عزيز محمد
شيوعيـة بـلا جنـاح: الاستعبار والاستبصار
عبد الحسين شعبان
الحلقة الخامسة
“ليت لي رقبة كرقبة البعير كي أزن الكلام قبل النطق به”
الإمام علي
عزيز محمد :خصوصيات وشجون
كنتُ قد تعرّفت على عزيز محمد لأول مرّة في براغ في العام 1971 وكان قد وصل من موسكو والتقيته في بيت مهدي الحافظ وأعجبتُ بشخصيته المنفتحة المرحة وبأسئلته الودية الذكية، وبعد هذا اللقاء لم ألتقِ به سوى على نحو عابر في بغداد وبعد عودتي من الدراسة، وفي مقر الحزب في ساحة الأندلس قبيل سفره إلى اليونان في العام 1978، وهي السفرة التي لم يعد منها إلى العراق، ولم يكن لديّ سوى الانطباعات الأولى.
لكنّني كنت ألتقيه بشكل مستمر بعد العام 1980، حيث توثّقت علاقتي به في دمشق، وذلك خلال عملي في “إدارة” العلاقات الوطنية والعربية، لاسيّما مع القيادة السورية ، وكان يتسلّم منّي أحياناً بشكل مباشر أو من لجنة سعيد (لقيادة العمل الحزبي) تقارير مستمرة عن سير عمل العلاقات، وفي بعض الأحيان يتّصل بي للقائه في مقر اللجنة المركزية في دمشق الذي استأجرته باسمي مقابل السفارة السوفييتية، أو يطلبني مباشرة أو بواسطة عبد الرزاق الصافي ليستفسر منّي عن بعض قضايا العلاقات.
وفي إحدى المرّات شكوته ضعف علاقته بالمثقفين وأن هناك تذمّراً عاماً، وكنّا نحضّر لمؤتمر لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين التي كان يرأسها الشاعر سعدي يوسف وأشرفت عليها في الشام وفيما بعد في كردستان، واقترحت عليه تنظيم لقاءات مع عدد من المثقفين، ووافق ليأتي هو وعبد الرزاق الصافي معي. وكان اللقاء الأول في منزل فاضل الربيعي (دمشق – عين الكرش) بحضور جمعة الحلفي وحضوري، إضافة إلى الصافي، ولم تكن تجربة اللقاء مشجّعة وأثيرت أمامه أسئلة وملاحظات كثيرة.
وكنت أنوي دعوته لاجتماع لمختصة المثقفين التي تضمّ الشاعر عبد الكريم كاصد والصحافية رجاء الزنبوري والشاعر مهدي محمد علي والصحافي عامر بدر حسّون والكاتب والروائي فاضل الربيعي والشاعر الشعبي والإعلامي جمعة الحلفي والصحافي والكاتب عبد المنعم الأعسم ويتبعها عدد من الرفاق الآخرين بصلات مختلفة، لكن هذا اللقاء لم يلتئم بسبب سفره . واستدرك بالقول أنني نظّمت له لقاءً خاصاً مع الفنانة ناهدة الرماح في منزلي، ولقاء ثان مع الفنانة زينب في منزلها، وكان اللقاء بحضوري ومشاركتي .
وكنتُ قد قدّمتُ الرفيق عزيز محمد في اجتماع موسع لفريق من الكادر حوالي 40 رفيقاً انعقد في دمشق في منزل الرفيق علي السامرائي “ أبو هند” وبعد بضع كلمات ترحيبية بحقه قلت أعرف أن الكثيرين منكم لديه ملاحظات على سياسة الحزب وأساليب عمله وهناك شكاوى عديدة فهذا هو أمين عام الحزب فصارحوه.
بعد مضي سنوات بقيت أتساءل مع نفسي كيف استطاع عزيز محمد أن يدير دفّة ذلك الحزب الكبير بوجود قيادات كفوءة ومتمرّسة وهو يعترف بذلك، فقد كان كلّما جاء اسم عامر عبدالله أو نوري عبد الرزاق يثني عليهما، ويتطلّع بعيني وينتظر تعليقاً، خصوصاً وهو يعرف علاقتي بهما، وكانت الملاحظات تتراكم بشأن الموقف من الحرب العراقية- الإيرانية وزج كادرات الحزب بالكفاح المسلّح وهو ما أخذت تتباعد فيه مواقف العديد من الكوادر والملاكات الحزبية مع التوجه السائد من جانب ” إدارة الحزب”.
