، والأشياء الأخرى تفاصيل تافھة ليس لھا قيمة مادية .. أوصاف، كلمات أدبية .. أخلاقيات .. المھم الربح .. ومن يضع في جيبه المكاسب ..
ج. الأمن : عليك أن تكون واضحاً في طلباتك لأصدقائنا، ووكلائنا، قل لھم أنتم وما تملكون في خطر ..
ج. الخارجية : ھم يعرفون ذلك أفضل مني ومنك .. إنھم يدركون أن الأرض تمور من تحتھا البراكين، وأن يتعلقوا بأذيالنا ھو خيارھم الأفضل …
ج. الأمن : بل قل الأسھل .. أو الأمتع .. وبھذه المناسبة ما رأيك في التنسيق مع الجماعة )يشير إلى دائرة فوق رأسه ..(.
ج. الخارجية : لا أفھم … بقية أولاد العم ..؟
ج. الأمن : لا .. إني أقصد الجماعة … )ويعيد رسم دائرة فوق رأسه(..
ًً
ج. الخارجية : )ضاحكا( آه .. فھمت .. تقصد جماعة الشيتان الأكبر ….)يردف ضاحكا( بناء على طلب
منكم .. فإن الأمر في نطاق دائرتكم وليس الخارجية، أنتم طلبتم أن يكون الأتصال بھم على أعلى درجات الكتمان ..
ج. الأمن : نعم .. ولكن برأي قد آن الآوان لأن نسند لھم مھمة علنية في إطار التحرك الشامل الجديد ..
ج. الخارجية : ولكني أحذر ..! فإن ذلك قد يفضح كل شيئ ..
ج. الأمن : أتراك تعتقد أن شيئاً سيبقى وراء الكواليس، أو لم تنص الخطة على حشد أكبر عدد من
ً
الممثلين الرئيسيين والثانويين وحتى الكومبارس .. مثل فلم أطول يوم في التاريخ ..! )قالھا ضاحكا( ..
ج. الخارجية : صحيح، ولكن في حالة الجماعة المقصودين، ستظھر علامات أستفھام حول الحقبة الماضية .. ستظھر كلھا جلية على المسرح ..!
ج. الأمن : لا تخشى شيئاً .. سيختلط الحابل بالنابل بعواصف غبار الصحراء .. ألم نتفق بأن العملية ليس فيھا شھود حياديون .. والضحايا سيسكتون إلى الأبد ..!
ج. الخارجية : أتظن أنھم سيشتركون في الحفلة بدون ثمن ..؟
ج. الأمن : طبعاً سيطالبون بثمن .. ولكنه بخس .. أنت لا تعرف ھؤلاء كما أعرفھم أنا .. إني أتعامل معھم منذ أن ظھروا على مسرحھم المحلي الصغير، إن براعتھم تظھر فقط في تمثيل الأدوار المتخلفة الرديئة
32
ج. الخارجية : أستطيع أن أفھم ذلك .. إنھم مستلقين على الأرض، أجسادھم في ھذا القرن، ورؤوسھم في القرون الوسطى .. أصارحك إني لا أفھم ماذا يدور ھناك ..!
ج. الأمن : في الواقع ھذه قضية تشبه قطعة موزائيك مكونة من ألاف القطع، ولكل قطعة مكانھا في اللوحة .. إنه ضرب من السلوك الشرقي المعقد ..
ج. الخارجية : المھم ھو ھل تضمن مساھمتھم ..؟
ج. الأمن : وبالشكل الذي نريد .. بل أنك لن تجدھم مفعمين بالحماس إلا عندما يتعلق الأمر بدور خارجي، لا سيما إذا كان ذلك ضد بلاد النھرين، فھنا لا أحتاج إلى إقناعھم، بل سترى أنھم سيحاولون إقناعي بإسناد دور لھم في ھذا الفلم وإن كان وضيعاً وقذراً …
ج. الخارجية : إنه ضرب من الانقياد الأعمى للأھواء .. ولكن يجدر تحذيرھم بأن يلعبوا الدور على مقياسھم بالضبط …
ج. الأمن : إنھم يعرفون كلفة الأدوار الصعبة..
ج. الخارجية : إذن تمت اللعبة.. كل العناصر مطروحة على الخارطة أمامي .. العناصر المحلية .. أخوة يوسف كدور عائلي، دور بروتوس الذي ينصح حتى آخر لحظة .. أصدقائنا، حلفاءنا المقربين، حلفاءنا الجدد من قصر الفجل .. لم يبق سوى أن نطلق جنرالنا الجميل ..
ج. الأمن : لقد حوصر أسد الرافدين ..لا أرى له فرصة للنجاة ..
ج. الخارجية : ويحسن بي أن أخبرك، أن لا تكترث لما تسمعه من ھنا وھناك عن مساعينا السلمية، لقد دارت الآلة ولن تتوقف ..
ج. الأمن : طبعاً نحن لا نشتغل على الإذاعة، ولكن مھلاً .. أريد أن أتأكد من أمر يشغل بالي، أواثق أنت أن حلفاؤنا سيقبلون بالسيناريو الذي أعددناه كما ھو ..؟
ج. الخارجية : العبقرية كل العبقرية تكمن ھنا، لقد أخترنا الضربة ومكانھا في لحظة تاريخية عظيمة .. في نقطة تبادل القوى .. في لحظة ولادة النظام الكوني الأمبرفيرسال، الجميع مصابون بالذھول، فقط نحن نتحرك لوحدنا، إنھا حالة نادرة من فقدان الإرادة ..
جز الأمن : حقاً .. يا لھا من روعة، الأرض لنا والبحار والفضاء .. أقمارنا ومركباتنا تقتحم حتى غرف النوم، نحن قادرون بفضل تطورنا العلمي على قراءة حتى الأفكار عن بعد .. ترى ألا يدرك ذلك أھل بلاد الرافدين ..؟
ج. الخارجية : أوه .. لا تذكرني رجاء، فلھؤلاء دوماً الجديد، ولكن الغريب أني لا أعرف جديدھم .. إنھم يشاھدون ويسمعون كل ھذا الرعب الأسود الذي نملكه وجنرالنا الذي يحمل شعار الموت، ومع ذلك عاجزون عن التصور من أن الكون قد أصبح ملكنا …
ج. الأمن : أھو سبارتكوس جديد ..؟
ج. الخارجية : إني أخشى أن يتحول إلى ھانيبال يعبر علينا جبال الألب ؟ 33
ج. الأمن : ھانيبال ..؟ يعبر جبال الألب ..؟ ويقذف بنا إلى أعماق الأدرياتيك ..؟
ج. الخارجية : لا يا عزيزي، ليس بالضرورة تكرار السيناريو حرفياً .. إنه يحاول أن يقطع الشرايين التي تمد قلبنا بالدماء السوداء .. ويقطع زفير المداخن التي تطلق إلى السماء دخانھا الأسود ..
ج. الأمن : ھكذا إذن ..؟ھانيبال العصر الجديد لن يرسل جيوشه إلينا، بل أنه قد أكتشف بساطة طريق لقتل العملاق أخيل، لقد أكتشف نقطة ضعفه، وبسكين صغيرة يقطع الشرايين التي تمد أخيل بالدماء ويتھاوى العملاق صريعاً ..
ج. الخارجية : نعم … ذلك ھو جوھر المسألة .. عملاق ھائل يسقط صريعاً بسبب قطع شريان بسيط ..
ج. الأمن : أترى نصرع يوم نصرنا على القصور الحمراء ..؟ لا … سنطلق جنرالنا ليعود إلينا مخضباً بالدم يقطر من شدقيه، سنطلقه يدمر، يحرق، يقتل، يسحق، حتى الطفل الرضيع .. حتى كتاب المدرسة .. لا ينبغي أن يصرع أخيل .. لابد للخرافة أن تعيش وتتواصل …
ج. الخارجية : ھيا إذن أنطلق، أبلغ جميع اصدقائك وحلفاؤك ومخبريك، أنه يومنا العظيم .. يوم الدفاع عن قلعة أخيل، ھدد، أخدع، قدم الرشوة، أو توسل .. فكل سلاح يوم الخطر مشروع ..
ج. المالية : سيكون فلماً من أفلام الموجة الجديدة، المعقدة التي لا يفھم المتفرج خفاياھا إلا بعد أن يضع رأسه على الوسادة ..
ج. الخارجية : )يضحك( بل أعقد بكثير .. سيمضي وقت طويل … طويل جداً، بل حتى بعد أن يستفيق الناس ويفھموا مالذي جرى .. حينئذ تكون الطبخة قد ھضمت وأنتھى كل شيئ.
ج. الأمن : سأذھب الآن لأضع كل شيئ في تسلسله الزمني الدقيق .