وكنت قد كتبت كرّاساً في حينها بعنوان ” النزاع العراقي – الإيراني” 1981 عبّرت عن وجهة نظري الخاصة بشأن الحرب العراقية – الإيرانية، وطوّرته لاحقاً بكتابات عديدة، ولاسيّما الموقف من التدخل الإيراني ومن اختراقات إيران للحدود العراقية وسعيها لفرض بديل “إسلامي” ، إضافة إلى الموقف القانوني من اتفاقية 6 آذار (مارس) 1975 المعروفة باسم “اتفاقية الجزائر”، وأطماعها بشأن شط العرب لما سمّي بخط ” الثالوك” والتنازلات التي قُدِّمت إليها في اليابسة أيضاً، ناهيك عن مشروعها الحربي والسياسي ، لكن ذلك شيء وشن الحرب التي لا تخدم سوى الامبريالية والصهيونية شيء آخر ، وهو ما يتحمّله النظام الدكتاتوري في العراق، خصوصاً وأن إيران كانت خارجة من ثورة أطاحت بشاه إيران محمد رضا بهلوي أحد مرتكزات الإمبريالية في المنطقة.
وإن كانت طبيعة الحرب قد تغيّرت بعد العام 1982، وخصوصاً بعد معركة المحمّرة ” خرمشهر”، حيث اضطرّت القوات العراقية إلى الانسحاب من الأراضي الإيرانية، الأمر الذي كان يتطلّب موقفاً جديداً، وهو ما عبّرتُ عنه وفيما بعد تبلور بصيغة تيار سياسي في إطار الحركة الشيوعية وإذا كانت بغداد قد بدأت الحرب في العام 1980 فإن طهران أصرّت على الاستمرار بها من العام 1982 إلى العام 1988.
وفي كردستان التقيت بعزيز محمد في نوكان “ناوزنك”، وعاش معنا لأكثر من شهر، ثم اضطر بعد اجتماع أيلول /سبتمبر للجنة المركزية السفر إلى دمشق ومنها إلى موسكو، وقد تسامرت معه في خيمته أكثر من مرّة وقلّبت معه هموماً كثيرة، وكان يصغي ويستمع ولا يبدي وجهة نظر في بعض الأحيان، خصوصاً إزاء بعض القضايا الشائكة، وصادف أن جاء عامر عبدالله إلى كردستان والتقينا مرّة أخرى في خيمة “أبو سعود”.
ضيف زائر أكثر منه ” قائد” حاضر
لقد خسر الحزب كثيراً في فترة قيادة عزيز محمد، فعلى الصعيد الداخلي استمرّ نهج الواحدية وشحّ حرّية التعبير حتى داخل الهيئات الحزبية بحجة ” الحليف” و”الخوف من التسرّب” وغير ذلك، الأمر الذي خلق عادات غريبة مثل الوصولية والانتهازية والتملّق وهو ما ورد في مذكرة عامر عبدالله ونوري عبد الرزاق التي قدّمت باسم مجموعة كبيرة من الرفاق إلى عزيز محمد ويمكن مراجعة نصّها في كتابي الموسوم : “عامر عبدالله – النار ومرارة الأمل: فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية”، دار ميزوبوتيميا، بغداد، 2013.
أما في الخارج وبعد الهجرة الواسعة فقد ترك عزيز محمد الحبل على الغارب وأصبح أقرب إلى شاهد منه إلى قائد، في حين كانت مسؤولياته تقتضي وقف الانتهاكات والتجاوزات ووضع حدٍّ للتلاعب بمصير الرفاق ومستقبلهم، الأمر الذي دفع أوساطاً واسعة إلى الخروج من الحزب أو ترك العمل أو حتى تحوّل بعضهم إلى معاداة له؛ وتدريجياً تولّد انطباع لدى الكثير من الرفاق بأن عزيز محمد يأتي ضيفاً أو زائراً على الحزب، وليس أمينه العام، ومثل هذا الشعور بدأ يكبر مع مرور الأيام.
وفي فترة الأنصار حصلت تجاوزات صارخة، حتى إن بعض الرفاق بسبب وجهات نظرهم وآرائهم تعرضوا إلى التعذيب والسجن، ولديّ أمثلة كثيرة سبق أن ذكرت بعضها، علماً بأن بعض أصحابها لا زالوا أحياءً، وقد سبق لي أن كتبت عن استشهاد الرفيق منتصر تحت التعذيب ” الرفاقي” وهي منشورة في “جريدة المنبر” وتعذيب الرفيق ستار غانم (سامي) الذي التحق بتنظيمات الداخل واستشهد هناك، كما عذّب الرفيق أمين (أحمد الناصري) ولا يزال حيًّا، وهو واحد من الشيوعيين الشجعان الذين تم تعذيبهم في مقرّات الأمن مثلما عذّب في سجن خاص في مقر الأنصار، وعندما التقيته بعد ذلك نزع قميصه وأشار إلى موقعين قال هنا: تعذيب البعثيين الفاشست، وهذا تعذيب الرفاق الأشاوس، وللأسف لم يتم الاعتراف بهذه الانتهاكات والاعتذار عنها للضحايا أو لعوائلهم.