)يخرج جنرال الأمن(
)يستدعي ج. الخارجية سكرتيره ليملي عليه الرسائل إلى بعض الأصدقاء، يحملھا إليھم سائق سيارته(
الفصل الثاني / المشھد الثاني
خفيفوس : أھلاً برسل الأحبة … السائق : سيادة الزعيم خفيفوس إليك تحيات القيصر وسيدي الجنرال سيكر .. إليكم ھذه الرسالة ..
)يسلمه رسالة صغيرة أشبه بكارت زيارة(
خفيفوس : طبعاً .. طبعاً .. كل شيئ واضح، نعم إن ھذه المواضيع قد بحثناھا سوية مرات عديدة … في الواقع …
ً
السائق : )مقاطعا( كما فھمت، أن جنرال الخارجية يتوقع منكم القيام بمسؤلياتكم ..
34
خفيفوس : ھذا ما أردت أن أقوله لكم .. طبعاً .. في الواقع .. السائق : إنني أفترض كل شيئ واضح .. خفيفوس : بالتأكيد … إن كل ھذا يدور في إطار فھمنا المشترك .. في الواقع .. السائق : )مقاطعاً بملل( أعتقد أن الأمر يتعلق بتنفيذ الجزء المتعلق بكم .. خفيفوس : مفھوم، ولكني أردت أن أقول أن ذلك مفھوم في إطار مسؤولياتنا المشتركة .. السائق : على حد علمي ومعلوماتي، أن الموضوع لا يدور عن مسؤوليات مشتركة، أو شراكة .. بل …
ً
خفيفوس : )مقاطعا( نعم، ولكن …
السائق : أرجوك دعني أكمل ولا تقاطعني .. خفيفوس : العفو .. العفو
السائق : )مواصلاً( إذن ھي ليست شراكة بقدر ما ھي تنفيذ مھمات، إن سنتافيا العظمى لا تخفي ھدفھا في رعاية المنطقة وأصدقاءھا ھنا .. ھذا ليس سراً …
خفيفوس : لقد كان ھذا ھو ما أرمي إليه بالضبط … وإنني ..
ًً
السائق : )مقاطعا( إنني أعتقد أن ھناك فرقا بين الشراكة والمسؤوليات، وبين القيام بالواجبات ضمن خطة
شاملة، ونحن ننظر إلى المسألة بشكل شمولي، أرجوكم أن يكون ھذا واضحاً .. أنتم جزء من ھذا التصور الشمولي .. ھذا بقدر معرفتي للموضوع ..
خفيفوس : بالضبط .. بالضبط .. السائق : وإذن، فإنني لست مخولاً بمناقشة الخطط، أنا ھنا لأبلغ فقط .. خفيفوس : لقد تجشمتم عناء و …
ً
السائق : )مقاطعا( بالعكس، لقد كانت أمامي مھمة تصليح دواليب السيارة ھناك، وقد أوكلتھا لسائق آخر ..
تأكد جلالة السلطان أن مثل ھذه الأشياء متعبة في سانتافيا .. خفيفوس : يسعدني أن تكون سفرتكم إلى بلادنا سھلة وممتعة .. السائق : أوه .. الشمس في بلادكم ساطعة دائماً وكـأنھا لا تغيب أبداً خفيفوس : أليس ھذا شيئ رائع ..؟ السائق : لا … ليس دائماً … )ثم يضحك(
35
خفيفوس )يجاريه في الضحك( آه .. فھمت .. فھمت … الحق معك .. في بعض الأعمال يتحسن التحرك في الظلام .. الحق معك ..
السائق : ھل لديكم ما أخبر به سيدي جنرال الخارجية ؟
خفيفوس : قل له تيمناً بالنظام الكوني الجديد الذي يسعدني أن أكون أحد المقربين إليه أم منفذيه .. ما رأيك بھذه ..؟
السائق : أوه .. حسناً .. حسناً .. واصل رجاء .. خفيفوس : )مواصلاً ( فإن جوابي ھو : أؤمر يا قمر أمرك ماشي … )يضحك كلاھما …(
المشھد الثالث
) القيصر جورجلاكو ، يدخل جنرال الخارجية(
جورجلاكو : ھيا .. أخبرني يا جنرال الخارجية ..
ج. الخارجية : كما توقعت، كل شيئ على ما يرام، لقد أرسلت سائقي إلى حلفاؤنا وھم مستعدين كما توقعت لأي خدمة ..
جورجلاكو : أھكذا إذن .. ولكن أما كان أفضل أن تذھب بنفسك ؟
ج. الخارجية : أنا أدرى بھؤلاء يا قيصري، عندما أتعامل مع أحدھم، أشعره دائماً بأنه في متناول اليد، ثم أن لھم مصلحة فيما نفعله، ففي ذلك إنقاذ لھم ولعروشھم، فقط الزعيم خفيفوس …
ًًً
جورجلاكو : )مقاطعا( ما به ..؟ ھل أثار شيئا محددا ..؟
ج. الخارجية : لا .. ولكنه أشتبه للحظة واحدة أنه قد يلعب دور الشريك .. جورجلاكو : لابد من الوقوف بحزم في وجه مثل ھذه الأفكار ..
ج. الخارجية : لم يغب ذلك عن بال سائقي، وبالمناسبة سأرقيه إلى رتبة رئيس سواقين الوزارة، حيث أكد له بأن دوره لا يتعدى التنفيذ ضمن خطة شاملة .. فيھا من أمثاله الكثيرون …
جورجلاكو : وماذا كانت ردود فعله ..؟ ج. الخارجية : أستوعب الدور بسرعة وسھولة وتراجع بخفة النمر ووداعة القطة ..
جورجلاكو : أتعرف أني أحب القطط .. سارة تحب الكلاب، أما أنا فأفضل القطط .. والآخرين ماذا كان موقفھم ..!
36
ج. الخارجية : رائع .. لا أكتمك بأني أجد متعة في الحديث معھم .. جورجلاكو : حقاً ..؟ وكيف ذلك ..؟
ج. الخارجية : أوه رائع جداً .. إن الحديث الجاد لا يستغرق سوى دقائق معدودة، الواقع أنھم في الصورة تماماً، ويعرفون حجم المخاطر بكل دقة، ولا يدور حتى في مخيلتھم مخالفة رغباتنا ..
جورجلاكو : وما الممتع في ذلك ..؟ ج. الخارجية : يدور بعد ذلك أحاديث طلية عن النساء، والصيد، والسيارات ..
جورجلاكو : يا لھا من حياة ممتعة، واحات منقطعة عن العالم للمتعة واللذة، فنادق عائمة على دم الأرض الأسود .. ضرباً من العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما في فجر التاريخ .. ومع ذلك الكل سعداء .
ج. الخارجية : وتلك القصور الأنيقة ..؟
جورجلاكو : لا أحد يضمن أحداً في ھذا العالم .. أنت ترى أننا أوصلنا نفوذنا إلى تلك الأفلاك والكواكب، ومع ذلك نحن في حصار .. نعم في حصار .. ما ھي أخبار أصدقائنا الآخرين ..؟
ج. الخارجية : كل شيئ مؤشر في الخطة حتى التفاصيل .. جورجلاكو : لا أريدك أن تكون بخيلاً كجنرال المالية ، لن يكون حصاداً كبيراً بلا أتفاق .. تذكر ذلك .. ج, الخارجية : إن بعضھم يقبل بالقليل القليل .. جورجلاكة : ترى ألا يشعرون في وادي الرافدين بكل تحضيراتنا ھذه ..! ج. الخارجية : أظن نعم .. ولم لا يشعرون ..؟ لديھم عيون وآذان ورؤوس تفكر .. جورجلاكو : ولكن .. ج : الخارجية : لا أدري يا قيصري .. فذلك شيئ لا أستطيع فھمه … ترى أھي رغبة بالانتحار، أم تكرار
لقصة داؤود وجوليات .. جورجلاكو : داؤود وجوليات ..
ج. الخارجية : نعم … وھذه ليست من الأساطير … داؤود الصغير الأعزل يواجه جوليات العملاق المسلح حتى الأسنان بمقلاع ويرميه بحجارة ..
جورجلاكو : أقلت حجارة ..؟ ج. الخارجية : نعم .. جورجلاكو : أوه فذلك فأل سيئ، إنھم ھناك يستخدمون الحجارة أيضاً .. وماذا كانت نتيجة المواجھة ..؟
37
ج. الخارجية : أصاب داؤد جوليات بحجر بين عينيه فأراده قتيلاً ..
جورجلاكو : ليتك لم تقل لي ذلك … إن الأرق سوف لن يفارقني، أن يكون مصيرنا كمصير جوليات .. ترى ھل يفكرون بھذه الطريقة في بلاد النھرين .. يا لھم من مجانين ..