وقد كان الرفيق قاسم سلمان (أبو الجاسم) قد بادر إلى جمع أدوات التعذيب وقام بعرضها على الرفيق عزيز محمد في اجتماع وأمام كوكبة من الأنصار ، لكن الرفيق أبو سعود لم يحرّك ساكناً، والأمر يشمل عدداً من الرفاق الآخرين في إدارة الحزب الذين أنكروا معرفتهم أو شكّكوا بصحة الروايات وأحياناً اتهموا أصحابها . وهو ما نشرناه في صحيفة المنبر في الثمانينات ويمكن مراجعة كتاب الرفيق محمد السعدي ” سجين الشعبة الخامسة” الذي وردت فيه معلومات مهمة عن مثل تلك الممارسات، بما فيها نقد ذاتي لنفسه.
كما لم يتم التدقيق بمن يُرسل إلى الداخل الأمر الذي أدى إلى خسارات كبيرة وفادحة، لأن الكثير ممّن يتحكمون بمصائر الرفاق يغامرون بهم، إما لجهلهم بالأوضاع أو لرغبتهم في تحقيق منجز حزبي، أو للتخلّص من بعض الرفاق، لاسيّما المشاغبين، سواءً إذا تمت تصفيتهم فسيضاف هذا العدد إلى قافلة الشهداء، وإذا أسقطوا سياسياً فقد يكون ذلك وسيلة للخلاص منهم، وقلت لمحدثي: سيروي لك كثيرون وكل حسب تجربته نماذج من التصرفات الحزبية الجهولة أو الانتقامية وعلى أحسن تقدير الساذجة.
وبعد نشر كتابي المذكور “المثقف في وعيه الشقي” اتصل بي أكثر من رفيق ورفدني بمعلومات وأسماء وتفاصيل واندساسات واختراقات وقصر نظر وعدم شعور بالمسؤولية، أدّت إلى استشهاد أكثر من 200 رفيقة ورفيق أرسلوا إلى الداخل، دون حصيلة تُذكر ودون اتعاظ، بل كانت الأخطاء تتكرّر وتتعاظم، كما لم تحدّد مسؤولية أصحاب القرار، الذين لم تتم مساءلتهم.
وكان يفترض بالرفيق عزيز محمد والمكتب السياسي أن يكونا حازمين إزاء تلك المعلومات عن الاندساسات التي تصلهما، والتي كانت شائعة في صفوف الأنصار، وأن يتحلّيا باليقظة والشعور بالمسؤولية إزاء مصائر الرفاق الذين هم أمانة في أعناقهما، لكن بسبب الصراعات الداخلية، فإن كل طرف أخذ يلقي المسؤولية على الطرف الآخر ، وعلى الرغم من تنحية الرفيق باقر إبراهيم والذي كان مسؤولاً عن التنظيم حتى العام 1984 (وقبل الافتراق)، لكن هناك من يحمّله المسؤولية التي تقع على عاتق المكتب السياسي واللجنة المركزية، سواءً السابقة، أو اللاحقة التي حلّت محلّها بعد المؤتمر الرابع العام 1985 وفي المقدمة منها الرفيق عزيز محمد، وهناك الكثير من الحكايات والقصص المثيرة عن اختراقات الأجهزة الأمنية العراقية وقد قابلت بعض الناجين منها في أوروبا وساعدتهم في طلب اللجوء السياسي.
أما عن الاختراقات من دول الجوار، ولاسيّما إيران فحدّث ولا حرج ، حتى أن عامر عبدالله كان يمزح حين يقول: علينا تعلّم الفارسية لأنها ستكون لغة المؤتمر القادم، دون نسيان دور أجهزة عربية كان لبعضها نفوذ خاص مؤثر على توجهات الحزب ، وهناك قصص عديدة أصبحت مجال تندرٍ فضلاً عن اختراقات أجهزة الدول الاشتراكية السابقة لإدارات حزبية، وقد نشرت صحفها المحلية وصحف أخرى أسماء العديد منهم، الأمر الذي أثيرت حوله تقوّلات كثيرة ولكن دون أي إيضاحات من جانب الإدارة الحزبية.