ج. الخارجية : يا قيصري، ليس من السھل أن تنتزع مئات بل ألوف من أحداث التاريخ من أدمغتھم، ليس من السھل اقناعھم بأنھم كم مھمل، إن تلك الثروة الروحية الھائلة التي يتمتعون بھا، نحن نسخر منھا، ولكنھا تمثل لھم الدرع النفسي، إنھم أقوياء جداً في دواخلھم كبشر .. ھذه ليست قصص .. إنما عبر …
جورجلاكو : ولكننا سنطرق أبوابھم ھذه المرة بالھول … وبجنرال جديد …
ج. الخارجية : لا أريد أن أزيد في محنتك النفسية ..!
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( بل قل لي .. قل لي …
ج. الخارجية : قيل لي أن قائداً منھم، أحرق سفنه أمام أنظار جنوده بعد الإنزال على البر الأسباني .. وقال لھم ليس لكم سوى النصر أو الموت ..
جورجلاكو : ھذا حقاً أمر لا يفھم ..
ج. الخارجية :نعم، أن حلفاؤنا وأصدقائنا يحضون بصداقتنا تافھون، لابد من الاعتراف بذلك .. بل أننا نعلم ذلك تمام العلم، إني أقول لك ذلك لتعرف من نواجه ..!
جورجلاكو : إنه الشرق .. بكل سحره وغموضه ..
ج. الخارجية : نعم يا قيصري .. إنھم أثريا من الداخل، ومھما نالوا من مجد، فإنھم يجدونه قليلاً لا يليق بھم، ھل قرأت مرة ملحمة كلكامش …؟
جورجلاكو : لا … لم يتسنى لي ذلك أبداً … ج. الخارجية : أنا لم أقرأه .. ولكني طلبت من العلماء إعداد كل شسئ عن تلك البلاد ..
جورجلاكو : وماذا أستنتجت ..؟ ج. الخارجية : الإخلاص : للحقيقة المجردة ..إن صفاء الذات ھو الخلود، بل أنه سر الخلود، إني أعترف لك إن المسرحية زاخرة بمعاني عميقة تستحق التفكير، وكل ذلك 4 ألاف سنة .. تصور ..
جورجلاكو : وأين كان ذلك ؟ ج. الخارجية : لابد أن يكون في مكان ما بين بابل وأور ..
جورجلاكو : أمسحوا تلك عن وجه الأرض .. أمسحوھا من الذاكرة، فليحترق كل شيئ .. ما قيمة ھذه أمام تكنولوجيتنا ..
38
ج. الخارجية : ولكن تلك سنين خلت ..
ج. الخارجية : يا قيصري .. نحن في سانتافيا العظمى لا ندرك ثقل التاريخ وما تختزنه الذاكرة، نحن ليس لدينا شيئ نرويه …
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( لدينا جنرالات يصلون بطائراتھم فوق الصوتية إلى كل مغارة وكھف في العالم،
لدينا تكنولوجيا تدب فوق الأرض وفي الفضاء وعلى الماء وتحت الماء .. نحن موجودون بقوة وليس بوسع أحد أن يتجاھلنا ..
ج. الخارجية : أجل .. أجل .. ولكننا لا نحسن الحديث ولا نطيق الحوار، لأننا نفتقر إلى الحكمة، ثم أن القوة تغرب بقطع الحوار في كل لحظة .. وأي لحظة ..!
جورجلاكو : ترى ھل أفسد العلماء حماستك ..؟ ج. الخارجية : الأمر ليس كذلك، ولكن وكما ترى يا قيصري أننا نصطدم بأشياء لا نستطيع فھمھا .. جورجلاكو : قل لي كيف وصلنا إلى ھذا الحد في الحديث … ج. الخارجية : لقد تساءلتم قيصري لماذا لا يرھبون في بلاد النھرين قوتنا مع أنھا ظاھرة للعيان .. جورجلاكو : آه … نعم … لماذا …؟
ج. الخارجية : ھا نحن نعود إلى أول الحوار .. إلى المربع الأول .. لا .. أدري .. ولكنھا أبعد ما تكون عن المغامرة والجھل بالحقائق، لابد أن وراء ذلك حكمة شرقية، حجارة داؤود القاتلة … وأبول يجد نقطة ضعف أخيل …
جورجلاكو : لا أريد أن أصدق ما تقول ..!
ًًً
ج. الخارجية : )مبتسما( أنظر يا قيصري، سأذكر لكم مثالا بسيطا ..
جورجلاكو : تفضل .. قل لي ..
ج. الخارجية : نحن نصنع منذ عشرات السنين مركبات وصواريخ تحوم في الفضاء الخارجي، أتذكر ما أطلقنا عليھا من أسماء .. كلھا تدل على القوة والخيلاء والعظمة .. أليس أسم صاروخنا الأخير كان التحدي )challenger( ..؟
جلاكو : نعم .. ذلك صحيح ..!
ج. الخارجية : وھم في تلك البلاد الصغيرة وقد أستيقظت بعد سبات دام عشرة قرون، أرسلوا صاروخاً إلى الفضاء الخارجي، طلبت ترجمة معنى أسمه إلى لغتنا وكان )المتعبد( … أترك يا قيصري مغزى ھذا الأمر ..؟
جورجلاكو : كلا …!
39
ج. الخارجية : نعم .. لذلك يحصل ما يحصل .. إننا لا نستطيع أن نفھم غيرنا .. أو عندما يفكر بطريقة تغاير تفكيرنا ..
جورجلاكو : مالذي يحصل ..؟
ج. الخارجية : ھم يريدون التواصل مع حضاراتھم العظيمة، مع الإخلاص والوفاء لجذورھا، أتذكر يا قيصري أنھم في حربھم الأخيرة أطلقوا سراح أطفال كانت قد زجت بھم بلادھم في الحرب .. أطلقوھم بدون بروتكولات بدون صليب أحمر وأبيض وبدون تبادل بالمثل .. ھم قادرون على خلق الأمثولة ونحن
لا … نحن لا .. جورجلاكو : نعم أذكر ذلك .. لقد أستغربت كثيراً لذلك .. ترى ھل يفعلون ذلك متعمدين ..؟
ج. الخارجية : طبعاً .. أو قل ليست مصادفات .. إن ذلك ينطلق من أعماق روحھم الثرية، أتذكر مرة أخرى أنھم أمتنعوا من قتل سھل لجنود أعدائھم المنسحبين ھرباً .. لقد كان بوسعھم أخذھم كأسرى ..
جورجلاكو : أوه .. نعم أذكر ذلك بدھشة .. ما كنا لنفعل ذلك لو كنا محلھم ..
ج. الخارجية : نعم .. وأنا أصارحك القول .. إنني لم أدھش .. بل خفت منھم منذ ذلك اليوم، تلك تعبر عن ثقة رھيبة بالنفس، والشعور باللالتزام الأخلاقي لتراكم تاريخي عميق وثري، والإخلاص لذلك التاريخ ..
جورجلاكو : لا أفھم ذلك …
ج. الخارجية : أستطيع أن أتخيل ذلك .. وأنا نفسي لم أكن أعرف مغزى تلك الإشارات وقد دلني عليھا أساتذة الدراسات والفلسفة الشرقية في جامعاتنا ..
جورجلاكو : أيغير ذلك شيئاً الآن ..! ج. الخارجية : لا .. لن يغير ذلك شيئاً .. نحن في مأزق وليس لنا سوى أن نصدر جنرالنا المدلل .. جورجلاكو : ترى أيجول في ذھنك شيئ لا تقوى على البوح به ..؟
ج. الخارجية : يا قيصري، لكل منا ھواجسه الداخلية التي لا تصلح للتصريح والنشر، أنت قلت لي مرة، أننا خيول معدة للجري والرھان، ليس أمامنا سوى أن نجري ونجري، ذلك قدر ملعون، وأنت الآن تتھيأ سيأتي فريق النقل والبث الكوني لنقل رسالتك للعالم، الغول السري الذي يحكمنا القابع في قبو المصرف المركزي جائع يريد أن يلتھم شيئاً جزيرة .. أو بلاد صغيرة، أو شعب، يريد أن يشرب دم الأرض الأسود أو أوزون السماء، ثلوج القطب الجنوبي، غابات الأمازون .. ھيا .. إنه وحشنا الحبيب وإذا مات سنتشرد
كما تشرد أجدادنا يوم جاؤا إلى ھنا .. ھيا .. لابد أن تظھر في أفضل أحوالك .. جورجلاكو : جنرال سيكر .. تأكد قبل كل شيئ أن لا يكون ھناك شھود .. ج. الخارجية : لا .. لن يكون ھناك شھود .. بل ضحايا ومشتركين، وحتى وجدنا دوراً لبروتوس جديد ..! جورجلاكو : حقاً .. ومن سيكون ..؟
40
ج. الخارجية : أكثرھم تبجحاً في الوطنية والغيرة ..
)يدخل فريق المصورين، يتھيأ القيصر لألقاء خطابه ويتناول شيئاً من الحبوب( )القيصر جالس خلف طاولته يلقي الخطاب المكتوب(
أعزائي مواطنين البلاد .. أعزائي في جميع القارات مواطني عالمنا المتوحد …
إنني ھنا في إطار واجباتي كقيصر سنتافيا العظمى، وبالطبع مع إدراكي لواجباتي ومسؤولياتي الكونية والفلكية، أشير أن نظاماً جديداً قائماً على التوازن بين الأفلاك على وشك أن يفلت من اليد، إن مھماتنا في تعميم الديمقراطية والسلام والاستقرار والنموذج المشترك، إذن دعونا ھذه المرة أيضاً )يستدرك( للأسف في استخدام أقمارنا ومحطاتنا الفضائية، إن بلاد النھرين وھو بلد ذو مساحة صغيرة وسكان أقل، ومع ذلك يريد أن يغزو العالم، وبالطبع لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، إنني ھنا )تسقط الأوراق من يده إذ يرتعش، ويواصل خطابه ارتجالاً( أحذر، إن بوسعنا أن نفعل كل شيئ، نحن ھنا لا نريد شيئاً مھماً في الواقع )تتصاعد عصبية القيصر( نحن بحاجة استراتيجية إلى أعماق أرضھم وما فيه .. بعض ما فيه بالاحرى، نريد أن نأخذه .. وماذا في ذلك ..؟ إلا أنھم عنيدون ولا يرضخون .. ولكني لن أسكت .. وأقسم على ذلك بروح أجدادي لن نسكت، إنني جاد بل في غاية الجدية، سأفعل بھم كما فعلنا في كنما وجوريتام وسرينانا، نحن نتدخل لفرض النظام .. نعم وذلك ليس عيباً، لقد وقعت بالأمس مرسوماً بتحويل مجلس الشعوب المتحدة إلى مرقص ، إنھا بناية جميلة مطلة على البحر، وقد أسسنا بدلاً عنه مجلس القياصرة، نعم وذلك ليس عيباً .. العيب أن لا تستأذن عندما تنھب ..)يضحك أو يفتعل الضحك( والغريب أنھم لا يدركون ما أقول، ولكن لابد أن يفھمون … أموالك أو حياتك )( أنا لا أريد شيئاً من شعب النھرين، أريد فقط دم الأرض الأسود، ثم لماذا يعتدون على أختصاصنا في التكنولوجيا، أقسم بشرفي ) your mony
or your live( يضحك سأضرب .. سأھدم وابيد .. )ھستيريا( لابد أن يفھموا ذلك … باي .. باي .. )يخر القيصر مغشياً عليه، ويھرع الأطباء(
41
א???ل?א??א??? ? ??
المشھد الأول )اجتماع مجلس القياصرة(
)يدخل القياصرة واحداً أثر واحد بعد أن ينادي المنادي بباب القاعة بأسمائھم والقابھم(
جورجلاكو : دعوني أرحب بكم أيھا القياصرة الأعزاء، وأرحب بصفة خاصة بالقيصر توماتوف بعد أن انتھى وإلى الأبد من الآثار الحمراء وتحول إلى الفجل شعاراً ورمزاً وقريباً إلى الوردي، وھو معنا يدشن أولى مراحل نظامنا الجديد الأمبرفيرسال ومجلس القياصرة …
)أصوات : مرحى … رائع …. عظيم(
كولونيل : إن أتحادنا ھنا يرمز إلى أشياء كثيرة، إن المرحلة الجديدة من التطور، ودعونا أيھا السادة نسمي الأشياء بأسمائھا الحقيقية، تفرض علينا تضامناً إزاء ما يحدث من تطور في العالم من قوى ناھضة تھدد نظامنا بأشد الأخطار، إن القيصر جورجلاكو بنافذ بصيرته قد أدرك ھذه الاخطار وأعد لھا للتصدي
برنامجاً شاملاً ..
لوسيون : الواقع بعد أن زال الخطر الأحمر، لا نجد مبرراً رسمياً لإشاعة الذعر، نحن في أوروبا لنا رؤية أخرى ..
كولونيل : إن نظامنا الجديد يا عزيزي قيصر لوسيون ھو امتداد للنظام القديم وتجديد له .. أقصد أن سانتافيا العظمى لھا دور في مقدمة نظامنا الجديد ..
سوميتو : )بلھجة آسيوية لا تخطئ( بأعتبارنا بلاد لا تحبذ القوة فإننا نرى نحن الكابان ومثلنا عدد من أصدقائنا في آسيا، أن عھد الأنتركوميرس، التجارة المزدھرة قد أبتدأ …
PNW : ليس بوسعي أن أضيف شيئاً سوى أنني أؤيد القيصر لوسيون حول النظام الأوربي، وإذا كان الأمر يدور أو يھدف إلى أعباء مالية جديدة، فإني أرى أن أوربا أجدر بھا، إننا نؤسس شبكة القطارات السريعة …
)يدور ھمس ثنائي بين القياصرة(
سوميتو : إننا نعاني في الواقع من عجز في الميزانية .. 42
الحاضرون : قيصر سانتافيا : جورجلاكو قيصر الفجل : توماتوف قيصر موريدس : PNW قيصر لازورديا : لوسيون قيصر شيتاليا : لومبيرتو قيصر الكابان : سوميتو قيصر انشلاند : كولونيل
جورجلاكو : حسناً .. حسناً أيھا السادة لا أريد أن يكون الدخل ھذا بداية نظامنا الجديد، لا تعتقدوا أن المخاطر على النظام الإمبريالي قد أنتھت، ونظامنا الجديد الإمبرفيرسال يھدف إلى جعله عالمياً، وتأمين مواردكم التي ھي على وشك أن تفلت من أيديكم ..
)أحتجاج وتذمر من القياصرة(
لوسيون : رغم أن لا ألمس ھذه المخاطر، إلا أنني لا أقبل بمغامرة تضيع فيھا الموارد .. PNW : نحن في أوربا بأمس الحاجة إلى الموارد ..
جور جلاكو : نعم، ذلك ما يشغل بالي، ففي الواقع أنكم ذھبتم بعيداً في تصوراتكم .. إنني ھنا لأبلغكم بخطة لا شك أنھا ستنال رضاكم جميعاً ..
كولونيل : في الواقع أنھا ستكون مصدر أبدي للأرباح ولفعاليات شركاءنا ..
لوسيون : )وقد بدأ يتحمس للخطة( كأنني أرى ملامح سيطرة على مصادر الموارد، لنناقش الأمور بوضوح أكبر ..!
سوميتو : نعم ھذا ھو المطلوب بدقة ..
جورجلاكو : أنتم تعلمون منذ نھاية الحرب العالمية الثانية نشأ وضع غريب، إذ بدأ كل من ھب ودب يفرض وجوده في العالم، وكانت مرحلة جرى فيھا حتى الحظر على الموارد .. كوسيلة للأبتزاز ..
كولونيل : بل وجرى ذلك في بلدان كانت مستعمرات لنا … يا لھا من وقاحة ..
PNW : الآن توفرت معطيات جديدة لإعادة النظر في كل ذلك، بعد أن حازت بلاد الفجل على الحصافة والرزانة وبعد النظر ..
توماتوف : )بخجل ودلال( للأسف فإن أسلافي لم يكونوا بھذا القدر من الحصافة .. جورجلاكو : لنضع النقاط فوق الحروف .. ماذا ينجم عن الحروب كنتائج ..؟ لوسيون وكولونيل : )كلاھما بصوت واحد وبحماس ظاھر وبصوت مرتفع( … إعادة تقسيم …! جورجلاكو : بارك الله فيكما، أنتما خير من تعلمان ذلك، القلاع الحمراء تھاوت .. ولم تتھاوى إلا بفعل
إرادتنا الكونية ..!
توماتوف : )يھم بالكلام( في الواقع …
جورجلاكو : )يقاطعه ولا يدع له فرصة( في الواقع يا رفيق توماتوف، لنكن صريحين كما اتفقنا، لقد خسرتم الحرب، إن مناقشة الحصافة والرزانة وسائر القيم الاخلاقية لا تناقش ھنا .. نحن ھنا لنناقش المكاسب والأرباح والامتيازات .. وستنال بعضاً منھا في المستقبل بقدر مساھمتك في النظام الجديد ..!
43
كولونيل : ھذا عين الصواب ..