وكنت قد أشرت في مقابلة مع صحيفة صوت العراق الناطقة بلسان حزب الدعوة في 1 ديسمبر (كانون الأول) 1993 وأجرى الحوار معي في لندن عمّار الصفار (الذي اغتيل بعد الاحتلال يوم كان وكيلاً لوزير الصحة) إلى ما يأتي ” وإذا كان النظام العراقي قد استخدم أكثر الأساليب عنفاً إلى أكثرها مكراً لتفتيت المعارضة من داخلها، بما يسمى في الإعلام والسياسة بالدعاية السوداء والحرب النفسية، فإن ثمة أجهزة ومؤسسات كبيرة ومتخصصة بقضايا الآيديولوجيا والدعاية على المستوى الدولي وترتبط بأجهزة ومخابرات دولية لم تكن بعيدة عن التداخلات والتأثيرات بما فيها جهاز الموساد الإسرائيلي (وكنت أعني ما أقول) وعدّتُ وكررتُ هذا الكلام في حوار خاص مع الصحافي والكاتب مكي كاظم الحيدري (جريدة الرأي الآخر، العدد 2، أوائل تشرين الثاني 1994) وفي العام 1997 أجرى الكاتب نفسه حواراً معي لأطروحة ماجستير (كندا) حول التحالفات والجبهات الوطنية (خريطة المعارضة)، وبسبب هذا الموقف وردتني عدة تهديدات ورسائل عبر البريد واتصالات تلفونية من جهات مجهولة، وكل ذلك لم يثنِني عن التعبير عن وجهات نظري وقول الحقيقة.
ولا يكفي تبرير إن هناك تضحيات وراء عمليات إعادة التنظيم في الداخل، بل كانت هناك كمائن غير قليلة وشبه مفضوحة، الأمر الذي يقتضي التعامل معها بمسؤولية وحسّ إنساني دون محاولات إسقاط الرغبات على الواقع، وهو الأمر الذي حصل فعلياً وخسرنا بسببه عشرات الرفاق والكوادر القيادية والكفاءات العلمية، فقسم منهم قتلوا تحت التعذيب في أقبية الأمن والمخابرات العراقية أو تم إعدامهم، أما من نجا منهم واستطاع الهروب إلى الخارج فيروي قصصاً مروّعة، والقسم الآخر تم إعادة إرسالهم كمندسين، حيث ظلّوا يعملون لحين اكتشافهم، وقد يكون بعضهم لم يُكتشف حتى الآن، وقد استُدرِج الكثيرين، بمن فيهم أعضاء في “إدارة الحزب”، لاسيّما في العام 1991 وما بعدها في فضيحة مدويّة، رغم محاولة التستر عليها، لاسيّما ما رافقها من ملابسات ومعلومات واختراقات وضعف، لكنها تسربت إلى أوساط كثيرة وأصبحت مادة للتنّدر، وهو الأمر الذي ينبغي التوقف عنده ليس من باب التشفي أو الاصطياد بالماء العكر، بل من باب الحرص والمسؤولية إزاء ضعف اليقظة وقلّة المعرفة وسوء التقدير، وما ينطبق على هذه القضية الخطيرة ينطبق على قضايا أخرى.
وقيل أن المسؤول عن تلك الاختراقات قد تم قتله دون حكم قضائي وجرى الحديث عن اعترافاته، ولكن لم يطلّع أحد على نصوص أو وثائق بهذا الخصوص، وكان أحد الأشخاص المشكوك بهم والمسؤول عن اعتقال عشرات الرفاق، قد اكتشف أمره، لكنه وفي ظروف غامضة وفي ظلّ الصراعات الحزبية ومراكز القوى ظلّ طليقاً، بل أعيد إرساله إلى الداخل ليلتحق بالأجهزة الأمنية ويستمر في مطاردته للشيوعيين كما يروي أكثر من رفيق، فمن المسؤول عن ذلك؟ وأية إجراءات اتخذت بحقه؟ وهي أسئلة كان على الرفيق عزيز محمد الإجابة عليها. وإذا كانت الاختراقات تحصل دائماً في أوضاع العمل السري وظروف قوات الأنصار، فقد آن الأوان لكشف هذه الأمور على الملأ.
ولعلّ أهم ملاحظاتي السياسية على فترة قيادة الرفيق عزيز محمد (أبو سعود) تتلخّص في النهج المتذبذب ذات اليمين وذات الشمال، ففي العام 1964 دخل الحزب في نفق جديد اسمه “خط آب”، ثم انتقل إلى ما يسمّى بـ “العمل الحاسم” وبعدها وصل التفكّك في الحزب إلى حدوث انشطار عمودي حاد 1967، كان يمكن أن تتم معالجته داخلياً، وحتى بعد اندلاعه فلم تكن وسيلة التصدّي له ناجعة.
أعتقد أن بعض الصقور من الطرفين كانوا قد هيمنوا على المشهد لدرجة لم يكن بإمكان عزيز محمد أن يضع حدّاً لهم، خصوصاً في ظل غيابه المستمر، وكان الأجدى به العودة من موسكو لمواجهة الأمر، لا ترك حرب الصقور تدور وهو بعيدٌ عن ساحة الصراع الأساسية، والحالة ذاتها استمرت بعد الاحتجاجات التي شهدها الحزب عقب المؤتمر الرابع 1985 دون أن تجد آذاناً صاغية.
يتبع