جورجلاكو : وإذن .. كانت حرباً سياسية واقتصادية وعسكرية أيضاً دارت في جميع القارات وفي الفضاء الخارجي، حسناً، لقد خسرتم تلك الحرب، الآن جنرالاتي ھم أسياد البر والبحر والجو، وعلى أنقاض ذلك ينھض نظامنا الأمبرفيرسال الجديد
توماتوف : يعني أستعمار وإمبريالية جديدة .. جورجلاكو : ألم نقل أن عھد الثرثرة ولى بلا رجعة وذكريات …! توماتوف : العفو .. لوسيون : وماذا عن منظمة الشعوب المتحدة ؟ إنه كيان قانوني، وقد وضعناه بأنفسنا في أعقاب الحرب
العالمية الثانية ..
جورجلاكو : لقد وقعت مرسوماً بإحالته إلى مرقص ليلي .. وماذا في ذلك .. سيقوم مقامه نظام مجلس القياصرة .. بعد كل حرب يقوم نظام جديد، كذلك كان الأمر بعد الحرب العالمية الأولى، حيث أسست عصبة الأمم .. أم تراكم نسيم ذلك ..!
لوسيون : ولكن …! جورجلاكو : )مقاطعا( تذكروا لولا جنرلاتي لكنتم اليوم في عواصم أوربا تنشدون الأناشيد الحمراء .. لومبيرتو : بل نحن كدنا أن نفعل ذلك ..
جورجلاكو : يسرني ھذا الاعتراف الجميل .. أتذكر يوم زورنا نتائج الانتخابات في بلادكم لنحرم الحمر من الفوز .. وفي أسبانيا 1939 وفي اليونان 1945 وفي تشيلي 1973 .. في حينھا لم يسأل أحدكم عن القانون على حد علمي ..!
كولونيل : ومن غير المفيد أن نسترسل في مناقشة الحقائق المعروفة، وما يھمنا ھذا في ھذه اللحظة معرفته، ھو دور كل طرف منا في النظام الجديد ومجلس القياصرة ..
جورجلاكو : لكل بقدر ما يساھم، ولكل بقدر ما يمتلك ..! لوسيون : ولكن أنت أنفسكم حملتم معول تھديم النظام الكولونيالي الذي أقمناه بحرابنا المقدسة .. جورجلاكو : كان ذلك شيئاً ضرورياً لابد منه لينھض النظام الإمبريالي الديمقراطي .. لوسيون : )بلھجة احتجاج( ولكن ما تعرضونه اليوم ھو نظام كولونيالي بألوان زاھية .. جورجلاكو : كلا .. كلا .. النظام الكولونيالي كان متخلفاً يقيم المعسكرات وينھب الثروات كالقراصنة ..
لوسيون : ونظامنا الحالي ..! \
44
ً
ً
جورجلاكو : )مبتسما( لقد كبرت المائدة واتسعت الشھية …
لوسيون : ھذا ما لا أفھمه ..!
جورجلاكو : سأقول لك .. سنقضم دولاً وشعوباً كاملة .. بقضھا وقضيضھا .. دول لھا أعلام وحكومات وجيوش ونشيد وطني ..)يلحن ويؤشر بيده( تره لا لا ترة رام ترة رام ترة رام … تاري .. تاري رام … ھل أصبح ذلك مفھوماً الآن ..!
لوسيون : نعم كل الوضوح أيھا القيصر المبجل ..
كولونيل : عزيزي القيصر لوسيون، نحن لا نخشى شيئاً، فالكل سينال حصته في النظام الجديد .. أنتظر وسترى..
جورجلاكو : بل دعوني أن أخبركم شيئاً .. لقد أعددنا الخطة للأستيلاء على المواقع التي أنھا مھمة لنا .. لسانتافيا العظمى، ويؤسفني أن أقول لكم أن ذلك أمر قد حسم ..
سوميتو : )بلھجة لا تخلو من التبرم والضيق( ولماذا نحن ھنا ..؟
جورجلاكو : لكي لا تسرع عرباتكم ھنا وھناك وتصطدمون بجنرلاتي .. أنا أعلم أنھا تصادمات غير مقصودة، ولكن أنتم تعرفون جنرالاتي .. إنھم لا يجدون المزاح ..!
لوسيوم : أيھا القيصر دعني ..
ًً
جورجلاكو : )مقاطعا( دعني أيھا القيصر لوسيون أن أكون أكثر صريحا معكم .. لقد انقضيتم على العالم
القديم بأعتباركم رسل الحضارة الصناعية، وكانت كلمة السر ھي المواد الخام والأسواق للتصدير وسيلتھا الفتوحات العسكرية .. صح ..!
لوسيون : صح .. أشھد أن ذلك كان عصراً عظيماً زاھياً ..! جورجلاكو : نعم، ولكنه أنتج الحروب فيما بينكم .. كولونيل : )مؤيداً( لا يمكننا إنكار ذلك .. لوسيون : )متردداً( نعم … ولكن ..! جورجلاكو : )مقاطعاً وبأحتداد( وماذا كانت الحرب العالمية الأولى ..؟ لوسيون : كانت شيئاً رائعاً .. جورجلاكو : نعم ولكن النتائج لم تكن كذلك .. القسمة لم تكن عادلة .. PNW : لابد من الإقرار بتلك الحقيقة، إن مظالم الحرب الأولى أنتجت ظروف الحرب الثانية ..
جورجلاكو : بالضبط .. إن النظام الاستعماري كان نظاماً ساذجاً له ملامح ھمجية .. 45
ً
كولونيل : )موافقا( نعم ولكن أيھا القيصر أنت تعلم أنه كان المتاح الوحيد ..
جورجلاكو : لا أريد الخوض في تفاصيل لا فائدة منھا، ولكن الظلم ھذه المرة أنصب على القارات ..
لوسيون : ما دمنا في الصراحة، فلنقر أيضاً أنكم عملتم ضدنا في كل مكان ..
جورجلاكو : يا عزيزي قيصر لوسيون، نحن لم نعمل ضدكم، بل من أجل معطيات جديدة، السيد توماتوف يعلم ذلك جيداً، ھل كان بإمكانكم المكوث في جيتنام وفي فوريا .. كلا .. لابد من الاعتراف بذلك .. كولونيل : لقد تأجج نضال جديد في القارات لم يكن بوسعنا مجابھته ..
جورجلاكو : بالضبط، ومن ھنا جاءت الضرورة بقيام نظام إمبريالي ديمقراطي يتصدى لشعوب القارات ويوقف أسلاف توماتوف عند حدھم ويقلل خسائرنا ..
توماتوف : تلك مرحلة مضت، ونحن نريد المستقبل ..
لوسيون : نعم .. أني أتبين ذلك الآن ما يرمي إليه القيصر جورجلاكو، إننا بحاجة إلى نظام جديد .. نحن سنكون مساھمين فيه، إن بوسعي أن أتحدث ھنا عن أوربا الجديدة، أعتقد أن القيصر PNW معي في ذلك ..!
PNW : نعم .. لأن تحادثنا طويلاً مع القيصر لوسيون عن ذلك … لومبيرتو : أرجة أعتبارس ضمن تلك القائئمة رجاء .. كولونيل : ولكننا ھنا للتباحث كما أظن ..!
جورجلاكو : أيھا السادة الأعزاء أن نظام الأمبرفيرسال الجديد قد وضعنا ملامحه، وھو على طريق التنفيذ .. إن نظامنا التقني الجديد تيكنو إمبريال قد تجاوز سخافات الشركات المتعددة الجنسية، نحن الآن بصدد ضم بلدان وشعوب كاملة إلى النظام الإمبرفيرسال الجديد بإدارة مجلس القياصرة المبجل ..
سوميتو : نحن لن نوافق على شيئ لا يطمئن أھدافنا نحن، لقد عملنا طيلة نصف القرن الماضي ويحق لنا أن نقطف ثمار جھدنا ..
جورجلاكو : ولكن على قاعدة عدم إلحاق الاضرار ببعضنا يا قيصر سوميتو ..
سوميتو : إني أتساءل ھل نحن بصدد وضع قواعد تعامل جديدة ..! نحن نؤمن بالديمقراطية التي تعلمناھا منك يا قيصر، وحرية التجارة، تلك ھي ألف باء الأشياء .. أنتم قلتم لنا ذلك ..
جورجلاكو : ليست ھناك قواعد خالدة، المصالح ھي خالدة ولكل مرحلة سماتھا ..
سوميتو : إذن .. أنتم بصدد وضع سمات تفيدكم أنتم بالدرجة الأولى، نعم لكل مرحلة خصائصھا، ولكن النتائج واحدة ..
46
كولونيل : عزيزي قيصر سوميتو .. دعنا نتذكر أن الصراعات ھنا غير مفيدة ..
سوميتو : ينبغي قبل ذلك الاعتراف بحقوق ومصالح كل الأطراف في التوسع .. لنعترف جميعاً بذلك .. أنا لا أنكر ھنا أن لنا نفس الأھداف في التوسع، بل أننا قد بدءنا بذلك ..
لوسيون : ما دمنا قد تصارحنا بھذا القدر، فلابد لي من الاعتراف أمامكم أيھا القياصرة بأن بناء محيط لازوردي لمصالحنا الثقافية والسياسية والخطوات التمھيدية قد قطعت شوطاً لا بأس به ..
جورجلاكو : )ساخراً( مرحى .. مرحى .. ھا أنا الاحظ أن للجميع خططه ومشاريعه، بل أرى أنھا قد قطعت أشواطاً لا بأس بھا .. مرحى ..
ً
سوميتو : )مقاطعا( عزيزي القيصر جورجلاكو، أود التنبيه، أن ذلك لم يكن إلا في إطار المنافسة
الشرعية القانونية .. جورجلاكو : إن ھذه المنافسة الشرعية قد مزقتنا إرباً إرباً … سوميتو : ذلك نظام أنتم من وضعه …! جورجلاكو : نعم .. نعم .. كل ذلك أصبح في الماضي، أمامنا اليوم إنجاز النظام الإمبرفيرسال الجديد
ومجلس القياصرة .. توماتوف : أنا أعتقد …. جورجلاكو : أنت دعك من الاعتقاد الآن … أنت ما زلت جديداً على ھذه المصلحة … )ضحك القياصرة …( PNW : ھل أستطيع أن أفھم من ذلك أن النظام الذي قام بعد الحرب الثانية قد قضى بكل آثاره … جورجلاكو : )بتلكؤ( يمكننا القول أن تعديلاً جوھرياً قد طرأ عليه .. PNW : لابد أن نتوضح من ھذا الأمر بدقة، إذ لا يمكننا أن نرقص الفالس والروك أند رول على
موسيقى واحدة في وقت واحد ..!
جورجلاكو : تطويع لطيف للغة، ولكن الفالس أصبحت رقصة عتيقة، الروك أند رول ھي رقصة اليوم، لا سيما أننا بصدد تجديد شبابنا ..!
PNW : الدقة قضية مطلوبة دائماً، بلاد المورسيس تطالب بمكانتھا كأمة عضو في مجلس القياصرة والنظام الجديد ..
جورجلاكو : إننا سنمضي قدماً في تسلق ذروة جديدة من ذرى تطورنا الإمبريالي نحو تكنو إمبريال .. سوميتو : ولكن بإطار ديمقراطي …
47
كولونيل : إن القيصر جورجلاكو بأعتباره قائداً للمرحلة السابقة، فإننا …
ً
لوسيون : )مقاطعا( سوف لن نختلف ولم تصطدم عرباتنا ببعضھا إذا تمت عملية التقسيم بعدالة ..
جورجلاكو : أود أن أخبر القيصر لوسيون شيئاً .. إن أحداً لا يطلب الأذن من أحد ليكون سيداً عظيماً .. وفي ھذه اللحظة التي أتحدث بھا إليكم أيھا السادة القياصرة، فإن أساطيل سنتافيا الحربية ومركباتنا الفضائية تجوب سماوات العالم .. بل أن ھناك آلة ضخمة تدور وقد حددنا لھا ساعة الصفر ..
لوسيون : قل لي أيھا القيصر الكلي القدرة .. أين ھي وجبتك المقبلة .. جورجلاكو : حفلة صغيرة في بلاد النھرين .. كولونيل : )بدھشة( في بلاد النھرين ..؟ جورجلاكو : نعم .. وماذا في ذلك ..؟ كولونيل : كان عليك أن تسألني .. أنت تعلم أننا كنا ھناك، وھربنا في ليل لم يكن فيه ضوء قمر .. جورجلاكو : )بأستغراب( ولماذا ..؟ كولونيل : أوه .. ھؤلاء صداقتھم صعبة، وعداوتھم أصعب .. لوسيون : إذن فالعملية تكتنفھا مصاعب .. جورجلاكو : لقد تمت مفاتحة اللاعبين الثانويين والمساھمين ھناك، خيول طروادة جديدة، وھناك من
سيفتح لنا البوابة .. لوسيون : أھكذا الأمر إذن ..! جورجلاكو : نعم … تلك ھي الحقيقة .. لوسيون : ولماذا نحن ھنا إذن ..؟ جورجلاكو : لإبلاغكم أن الأمبرفيرسال لعبة تفتتحھا سانتافيا العظمى … بل أن أزرارھا ھي ھنا … لوسيون : إذن فإن موقفنا لا يغير من الأمر شيئاً ..! جورجلاكو : أنتم في 1956 قمتم بغزو بدون اخبارنا … وھا أنا أفضل ابلاغكم وأستحسن تأييدكم .. كولونيل : نعم تلك كانت غلطة لن تتكرر، والآن لكم مشاركتنا أيضاً .. لوسيون : وھل يغير ذلك من مواقع المساھمين ..؟ جورجلاكو : مؤكد … مكاناً أفضل في اللعبة ..!
48
لوسيون : أتعتبر الأمر لعبة ..؟
ًً
كولونيل : )مقاطعا( نحن قررنا سلفا المشاركة بكافة ألعاب القيصر جورجلاكو وسانتافيا العظمى ..
جورجلاكو : شكراً لك أيھا القيصر كولونيل، ولكن دعني أخبرك أنكم في أوربا تحبذون الألعاب السھلة، إن نظامنا سيدشن إدخال الإنسان الآلي في الأعمال الحربية لأول مرة .. الإنسان الآلي سيقاتل الإنسان الحقيقي ..
PNW : مثير … مثير حقاً .. الإنسان الآلي كائن لا قلب له وبالتالي لا عواطف لديه ….. لوسيون : إذن فإن ھناك برنامجاً قد أقر ..! جورجلاكو : نعم … أقولھا بلا حرج … لوسيون : لا أكتمك أيھا القيصر بأننا كنا قد قررنا أن نلعب لحسابنا، ولكن أرجوك أن لا تسألني، فإني
قررت ودون الرجوع إلى الحكومة أن ألعب إلى جانبكم .. جورجلاكو : أشكرك أيھا القيصر لوسون المبجل .. سوميتو : مع أنني لم أكن أتخيل المساھمة في ألعاب خارجية، فإنني سأكون معكم في اللعبة مساھماً بالمال PNW : ونحن كذلك .. في الواقع وانطلاقاً من ظروف معروفة، ونحن بأنتظار مواقع داخل مجلس
القياصرة .. جورجلاكو : تلك أمور لھا أوقاتھا .. أيھا القيصر ..PNW لومبيرتو : إنس سأقبل بالمشاركة وتلك أول مرة بعد الحرب … جورلاكو : شكراً لك أيھا القيصر لومبيرتو .. ذلك لطف منك وسيسجل لك .. كولونيا : أنت تعلم أيھا القيصر جورجلاكو مدى أتفاق آرائنا .. ولكني ما زلت أحذر من بلاد النھرين .. جورلاكو : تحذر ..؟ بعد كل ما سمعت وعلمت ..؟
كولونيل : نعم .. فإني ربما أفضل من يزجي إليك النصيحة .. ولو أنك سألت خبرائك وعلماءك لأفادوك بشيئ عن ھذا شعب ھذه البلاد .. قبل عقدين من الزمان أستولوا على الآبار والمضخات وحرمونا من فعاليات كنا بأمس الحاجة لھا .. إنھم متعبون ..
جورجلاكو : سأوجه لھم من يحرق أوراق الأشجار الخضراء، نحن قادمون بأسم الامبرفرسال ومجلس القياصرة قادمون .. لا أستطيع أن احرم جنرالاتي من أنتصار يجعل منھم عمالقة … إني أشعر بالضجر والسأم ..لا أستطيع أن أنتظر الذباب الأزرق يأتي إلينا ويضع بيوضه في جروحنا المھترئة .. سينشب حريق ھائل … ويغطي الدخان الأفق .. نحن قادمون .. عبر البحار والسماء .. أنا جورجلاكو قيصر
49
سانتافيا العظمى .. ألا تعلمون …..
)يمسك القيصر رأسه وينھار على كرسيه(
الفصل الرابع المشھد الثاني
)يدخل الجنرال سيكر إلى مكتب القيصر يرافقه جنرال الأمن موري(
جورجلاكو : لم يكن الأمر سھلاً يا سيكر .. البتة … ج. الخارجية : أستطيع أن أدرك ذلك يا قيصري، لابد أنھم قاتلوا حتى الرمق الأخير ..
جورجلاكو : ولكنھم يتراجعون على الفور وبخطى متعثرة وبشكل مخجل عندما يلوح في الأفق أحتمال ربح دولار واحد ..
ج. الخارجية : لقد فطروا على النظام الكولونيالي المبتذل ولا يستطيعون فھم أي نظام آخر غيره، حتى لو كان أكثر تطوراً في أمتصاص الأرباح .. إنھا نوستالجيا مرضية ..
جورجلاكو : آه .. نوستالجيا .. لقد تحدثت سارة بھذه اللغة مرة ..
ج. الخارجية : نعم يا قيصري .. إنھم لا يفھمون إلا إرسال شركاتھم لتمارس نھباً مفضوحاً )ساخراً( ثم يتذكرون بحسرة ممتلكاتھم التي لم يكن الشمس يغيب عنھا ..
جورجلاكو : )بتھكم( إذا كانوا يمارسون النھب تحت نور الشمس، فكيف يثق بھم الليل ..!
ج. الخارجية : إنھم لا يستطيعون أن يستوعبوا اقتصاد التكنوامبريالي
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( ولكن ھؤلاء الصفر الملاعين، يقلدون صناعة كل شيئ حتى الساعات، إنھم
يقاتلون من أجل خلق الإطار الصناعي الخاص بھم .. إنھم مزعجين يا سيكر ..
ج. الخارجية : سيستغرق وقتاً طويلاً ليكون بإمكانھم أن يتأقلموا مع نظامنا الجديد … وفي غضون ذلك .. نكون نحن قد وضعنا أسس الدوائر الكبرى والصغرى وأنتھينا من تأسيس نظام الأمبرفرسال ..
جورجلاكو : أتعتقد ذلك ..؟
ج. الخارجية : نعم، فالأوربيون قارة قديمة، لھم ثقافة وعادات وتقاليد قديمة، وليس من السھولة استبدال ما اعتادوا عليه، تلك ھي آفة الشعوب والحضارات القديمة ..
جورجلاكو : لا أدري .. ربما ما تقوله صحيح …!
ج. الخارجية : نعم بالتأكيد يا قيصري، ذلك ما أفادني به اليوم البروفسور ھوثمان خبير الحضارات، بل أن ذلك على الأرجح ھو السبب في نشوء فلسفة البراغماتية في بلادنا ..!
50
جورجلاكو : ولكن الأوربيين أيضاً لا يھتمون بالاخلاقيات مقابل المكتسبات المادية .. لا تنسى ھم من أسس النظام الكولنيالي ..
ج. الخارجية : نعم قيصري .. في الواقع أن البراغماتية لم تأت بھا الرياح صدفة، بل ھي منح أبعاد جديدة لأفكار ميكافيلي ..
ً
جورجلاكو : )مقاطعا( الغاية تبرر الواسطة ..أليس كذلك ..؟
ج. الخارجية : نعم .. بالمختصر .. جورجلاكو : لقد كنا نسمع ذلك منذ أن كنا أطفالاً …
ج. الخارجية : نعم .. إن الأشياء في الحياة ليست مصادفات، بل ھي تراكمات لتقاليد وأخلاقيات وحضارات ..
جورجلاكو : ولكن أجدادنا لم يكونوا على خطأ، فھم عندما جاؤا إلى ھذه البلاد البكر .. نعم كان فيھا سكان أصليون، ولكنھم عاجزون عن إثبات أي قدرة ..
ج. الخارجية : ذلك مفھوم قيصري، لذلك كان النجاح ھدفاً تھون من أجله أي أساليب، فقد كانوا مقطوعي الجذور المادية والمعنوية عن أي أمتداد، كان عليھم أن يخلقوا ھذه القوة الھائلة .. بصرف النظر عن الأساليب..
جورجلاكو : وبذلك لن يتسنى لنا قط مراجعة تلك المبادئ والاخلاقيات .. القوة المطلقة ..! ج. الخارجية : القوة المطلقة .. أستبداد مطلق … مع أننا نطلق ذلك على المجتمعات الشرقية ..
جورجلاكو : ذلك لأنھا تمارس ھناك في إطار اجتماعي ضيق .. ولكن نظامنا ھو عالمي في مداه … تعززه قوتنا العظمى التي تفرض في كل دقيقة وجودھا في العالم والفضاء الخارجي ..
ج. الخارجية : أي آلة رھيبة تلك ..! جورجلاكو : ومع ذلك تجد من يتعملق ..! ج. الخارجية : ذلك أن البعض يعتقد أن العملاق كامن في أعماقه وجلده وأحشاؤه .. جورجلاكو : ولادة لا ينبغي أن تتم ..! ج. الخارجية : سيستغرق عصرنا قرناً .. ولكنني رغم كل ما يحيط بنا من مظاھر، أستمع إلى ھاتفاً في
أعماقي ينادي … جورجلاكو : )مقاطعا( ھاتفا في أعماقك .. ج. الخارجية : نعم … إن خططنا من الدقة بحيث تثير الإعجاب ..
51
ًً
جورجلاكو : وإذن ..! ج. الخارجية : ولكنه كسائر الآلات الدقيقة، لا تملك روح الحياة، فإن ذرة من الغبار قد تصيبھا بالعطب.. جورجلاكو : وكيف ستعمل تلك المعدات الدقيقة في بحار من الصحاري ..؟ ج. الخارجية : ذالك ما يصيبني بالأرق .. نحن في خضم أقوام لھم رؤى مخالفة، لھم طرق غريبة في
التوصل إلى فھم كنھة ھذه الأشياء .. جورجلاكو : ترى علام يستندون في قوتھم ..؟
ج. الخارجية : إنھم يستندون إلى عشرة ألاف سنة من الحياة المرة والسعيدة، الحافلة بالأنتصارات والاخفاقات، لھم خبرة مذھلة في الصبر والتعامل مع تقلبات الزمن ..!
جورجلاكو : جورجلاكو : ليتنا نعرف كيف السبيل إلى صداقة ھؤلاء .. ج. الخارجية : لا سبيل إلى ذلك قط قيصري .. الصداقة كما نريدھا نحن ..! جورجلاكو : ولماذا يا جنرال الخارجية … ج. الخارجية : لأنھم قيصري ليسوا على أستعداد عن التخلي عن كل شيئ مقابل ثقافة إمبريال قائمة على
مزاجيات وتغيب كامل للقوى المعنوية ..
جورجلاكو : ولكننا متفوقون في كافة العلوم ..
ج. الخارجية : نعم ولكن جوھرنا قائم على أشياء يجدونھا سخيفة .. نعم نحن استطعنا أن نصنع حضارة تعليب، ولكن جوھرنا الروحي والمعنوي يتراجع بأستمرار .. ونحن نعلم ذلك أكثر من غيرنا .. لقد تحول الإنسان إلى آلة .. ووسيلة .
جورجلاكو : يحزنني أن أسمع ذلك، رغم أن ما تقوله ھو صحيح …
ج. الخارجية : يا قيصري، إن ذلك وحده يفسر كيف ينشب الفساد مخالبه في مجتمعنا وفي كل ما نراه من مخاطر تحيق بشبابنا …
جورجلاكو : إني أعول على نظامنا الجديد، الامبرفيرسال …
ج. الخارجية : إن ذلك سيؤجل النھاية فحسب …
جورجلاكو : وسوف لن يحول دون ذلك إلا أن يمتد نظامنا ويصبح مؤثراً وتعميم ثقافة الأمبريال كلجر، )Imper / culture( إنني أرى ملامح انتصارنا يا جنرال سيكر، ألا ترى كيف سقطت القلاع الحمر وحولناه إلى قصر الفجل .. إن ھذه الثقافة تفتقر إلى محتوى، يبدو أننا بحاجة إلى عصر نھضة جديد …
جورجلاكو : أو ليس عصر النھضة ھو الذي أفضى إلى الثورة الصناعية .. ثم إلى نظامنا الكولونيالي ثم الإمبريالي ..
52
ج. الخارجية : أوه … نعم ولكن …. جورجلاكو : ولكن ماذا يا جنرال الخارجية …
ج. الخارجية : لقد سقطت تلك المنجزات الرائعة كتفاحة في يد ملوك المال، إن الوحش العملاق القابع تحت بناية البنك المركزي قد ولد في تلك الحقبة، ومضى يلتھم كل شيئ، وتزداد شراھته حقبة أثر حقبة
جورجلاكو : إذن فإننا نصنع حتفنا بأيدينا ..! ج. الخارجية .. إن حتوفنا في دواخلنا .. جورجلاكو : ولماذا كل ذلك ..؟ ج. الخارجية : تلك مسألة فات أوان النظر فيھا، إن لكل شيئ يا قيصري مساره التاريخي .. جورجلاكو : وھل تعتقد أن ما نفعله صحيح ..؟ ج. الخارجية : في ھذه اللحظة … نعم .. وإلا فإن كل شيئ سيضيع كما يھرب الماء من بين أصابع
الأطفال … جورجلاكو : إذن سيكون شيئاً مروعاً …
ج. الخارجية : لقد أطلعت على خارطة الأھداف، سوف لن يبقى شيئ ينبض بالحياة على وجه الأرض ھناك …
جورجلاكو : إنھا مأساة مضحكة ..! أن يكون عملاق خرافي بحاجة قاتلة لأن يسطو على الأحلام .. قل لي .. ھل أتصلن بجنرالات الحرب …
ً
ج. الخارجية : )مقاطعا( ليسوا بحاجة لتوصيات … كلاب الصيد تعرف طريدتھا ..
جورجلاكو : إذن دعوھا تكون حفلة موت ودمار، سوف يرقص الوحش القابع في أعماقنا التانغو على رمال الصحراء .. ياله من مشھد ..
ج. الخارجية : روك أند رول أم تانغو على رمال الصحراء ؟ جورجلاكو : إني أجد الرومانسية في التانغو .. من يدري ربما سيكون التانغو الأخير
)يدخل جنرال الأمن وبيده علبة(
ج. الأمن : كل شيئ على أھبة الأستعداد .. في ھذه العلبة زر يطبق إشارة البدء …
)يسلم العلبة للقيصر(
53
جورجلاكو : )يفتح العلبة( أرى ھنا يا جنرال الأمن زراً أنيقاً وعصا …
ج. الأمن : العصا يا قيصري ھي مؤشر الاتجاھات ودرجة التصعيد وإعلان بدء الحفلة، والزر لأطلاق ألعاب الدمى لجنرالاتنا …
جورجلاكو : ترى أي معزوفة موسيقية يفضل الجنرالات الرقص عليھا ..؟
ج. الخارجية : ستكون معزوفة فريدة من نوعھا، تتداخل الأضواء في كل مكان، والألوان .. أحتفال يليق بالأبطال …
ج. الأمن : إني أرى مزاج جنرال الخارجية شاعرياً اليوم يا قيصري …
جورجلاكو : نحن جميعاً بحاجة له …
ً
ج. الأمن : )مستغربا( إن ھدير الطائرات وصفير الأقمار وألعاب الجنرالات …
ً
ج. الخارجية : )مقاطعا( إن قيصرك في حالة من شبه غيبوبة يا جنرال الأمن، فقد أحتاج إلى تكثيف
مرھق لقواه الذھنية ليصل إلى ذروة اللذة .. إلى لحظة بين الولع المادي وبين خرافات العقل البشري.
)القيصر يبدو ساھماً حالماً وكأنه يحلق في الفضاء(
ج. الأمن : إن الرجال ھناك يعانقون أقدارھم وعقارب الصحراء .. ج. الخارجية : سيصحون ذات يوم من ھذا الحلم الكابوس .. ج. الأمن : حلم ..! … كابوس …! ج. الخارجية : ھل أطلعت على قائمة الأھداف يا جنرال ..؟ ج. الأمن : أوه .. أظن … نعم … ج. الخارجية : ھل سمعت عن يوم القيامة ..؟ ج. الأمن : نعم أنه يوم أشبه بيوم القيامة، سيطول الموت كل شيئ ينبض بالحياة … ج. الخارجية : ھل تأكدت من القائمة على تدمير الآثار ..؟ ج. الأمن : نعم .. لقد قرر خبرائنا أن ذلك مھم من أجل إحداث الصدمة والثقافة الجديدة … ج. الخارجية : نعم .. نحن في محاولة لأقتلاع ستة ألاف سنة من بطن التاريخ .. ج. الأمن : أطمئن .. لن يكون ھناك شھود ..
ج. الخارجية : لقد نجحنا في إقامة حفلة فريدة من نوعھا .. ھناك جناة وضحايا …. لكن لا شھود … 54
ج. الأمن : وماذا لو خرج أحد من الأنقاض حياً، وأدلى بشھادته، ترى ماذا سيصيب القيصر ..؟ ج. الخارجية : ليست ھناك تجديد لأسطورة طائر فينيق .. ج. الأمن : أفترض … ج. الخارجية : لن أفترض .. إنھا إحدى فضائل التكنوإمبريال .. أنظر إلى قيصرك حالم … سنعيدھم
عشرة ألاف سنة إلى الوراء .. آله زمان تعمل بالمقلوب … ج. ألأمن : بل ھي عماد الخطة ..! ج. الخارجية : )ساھماً ومردداً مع نفسه( عشرة ألاف سنة … عشرة ألاف سنة .. إنه العصر الحجري ج. الأمن : بعدھا سيفكر ألف مرة كل من يتحدى نظامنا الإمبرفيرسال .. ج. الخارجية : )ساھماً يردد( وبلا شھود .. ج. الأمن : نعم جنرال … بلا شھود .. ج. الخارجية : وفي العصر الحجري ..! ج. الأمن : بالتأكيد .. إننا سنستخدم الليزر والفيزر والكيزر … وفروز ومروز …
ً
ج. الخارجية : )مقاطعا( وبلاد شھود ..
ج. الأمن : نعم .. بلا شھود .. ج. الخارجية : وإلى العصر الحجري …! ج. الأمن : نعم جنرال .. ماذا دھاك ..! ج. الخارجية : لا شيئ .. لا شيئ يا جنرال الأمن …
)يدخل الغرفة أحد المستشارين ھارعاً(
المستشار : يا جنرال الخارجية، لقد استلمت على التو إشارة أن رد بلاد النھرين سيذاع بعد لحظات .. ج. الأمن : لنوقظ القيصر من غفوته .. ج. الخارجية : إنه مبحر في حلم أبدي .. سوف لن يستفيق منه أبداً ..
)جنرال الأمن يوقظ القيصر(
55
)ينتبه القيصر(
ج. الأمن : بعد لحظات سوف تستلم محطاتنا الأرضية رد بلاد النھرين .. )يھرع الجنرال إلى الجدار ويزيح ستارة تظھر خلفھا شاشة كبيرة، ثم يضغط على بعض الأزرار(
ج. الخارجية : أضبط الإرسال على الموجة )16 USE( إنني متحرق إلى سماع ردھم … ج. الأمن : ليس أمامھم سوى الاستسلام أو الموت .. ج. الخارجية : أو قل الموت أو الموت … جورجلاكو : لنر ثقل العشرة ألاف سنة ..! )جنرال الأمن يضغط على الأزرار، فتظھر صورة النخيل، وآثار بابلية وآشورية، ثم تستقر الصورة عند
أسد بابل(
صوت : لن نستسلم … لن نسلم لكم أرض بلادنا .. فنحن لا نستطيع الحياة تحت ظلال أخرى، ھكذا تعودنا منذ فجر الخليقة .. ولكننا سنقاوم .. إنھم لا يدعون لنا خياراً آخر .. الموت حق .. قد لا نربح اليوم، ولكننا سنربح الغد والمستقبل .. ونربح التاريخ .. سنبقى حيث نحن، إن شئتم تعالوا .. سيوفنا حديد، ودرعنا جديد .. أرضنا ذھب, وقلوبنا عجب … سنقاوم ..
)يغلق جنرال الأمن الشاشة(
جورجلاكو : ماذا تقول جنرال سيكر ..؟ ج. الخارجية : إني مذھول .. ھذا شيئ لا أستطيع فھمه، سأسأل اليوم علمائنا وخبرائنا عن تفسير .. جورجلاكو : ألسنا متأخرين ..؟ ج. الخارجية : أبوابنا مشرعة لشياطين الشر ..
)يدخل جنرال الحرب بسرعة(
ج. الحرب : أفتح العلبة يا قيصري .. جورجلاكو : )بحيرة( ترى أينبغي أن أفعل ذلك ..؟ ج. الحرب : أفتح العلبة يا قيصري .. جورجلاكو : أھو الخيار الأخير …
56
ج. الأمن : يا قيصري … يا قيصري …
ج. الحرب : )بنفاذ صبر( أفتح العلبة يا قيصري ..
)يفتح القيصر العلبة، يخرج عصا معدنية تشبه ھوائي المذياع الصغير .. يؤشر على الخارطة(
جورجلاكو : نعم .. سأضغط على الزر .. لست خائفاً .. من أجل مجد الجنرالات، من أجل الوحش القابع في قبو البنك المركزي، من أجل ملوك المال، من أجل نظامنا الإمبرغيرسال والكايزر كوماند ..
)يضغط على الزر، وھو يقھقھة بصوت عال، يشاركه الضحك جنرال الخارجية وجنرال الأمن وجنرال الحرب، تنقل الشاشة مشاھد الطائرات وھي تلقي الصواريخ والقنابل، البوارج الحربية تطلق النار، دروع تصب النيران، رمال … رمال … جنرالات يضحكون، جنود يبكون .. أطفال يصرخون، مصانع
تدمر، بيوت تتھدم، جسور تنھار، دمار في كل مكان(.
جورجلاكو : إنھا آلة الزمان .. تعيد التاريخ إلى الوراء عشرة ألاف سنة ..!
) شاشة تعرض صور الحرائق والقصف ويمثل القيصر بحركات إيمائية وكأنه يعزف على غيتار ويغني … تري ..لا .. لآ .. تري(
ج. الخار